الصفحة 14 من 26

كان فهو كفر محض والله عليم بكل منهم وما هو منطو عليه من هذه الصفات [1] ، وكذا عباده المؤمنين يسلمهم الله ويظهر أثرهم على كثير من الخلق، قال الله تبارك وتعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [2] ، وتأمل سلامة الله للعبد المؤمن، وكرامته له في موطن موحش تخشاه النفوس وتهابه، جاء في حديث البراء بن عازب قال:"خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستقبل القبلة، وجلسنا حوله، وكأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به الأرض، فجعل ينظر إلى السماء، وينظر إلى الأرض، وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثًا، فقال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثًا، ثم قال: النبي - صلى الله عليه وسلم - «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا, وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس, معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر, ثم يجيء ملك الموت - عليه السلام - حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة (وفي رواية المطمئنة) أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج تسيل"

(1) تفسير ابن كثير (3/ 299) .

(2) سورة النحل: الآية 32.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام