والتي تناقلها العلماء جيلاً بعد جيلٍ حتى وصلت إلينا هي الرسالة الأخيرة والتي اشتهرت باسم (الرسالة) ، وهي رسالة أصولية سنية سلفية جديرة بالاهتمام والعناية قراءة وتدريساً وشرحاً يُبَيِّنٌ غامضها.
و لم يقتصر الشافعي - رحمه الله - على الرسالة بل ألف كتباً أخرى في مسائل من أصول الفقه منها:-
أ-كتاب جماع العلم.
ب-اختلاف الحديث.
ج-صفة نهي النبي صلى الله عليه وسلم.
د-إبطال الاستحسان.
فجعل من نفسه -رحمه الله- قدوةً حسنةً لمن جاء من بعده من أئمة السلف لا سيما ممن كتب منهم في علم أصول الفقه. فساروا سيرته وسلكوا طريقته، فكتب بعضهم كتباً مفردة في أصول الفقه شملت كل مسائل العلم أو جلها،
و البعض الآخر كتب في بعضها سواء أفردها بمؤلف أو ضمنها بعض مؤلفاته الأخرى. فكانوا بمجموعهم يمثلون طريقة أو مدرسة الشافعي بحق.
وممن كتب من العلماء الأعلام على هذه السيرة وهذه الطريقة، أعني الطريقة الشافعية السنية السلفية كل من:-
1 -إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل (ت 241 هـ) - رحمه الله - كتب كتاباً في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وآخر في أخبار الآحاد.
2 -أمير المؤمنين في الحديث الإمام محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ) -رحمه الله - ضمن كتابه الصحيح مباحث في أخبار الآحاد، والاعتصام بالكتاب والسنة.
3 -خطيب أهل السنة الإمام عبدالله بن مسلم بن قتيبة (ت 276 هـ) - رحمه الله - ألف كتابه تأويل مشكل القرآن، وكتابه تأويل مختلف الحديث.
4 -إمام أهل السنة في المشرق وحافظها الإمام أحمد بن علي بن ثابت أبو بكر الخطيب (ت 463 هـ) - رحمه الله - ألف كتابه الفقيه والمتفقه حيث ضمنه كثيراً من المباحث الأصولية.
5 -حافظ أهل السنة في المغرب الإمام يوسف بن عبدالبر النمري القرطبي (ت 463 هـ) -رحمه الله - صنف كتابه جامع بيان العلم وفضله وضمنه - أيضاً - كثيراً من المباحث الأصولية الهامة لاسيما الجزء الثاني منه.