الصفحة 26 من 234

يكون على صورة خلق من خلقه .. وآمنوا برسله ، ومنهم عيسى ..فاللّه هو اللّه ربّ العالمين ، وعيسى هو رسول اللّه رب العالمين .. فآمنوا باللّه ، وآمنوا برسل اللّه ..!

قوله تعالى: « وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ » هو تخطئة لهذه الكلمة الخاطئة التي يقولها من يرى اللّه ثلاثة آلهه: الآب ، والابن ، وروح القدس .. أو هو الأب ، والابن ، والأمّ ..وقوله سبحانه: « انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ » هو توجيه إلى قولة الحق ، وإلى طريق الحق ، بعد العدول عن قولة الزور ، وطريق الضلال ..

وقوله تعالى: « إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ » .هذا هو الوصف الحق للّه تعالى: « إِلهٌ واحِدٌ » تنزّه أن يكون له ولد ، لأنه سبحانه غنى عن العالمين « لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ » .. فما حاجته إلى الولد إذا احتاج الناس إلى الأولاد ؟

وقوله سبحانه: « وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا » إشارة إلى أن التوجه إلى اللّه وحده ، هو المعتصم الذي ينبغى أن يعتصم به الإنسان .. فليس بعد قدرة اللّه قدرة ، ولا مع سلطان اللّه سلطان .. « وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ » (3: الطلاق) .

وقوله سبحانه: لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ » هو بيان لما بين اللّه وبين عباده من حدود .. فاللّه هو اللّه ، والعباد هم العباد .. ولن يستنكف أي مخلوق من مخلوقات اللّه أن يدين له بالعبودية والولاء .. لا المسيح ولا غير المسيح ..وإذا كان المسيح هو روح من اللّه. فإنه قد تلبّس بالجسد .. أما الملائكة فإنهم روح من اللّه لم يتلبس بجسد .. فهم ـ والحال كذلك ـ أولى من المسيح بأن ينازعوا اللّه فى ألوهيته .. ولكنهم هم خلق من خلق اللّه ، وعباد من عباده .. لا يستكبرون عن عبادته! فالقول بألوهية المسيح ـ من هذه الجهة ـ منقوض ، إذ كان الملائكة أعلى درجة منه ، وأبعد مدى فى هذا الباب الذي دخل منه المسيح إلها مع اللّه ، أو إلها من دون اللّه! وقوله تعالى: َ مَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً »

أي ومن يستكبر عن عبادة اللّه ، ويتأبّى أن يكون عبدا له ، فإنه سيحشر مع من يحشرهم اللّه يوم القيامة ، وسيلقى الجزاء المناسب له! (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام