فهرس الكتاب
  • 📄
الصفحة 3 من 37

في القرآن قانون أصولي يشبه في قوته ودقته وانضباطه الكامل من جميع الوجوه القانون الرياضي أو الحسابي . لكنه يتفوق عليه من حيث أنه واضح المعالم ، سهل الإدراك يمكن معرفته من قبل الجميع: الأمي والمتعلم ، والعامي والعالم ! ويمكن تطبيقه بسهولة على أية مسألة أصولية أو قضية أساسية من

قضايا الدين ليعرف الكل ، وبصورة جازمة قاطعة ،

وسهلة ميسرة صحتها من بطلانها !

وبذلك نستغني عن الردود المطولة ، والجدالات المحتدمة التي تدور بعيداً عن هذا القانون الرباني القرآني، وتجري في منعرجات البحث عن دلالة النص أو (الدليل) دون التوقف أولاً - وهذا أعظم ما يستدعي التوقف - عند صلاحية الدليل للاستدلال من خلال النظر في مدى حيازته على شروط الدليل الأصولي .

هذا .. وقد اتخذت من أصول الدين الصحيحة الكبرى ، ومن عقيدة (الإمامة) عند الشيعة مجالاً أطبق عليه تفاصيل هذا المبحث المهم في غاية الأهمية لأثبت من خلاله مدى حاجتنا إلى معرفة هذا القانون ، ومدى فعاليته في الوصول إلى الحق بسهولة ويسر منقطع النظير .

وأخيراً أقول: أرأيت طريقا يؤدي إلى مكان خطير

وضعت عليه (نقطة تفتيش) عليها حراس شداد في منتهى الشدة، أذكياء في قمة الذكاء لا يجوزهم إلا شخص يمتلك هوية رسمية بشروط وصفات واضحة محددة ؟

إن معرفتنا بشروط أدلة أصول الدين تجعل على طريق كل مزور حقود أو مبتدع جهول هذه (النقطة) ذات الحراس الأشداء الأذكياء تقطع عليه الطريق وتحول دون مرور أباطيله ومروق أضاليله ووصولها إلى حمى الدين العظيم ، لأن هويتها مزورة لا تمتلك مواصفات الهوية الشرعية الواضحة المحددة .

والله - سبحانه وتعالى - اسأل أن ينفع بها كاتبها وقارئها والمسلمين أجمعين . آمين .

المؤلف

1419هـ / 1998م

المنهج القرآني

في إثبات أصول الدين

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام