الصفحة 12 من 239

فيقول الله: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله: إنما أردت أن يقال فلان جواد وقد قيل_أي قيل فيك ما كنت ترجو أن يقولوه عنك_ اذهبوا به إلى النار.

ثم يؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله: لماذا قتلت؟

فيقول: رب خرجت في سبيلك فقاتلت حتى قتلت رجاء ثوابك وجنتك.

فيقول الله كذبت، وتقول الملائكة كذبت، ويقول الله، إنما كنت تقاتل ليقال إنك جريء وشجاع، وقد قيل، خذوا به إلى النار.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - »يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة« [1] .

فهاتان القاعدتان دعامة التوحيد الخالص كما جاء به الإسلام: عبادة الله وحده على نور من كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ومن عمل بهما بريء في عبادته منن الشرك والابتداع في الدين، فالشرك في عبادة الله والابتداع في دينه هما السببان اللذان ضلت الأمم بهما.

الحاجة إلى علم التوحيد

التوحيد حق الله على عباده الذين خلقهم من العدم وسخر لهم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، وقد تكفل لمن قام بهذا الحق أن يدخله الجنة كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ»يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قال معاذ: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً« [2] .

* فالتوحيد أشرف العلوم لتعلقه بالله وأسمائه وصفاته وهو ما كان يدعو إليه الرسل { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } (الأنبياء25) وتعلمه واجب على كل مسلم ومسلمة، لأن صلاح دين المرء مرتبط بصلاح عقيدته.

(1) رواه الترميذي والحاكم 3/111 وقال هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.

(2) رواه البخاري (7373) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام