أولهما: إخلاص النية لله تعالى { ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } (الكهف110) وقال نبينا - صلى الله عليه وسلم - »إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغى به وجهه« [1] ولا يقتصر الأمر على رد عمله إذا كان مشركاً فحسب، بل يجعله الله هباءً منثوراً { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً } (الفرقان23) ثم يعاقبه على عدم خلوص النية وإن كان ظاهر العمل الصلاح لأن الله لا يطلع على ظاهر العمل فحسب، إنما يطلع على باطنه فيعلم صلاح القلب أو فساده.
* لقد تلا الفضيل بن عياض قوله تعالى { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا } (الملك2) ثم فال»أحسن العمل أخلصه وأصوبه.
فقيل له: ما معنى ما تقول يا أبا علي؟
قال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل، ولا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً صواباً.
1ـ والخالص أن يكون ابتغي به وجه الله تعالى.
2ـ والصواب أن يكون موافقاً للكتاب والسنة.
وجاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حق من حسن عمله وساءت نيته»أن أول الناس يدخل النار يوم القيامة ثلاثة نفر:
1ـ عالم جمع القرآن، أي حفظه.
2ـ ومجاهد قتل في سبيل الله.
3ـ وغني كثير المال.
فأول من يدعي للحساب قارئ القرآن فيقول الله له:
ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟
قال: بلى يا رب.
قال: فماذا عملت فيما علمت؟
قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار رجاء ثوابك.
فيقول الله: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان قارئ وقد قيل ذلك، اذهبوا به إلى النار.
ويؤتى بصاحب المال فيقول الله: ألم أوسع عليك حتى لا أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا رب.
قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟
فيقول: رب قد رزقتني مالاً فوصلت به الرحم، وتصدقت به على المساكين رجاء ثوابك وجنتك.
(1) رواه النسائي في الجهاد (59) بإسناد حسن.