وقد حرم الله الجنة على المشرك، وحرم الخلود في النار على كل موحد، لذا كانت حاجة البشر إلى التوحيد تفوق حاجتهم إلى الطعام والشراب، فإن يك في فقدان الطعام والشراب فقدان مقومات الحياة.
فإن في فقدان التوحيد فقدان مقومات السعادة في الدنيا والآخرة، وفقدان حلاوة الإيمان وطمأنينة النفس بصلتها بالله الواحد، وإن العبد لا يسكن قلبه إلا بصلته بربه وبالتقرب إليه بما يرضيه والابتعاد عما يسخطه.
* فما من خير إلا والتوحيد أصله، ولا شر في الدنيا والآخرة إلا والشرك سببه، وما من شدة من شدائد الدنيا إلا وبالتوحيد زوالها، فبكلمة التوحيد نجا يونس حين نادى وهو في بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) وقد جعلها الله تعالى نجاة كل مكروب.
مزايا عقيدة التوحيد
إن لعقيدة التوحيد مميزات عديدة منها:
* أنها تقوم أولا على الإيمان بالله رباً واحداً لا شريك له، خلق السماوات والأرض وما بينهما، وتقوم على الإيمان به إلهاً واحداً لا شريك له في ألوهيته.
* أنها عقيدة سهلة خالية من التعقيدات والفلسفات لا تتخللها غوامض ولا أسرار.
* أنها تحرر الإنسان من الشرك وتخرجه من عبودية العباد إلى عبادة الإله الواحد، قال تعالى { إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه } فالحاكم والمحكوم محكومان تحت حكم الله وحده، وقد قال الخليفة والحاكم الأول بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين تقلد زمام الخلافة»أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم«.
... * أنها عقيدة ملائمة للفطرة لا تصادم بينهما، فالفطرة ودين الله يشدا إلى التوحيد، فلا ثالوث ولا شريك ولا وثن ولا وسائط ولا بدع.
... * أنها ثابتة واضحة المعالم لا تتطور بمرور الأزمان وتعاقب الأجيال.
... * أنها مبرهنة تقيم البراهين والحجج على صحة كل مبدأ منها، ولك أن تتأمل هذه الآيات: