صفحة 33
الإلهيات
الوحدانية
قوله: (إن الله واحد) هذا بيان للمَقول: أي: نقول حالة الاعتقاد: إن الله واحد.
قيل: (( الواحد ) )و (( الأوحد ) )مترادفان، وقد جاء في القرآن وصف الله بهما، قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (الزمر: 4) وقال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (الإخلاص: 1) .
وقيل: يفيد كل واحد منهما ما لا يفيده الآخر، فإن الواحد يُستعمل لإفادة الصفات، والأحد يرجع إلى الذات، يقال: فلان واحدُ زمانه، يعنُون بذلك تفرده بصفات كمالية لا يشاركه فيها غيره، ولهذا قيل: إن الله أحد في ذاته، وواحد في صفاته.
قال الأزهري [1] : الواحد في صفة الله له معنيان:
أحدهما: أنه واحد لا نظير له وليس كمثله شيء، والعرب تقول: فلان واحد في قومه، إذا لم يكن له نظير. والمعنى الثاني: أنه إله واحد ورب واحد ليس له في ألوهيته وربوبيته شريك.
وعبر بعض أصحابنا عن (( التوحيد ) )فقال: هو نفي الشريك والقسيم والشبيه، فالله واحد في أفعاله لا يشاركه أحد في إيجاد المصنوعات، وواحد في ذاته لا قسيم له ولا تركيب، واحد في صفاته لا يشبه الخلق فيها.
معرفة الله تعالى وبيان وجوبها وطريقها
وقَبْلَ إقامة البراهين على التوحيد، فلا بد من ذكر إقبات وجوب معرفته وكيفية
حاشية
[1] محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور: أحدُ الأئمة في اللغة والأدب، ولد سنة 282 هـ في هراة بخراسان. نسبتُه إلى جده (( الأزهر ) )، عني بالفقه فاشتهر به أولاً، ثم غلب عليه التبحر في العربية، فرحل في طلبها، وقصد القبائل وتوسع في أخبارهم. (( تهذيب اللغة ) )، ومن كتبه: (( غريب الألفاظ التي استعملها الفقهاء ) )-خ و (( تفسير القرآن ) ). توفي بهراة سنة 370 هـ. الأعلام: 5/ 311.