فهرس الكتاب
الصفحة 9 من 165

صفحة 29

فلما تحقق عند أبي جعفر الطحاوي الذي هو إمام المحدثين أنهم جمعوا بين العلم والعمل، وأن مذهبهم عمدة أهل السنة والجماعة؛ سماهم فقهاء الملة، واختاره لنفسه، وذلك لأن أبا حنيفة وُلد في عصر الصحابة وروى عن بعضهم، وتفقه في زمن التابعين وناظر معهم، [فكان منهم، وقد رضي الله عنهم ورضو عنه على ما نطق به الكتاب العزيز، وشهد النبي بخيرتهم حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: (( خير القرون: الذي أنا فيه، ثم الذين يلونهم .. ) )[41] [الحديث] [42] .

قوله: (وما يعتقدونه من أصول الدين) .

علم أصول الدين وسبب تسميته بعلم الكلام

ومعنى الاعتقاد مضى، و (أصول الدين) مركب إضافي جُعِلَ عَلَماً لعِلْمٍ مخصوص، فقيل في تعريفه من حيث كونُه عَلَماً [1] : إنه علم يُبحث فيه عن أسماء الله

حاشية

[1] أي إن وجوبه لذاته ليس عن علة أوجدته، بخلاف وجود الممكنات فإن وجودها لعلة أوجدتها، ووجودها ممكن يتصور العقل انتفاؤه، وواجب الوجود لا يتصور في العقل انتفاؤه.

[2] البقاء: (( هو عدم آخرية الوجود ) )، كما أن القدم: (( عدم افتتاح الوجود ) )، وهو معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ) )، فهو سبحانه قديم بلا ابتداء، داءم بلا انتهاء.

[3] هو بار بعباده محسن إليهم قبل أن يخلقهم باعتبار تعلق صفة التكوين الصلوحي القديم، فبره وإحسانُه بهذا الاعتبار قديم، وأما باعتبار تعلق الصفة التنجيزي الحادث فبره وإنعامه على الخلق حادث.

[4] الشبيه هو المشابه في أغلب الأحوال، والمثيل هو المشابه في كل الأحوال، والنظير هو المشابه في أندر الأحوال.

[5] كما قال الشارح في موضع تالٍ: (( العلم إما ديني أو غيره، والديني أشرف من غيره. والديني إما أصول الدين أو ما عداه، وما عداه متوقف عليه لأن المفسِّر إنما يبحث عن معاني كلام الله، وذلك فرع على وجود الصانع المختار، والمحدث إنما يبحث عن كلام الرسول، وذلك فرع على ثبوت نبوته. والفقيه عن أحكام الله، وذلك فرع على التوحيد والنبوة، فدل على أن هذه العلوم مفتقرة إلى أصول الدين وهو غني عنها، فيكون أشرف، ووجوه ترجيحه على سائر العلوم كثيرة لا يمكن ذكرها في هذا المختصر ) ).

[6] بالأصلين: (( قال ) ). وقد وجه العلامة الآلوسي قول سيدنا ابن عباس رضي الله عنه على أنه مجاز مرسل من إطلاق السبب وإرادة المُسبَّب.

[7] رواه مالك في (( مسند الموطأ ) )رقم (10) ، برواية الإمام الحافظ أبي القاسم عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد الجوهري (المتوفى سنة 381 هـ) ، ورواه الحافظ الربيع بن حبيب في (( مسنده ) ) (826) ، ووكيع في (( الزهد ) ) (12) ، وأبو نعيم في (( الحلية ) ) (1/ 24) [ط. دار الكتاب العربي ببيروت] ، وابن عبدالبر في (( جامع بيان العلم ) ) (656) ، والقاضي عياض في (( الإلماع ) ) (ص 213 - 214) [ط. المكتبة العتيقة بتونس] ، وعزاه العراقي في تخريجه للإحياء (1/ 64) لابن السني وأبي نعيم في كتاب (( الرياضة ) )لهما.

[8] زيادة من عندنا اقتضاها السياق

[9] ذهب ابن حزم إلى عدم صحة الحديث من طريق الإسناد.

وقال العلامة ابن الوزير: (( إياك أن تغتر بزيادة كلها في النار إلا واحدة، فإنها زيادة فاسدة، ولا يبعد أن تكون من دسيس الملاحدة] اهـ. ووردت روايات أخرى للحديث بزيادة(اثنتان وسبعون فرقة في الجنة وواحدة في النار) بدلا من الزيادة المشهورة (اثنتان وسبعون في النار وواحدة ناجية) قال المقدسي في أحسن التقاسيم: (( الثاني أشهر والأول أصح إسناداً]. وأخرجه صاحب مسند الفردوس:(تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة كلها في الجنة إلا الزنادقة) .

[10] رواه ابن ماجه في (( السنن ) ) (3982) ونحوه أحمد في (( مسنده ) ) (8046) وآخرون.

[11] بالأصلين: مطالعة ومقاطعة.

[12] الحبر بفتح الحاء وكسرها، وبالكسر أفصح: العالِم بتحبير الكلام وتحسينه.

[13] كذا بالأصلين

[14] يلوح أن المعنى: أن هذا الخاطر وقعفي سر المصنف دون أن يَعلم به أحد ولا شيء حتى زرُّ قميصه.

[15] هكذا في الأصل، وأغيطت السماء: أي دامَ مطرها. [أساس البلاغة] .

[16] الغادية: السحابة تنشأ فتمطر غدوةً.

[17] كان أحد مماليك الناصر محمد بن قلاوون، اشتراه سنة 731 بمبلغ كبير واشتهر أمره، كان أميراً ورعاً، يرعى العلماء ويهتم بشأنهم لا سيما الحنفية منهم لأنه كان حنفياً. توفي في حياة المصنف سنة 957.

[18] الضمير يعود على المصنِّف، وحديثه عن نفسه بصيغة الغائب.

[19] هذه المقدمة بطولها أسقطها ناسخ (ب) .

[20] المراد بعقيدة اهل السنة والجماعة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرام، وهو ما دل عليه السواد الأعظم من علماء الأمة في كل زمان.

[21] زيادة اقتضاها السياق.

[22] (أ) : إذا.

[23] الضمير يعود على تصنيف الخطبة.

[24] بالأصلين: فعلية.

[25] رواه أبو داود في (( السنن ) ) (3991) والترمذي في (( السنن ) ) (2600) وابن ماجه (42) وآخرون.

[26] رواه الترمذي في (( السنن ) ) (2565) ونحوه الحاكم في (( المستدرك على الصحيحين ) ) (408) والطبراني في (( الأوسط ) ) (5043) وآخرون.

[27] فقُه بالضم أي: صار الفقه له سجيةً ومَلَكةً، وفقِه بالكسر أي: فهِم، وفقَه بالفتح أي: سبق غيره إلى فهم مسألة ما.

[28] أي: وما به بخل.

[29] وقيل: الفقه هو الفهم مطلقاً، سواءً كان فهماً للأشياء الدقيقة أم لا.

[30] في المخطوط (أ) : القرينة.

[31] علي بن محمد بن الحسين بن عبدالكريم بن موسى بن عيسى بن مجاهد أبو الحسن، المعروف بـ (( فخر الإسلام ) )البزدوي الفقيه الإمام الكبير. توفي يوم الخميس خامس رجب سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وحُمل تابوته إلى سمرقند، ودفن بها على باب المسجد. ومن تصانيفه: (( المبسوط ) )، إحدى عشر مجلداً، و (( شرح الجامع الكبير ) (( الجامع الصغير ) ). وله في أصول الفقه كتاب كبير مشهور مفيد، رحمه الله.

[32] أي بالأحكام الشرعية.

[33] في (أ) : مقصوراً.

[34] في (أ) : بإثبات.

[35] قول الإمام الأعظم في تعريف الفقه بأنه: (( معرفة اللنفس ما لها وما عليها ) )يشمل الاعتقادياتكوجوب الرضا والصبر ونحوهما، والعمليات وهو الفقه المصطلح عليه، ولذا زاد الحنفية بعد أبي حنيفة قيداً في التعريف ليخرج ما سوى الفقه المصطلح عليه فقالوا: (( الفقه معرفة النفس ما لها وما عليها عملاً ) ).

[36] ساقطة في المخطوط.

[37] في (ب) : فقهه.

[38] تاريخ بغداد (13/ 338) .

[39] تاريخ بغداد (13/ 357) .

[40] ما بين المعقوفتين ساقط في (ب) . وانظر تاريخ بغداد (13/ 355) .

[41] رواه البخاري في (( صحيحه ) ) (2457) بلفظ: (( خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) )، ومسلم في (( صحيحه ) ) (4599) والترمذي في (( السنن ) ) (2147) .

[42] ما بين المعقوفتين ساقط في (ب) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام