فهرس الكتاب
الصفحة 4 من 71

بيان معنى التعريف فأما كمال الطَّهارة وصفاً فهو كمال النقاء والصفاء والجمال والعظمة والنزاهة المتناهية من الأدناس ، فذلك وصف لازم لكل كمالات الله في ذاته وأسمائه وصفاته ( من عظمة وعزة ورحمة وكرم ومجد وحمد وعيره ) وأفعاله ، فالنزاهة كاملة عن العيب والنقص والشر والمثيل والشريك ، وأما كمال الطَّهارة ملكاً فهو الذي يُطهِّر من أراد أن يُطِّهر من خلقه ، ومن لم يردْ أن يُطَهره فقد هلك في الأرجاس والأنجاس والأدناس ، إذ لا يملك الطَّهارة إلا الله ، وأما كمال البركة وصفاً فهو أن كل كمال لله فهو خير مطلق ( حتى في صفات البطش والقهر والانتقام فهي عدل والعدل خير ) وهذا الخير المطلق ، المتنوع بتنوع الكمالات ، هو من لوازم الذات ، فهو خير دائم باقٍ ببقاء الله الحي الذي لا يموت ، وذلك هو التبارك الذي يختص به الله سبحانه ( خير مطلق بدوام مطلق ) فلا يتطرق إلى الله زوال أو تغير أو تحول أو تبدل ، وأما كمال البركة ملكاً فهو الذي يملكها ولا يملك أحدٌ من خلقه مثقَالَ ذرة منها ؛ بل هو الذي يبارك على من شاء أن يجعلَه مباركاً من خلقِه من الملائكة والنبيين والصالحين والأزمنة والأمكنة وغيرها.

ومن عَرَّف القدوس بأنه الطّاهرُ من كل عيب ، المنزهُ عن كل نقص فهو تعريف صحيح لكنه تعريف للاسم ببعض معناه أو ببعض ما يتضمنه ، فهو متقارب جداً مع تعريف السبّوح والسلام ، بل لا يكاد يوجد فرق ظاهر سوى في العبارة ، وذلك يخالف معنى القاعدة المعروفة بأن الأسماء وإن كانت متقاربة متناسبة بل متلازمة فلابد من فروق بينها مهما كانت لطيفة دقيقة ، فالقدوس فيه تصريح بالعظمة لله وذلك يتضمن التنزيه ، بخلاف السبّوح الذي فيه تصريح بالتنزيه وذلك يتضمن التعظيم وسنوضح ذلك في شرح السبّوح بإذن الله.

مثال لغوى واضح مُبَيِّنٌ لمعنى التعريف السابق للقدوس ( ولله المثل الأعلى ) : -

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام