لَمَّا أُسِرَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، انْزِعْ ثَنِيَّتَهُ ؛ يُدْلَعْ لِسَانُهُ ؛ فَلَا يَقُومُ عَلَيْكَ خَطِيبًا أَبَدًا ، وَكَانَ سُهَيْلٌ أَعْلَمُ مِنْ شَفَتِهِ السُّفْلَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا أُمَثِّلُ فَيُمَثِّلُ اللَّهُ بِي , وَإِنْ كُنْتُ نَبِيًّا "
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ : لَمَّا أُسِرَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، انْزِعْ ثَنِيَّتَهُ ؛ يُدْلَعْ لِسَانُهُ ؛ فَلَا يَقُومُ عَلَيْكَ خَطِيبًا أَبَدًا ، وَكَانَ سُهَيْلٌ أَعْلَمُ مِنْ شَفَتِهِ السُّفْلَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا أُمَثِّلُ فَيُمَثِّلُ اللَّهُ بِي , وَإِنْ كُنْتُ نَبِيًّا قَالَ : وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَلَعَلَّهُ يَقُومُ مَقَامًا لَا نَكْرَهُهُ , وَكَانَ يُقَالُ لَهُ : ذُو الْأَنْيَابِ . قَالَ : فَقَامَ سُهَيْلٌ بِمَكَّةَ حِينَ جَاءَتْهُ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِخُطْبَةِ أَبِي بَكْرٍ كَأَنَّهُ كَانَ سَمِعَهَا ، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ بَلَغَهُ كَلَامُ سُهَيْلٍ : أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ , يُرِيدُ حَيْثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَعَلَّهُ يَقُومُ يَوْمًا مَقَامًا لَا نَكْرَهُهُ . قَالَ : وَقَدِمَ فِي فِدَاءِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو مِكْرَزُ بْنُ حَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ ، فَانْتَهَى إِلَى رِضَاهُمْ فِيهِ أَرْفَعَ الْفِدَاءِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ ، فَقَالُوا : هَاتِ مَالَنَا , فَقَالَ : نَعَمْ ، اجْعَلُوا رَجُلًا مَكَانَ رَجُلٍ ، وَخَلُّوا سَبِيلَهُ ، يَعْنِي خُذُونِي مَكَانَهُ رَهْنًا حَتَّى يُرْسِلَ إِلَيْكُمْ بِفِدَائِهِ ، فَخَلُّوا سَبِيلَ سُهَيْلٍ ، وَحَبَسُوا مِكْرَزَ بْنَ حَفْصٍ فَبَعَثَ سُهَيْلٌ بِالْمَالِ مَكَانَهُ مِنْ مَكَّةَ . وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو هُوَ الَّذِي خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ ، فَكَلَّمَهُ عَنْ قُرَيْشٍ بِمَا كَلَّمَهُ بِهِ مِنْ إِبَائِهِمْ أَنْ يَدْخُلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَيْهِمْ عَامَهُ ذَلِكَ ، وَاصْطَلَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَسُهَيْلٌ عَلَى الْقَضِيَّةِ الَّتِي كَتَبُوهَا بَيْنَهُمْ ، عَلَى أَنْ يَرْجِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَامَهُ ذَلِكَ , وَلَا يَدْخُلُ مَكَّةَ عَامَهُ ذَلِكَ ، وَلَا يَدْخُلُ مَكَّةَ وَيَرْجِعُ قَابِلَ فَيَدْخُلُهَا مُعْتَمِرًا بِسِلَاحِ الْمُسَافِرِ ، السُّيُوفُ فِي الْقِرَبِ ، وَعَلَى الْهُدْنَةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ ، فَرَضِيَتْ قُرَيْشٌ بِمَا صَنَعَ سُهَيْلٌ ، وَأَقَامَ سُهَيْلٌ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ حَتَّى كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ