الصفحة 16 من 47

لا كثر الله بهم بلادنا يقول قاسم أمين في كتابه النجس (تحرير المرأة) : (إن المرأة مساوية للرجل من جميع الوجوه وإن الرجل ظالم لها في حقوقها) . ويحث فيه على تربية المرأة وتعليمها كما يتعلم الرجل سواء بسواء. ويقول بلزوم رفع الحجاب ووجوب الاختلاط لأن حجاب المرأة وعدم اختلاطها بالرجال مما يقيد حريتها التي منحها الله إياها ويمنع من قيامها بالعمل المكلفة به في الهيئة الاجتماعية إلى آخر ما يدعو إليه ثم يقول: (لقد كنت أدعو المصريين قبل الآن إلى افتفاء أثر الترك بل الإفرنج في(تحرير نسائهم) ، وغاليت في هذا المعنى حتى دعوتهم إلى تمزيق ذلك الحجاب، وإلى إشراك النساء في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم، ولكن. أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختبرته من أخلاق الناس، فلقد تتبعت خطوات النساء في كثير من أحياء العاصمة والإسكندرية لأعرف درجة احترام الناس لهن، وماذا يكون شأنهم معهن إذا خرجن حاسرات، فرأيت من فساد أخلاق الرجال بكل أسف ما حمدت الله على ما خذل من دعوتي واستنفر الناس إلى معارضتي، رأيتهم ما مرت بهم امرأة أو فتاة إلا تطاولوا إليها بألسنة البذاءة، ثم ما وجدت زحاماً في طريق فمرت به امرأة إلا تناولتها الأيدي والألسن جميعاً). حتى وقع الفأس في الرأس يا عدو الله، ثم تعترف وتعتذر وأدركت خطر دعوتك، وتحمد الله أن خذلها، وأنت أول من نادى بتحريرها في مصر، وممن نحررها من عبوديتها لله إلى عبوديتها للشيطان والنفس الأمارة بالسوء يا عدو الله قال ابن القيم:

هَرَبُوا من الرق الذي خُلقوا له ... فَبُلُوا برق النفس والشيطان

حررتها من دينها حتى تجرأت عن شرع ربها فقالت: (المرأة ليست نصفَ الذكر) . وقالت: (الإسلام دين جاف وجامد يريد أن يجمد نصف المجتمع وهي: المرأة) . وقالت: (إن نصوص القرآن والسنة يجب أن يعاد فيهما النظر لأنهما غير مسايريْن للعصر) . وقالت: (يجب أن يعاد النظر في جوهر الإسلام) . وقالت: (إن الذين يريدون العودة للإسلام في قضية المرأة لهم عقلية متخلفة) . وقالت: (كيف تكون شهادةُ امرأة دكتورة عالمةِ الذرة نصفَ شهادة رجلٍ أمي جاهل) . وقالت: (كيف تقولون: النساء ناقصات عقل ودين، والمرأة بلغت شأواً كبيراً في العلم والثقافة والحضارة-الخسارة) . -وهذا أمر خَلقي من أمور الفطرة وليس فيه ما يعاب عن المرأة، ولاسيما في الحالة التي تغلب عليها العاطفة-. فهي تريد حرية تحررها من دينها، وتُعَريها في الشوارع والأسواق، وتدفعها إلى أحضان الشيطان دفعاً عن طرائق قدداً: مرة باسم (الخطة الوطنية-أو الوثنية) . ومرة باسم (اليوم العالمي للمرأة) . ومرة باسم (الحقوق- أو الحكوك) . ومرة باسم (حقوق النساء) . ومرة باسم (اتحاد النسوي) . إنها ألعوبة التمدن، والتحرر والتحضر، إنها ألعوبة: (دعوها تمارس ما تشتهي) . (دعوها تعاشر من

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام