مزينة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر لي بجزء من تمر عند رجل من الأنصار، فمطلني به فكلمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اغد معه يا أبا بكر فخذ له تمره» فوعدني أبو بكر - رضي الله عنه - المسجد إذا صلينا الصبح فوجدته حيث وعدني, فانطلقنا فكلما رأى أبا بكر - رضي الله عنه - رجلٌ من بعيد سلم عليه، فقال أبو بكر - رضي الله عنه: أما ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل, لا يسبقك إلى السلام أحد, فكنا إذا طلع الرجل بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا [1] ، وعن الطفيل بن أبي كعب أنه كان يأتي ابن عمر رضي الله عنهما فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، على سقاط ولا على صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا سلم عليه، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يوما فاستتبعني إلى السوق فقلت: وما تصنع في السوق؟ وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع وتسوم بها ولا تجلس بمجالس السوق فاجلس بنا ها هنا نتحدث، فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: يا أبا بطن، وقال: كان الطفيل ذا بطن: إنما نغدو من أجل
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (880) ، وفي الأوسط (7468) ، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2702) .