المعنى من أسمائه دون غيره من الأسماء؛ لأن معناه السلامة والبراءة والعافية من جميع الشرور فكأنه يخبره بالسلامة من جانبه، ويؤمنه من شره وغائلته، وأنه سلم له لا حرب عليه، وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه، كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم» [1] ، وجاء أيضًا أن المهاجر بن قنفذ - رضي الله عنه - أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه فقال: «إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر» [2] ، دل هذا الحديث على أن السلام اسم من أسماء الله.
ثانيهما: أن السلام مصدر بمعنى السلامة، وهو المطلوب، المدعو به عند التحية، فإذا قلت السلام أي: السلامة عليك من كل شر وآفة وعيب، ولذلك جاءت الأحاديث بالإطلاق والعموم، ودلالة ذلك، قالوا: إن السلام عطف على الرحمة والبركة.
والحق في مجموع القولين: فلكل منهما بعض الحق، والصواب في مجموعهما، وإنما نبين ذلك
(1) رواه الطبراني في الكبير (10391) ، والبزار في مسنده (1771) ، وصححه الألباني في الجامع (3697) .
(2) أخرجه أبو داود (17) وصححه الألباني.