العرب يطلقون كلمة ( قديس ) على الدُّر ( كبار اللؤلؤ ) لاكتمال نقائه وصفائه وبريقه وجماله ، وثباته على وصْفِهِ وخصائصه مهما توالت عليه الدهور ، وبالتالي فهو أبعد عن التبدُّل والتحوُّلِ والنقص والعيب ، بخلاف المصنوعات المقلَّدِة له من البلاستيك والزجاج ، التي يأتيها الغبش والسرطان الزجاجي وما شابه ، فَدلَّت كلمة ( قِديس ) على هذه المعاني بدقه من جهتي مادتها وبنائها كما يلي:-
(1) القداسة:- الطَّهارة الجيِّدة الدائمة والبركة ( والطَّهارة تدل على نقاء وزوال دنس ) وسيأتي ببانُ ذلك تفصيلاً .
(2) قديس:- على بناء"فعيل"وهو بناء السجايا والطبائع من: قدُسَ فهو قَدِيٌس ، كعَظُمَ فهو عظيم ، وكَرُمَ فهو كريم ، وبالتالي:تدل لفظة قديس على طبيعة الدر وأن هذا الوصفَ لازمٌ له ، فلا يحتاج إلى مُطَهِّرات أو إضافات ولا يُخْشَى عليه من التغير ، وما كان بهذا الوصف فهو شيء مبارك ( خير دائم ) والناس يعرفون قيمته فلا يقصرون في حِفْظِه وصيانته فهو"قديس". ومعلوم أن كُلَّ وصف كمال وجمال وعظمة للمخلوق ، فالخالق أحَقُّ به وأَوْلَى على ما يليق بالقدوس المُقَدّس المُتَقدّس وقريب من معنى القَدِيس: القُدَاس وهو شئ يعمل كالجُمَاية ( اللؤلؤ ) من فِضَّة ، وهو تقليد لا يَرْقَى لمرتبه الأصل ، وإن كان يقاربه في الخصائص وثباتها . وعُلُوّ قدر الفضة في المعادن معلوم . وينبغي استصحاب ذلك المعنى عند الكلام على قداسة الذات وقداسة الأسماء والصفات والأقوال والأفعال .
من استعمالات العرب لمادة ( قدس ) :- معنى الطَّهارة ( انظر لسان العرب ، مادة قدس ) .
(1) القادس:- السفينة ( لاستمرار تواجدها في الماء واحتكاكها به ، والماء طهور مُبارك ) .
(2) القَادِسُ والقَدَّاس:- حصاةٌ توضع في الماء قدْراً لِريِّ الإبل ( فالحصاة دائمة التواجد في الماء والاحتكاك به ) .