حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : أَمْحَلْنَا بِالْمَدِينَةِ إِمْحَالًا شَدِيدًا , وَتَوَالَتِ السِّنُونُ , قَالَ مُحَمَّدٌ : فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ شَطْرِ اللَّيْلِ , وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ , وَأَنَا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ وَرَجُلٌ أَمَامِي مُتَقَنِّعٌ بِرِدَاءٍ عَلَيْهِ , فَأَسْمَعُهُ يُلِحُّ فِي الدُّعَاءِ إِلَى أَنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَقْسِمُ عَلَيْكَ أَيْ رَبِّ قَسَمًا وَيُرَدِّدُهُ , قَالَ : فَمَا زَالَ يُرَدِّدُ هَذَا الْقَسَمَ أَيْ رَبِّ مِنْ سَاعَتِي هَذِهِ , قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنْ نَشِبْنَا حَتَّى رَأَيْنَا السَّحَابَ يَتَأَلَّفُ وَمَا رَأَيْنَا ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً وَلَا شَيْئًا , ثُمَّ مَطَرَتْ فَسَحَتْ , فَكَانَتِ السَّمَاءُ عُزَالَى , وَأَوْدَعَتْ مَطَرًا مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ : أَيْ رَبِّ لَا هَدْمَ فِيهِ , وَلَا غَرَقَ , وَلَا بَلَاءَ فِيهِ , وَلَا مَحْقَ , قَالَ : ثُمَّ سَلَّمَ الْإِمَامُ مِنَ الصُّبْحِ , وَتَقَنَّعَ الرَّجُلُ مُنْصَرِفًا , وَتَبِعْتُهُ حَتَّى جَاءَ زُقَاقَ اللَّبَّادِينَ , فَدَخَلَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ , فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُ عَنْهُ , قَالُوا : هَذَا زِيَادٌ النَّجَّارُ , هَذَا رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ فِرَاشٌ , إِنَّمَا هُوَ يُكَابِدُ اللَّيْلَ صَلَاةً وَدُعَاءً , وَهُوَ مِنَ الدَّعَّائِينَ , وَكُلُّ عَمَلٍ عَمَلُهُ أَخْفَاهُ جَهَدَهُ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ , فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " رُبَّ ذِي طِمْرَيْنِ خَفِيٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ " قَالَ مُحَمَّدٌ : فَرَأَيْتُنِي بَعْدَ ذَلِكَ أُخَالِفُهُ , فَكَرِهَ بَعْضَ مَا ذَكَرْتُ لَهُ , وَقَالَ : اطْوِ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , فَإِنَّمَا جَزَاؤُهُ عِنْدَ الَّذِي عَمِلْنَاهُ لَهُ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ : فَمَا ذَكَرْتُهُ بَعْدَ أَنْ نَهَانِي بِاسْمِهِ , وَقُلْتُ : رَجُلٌ كَذَا لِيَرْغَبَ رَاغِبٌ فِي الدُّعَاءِ وَيَعْلَمَ أَنَّ فِي النَّاسِ صَالِحِينَ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : أَمْحَلْنَا بِالْمَدِينَةِ إِمْحَالًا شَدِيدًا , وَتَوَالَتِ السِّنُونُ , قَالَ مُحَمَّدٌ : فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ شَطْرِ اللَّيْلِ , وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ , وَأَنَا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ وَرَجُلٌ أَمَامِي مُتَقَنِّعٌ بِرِدَاءٍ عَلَيْهِ , فَأَسْمَعُهُ يُلِحُّ فِي الدُّعَاءِ إِلَى أَنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَقْسِمُ عَلَيْكَ أَيْ رَبِّ قَسَمًا وَيُرَدِّدُهُ , قَالَ : فَمَا زَالَ يُرَدِّدُ هَذَا الْقَسَمَ أَيْ رَبِّ مِنْ سَاعَتِي هَذِهِ , قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنْ نَشِبْنَا حَتَّى رَأَيْنَا السَّحَابَ يَتَأَلَّفُ وَمَا رَأَيْنَا ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً وَلَا شَيْئًا , ثُمَّ مَطَرَتْ فَسَحَتْ , فَكَانَتِ السَّمَاءُ عُزَالَى , وَأَوْدَعَتْ مَطَرًا مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ : أَيْ رَبِّ لَا هَدْمَ فِيهِ , وَلَا غَرَقَ , وَلَا بَلَاءَ فِيهِ , وَلَا مَحْقَ , قَالَ : ثُمَّ سَلَّمَ الْإِمَامُ مِنَ الصُّبْحِ , وَتَقَنَّعَ الرَّجُلُ مُنْصَرِفًا , وَتَبِعْتُهُ حَتَّى جَاءَ زُقَاقَ اللَّبَّادِينَ , فَدَخَلَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ , فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُ عَنْهُ , قَالُوا : هَذَا زِيَادٌ النَّجَّارُ , هَذَا رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ فِرَاشٌ , إِنَّمَا هُوَ يُكَابِدُ اللَّيْلَ صَلَاةً وَدُعَاءً , وَهُوَ مِنَ الدَّعَّائِينَ , وَكُلُّ عَمَلٍ عَمَلُهُ أَخْفَاهُ جَهَدَهُ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ , فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : رُبَّ ذِي طِمْرَيْنِ خَفِيٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ قَالَ مُحَمَّدٌ : فَرَأَيْتُنِي بَعْدَ ذَلِكَ أُخَالِفُهُ , فَكَرِهَ بَعْضَ مَا ذَكَرْتُ لَهُ , وَقَالَ : اطْوِ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , فَإِنَّمَا جَزَاؤُهُ عِنْدَ الَّذِي عَمِلْنَاهُ لَهُ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ : فَمَا ذَكَرْتُهُ بَعْدَ أَنْ نَهَانِي بِاسْمِهِ , وَقُلْتُ : رَجُلٌ كَذَا لِيَرْغَبَ رَاغِبٌ فِي الدُّعَاءِ وَيَعْلَمَ أَنَّ فِي النَّاسِ صَالِحِينَ