الصفحة 10 من 239

... * فهذه الدار دار اختبار وامتحان، دار عمل ننتقل منها إلى دار جزاء لا عمل فيها، إنها دار ثواب أو عقاب، دار حصاد لما زرعناه في الدنيا، عندها يحصد الناس ما كانوا قد زرعوا من العمل حين كانوا في دنيا العمل { يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم، فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره } (الزلزلة6)

... ولذا قيل:الدنيا مزرعة الآخرة، ثم يكون الناس يومئذ فريقان: إما سعيد في الجنة وإما شقي في النار.

... * فالغاية الأسمى من خلق الله لنا هي عبادته وحده { وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } (الذاريات57)

... * ولكن أيريد منا أن نلازم المساجد وأن لا نفارقها أبداً؟ أم يريد منا أن نعبده بطاعته وامتثال أمره، فالصلاة والصوم عبادة، وترك المحرمات عبادة، وإعانة الناس والإحسان إليهم عبادة والإنفاق على الزوجة والولد عبادة، والعمل الحلال عبادة، والسعي في الإصلاح بين الناس عبادة.

... وهكذا كل شأن من شئون الحياة عبادة وليس الصلاة والصيام فحسب، إن مفهوم العبادة في الإسلام أوسع من ذاك المفهوم الضيق الذي يفهمه أهل الديانات الأخرى.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - »وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله: أياتي أحدنا شهوته ويكون له أجر؟ قال: أرأيتم إن وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ قالوا بلى، قال: فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر.

قاعدتان ثمينتان

... يعطينا القرآن قاعدتين هما شرطان مهمان في قبول العبادة، قال تعالى { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً } (الكهف110) هذه الآية تبين لنا شريطين لقبول العبادة:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام