بسم الله الرحمن الرحيم
سأل أحدهم عن مسألة قتل المجاهدين لبني جلدتهم من الأفغان والعراقيين والشيشان والفلسطينيين، فرأيت أن أكتب هذه الكلمات لأبين بها - إن شاء الله - الصواب في المسألة التي يدندن عليها بعض الرويبضة لتشويه صورة المجاهدين، ولتغييب الحقائق وتمييع الدين .. فأقول وباالله أستعمين:
قال تعالى في سورة يونس {فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس: 32] هما طريقان وخياران لا ثالث لهما: إما الحق، وإما الضلال، إما هذا الدين وإما الكفر المبين .. بهذا نزل القرآن، وهذا ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خط خطاً، وقال:"هذا سبيل الله، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره، وقال: هذه سبل، على كل سبيل شيطان يدعو إليه، ثم قرأ {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} "..
فالمؤمن من سلك سبيل الله ولزم الصراط المستقيم، والكافر من حاد عن هذا الصراط وسلك سبل الشياطين، أما المتذبذب المتنقل بين الخطوط فقد أدخله رب العزة في عداد المنافقين الذين هم دون الكافرين، فقال سبحانه {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} (النساء: 142 - 143) ، فالكافر الأصلي خير من المنافق المتذبذب: لأن الأول صاحب مبدأ ثابت ورأي راسخ ألزم نفسه به، وربما لم تتأتى للكافر الصريح فرصة المنافق الذي يعيش بين المسلمين يسمع كلام الله ورسوله ثم يبقى على حاله، ولذلك كان المنافق أشد عذاباً في الآخرة من الكافر الأصلي، قال تعالى {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (النساء: 145)
المؤمن من التزم بهذا الدين وأحبه وقدمه على كل أمر سواه، ولم يتردد أو يتذبذب في القبول والإذعان لأوامر الواحد الديّان، فالمؤمنون هم من {قالوا: سمعنا وأطعنا} ، وهم الذين {يُسارعون في الخيرات} ، وإذا أمر الله ورسوله أمراً فلا يتخيّرون ولا يترددون ولا يتأخرون ولا يتكاسلون، بل: يُسارعون، فهؤلاء هم المؤمنون حقاً ..