محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة - ثقة

السيرة الذاتية

الاسم: محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة
الشهرة: محمد بن المنكدر القرشي
الكنيه: أبو عبد الله, أبو بكر
النسب: المدني, التيمي, القرشي
الرتبة: ثقة
عاش في: المدينة
الوظيفة: القارئ
ولد عام: 51
توفي عام: 130

الجرح والتعديل

أبو حاتم الرازي : ثقة
أبو حاتم بن حبان البستي : كان من سادات القراء
أحمد بن شعيب النسائي : ثقه
أحمد بن صالح الجيلي : ثقة
إبراهيم بن المنذر الحزامي : غاية في الحفظ والإتقان والزهد، حجة
ابن حجر العسقلاني : ثقة فاضل
الذهبي : إمام
سفيان بن عيينة : من معادن الصدق، ويجتمع إليه الصالحون
عبد الله بن الزبير الحميدي : حافظ
محمد بن إدريس الشافعي : غاية في الثقة، والفضل
محمد بن جرير الطبري : ثقه، كثير الحديث، أمين على ما روى و نقل من أثر في الدين
محمد بن عمر الواقدي : ثقة، ورع عابد، قليل الحديث
يحيى بن معين : ثقة
يعقوب بن شيبة السدوسي : صحيح الحديث جدا
بيانات الراوي من موسوعة الأعلام

ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم - الدارقطني

مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر

الثقات - أبو الحسن العجلي

محمد بن المنكدر: "مدني"، تابعي، ثقة، رجل صالح.

تذكرة الحفاظ وتبصرة الأيقاظ - يوسف بن عبد الهادي الحنبلي

محمّد بن المنكدر، أحد الأعلام، قال الذّهبي في "التّاريخ": الحافظ، توفي سنة (130).

أسد الغابة - ابن الأثير

محمد بن المنكدر، عن رجل من الأنصار، عن أبيه
ع: محمد بن المنكدر عن رجل من الأنصار، عن أبيه، قال: كنت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسا فأصغى إصغاء حتى أنكرناه، ثم أقبل علينا وقد سري عنه، فقال: " إن جبريل أتاني فقال: إن الله تعالى إذا دعاه عبده المؤمن، قال: يا جبريل، قد استجبت لعبدي المؤمن، وقضيت حاجته، وإني أحب صوته "، ثم أصغى الثانية فطال إصغاؤه، ثم أقبل علينا وقد سري عنه فقال: " جاءني جبريل، فقال: إن الله تعالى إذا دعاه عبده الكافر، قال: يا جبريل، اقض حاجته، فإني أبغض صوته ".
أخرجه أبو نعيم.

الجرح والتعديل - ابن أبي حاتم الرازي

محمد بن المنكدر التميمي أبو عبد الله روى عن جابر وابن عمر واميمة بنت رقيقة وعبد الله بن الزبير واسماء ابنة ابى بكر وسفينة وابى رافع روى عنه الزهري وعمرو بن دينار وهشام بن عروة وايوب السختيانى وابو حازم سلمة بن دينار ومالك وابن جريج والثوري وشعبة ومعمر
وعبد العزيز الماجشون وأبو عوانة سمعت أبي يقول ذلك: نا عبد الرحمن نا عمر بن شبة بن عبيدة النميري البصري نا هارون - يعني ابن معروف نا سُفْيَانُ - يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ - قال: كان محمد بن المنكدر من معادن الصدق يجتمع إليه الصالحون نا عبد الرحمن أنا أبو بكر محمد بن عمير الطبري قال قال أبو بكر يعني عبد الله بن الزبير الحميدي: محمد بن المنكدر حافظ.
نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: محمد بن المنكدر ثقة.
نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن محمد بن المنكدر فقال: ثقة.

معرفة الصحابة - أبو نعيم الأصبهاني

مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا دُحَيْمٌ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ثنا ابْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا، وَأَصْغَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطَالَ إِصْغَاءَهُ حَتَّى أَنْكَرْنَاهُ، وَشَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَدْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْغَيْتَ فَطَالَ إِصْغَاؤُكَ حَتَّى شَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُكَ، قَالَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، قَدِ اسْتَجَبْتُ لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ وَقَضَيْتُ حَاجَتَهُ، فَأَخِّرْ حَاجَتَهُ فَإِنِّي أُحِبُّ صَوْتَهُ " ثُمَّ أَصْغَى الثَّانِيَةَ، فَطَالَ إِصْغَاؤُهُ حَتَّى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَدْ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَصْغَيْتَ الثَّانِيَةَ فَطَالَ إِصْغَاؤُكَ، وَشَقَّ عَلَيْنَا، وَتَغَيَّرَ لَوْنُكَ؟ قَالَ: " جَاءَنِي جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ: إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْكَافِرُ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اقْضِ حَاجَتَهُ فَإِنِّي أُبْغِضُ صَوْتَهُ "

الطبقات الكبرى - ابن سعد

مُحَمَّدُ بن المنكدر
- مُحَمَّدُ بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سعد بْن تيم بْن مُرَّة. وأمه أم ولد. ويكنى أبا عبد الله. فولد محمد بن المنكدر: عمر وعبد الملك والمنكدر وعبد الله ويوسف وإبراهيم وداود لأم ولد. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْعَبْدِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ. عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ. قَالَ: دَخَلَ الْمُنْكَدِرُ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَصَابَتْنِي حَاجَةٌ فَأَعِينِينِي. فَقَالَتْ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ. لَوْ كَانَتْ عِنْدِي عَشَرَةُ آلافٍ لَبَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ. فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدَهَا جَاءَتْهَا عَشَرَةُ آلافٍ مِنْ عِنْدِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ. فَقَالَتْ مَا أَوْشَكَ مَا ابْتُلِيتُ! قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَتْ فِي إِثْرِهِ.. فَدَفَعَتْهَا إِلَيْهِ. فَدَخَلَ السُّوقَ فَاشْتَرَى جَارِيَةً بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ. فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلاثَةً. فَكَانُوا عَبَّادَ الْمَدِينَةِ: مُحَمَّدًا. وَأَبَا بَكْرٍ. وَعُمَرَ. بَنِي الْمُنْكَدِرِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قَالَ: تَعَبَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ غُلامٌ. وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ عِبَادَةٍ. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَقُولُ لَهُ: لا تمزح مع الصبيان. قَالَ: وَقِيلَ لَهُ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ. قِيلَ: فَمَا بَقِيَ مِمَّا يُسْتَلَذُّ؟ قَالَ: الإِفْضَالُ عَلَى الإِخْوَانِ. قَالَ: وَصَلَّى عَلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ بَقَرَةُ. كَانَ يَرْهَقُ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: تُصَلِّي عَلَى بَقَرَةَ؟ قَالَ فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أَرَى أَنَّ رَحْمَتَهُ تَعْجَزُ عَنْ بَقَرَةَ. أَوْ قَالَ: عَنْ أَحَدٍ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ. وَأَبُو حَازِمٍ. وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ. وَيَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ أَهْلُ عِبَادَةٍ وَصَلاةٍ. وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ. فَيَتَحَدَّثُونَ وَلا يَفْتَرِقُونَ حَتَّى يَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بكلمات. ويدعون بِدَعَوَاتٍ. وَكَانُوا يَتَرَافَقُونَ وَيُوَافُونُ الْمَوْسِمَ كُلَّ عَامٍ وَمَعَهُمْ أَبُو صَخْرٍ الأَيْلِيُّ- وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ- فَيَلْقَوْنَ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ فَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ وَيُذَكِّرُهُمْ أَمْرَ الآخِرَةِ. فَلا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الموسم ثم لا يَلْتَقُونَ مَعَهُ إِلا فِي كُلِّ موسمٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ. قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. قَالَ: كَانَ يَضَعُ خَدَّهُ عَلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَقُولُ لأُمِّهِ يَا أَمَّهْ قَوْمِي ضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ. عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ. قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: بَاتَ عُمَرُ يُصَلِّي. وَبِتُّ أَغْمِزُ رِجْلَيْ أُمِّي وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. قَالَ: كَانَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ رُبَّمَا قَامَ اللَّيْلَ يُصَلِّي وَيَقُولُ: كَمْ مِنْ عَيْنٍ الآنَ سَاهِرَةٍ فِي رِزْقِي. قَالَ: وَكَانَ لَهُ جَارٌ مُبْتَلًى. قَالَ: فَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ مِنَ اللَّيْلِ يَصِيحُ. قَالَ: فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْحَمْدِ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْبَلاءِ وَأَرْفَعُ صَوْتِي بِالنِّعْمَةِ. أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ. قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: تَحُجُّ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ؟ قَالَ: الْحَجُّ أَقْضَى لِلدَّيْنِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: أَنِّي ضَرِيتُ بِالدُّعَاءِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: أَوْدَعَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِائَةَ دِينَارٍ. وَخَرَجَ إِلَى الثَّغْرِ وَقَالَ مُحَمَّدٌ لِلْيَمَانِيِّ: إِنِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا اسْتَنْفَقْنَاهَا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاسْتَنْفَقَهَا مُحَمَّدٌ. وَقَدِمَ الرَّجُلُ وَهُوَ يُرِيدُ الانْطِلاقَ إِلَى الْيَمَنِ. وَلَيْسَتْ عِنْدَ مُحَمَّدٍ. فَقَالَ لَهُ: مَتَى تُرِيدُ الانْطِلاقَ؟ فَقَالَ: غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَخَرَجَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْمَسْجِدِ. فَبَاتَ فِيهِ حَتَّى أَسْحَرَ يَدْعُو اللَّهَ فِي هَذِهِ الدَّنَانِيرِ. يَأْتِيهِ بِهَا كَيْفَ شَاءَ. وَمِنْ حَيْثُ شَاءَ. فَأَتَى بِهَا آتٍ وَهُوَ سَاجِدٌ فِي صُرَّةٍ فَوَضَعَهَا فِي نَعْلِهِ. ثُمَّ أَلْمَسَهَا يَدَهُ. فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ. فَلَمَّا أَصْبَحَ دَفَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: فَأَصْحَابُنَا يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ الَّذِيَ وَضَعَهَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرٍ. وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا. قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُرُّ بْنُ يَزِيدَ الْحَذَّاءُ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ فَبَيْنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ شَطْرَ اللَّيْلِ إِلَى أَنْ أَتَاهُ آتٍ فَوَضَعَ عَلَى نَعْلِهِ خَمْسِينَ دِينَارًا. فَأَخَذَهَا وَحَمِدَ اللَّهَ وَانْصَرَفَ صَفْوَانُ إِلَى بَيْتِهِ. فَقَالَ لِمَوْلاتِهِ سَلامَةَ: إِنَّ أَخِي مُحَمَّدًا أَمْسَى مَضِيقًا اذْهَبِي إِلَيْهِ بِهَذِهِ الدَّنَانِيرِ فَإِنَّهُ يَكْفِينَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْهَا خَمْسَةً. أَوْ أَرْبَعَةً. فَقَالَتْ: السَّاعَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. إِنَّكِ تَجِدِينَهُ السَّاعَةَ فِي مِحْرَابِهِ يَسْأَلُ اللَّهَ. يَقُولُ: ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ. وَكَيْفَ شِئْتَ. وَأَنَّى شِئْتَ. قَالَ: فَتَخْرُجُ بِسِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا أَوْ بِخَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا. فَأَتَتْهُ بِهَا. فَوَقَفَتْ تَسْمَعُ. فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ. وَأَنَّى شِئْتَ. وَكَيْفَ شِئْتَ. مِنْ سَاعَتِي هَذِهِ يَا إِلَهِي! فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ. أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ. قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ يَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ. وَيَحُجُّ مَعَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ. فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ مَكَّةَ. إِذْ قَالَ لِغُلامٍ لَهُ: اذْهَبْ فَاشْتَرِ لَنَا كَذَا فَقَالَ الْغُلامُ: وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ. دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ. قَالَ: اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهِ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ وَلَبَّى أَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمْ. فَقَالَ: مَا هَؤُلاءِ؟ فَقِيلَ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابُهُ حَجُّوا وَمُحَمَّدٌ يَحْتَمِلُ مؤونتهم. وَيَحْمِلُهُمْ وَيَكْلَفُ لَهُمْ. فَقَالَ: مَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُعَانَ مُحَمَّدٌ عَلَى هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ مِنْ سَاعَتِهِ فَدَفَعَهَا مُحَمَّدٌ إِلَى غُلامِهِ وَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ. أَلَمْ أَقُلْ لَكَ اشْتَرِ لَنَا مَا أَمَرْتُكَ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهَذَا. وَقَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِمَا تَرَى. فَاذْهَبْ فَاشْتَرِ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنِي مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. عَنْ أَبِيهِ. قال: أمحلنا بالمدينة إمحالا شديدا. وتوالت سنون. قال محمد: فو الله إِنِّي لَفِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ شَطْرِ اللَّيْلِ. وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ. وَأَنَا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ وَرَجُلٌ أَمَامِي مُتَقَنِّعٌ بِرِدَاءٍ عَلَيْهِ. فَأَسْمَعُهُ يُلِحُّ فِي الدُّعَاءِ إِلَى أَنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَقْسِمُ عَلَيْكَ أَيْ رَبِّ قَسَمًا وَيُرَدِّدُهُ. قَالَ: فَمَا زَالَ يُرَدِّدُ هَذَا الْقَسَمَ أَيْ رَبِّ مِنْ ساعتي هذه. قال: فو الله إِنْ نَشِبْنَا حَتَّى رَأَيْنَا السَّحَابَ يَتَأَلَّفُ وَمَا رَأَيْنَا ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً وَلا شَيْئًا. ثُمَّ مَطَرَتْ فَسَحَتْ. فَكَانَتِ السَّمَاءُ عُزَالَى. وَأَوْدَعَتْ مَطَرًا مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ! فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ لا هَدْمَ فِيهِ وَلا غَرَقَ. وَلا بَلاءَ فِيهِ وَلا مَحْقَ. قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ الإِمَامُ مِنَ الصُّبْحِ. وَتَقَنَّعَ الرَّجُلُ مُنْصَرِفًا. وَتَبِعْتُهُ حَتَّى جَاءَ زُقَاقَ اللَّبَّادِينَ فَدَخَلَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُ عَنْهُ. قَالُوا: هَذَا زِيَادٌ النَّجَّارُ. هَذَا رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ فِرَاشٌ. إِنَّمَا هُوَ يُكَابِدُ اللَّيْلَ صَلاةً وَدُعَاءً. وَهُوَ مِنَ الدَّعَّائِينَ. وَكُلُّ عَمَلٍ عَمَلُهُ أَخْفَاهُ جَهَدَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ. . قَالَ مُحَمَّدٌ: فَرَأَيْتُنِي بَعْدَ ذَلِكَ أُخَالِفُهُ. فَكَرِهَ بَعْضَ مَا ذَكَرْتُ لَهُ. وَقَالَ: اطْوِ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. فَإِنَّمَا جَزَاؤُهُ عِنْدَ الَّذِي عَمِلْنَاهُ لَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: فَمَا ذَكَرْتُهُ بَعْدَ أَنْ نَهَانِي بِاسْمِهِ. وَقُلْتُ: رَجُلٌ كَذَا لِيَرْغَبَ رَاغِبٌ فِي الدُّعَاءِ وَيَعْلَمَ أَنَّ فِي النَّاسِ صَالِحِينَ. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بن أَنَسٍ: أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ فِي ثَوْبَيْنِ مُوَرَّدَيْنِ وَثَوْبَيْنِ بِزَعْفَرَانٍ لَيْسَا نَظِيفَيْنِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أويس. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقُشَيْرِيُّ خَالُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ. قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُصَلِّي وَأَزْرَارُ قَمِيصِهِ مَحْلُولَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَأُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ. وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعَ. وَرَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ وَهُوَ عَمُّهُ. وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَكَانَ ثِقَةً وَرِعًا عَابِدًا. قَلِيلَ الْحَدِيثِ. يُكْثِرُ الإِسْنَادَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلاثِينَ. أَوْ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.