فهرس الكتاب
الصفحة 3 من 13

إن"أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، و المعاداة في الله، و الحب في الله، و البغض في الله عز وجل" (صحيح: صحيح الجامع) لا قومية ولا عشائرية ولا حزبية ولا قُطرية، فموالاة المؤمن تكون للمؤمنين، ومعاداته تكون للكافرين، وحبه للمؤمنين، وبغضه للكافرين، هكذا بيّن رسول رب العالمين، المبلّغ عن رب العزة القائل في الكتاب المبين {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الاَخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار}

فمحبة المؤمن للمؤمن نابعة من اللقاء في محبة الله ورسوله، فقد قال صلى الله عليه وسلم"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" (البخاري) ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أحب للمؤمن من كل أهله وعشيرته .. ودينه - صلى الله عليه وسلم - أعز على المؤمن من نفسه وولده، ومن قدّم قريباً أو حبيباً على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد وقع عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن"..

لقد كان الصحابة رضي الله عنهم مثالاً حياً لعظمة هذا الولاء وهذا البراء في الدين، هذه المحبة، وتلك المعاداة في الدين، فتجد أحدهم يبيع نفسه وماله وينفصل عن أهله وعشيرته في سبيل تحقيق هذا المفهوم الرباني الذي لا يستقيم إيمان المرء إلا به ..

إن هذه القوة الإيمانية والعزيمة الربانية تحتاج إلى مراس وعزيمة تكاد تكون بلا حدود، تحتاج إلى قلب خالي من كل شيء إلا الإيمان .. إنه القلب الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه"... ألا وان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد واذا فسدت فسد لها سائر الجسد الا وهي القلب"، وروي أن أبا هريرة رضي الله عنه قال"القلب ملك والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث الملك خبثت جنوده".

إن جميع العلاقات البشرية والأنساب القبلية والروابط العرقية لا يصبح لها قيمة في قلب المؤمن إذا دعى داعي الله، ولا يمكن للإيمان أن يساوم بين الأمرين {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الاَخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار} ..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام