صفحة 25
ولما رأيت العلم أفضل مرغوب فيه عنده، وأجل ما يتحف به له يده، آثرت أن أهديه بالشرح المذكور على النمط المسطور، والمرجو من كمال عاطفته التلقي بحسن القبول، فإن ذلك غاية المأمول، وإن فُسِحَ في الأجل وسوعدتُ ببلوغ الأمل جمتُ له كتاباً في الفقهِ شاملاً لخلاصة ما في المطولات بالعبارات الواضحات، ومن الله تعالى التوفيق وبه هداية الطريق.
ولنرجع إلى الشرح:] [19]
قال الطحاوي رحمه الله: (هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة [20] على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني، وما يعتقدون في أصول الدين ويدينون به لرب العالمين) .
أشار بقوله: (هذا) إلى [أن] [21] ما أشار إليه ذِهنيٌّ، إذ [22] كان تصنيف الخطبة قبل بقية الكتاب، كما قال في المنظومة: (( هذا كتاب في الأخلاقيات ) )، وإن كان بعده [23] يكون إشارة إلى الموجود الخارجي.
والـ (العقيدة) فعيلة [24] بمعنى مفعول أي المعقودة، التي عقد عليها القلب وعَزَمَ عزيمةً محكمة.