لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله [1] » و (التحيات) جمع تحية كل تحية عظيمة هي لله جل وعلا وفي حديث أنس - رضي الله عنه:"قال جبريل - عليه السلام - للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن الله يقرئ خديجة السلام فأخبرها، فقالت: إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته" [2] ، قال العلماء في هذه القصة دليل على وفور فقهها لأنها لم تقل «وعليه السلام» [3] .
6 -ومن الآثار المسلكية لاسم السلام، أن يتذكر العبد دعاء الأنبياء والمؤمنين على الصراط، اللهم سلم سلم، ومن أراد السلامة في ذلك الموقف فلا بد أن يسلم لله وحده ويخلص من درن الشرك وغله ودغل الذنوب والمخالفات، قال تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} [4] ، أي: معصية الله في السر والعلن [5] ، ويقول تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [6] ، والقلب السليم: الذي سلم من الغل والحسد والشرك والحقد والكبر والشح وحب الرئاسة, فسلم من
(1) متفق عليه، رواه البخاري (797) (5876) ، ومسلم (402) .
(2) رواه النسائي في السنن الكبرى (8359) ، والحاكم في المستدرك (4856) .
(3) فتح الباري (7/ 139) .
(4) سورة الأنعام: الآية 120.
(5) تفسير الطبري (8/ 14) .
(6) سورة الشعراء: الآية 88 - 89.