الصفحة 18 من 91

وقد بَيّن بدران أبو العينين بدران ( [36] ) الصلة بين الفقيه والأصولي فقال:( وهذه القواعد الأصولية التي وضعها الأصولي ، يعمد إليها الفقيه ويستخدمها - كقواعد مسلم بها - في استنباط الحكم الشرعي العملي الجزئي من الدليل ، فهو إذا أراد التوصل إلى الحكم الشرعي الوارد في قوله تعالى: { ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق } [الأنعام 151] ينظر في هذا النص فيجده من النواهي ؛ فيقصد إلى قاعدة الأصولي في النواهي وهي"النهي يفيد التحريم فيتوصل بهذه القاعدة إلى حكم القتل وأنه التحريم … وهكذا يتضح مدى استعانة الفقيه بالقواعد الأصولية في استدلاله وتوصيله إلى الحكم ."

وبهذا تكون:

مهمة الأصولي البحث عن القواعد الكلية ، والأدلة الإجمالية من حيث دلالتها على الأحكام ، ومهمة الفقيه البحث في الأدلة الجزئية ، بواسطة استخدام القواعد الأصولية لأجل التوصل إلى الأحكام الشرعية العملية من الأدلة الجزئية التي تتعلق بمسألة بخصوصها وتدل على حكم معين ) انتهى باختصار .

ومما يدل على صحة تعريف أهل الحديث للصحابي ، وأنه الحق الواجب اتباعه دون ما عداه وأنه حقيقة شرعية مطابقة للحقيقة اللغوية خلافاً لما زعمه جمهور الأصوليين ما رواه مسلم في صحيحه ( [37] ) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال: ( يأتي على الناس زمان . يغزو فئام من الناس فيقال لهم: فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون: نعم . فيفتح لهم . ثم يغزو فئام من الناس . فيقال لهم: فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون: نعم . فيفتح لهم . ثم يغزو فئام من الناس . فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون: نعم . فيفتح لهم ) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام