قول القاضي عياض ':
و قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء:107)
قال أبو بكر بن طاهر: زين الله تعالى محمدا - صلى الله عليه وسلم - بزينة الرحمة فكان كونه رحمة و جميع شمائله و صفاته رحمة على الخلق فمن أصابه شيء من رحمته فهو الناجي في الدارين من كل مكروه و الواصل فيهما إلى كل محبوب ألا ترى أن الله يقول: { و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } فكانت حياته رحمة و مماته رحمة كما قال A: (( حياتي خير لكم و موتي خير لكم(1 ) )) وكما قال- صلى الله عليه وسلم - (( إذا أراد الله رحمة بأمة قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا و سلفا(2 ) )) و قال السمرقندي: رحمة للعالمين: يعني للجن و الإنس .
و قيل: لجميع الخلق للمؤمن رحمة بالهداية و رحمة للمنافق بالأمان من القتل و رحمة للكافر بتأخير العذاب
قال ابن عباس u: هو رحمة للمؤمنين و للكافرين إذ عوفوا مما أصاب غيرهم من الأمم المكذبة )) (3)
قول ابن القيم ': (4)
وأصح القولين في قوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين} (الأنبياء:107) أنه على عمومه وفيه على هذا التقدير وجهان:
(1) حديث ضعيف السلسلة الضعيفة برقم 975.
(2) رواه مسلم .
(3) الشفا جـ1 صـ20.
(4) جلاء الأفهام ص 113:112