مِثْلَ النّبيّ، رسولِ الرّحمة ِ الهادي
أوْفَى بِذِمّة ِ جَارٍ، أو بمِيعَادِ
مُبَارَكَ الأمْرِ ذا عَدْلٍ وإرشادِ
وأبذلَ الناسِ للمعروفِ للجادي (1)
أصبحتُ منهُ كمثلِ المفردِ الصادي (2)
ويرحم الله القائل: (3)
هو النعمة العظمى هو الرحمة التي
أيروم مخلوق ثناءك بعدما ... تجلى بها الرحمن في السر والجهر
أثنى على أخلاقك الخلّاق؟
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين} (الأنبياء:107)
قول ابن جرير ': (4)
وقوله: {وَما أرْسَلْناكَ إلاّ رَحْمَةً للْعَالَمِينَ} يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ': وما أرسلناك يا محمد إلى خلقنا إلا رحمة لمن أرسلناك إليه من خلقي.
ثم اختلف أهل التأويل في معنى هذه الاَية, أجميع العالم الذي أرسل إليهم محمد أُريد بها مؤمنهم وكافرهم؟ أم أريد بها أهل الإيمان خاصة دون أهل الكفر؟ فقال بعضهم: عُني بها جميع العالم المؤمن والكافر. ذكر من قال ذلك:
حدثني إسحاق بن شاهين, قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق, عن المسعوديّ, عن رجل يقال له سعيد عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس في قول الله في كتابه: { وَما أرْسَلْناكَ إلاّ رَحْمَةً للْعَالَمِينَ} قال: من آمن بالله واليوم الاَخر كُتب له الرحمة في الدنيا والاَخرة, ومن لم يؤمن بالله ورسوله عُوفِيَ مما أصاب الأمم من الخَسْف والقذف.
حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا عيسى بن يونس, عن المسعوديّ, عن أبي سعيد عن سعيد جُبيرعن ابن عباس في قوله: { وَما أرْسَلْناكَ إلاّ رَحْمَةً للْعَالَمِينَ} قال: تمت الرحمة لمن آمن به في الدنيا والاَخرة, ومن لم يؤمن به عُوفيَ مما أصاب الأمم قبل.
وقال آخرون: بل أريد بها أهل الإيمان دون أهل الكفر. ذكر من قال ذلك:
(1) طالب المعروف.
(2) العطشان.
(3) ينظر: شرح الزرقانى على المواهب اللدنية 8/384، 390 0
(4) جامع البيان ج17 ص115،116