قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : " مَرَرْتُ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ وَعِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ ، فَلَمَّا رَأَوْنِي أَضَبُّوا إِلَيَّ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ ، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ ، فَعَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ دَعَانِي ، فَانْطَلَقْتُ نَحْوَهُ ، فَقَالَ : " اجْلِسْ هَاهُنَا " ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : " كَيْفَ تَقُولُ الشِّعْرَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ " ، كَأَنَّهُ يَتَعَجَّبُ لِذَاكَ ، قَالَ : أَنْظُرُ فِي ذَاكَ ثُمَّ أَقُولُ ، قَالَ : " فَعَلَيْكَ بِالْمُشْرِكِينَ " ، وَلَمْ أَكُنْ هَيَّأْتُ شَيْئًا ، قَالَ : فَنَظَرْتُ فِي ذَلِكَ ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ فِيمَا أَنْشَدْتُهُ : {
} خَبِّرُونِي أَثْمَانَ الْعَبَاءِ مَتَى {
}كُنْتُمْ بَطَارِيقَ أَوْ دَانَتْ لَكُمْ مُضَرُ {
}قَالَ : فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ بَعْضَ مَا قُلْتُ ، أَنِّي جَعَلْتُ قَوْمَهُ أَثْمَانَ الْعَبَاءِ فَقُلْتُ : {
} يَا هَاشِمَ الْخَيْرِ إِنَّ اللَّهُ فَضَّلَكُمْ {
}عَلَى الْبَرِيَّةِ فَضْلًا مَا لَهُ غِيَرُ {
}{
} إِنِّي تَفَرَّسْتُ فِيكَ الْخَيْرَ أَعْرِفُهُ {
}فِرَاسَةً خَالَفَتْهُمْ فِي الَّذِي نَظَرُوا {
}{
} وَلَوْ سَأَلْتَ أَوِ اسْتَنْصَرْتَ بَعْضَهُمُ {
}فِي جُلِّ أَمْرِكَ مَا آوَوْا وَلَا نَصَرُوا {
}{
} فَثَبَّتَ اللَّهُ مَا آتَاكَ مِنْ حَسَنٍ {
}تَثْبِيتَ مُوسَى وَنَصْرًا كَالَّذِي نُصِرُوا {
}قَالَ : فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ مُتَبَسِّمًا وَقَالَ : " وَإِيَّاكَ فَثَبَّتَ اللَّهُ "
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عُمَارَةَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : مَرَرْتُ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَالِسٌ وَعِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ ، فَلَمَّا رَأَوْنِي أَضَبُّوا إِلَيَّ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ ، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ ، فَعَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ دَعَانِي ، فَانْطَلَقْتُ نَحْوَهُ ، فَقَالَ : اجْلِسْ هَاهُنَا ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَقُولُ الشِّعْرَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ ، كَأَنَّهُ يَتَعَجَّبُ لِذَاكَ ، قَالَ : أَنْظُرُ فِي ذَاكَ ثُمَّ أَقُولُ ، قَالَ : فَعَلَيْكَ بِالْمُشْرِكِينَ ، وَلَمْ أَكُنْ هَيَّأْتُ شَيْئًا ، قَالَ : فَنَظَرْتُ فِي ذَلِكَ ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ فِيمَا أَنْشَدْتُهُ : خَبِّرُونِي أَثْمَانَ الْعَبَاءِ مَتَى كُنْتُمْ بَطَارِيقَ أَوْ دَانَتْ لَكُمْ مُضَرُ قَالَ : فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَرِهَ بَعْضَ مَا قُلْتُ ، أَنِّي جَعَلْتُ قَوْمَهُ أَثْمَانَ الْعَبَاءِ فَقُلْتُ : يَا هَاشِمَ الْخَيْرِ إِنَّ اللَّهُ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْبَرِيَّةِ فَضْلًا مَا لَهُ غِيَرُ إِنِّي تَفَرَّسْتُ فِيكَ الْخَيْرَ أَعْرِفُهُ فِرَاسَةً خَالَفَتْهُمْ فِي الَّذِي نَظَرُوا وَلَوْ سَأَلْتَ أَوِ اسْتَنْصَرْتَ بَعْضَهُمُ فِي جُلِّ أَمْرِكَ مَا آوَوْا وَلَا نَصَرُوا فَثَبَّتَ اللَّهُ مَا آتَاكَ مِنْ حَسَنٍ تَثْبِيتَ مُوسَى وَنَصْرًا كَالَّذِي نُصِرُوا قَالَ : فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ مُتَبَسِّمًا وَقَالَ : وَإِيَّاكَ فَثَبَّتَ اللَّهُ