(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ) عدل يعني (بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا) .
قال: و معناها: يعني معنى شهادة أن لا إله إلا الله.
لا معبود بحق إلا الله: معنى الشهادة لا معبود بحق إلا الله هذا هو الصحيح لأن الشهادة تفسر بالألوهية مطابقة و الربوبية تضمنا و لهذا يقال توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية و توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية فإذا قلت: لا إله إلا الله أي لا مألوه إلا الله يعني لا معبود. (إله) سبق أن قلت لكم إله من الأله أو الوله و هو شدة الحب لاه ابن عمك.
لا أفضلت في نسب عني و لا ... كنت دياني فتهجوني
الوله شدة التعلق و أعظمه ينبغي أن يكون لله عز و جل. إله على وزن فِعَال بمعنى مفعول مألوه مثل ... ما تقول كتاب بمعنى مكتوب إله بمعنى مألوه من تألهه القلوب و تتوجه إليه محبة و تعظيماً وانقياداً فلا إله إلا الله هذه تفسر في الألوهية لا معبود بحق إلا الله لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله لأن المعبودات كثيرة فهناك عبد الدرهم و الدينار و الخميصة و الخميلة و المنصب و الجاه و السلطان و الكرسي و الهوى (أَفَرَأَيْتَمَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) ، و هناك من يعبد العظماء كما قال الله عز و جل: (( (( (( (( (( (( أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ (( (( ) ، و هناك من يعبد الشجر و المدر و الحجر و البشر و الجن و الإنس إلى غير ذلك لكن مَن الإله الحق المستحق للعبادة؟ هو الله عز و جل، ليه؟ لأنه هو الخالق الرازق فإذا كان الخالق الرازق فينبغي أن يكون هو المعبود أيضاً يعني إذا كان هو الواحد في الربوبية ينبغي أن يكون الواحد في الألوهية لا معبود بحق إلا الله و أما أهل البدع و الكلام و الفلسفة و المنطق و التصوف إلى زماننا فهم يفسرون لا إله إلا الله خالق إلا الله يفسرونها بالربوبية و إلا الألوهية؟ الربوبية و هذا خطأ أما أهل الحق فإنهم يفسرونها بالألوهية المتضمن للربوبية لا إله إلا الله أي لا معبود إلا الله و يتضمن ذلك لا خالق إلا الله لأن من دخل في دائرة الألوهية فقد دخل حتماً في دائرة الربوبية أما من دخل في الربوبية فقد يدخل في الألوهية و قد لا يدخل و لذلك أبو جهل و أبو لهب و أضرابهما آمنوا أنه لا خالق إلا الله يعني دخلوا الدائرة الواسعة لكن هل آمنوا أنه لا معبود إلا الله و لذلك مثلاً يصح أن تقول: إذا كنت مثلاً في السويدي فأنا جزماً في الرياض و إلا لا، لكن لو كنت في الرياض قد تكون في السويدي و قد تكون خارج السويدي هكذا دائرة الألوهية أضيق، من دخل الألوهية حتماً دخل الربوبية يعني من آمن أنه لا يعبد إلا الله آمن جزماً و حتماً أنه لا خالق إلا الله و هذا معنى قولنا إن الألوهية متضمن للربوبية و لا عكس الربوبية لا يتضمن الألوهية و لذلك أهل البدع و المنطق