سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَا مِنْ عَبْدٍ يَخْرُجِ يَطْلُبُ عِلْمًا إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا وَسُلِكَ بِهِ طَرِيقٌ إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا ، وَلَكِنَّهُمْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ "
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى ، وَأَحْمَدَ بْنَ فَتْحٍ ، أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَهُمْ إِمْلَاءً بِمِصْرَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُثَنَّى ، ثنا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ قَيْسٍ ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَهُوَ بِدِمَشْقَ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ : مَا جَاءَتْ بِكَ حَاجَةٌ وَلَا جِئْتَ فِي طَلَبِ التِّجَارَةِ وَلَا جِئْتَ إِلَّا فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : بَلَى ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ : أَبْشِرْ ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : مَا مِنْ عَبْدٍ يَخْرُجِ يَطْلُبُ عِلْمًا إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا وَسُلِكَ بِهِ طَرِيقٌ إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا ، وَلَكِنَّهُمْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ قَالَ حَمْزَةُ : كَذَا قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ : فِي هَذَا الْحَدِيثِ جَمِيلُ بْنُ قَيْسٍ ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ وَغَيْرُهُ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : وَالْقَلْبُ إِلَى مَا قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَمْيَلُ ، قَالَ حَمْزَةُ : وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَمُرَةَ ، وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، رَوَاهُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ حَمْزَةُ : وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الْأَوْزَاعِيِّ حَدَّثَ بِهِ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ غَيْرُهُ وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ قَالَ أَبُو عُمَرَ : أَمَّا قَوْلُ حَمْزَةَ : إِنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ : فِي هَذَا الْحَدِيثِ جَمِيلُ بْنُ قَيْسٍ فَلَيْسَ كَمَا قَالَ ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ لَا عَنْ جَمِيلِ بْنِ قَيْسٍ ، وَمَنْ قَالَ : جَمِيلُ بْنُ قَيْسٍ فَقَدْ جَاءَ بِوَاضِحٍ مِنَ الْخَطَأِ ، وَإِنَّمَا هُوَ دَاوُدُ بْنُ جَمِيلٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ هَذَا هُوَ الصَّوَابُ ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ كُلُّ مَنْ قَوَّمَ إِسْنَادَهُ ، وَجَوَّدَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَغَيْرُهُ