الصفحة 13 من 26

بن زكريا فخصه بالسلام عليه فقال: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا} [1] فأشار إلى أن الله جل وعز سلم يحيى من شر هذه المواطن الثلاث وأمنه من خوفها, وإذا سلم الله على عبد فإن ذلك إشارة إلى سلامة ذلك العبد من كل عيب وآفة وبرئ من كل نقص، ثم إن ذلك يستلزم أن ننزههم من العيوب والنقائص، فلا يذكرهم أحد بسوء، وذلك بالطعن في شرائعهم، والاستهزاء بحديثهم، وما أعرض أحد عن شرع الله وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي ختم الله به الدين إلا وجد قسوة في قلبه؛ عقوبة من الله له، قال تعالى: {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمَ الظَّالِمُونَ} [2] .

نص الله على مرض القلب في الآية وهو بمعنى قسوة القلب، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:"المرض هو النفاق" [3] وقيل لا يخرج أمرهم من أن يكون في القلوب مرض لازم لها أو قد عرض لها شك في الدين، أو يخافون أن يجور الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - عليهم في الحكم، وأيًا

(1) سورة مريم: الآية 15.

(2) سورة النور: الآية: 48 - 50.

(3) تفسير ابن أبي حاتم ج 8، ص 2623.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام