سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رَضًى لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ، وَكُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا ، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ "
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، وَأَبُو صَادِقٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْعَطَّارُ قَالُوا : ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ جِئْتُكَ مِنَ الْمَدِينَةِ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : وَلَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ ؟ قَالَ : لَا قَالَ : وَلَا لِتِجَارَةٍ ؟ قَالَ : لَا قَالَ : وَلَا جِئْتَ إِلَّا لِهَذَا الْحَدِيثِ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رَضًى لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ، وَكُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا ، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ هَذَا حَدِيثٌ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ فِي كِتَابِهِ عَنْ مُسَدَّدٍ عَنِ الْخُرَيْبِيِّ وَرَوَاهُ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِمَعْنَاهُ وَالْأَحَادِيثُ الَّتِي رُوِيَتْ فِي فَضْلِ الْعِلْمِ وَطَلَبِهِ ، وَحِفْظِ السُّنَّةِ وَأَدَائِهَا كَثِيرَةٌ ، وَهِيَ فِي مُصَنَّفَاتِي الْمَبْسُوطَةِ مَذْكُورَةٌ . وَمِمَّا يَدْخُلُ فِي مَعْنَاهُ مَا رُوِيَ بِأَسَانِيدَ وَاهِيَةٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا يَنْتَفِعُونَ بِهَا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا وَقَدْ خَرَّجْتُ مِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يَفْتَقِرُ إِلَيْهَا أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فِي مَعْرِفَةِ مَا يَجِبُ اعْتِقَادُهُ بِالْقَلْبِ ، وَاسْتِعْمَالُهُ بِاللِّسَانِ وَالْأَرْكَانِ ، وَصَارَ شِعَارًا لَهُمْ حَيْثُ كَانُوا فِي الْبُلْدَانِ مَا تَيَسَّرَ إِخْرَاجُهُ فِي أَرْبَعِينَ بَابًا ، وَأَنَا أَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِي إِخْرَاجِ بَعْضِ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَى مَعْرِفَتِهِ لِلْاسْتِعْمَالِ فِي أَحْوَالِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ فِي أَرْبَعِينَ بَابًا ؛ لِيَكُونَ بُلْغَةً لَهُمْ فِيمَا لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْ مَعْرِفَتِهِ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، مَعَ مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ فِي الْأَرْبَعِينَ الَّتِي خَرَّجْتُهَا فِي بَيَانِ مَعَالِمِ دِينِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَأَسْتَعِينُ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْكَرِيمِ عَلَى اسْتِعْمَالِ مَا عَلَّمَنِي ، وَأَسْأَلُهُ الزِّيَادَةَ فِي الْعُلَا ، وَالْعَفْوَ عَنِّي فِيمَا قَصَّرْتُ فِيهِ مِنْ مُوَاجِبِهِ ، وَأَبْرَأُ إِلَيْهِ مِنْ حَوْلِي وَقُوَّتِي ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ