ـ غير أن المسلم لا يزال يطالب اليهود والنصارى أن يؤمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وهم لا يزالون يستكبرون عن الإيمان بنبوته [1] فشعار المسلم دائماً { لا نفرق بين أحد من رسله } وشعار غيره التفريق.
الإيمان بالله
ويتضمن قضايا رئيسية ثلاث:
(1) الله هو الرب الخالق الرازق المحيي المميت وهذا أمر بديهي لا يحتاج إلى دليل، فإن شئون الخلق والرزق والملك والتدبير بيد الله لا يشاركه فيها أحد من المخلوقات ، وهذا أمر مركوز في الفطرة البشرية، اللهم باستثناء من أنكر ذلك مكابرة واستهزاء فإن سريرته تشهد بوجود الله تعالى وإن تظاهر بالإنكار والجحود كما قال تعالى عن فرعون وقومه { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا } (النمل41)
ومع أن فرعون كان يسأل بسخرية وتبجح { وما رب العالمين } إلا أن موسى لم يكن يزيد على أن يقول له { لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصآئر } (الإسراء102)
ولذلك كان أول ما يدعو إليه الأنبياء: عبادة الله { أعبدوا الله ما لكم من إله غيره } ولو كان الدليل على وجود الله غير فطري وإنما يكون بالتعليم لكان أول ما دعوا إلى الإيمان بوجود الله قبل الدعوة إلى عبادته، ولذلك حين سئل أعرابي عن الدليل على وجود الله قال: سبحان الله! البعرة تدل على البعير، والأثرة تدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، أفلا يدل ذلك على العليم الخبير؟!
* والدليل العقلي شاهد على أن كل شيء موجود دال على وجود الخالق، فإنه ما من مخلوق إلا وله خالق أوجده من العدم إلى الوجود، ولا يمكن أن يكون خلق نفسه، فلم سبق إلا أن يكون لها موجود أوجدها من العدم.
(1) نذكر بأن اسم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - موجود إلى الآن في الكتاب الذي بأيدي اليهود (سفر نشيد الأنشاد 5/16) .