الصفحة 7 من 26

بقاعدة وهي أن من دعا بأسمائه الحسنى أن يسأله في كل مطلوب ويتوسل إليه بالاسم المقتضى لذلك المطلوب المناسب لحصوله, حتى كأن الداعي مستشفع إليه، متوسل إليه به، فإذا قال: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور، فقد سأله أمرين وتوسل إليه باسمين من أسمائه مقتضيين لحصول مطلوبه، وكذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة رضي الله عنها وقد سألته: ما تدعو به إن وافقت ليلة القدر؟ قال: تقولين: «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني» [1] ، وكذلك قوله للصديق - رضي الله عنه - وقد سأله دعاءً يدعو به في صلاته فقال له: قل: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» [2] ، وإذا ثبت هذا، فالمقام لما كان مقام طلب السلامة التي هي أهم ما عند الرجل، أتى في لفظها بصيغة اسم من أسماء الله وهو السلام، الذي يطلب به السلامة [3] .

فتضمن لفظ السلام معنيين أحدهما:

1)ذكر الله.

(1) أخرجه ابن ماجة (3850) ، الترمذي (3513) ، وصححه الألباني.

(2) أخرجه البخاري (799) (5967) .

(3) بدائع الفوائد (2/ 372) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام