عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ : جَاءَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ قَالَ : رُسُلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَفَرَّتْ ، فَأَخَذُوا عَمَّتِي وَنَاسًا ، فَلَمَّا أَتَوْا بِهِمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَصُفُّوا لَهُ . قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَأَى الْوَافِدُ ، وَانْقَطَعَ الْوَلَدُ ، وَأَنَا عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ ، مَا بِي مِنْ خِدْمَةٍ فَمُنَّ عَلَيَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ ، قَالَ : " مَنْ وَافِدُكِ ؟ " قُلْتُ : عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ : " الَّذِي فَرَّ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ؟ " قَالَتْ : فَمُنَّ عَلَيَّ ، قَالَتْ : فَلَمَّا رَجَعَ وَرَجُلٌ إِلَى جَنْبِهِ تَرَى أَنَّهُ عَلِيٌّ ، قَالَ : سَلِيهِ حُمْلَانًا ، قَالَتْ : فَسَأَلْتُهُ ، قَالَتْ : فَأَمَرَ لَهَا ، فَقَالَتْ : لَقَدْ فَعَلْتَ فِعْلًا مَا كَانَ أَبُوكَ يَفْعَلُهُ ، فَقَالَتْ : ائْتِهِ رَاغِبًا أَوْ رَاهِبًا فَقَدْ أَتَاهُ فُلَانٌ فَأَصَابَ مِنْهُ ، فَأَتَيْتُهُ ، فَإِذَا عِنْدَهُ امْرَأَةٌ وَصِبْيَانٌ أَوْ صَبِيٌّ ، فَذَكَرَ قُرْبَهُمْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَلِكِ قَيْصَرَ وَكِسْرَى ، فَقَالَ : " يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ مَا آنَ لَكَ أَنْ تَقُولَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؟ فَهَلْ شَيْءٌ أَكْبَرُ مِنَ اللَّهِ ؟ " فَأَسْلَمْتُ ، فَرَأَيْتُ وَجْهَهُ قَدِ اسْتَبْشَرَ ، وَقَالَ : " إِنَّ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمُ الْيَهُودُ ، وَإِنَّ الضَّالِّينَ النَّصَارَى " ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " أَمَّا بَعْدَ ، ذَلِكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ ارْتَضِخُوا مِنَ الْفَضْلِ ، ارْتَضَخَ امْرُؤٌ بصاعٍ بِبَعْضِ صَاعٍ ، بِقَبْضَةٍ بِبَعْضِ قَبْضَةٍ " ، قَالَ شُعْبَةُ : وَأَكْبَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ : " بِتَمْرَةٍ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَاقٍ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَائِلٌ مَا أَقُولُ : أَلَمْ أَجْعَلْكَ سَمِيعًا بَصِيرًا ؟ أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ مَالًا وَوَلَدًا ؟ فَمَاذَا قَدَّمْتَ ؟ فَيَنْظُرُ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَمَنْ خَلْفَهُ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فَلَا يَجِدُ شَيْئًا ، فَلَا يَتَّقِي النَّارَ إِلَّا بِوَجْهِهِ ، فَاتَّقُوا النَّارَ ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ لَيَّنَةٍ ، إِنِّي لَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَاقَةَ ، لَيَنْصُرَنَّكُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَلَيُعْطِيَنَّكُمْ أَوْ لَيَفْتَحَنَّ لَكُمْ حَتَّى تَسِيرَ الظَّعِينَةُ بَيْنَ الْحِيرَةِ ويَثْرِبَ أَوْ أَكْثَرَ مَا أَخَافُ عَلَى ظَعِينَتِهَا السَّرَقَ "
ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينِ بْنِ عَوْنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ بِسْطَامِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَغْدَادِيُّ ثنا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ سِمَاكًا ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ حُبَيْشٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ : جَاءَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - أَوْ قَالَ : رُسُلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - ، فَفَرَّتْ ، فَأَخَذُوا عَمَّتِي وَنَاسًا ، فَلَمَّا أَتَوْا بِهِمُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : فَصُفُّوا لَهُ . قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَأَى الْوَافِدُ ، وَانْقَطَعَ الْوَلَدُ ، وَأَنَا عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ ، مَا بِي مِنْ خِدْمَةٍ فَمُنَّ عَلَيَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ ، قَالَ : مَنْ وَافِدُكِ ؟ قُلْتُ : عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ : الَّذِي فَرَّ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ؟ قَالَتْ : فَمُنَّ عَلَيَّ ، قَالَتْ : فَلَمَّا رَجَعَ وَرَجُلٌ إِلَى جَنْبِهِ تَرَى أَنَّهُ عَلِيٌّ ، قَالَ : سَلِيهِ حُمْلَانًا ، قَالَتْ : فَسَأَلْتُهُ ، قَالَتْ : فَأَمَرَ لَهَا ، فَقَالَتْ : لَقَدْ فَعَلْتَ فِعْلًا مَا كَانَ أَبُوكَ يَفْعَلُهُ ، فَقَالَتْ : ائْتِهِ رَاغِبًا أَوْ رَاهِبًا فَقَدْ أَتَاهُ فُلَانٌ فَأَصَابَ مِنْهُ ، فَأَتَيْتُهُ ، فَإِذَا عِنْدَهُ امْرَأَةٌ وَصِبْيَانٌ أَوْ صَبِيٌّ ، فَذَكَرَ قُرْبَهُمْ مِنَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَلِكِ قَيْصَرَ وَكِسْرَى ، فَقَالَ : يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ مَا آنَ لَكَ أَنْ تَقُولَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؟ فَهَلْ شَيْءٌ أَكْبَرُ مِنَ اللَّهِ ؟ فَأَسْلَمْتُ ، فَرَأَيْتُ وَجْهَهُ قَدِ اسْتَبْشَرَ ، وَقَالَ : إِنَّ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمُ الْيَهُودُ ، وَإِنَّ الضَّالِّينَ النَّصَارَى ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدَ ، ذَلِكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ ارْتَضِخُوا مِنَ الْفَضْلِ ، ارْتَضَخَ امْرُؤٌ بصاعٍ بِبَعْضِ صَاعٍ ، بِقَبْضَةٍ بِبَعْضِ قَبْضَةٍ ، قَالَ شُعْبَةُ : وَأَكْبَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ : بِتَمْرَةٍ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَاقٍ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَائِلٌ مَا أَقُولُ : أَلَمْ أَجْعَلْكَ سَمِيعًا بَصِيرًا ؟ أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ مَالًا وَوَلَدًا ؟ فَمَاذَا قَدَّمْتَ ؟ فَيَنْظُرُ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَمَنْ خَلْفَهُ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فَلَا يَجِدُ شَيْئًا ، فَلَا يَتَّقِي النَّارَ إِلَّا بِوَجْهِهِ ، فَاتَّقُوا النَّارَ ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ لَيَّنَةٍ ، إِنِّي لَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَاقَةَ ، لَيَنْصُرَنَّكُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَلَيُعْطِيَنَّكُمْ أَوْ لَيَفْتَحَنَّ لَكُمْ حَتَّى تَسِيرَ الظَّعِينَةُ بَيْنَ الْحِيرَةِ ويَثْرِبَ أَوْ أَكْثَرَ مَا أَخَافُ عَلَى ظَعِينَتِهَا السَّرَقَ