صفحة 26
وإنما سُمي علم أصول الدين (( عقيدةً ) )لتعلقه بعقد القلب دون العمل بالجوارح، فكان المقصود منه نفسَ العلم؛ بخلاف علم الفروع، فإن المقصود منه العملُ بالجوارح كالصلوات الخمس ونحوها.
وأهل الشيء: ملازمة.
و (السنة) في اللغة: الطريقة، وفي الشرع: اسم للطريق المسلوك في الدين، وقد تقع على سنة النبي عليه الصلاة والسلام وغيه من الصحابة لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ) ) [25] .
ولكن المراد به هاهنا: الطريق التي ان عليها النبي عليه الصلاة والسلام، وأُمِرَ بالدعاء إليها بقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (يوسف 108) . والمراد باجماعة: الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( وهو الطريق الذي أنا عليه وأصحابي ) ) [26] .
وإنما سميت هذه الطريقة (( طريق أهل السنة والجماعة ) )؛ لأنها مخالفة لطريق أهل الهوى والبدعة.
والـ (مذهب) : موضع الذهاب، وهو الطريق الذي يسلك فيه، وفي العرف صار عبارة عمّا تقرر عليه رأي كل مجتهد. يقال: (( مذهب أبي حنيفة ) )لما تقرر عليه اعتقاده من الأحكام، كأنه يذهب على ذلك النمط ويتبعه من يقلده.
والـ (فقهاء) : جمع فقيه من فقُه بالضم إذا صار الفقه سجية له، لا من فقِه بالكسر