عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : " جِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا كُتُبًا فَقُلْتُ : سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ ؟ قَالَ : وَمَنْ غَيْرُهُ قُلْتُ : سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ ؟ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ قَالَ يَعْقُوبُ : وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ يَعْنِي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ أَوْ سَنَةَ خَمْسٍ حَدَّثَ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ بِمَكَّةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الْبَهِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَاتَ لَمْ يُدْفَنْ حَتَّى رِبَا بَطْنُهُ وَانْثَنَى خِنْصَرُهُ وَذَكَرَ غَيْرَ هَذَا ، فَوَقَعَ إِلَى الْعُثْمَانِيِّ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَحَبَسَهُ وَعَزَمَ عَلَى قَتْلِهِ وَصَلْبِهِ وَأَمَرَ بِخَشَبَةٍ أَنْ تُنْصَبَ خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ فَبَلَغَ وَكِيعًا وَهُوَ فِي الْحَبْسِ قَالَ الْحَارِثُ بْنُ صِدِّيقٍ : فَدَخَلْتُ عَلَى وَكِيعٍ لَمَّا بَلَغَنِي وَقَدْ سَبَقَ إِلَيْهِ الْخَبَرُ قَالَ : وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سُفْيَانَ يَوْمَئِذٍ مُتَبَاعَدٌ فَقَالَ : " مَا أَرَانَا إِلَّا قَدِ اضْطُرِرْنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ وَاحْتَجْنَا إِلَيْهِ يَعْنِي سُفْيَانَ قَالَ : قُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا سُفْيَانَ دَعْ هَذَا عَنْكَ فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ يُدْرِكْكَ فَقَدْ قَالَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ وَفَزِعَ إِلَيْهِ فَدَخَلَ سُفْيَانُ عَلَى الْعُثْمَانِيِّ فَكَلَّمَهُ فِيهِ وَالْعُثْمَانِيُّ يَأْبَى عَلَيْهِ فَقَالَ سُفْيَانُ : " إِنِّي لَكَ نَاصِحٌ إِنَّ هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَهُ عَشِيرَةٌ فَإِنْ أَنْتَ أَقْدَمْتَ عَلَيْهِ أَقَلُّ مَا يَكُونُ أَنْ تَقُومَ عَلَيْكَ عَشِيرَتُهُ وَوَلَدُهُ بِبَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَتَشْخَصَ لِمُنَاظَرَتِهِمْ قَالَ فَعَمِلَ فِيهِ كَلَامُ سُفْيَانَ وَأَمَرَ بِاطْلَاقِهِ مِنَ الْحَبْسِ قَالَ الْحَارِثُ بْنُ صِدِّيقٍ : فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ ثُمَّ جَاءَ الْأَعْوَانُ فَأَخْرَجُوهُ مِنَ السِّجْنِ وَرَكِبَ حِمَارًا وَحَمَلْنَا مَتَاعَهُ وَخَرَجَ قَالَ الْحَارِثُ : فَدَخَلْتُ عَلَى الْعُثْمَانَيِّ مِنَ الْغَدِ فَقُلْتُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ تُبْتَلَ بِهَذَا الرَّجُلِ وَسَلَّمَكَ اللَّهُ فَقَالَ : يَا حَارِثُ مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ مَا نَدِمْتُ عَلَى الْكَذَا خَطَرَ بِبَالِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : حَوَّلَتُ أَبِي وَالشُّهَدَاءَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَوَجَدْنَاهُمْ رُطَابًا يَنْثَنُونَ لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْهُمْ شَيْءٌ فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ يَقُولُ : كُنَّا بِالْمَدِينَةِ فَكَتَبَ أَهْلُ مَكَّةَ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِالَّذِي كَانَ مِنْ وَكِيعٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَالْعُثْمَانِيِّ وَقَالُوا : إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَلَا تَتَّكِلُوا عَلَى الْوَالِي وَارْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَقْتُلُوهُ فَعَزَمُوا عَلَى ذَلِكَ وَبَلَغَنَا الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ فَبَعَثْا بَرِيدًا إِلَى وَكِيعٍ أَنْ لَا تَأْتِيَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَتَمْضِيَ مِنْ طَرِيقِ الرَّبَذَةِ وَقَدْ كَانَ جَاوَزَ مَفْرِقَ الطَّرِيقَيْنِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمَّا أَتَاهُ الْبَرِيدُ رَجَعَ رَاجِعًا إِلَى الرَّبَذَةِ وَمَضَى إِلَى الْكُوفَةِ "
نا يَعْقُوبُ ، قَالَ : نا ابْنُ بُكَيْرٍ ، وَأَخْبَرَنِي حَلْبَسُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : جِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا كُتُبًا فَقُلْتُ : سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ ؟ قَالَ : وَمَنْ غَيْرُهُ قُلْتُ : سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ ؟ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ قَالَ يَعْقُوبُ : وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ يَعْنِي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ أَوْ سَنَةَ خَمْسٍ حَدَّثَ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ بِمَكَّةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الْبَهِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمَّا مَاتَ لَمْ يُدْفَنْ حَتَّى رِبَا بَطْنُهُ وَانْثَنَى خِنْصَرُهُ وَذَكَرَ غَيْرَ هَذَا ، فَوَقَعَ إِلَى الْعُثْمَانِيِّ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَحَبَسَهُ وَعَزَمَ عَلَى قَتْلِهِ وَصَلْبِهِ وَأَمَرَ بِخَشَبَةٍ أَنْ تُنْصَبَ خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ فَبَلَغَ وَكِيعًا وَهُوَ فِي الْحَبْسِ قَالَ الْحَارِثُ بْنُ صِدِّيقٍ : فَدَخَلْتُ عَلَى وَكِيعٍ لَمَّا بَلَغَنِي وَقَدْ سَبَقَ إِلَيْهِ الْخَبَرُ قَالَ : وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سُفْيَانَ يَوْمَئِذٍ مُتَبَاعَدٌ فَقَالَ : مَا أَرَانَا إِلَّا قَدِ اضْطُرِرْنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ وَاحْتَجْنَا إِلَيْهِ يَعْنِي سُفْيَانَ قَالَ : قُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا سُفْيَانَ دَعْ هَذَا عَنْكَ فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ يُدْرِكْكَ فَقَدْ قَالَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ وَفَزِعَ إِلَيْهِ فَدَخَلَ سُفْيَانُ عَلَى الْعُثْمَانِيِّ فَكَلَّمَهُ فِيهِ وَالْعُثْمَانِيُّ يَأْبَى عَلَيْهِ فَقَالَ سُفْيَانُ : إِنِّي لَكَ نَاصِحٌ إِنَّ هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَهُ عَشِيرَةٌ فَإِنْ أَنْتَ أَقْدَمْتَ عَلَيْهِ أَقَلُّ مَا يَكُونُ أَنْ تَقُومَ عَلَيْكَ عَشِيرَتُهُ وَوَلَدُهُ بِبَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَتَشْخَصَ لِمُنَاظَرَتِهِمْ قَالَ فَعَمِلَ فِيهِ كَلَامُ سُفْيَانَ وَأَمَرَ بِاطْلَاقِهِ مِنَ الْحَبْسِ قَالَ الْحَارِثُ بْنُ صِدِّيقٍ : فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ ثُمَّ جَاءَ الْأَعْوَانُ فَأَخْرَجُوهُ مِنَ السِّجْنِ وَرَكِبَ حِمَارًا وَحَمَلْنَا مَتَاعَهُ وَخَرَجَ قَالَ الْحَارِثُ : فَدَخَلْتُ عَلَى الْعُثْمَانَيِّ مِنَ الْغَدِ فَقُلْتُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ تُبْتَلَ بِهَذَا الرَّجُلِ وَسَلَّمَكَ اللَّهُ فَقَالَ : يَا حَارِثُ مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ مَا نَدِمْتُ عَلَى الْكَذَا خَطَرَ بِبَالِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : حَوَّلَتُ أَبِي وَالشُّهَدَاءَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَوَجَدْنَاهُمْ رُطَابًا يَنْثَنُونَ لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْهُمْ شَيْءٌ فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ يَقُولُ : كُنَّا بِالْمَدِينَةِ فَكَتَبَ أَهْلُ مَكَّةَ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِالَّذِي كَانَ مِنْ وَكِيعٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَالْعُثْمَانِيِّ وَقَالُوا : إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَلَا تَتَّكِلُوا عَلَى الْوَالِي وَارْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَقْتُلُوهُ فَعَزَمُوا عَلَى ذَلِكَ وَبَلَغَنَا الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ فَبَعَثْا بَرِيدًا إِلَى وَكِيعٍ أَنْ لَا تَأْتِيَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَتَمْضِيَ مِنْ طَرِيقِ الرَّبَذَةِ وَقَدْ كَانَ جَاوَزَ مَفْرِقَ الطَّرِيقَيْنِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمَّا أَتَاهُ الْبَرِيدُ رَجَعَ رَاجِعًا إِلَى الرَّبَذَةِ وَمَضَى إِلَى الْكُوفَةِ