فهرس الكتاب
  • 📄
الصفحة 1 من 37

القواعد السديدة

في

حماية العقيدة

الدكتور

طه حامد الدليمي

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العامين .

والصلاة والسلام على الهادي الأمين. وعلى آله أصحابه وأتباعه أجمعين .

وبعد ..

فمن المسَلَّم به عند جميع العقلاء أن كل دعوى لا بد لها من بينة او دليل. والدليل إنما سمي دليلاً لأنه يشتمل على شروط أو عناصر جعلته صالحاً لأن يطلق عليه هذا الاسم ، وإلا لم يكن دليلا معتبراً.

ومن المسَلَّم به أيضا أن أعظم دعوى في الوجود هي العقيدة ممثلةً بأصولها ، ومن بعدها تأتي أصول الشريعة أو الأعمال الشرعية التي هي كالبناء بالنسبة إلى أساس العقيدة .

وبما أن هذه الدعوى هي أعظم دعوى فلا بد أن تكون شروط أدلتها أعظم الشروط وأصعبها وأدقها وأبعدها عن الظنون والاحتمالات ، بحيث لا يمكن أن يتطرق إليها الشك أو الاحتمال بأي وجه من الوجوه ليكون الدين قائما على أساس متين تطمئن إليه النفس وتثق به ثقة مطلقة ، وإلا فإن الشك إذا تطرق إلى أصول الدين فمعنى ذلك أن الدين في أساسه بات مشكوكاً فيه . وما ذلك بدين؛ لأن الدين مبناه على القطع واليقين.

لقد علِمنا من ديننا أنه حتى المسائل الفرعية إذا كانت المسألة عظيمة أو خطيرة فإن الله تعالى يشدد في شروط أدلتها ما لا يشدد في غيرها: فمن المعروف أن كل الشهادات يكتفى فيها بشاهدين ، إلا الزنا فلا بد لإثبات وقوعه من مضاعفة الشهود مع توفر المشاهدة العيانية الجازمة ، لخطورة التهمة ومساسها بسمعة المتهم ودينه ومصيره .

وهكذا الحال عندما يتعلق الأمر بما هو أعظم ألا وهو أصول الدين التي بها يتقرر مصير الإنسان: هل إلى الجنة أم إلى النار ؟ وقبلها هل هو من المسلمين أم من الكفار ؟ وما يترتب على ذلك من مسائل وأحكام في الدنيا والآخرة .

فما هي العناصر أو الشروط التي ينبغي توفرها في

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام