ومن شرط ذلك إفراد الله -عز وجل- بالربوبية: قولاً وفعلاً، وإفراده بالطاعة والعبادة كما قال -عز وجل-: {يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم} ، فمن أشرك مع الله في طاعته وعبادته غيره فهو كافر، وكذلك من جحد شيئاً من العبادات المجمع عليها من الصلوات الخمس، والزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت، كل ذلك يوجب الكفر والعياذ بالله وأن يشهد أن لا إله إلا الله كما قال عليه السلام: (( بين المسلم والكفر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر ) ).
ونرجع إلى التوحيد فإن التوحيد هو: التجريد، والتفريد وأكثر الخلق لا يعلم حقيقة التوحيد، فإن التوحيد: أن توحد المعبود بلفظك، فتجعله واحداً، وتوحده بعبادتك فتجعله واحداً، ولا تعبد غيره.
والعبادة هي: القيام في الطاعة، والخدمة وتوحده بطاعتك، وقد غفل كثيرٌ من الناس عن هذا المقام فمنهم من آثر طاعة الشيطان على طاعة الرحمن، وهم أهل المعاصي، ومنهم من آثر طاعة السلطان على طاعة الرحمن، وهذا باب قد غلب على أكثر أرباب الدنيا، فإنه إذا قال له السلطان بل وبعض مماليكه: اذهب إلى الغني الفلاني -ولو كان مجرماً- وقد حضر وقت الصلاة يترك الصلاة ويذهب إلى ذلك، وإذا قال له: اقتل فلاناً ممن نهى الله ورسوله [صلى الله عليه وسلم] عن قتله