(( إن الأولياء لا يدرك درجاتهم إلا من كان على درجتهم من الصفاء، والشفافية، وأنهم رجال أخلصوا لله .. فجعل لهم دون الناس ما خصهم به من آيات وأن .... وأن ... وأن .. وانتظر الدكتور حتى انتهيت من هجومي .. وأحسست أنه لن يجد ما يقوله .. وإذا به يقول:
• هل تعتقد أن أي شيخ منهم كان أكرم على الله من رسوله .. ؟ ... • قلت مذهولاً: لا ..
-إذاً كيف يمشي بعضهم على الماء ... أو يطير في الهواء .. أو يقطف ثمار الجنة وهو على الأرض .. ورسول الله لم يفعل ذلك .. ؟
كان يمكن أن يكون ذلك كافياً لإقناعي أو لتراجعي .. لكنه التعصب - قاتله الله -!! كَبُرَ عليّ أن أسلّم بهذه البساطة، كيف ألقي ثقافة إسلامية عمرها في حياتي أكثر من ثلاثين عاماً .. قد تكون مغلوطة .. غير أني فهمتها على أنها الحقيقة، ولا حقيقة سواها!!
*وعدت أقرأ من جديد في الكتب التي تملأ مكتبتي .. وأعود إلى (( الدكتور ) )، ويستمر الحوار بيننا إلى ساعة متأخرة من الليل - فقد كنتُ من كبار عشاق الصوفية .. لماذا؟ لأني أحب أشعارهم وأحبّ موسيقاهم، وألحانهم التي هي مزيج من التراث الشعبي، وخليط من ألحان قديمة متنوعة ... شرقية، وفارسية، ومملوكية، وطبلة إفريقية أحياناً تدقّ وحدها .. أو ناي مصري حزين ينفرد بالأنين، مع بعض أشعارهم التي تتحدث عن لقاء الحبيب بمحبوبه وقت السَّحر .. !
لهذا وللأسباب الأخرى .. أحببت الصوفية .. وكنت أعشقها، وأحفظ عن ظهر قلب الكثير من شعر أقطابها .. لاسيما (( ابن الفارض ) )، وكل حجتي التي أبسطها في معارضة (( الدكتور ) )، أنه وأمثاله من الذين يدعون إلى (( التوحيد ) )لا يريدون للدين روحاً، وإنما يجردونه من الخيال، وأنهم لا بد أن يصلوا إلى ما وصل إليه أصحاب الكرامات؛ لكي يدركوا ما هي الكرامات .. ! فلن يعرف الموج إلا من