عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ قَالُوا : لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَهْرٌ وَخَمْسَةُ أَيَّامٍ ، اجْتَمَعَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصِيبَتَانِ فَلَزِمَ بَيْتَهُ ، وَأَقَلَّ الْخُرُوجَ ، وَنَالَتْ مِنْهُ قُرَيْشٌ مَا لَمْ تَكُنْ تَنَالُ ، وَلَا تَطْمَعُ بِهِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا لَهَبٍ فَجَاءَهُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، امْضِ لِمَا أَرَدْتَ ، وَمَا كُنْتَ صَانِعًا إِذْ كَانَ أَبُو طَالِبٍ حَيًّا فَاصْنَعْهُ ، لَا وَاللَّاتِ لَا يُوصَلُ إِلَيْكَ حَتَّى أَمُوتَ ، وَسَبَّ ابْنُ الْغَيْطَلَةِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو لَهَبٍ ، فَنَالَ مِنْهُ ، فَوَلَّى وَهُوَ يَصِيحُ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ صَبَأَ أَبُو عُتْبَةَ فَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ حَتَّى وَقَفُوا عَلَى أَبِي لَهَبٍ فَقَالَ : مَا فَارَقْتُ دِينَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَلَكِنِّي أَمْنَعُ ابْنَ أَخِي أَنْ يُضَامَ حَتَّى يَمْضِيَ لِمَا يُرِيدُ ، قَالُوا : قَدْ أَحْسَنْتَ وَأَجْمَلْتَ وَوَصَلْتَ الرَّحِمَ ، فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ أَيَّامًا يَذْهَبُ وَيَأْتِي ، لَا يَعْتَرِضُ لَهُ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَهَابُوا أَبَا لَهَبٍ إِلَى أَنْ جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ إِلَى أَبِي لَهَبٍ ، فَقَالَا لَهُ : أَخْبَرَكَ ابْنُ أَخِيكَ أَيْنَ مَدْخَلُ أَبِيكَ ؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو لَهَبٍ : يَا مُحَمَّدُ أَيْنَ مَدْخَلُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ قَالَ : " مَعَ قَوْمِهِ : فَخَرَجَ أَبُو لَهَبٍ إِلَيْهِمَا ، فَقَالَ : قَدْ سَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : " مَعَ قَوْمِهِ " فَقَالَا : يَزْعُمُ أَنَّهُ فِي النَّارِ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَيَدْخُلُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ النَّارَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ وَمَنْ مَاتَ عَلَى مِثْلِ مَا مَاتَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ دَخَلَ النَّارَ " فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ : وَاللَّهِ لَا بَرِحْتُ لَكَ عَدُوًّا أَبَدًا ، وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ فِي النَّارِ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ هُوَ وَسَائِرُ قُرَيْشٍ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَالْمُنْذِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ قَالُوا : لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَهْرٌ وَخَمْسَةُ أَيَّامٍ ، اجْتَمَعَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُصِيبَتَانِ فَلَزِمَ بَيْتَهُ ، وَأَقَلَّ الْخُرُوجَ ، وَنَالَتْ مِنْهُ قُرَيْشٌ مَا لَمْ تَكُنْ تَنَالُ ، وَلَا تَطْمَعُ بِهِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا لَهَبٍ فَجَاءَهُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، امْضِ لِمَا أَرَدْتَ ، وَمَا كُنْتَ صَانِعًا إِذْ كَانَ أَبُو طَالِبٍ حَيًّا فَاصْنَعْهُ ، لَا وَاللَّاتِ لَا يُوصَلُ إِلَيْكَ حَتَّى أَمُوتَ ، وَسَبَّ ابْنُ الْغَيْطَلَةِ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو لَهَبٍ ، فَنَالَ مِنْهُ ، فَوَلَّى وَهُوَ يَصِيحُ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ صَبَأَ أَبُو عُتْبَةَ فَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ حَتَّى وَقَفُوا عَلَى أَبِي لَهَبٍ فَقَالَ : مَا فَارَقْتُ دِينَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَلَكِنِّي أَمْنَعُ ابْنَ أَخِي أَنْ يُضَامَ حَتَّى يَمْضِيَ لِمَا يُرِيدُ ، قَالُوا : قَدْ أَحْسَنْتَ وَأَجْمَلْتَ وَوَصَلْتَ الرَّحِمَ ، فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَذَلِكَ أَيَّامًا يَذْهَبُ وَيَأْتِي ، لَا يَعْتَرِضُ لَهُ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَهَابُوا أَبَا لَهَبٍ إِلَى أَنْ جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ إِلَى أَبِي لَهَبٍ ، فَقَالَا لَهُ : أَخْبَرَكَ ابْنُ أَخِيكَ أَيْنَ مَدْخَلُ أَبِيكَ ؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو لَهَبٍ : يَا مُحَمَّدُ أَيْنَ مَدْخَلُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ قَالَ : مَعَ قَوْمِهِ : فَخَرَجَ أَبُو لَهَبٍ إِلَيْهِمَا ، فَقَالَ : قَدْ سَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : مَعَ قَوْمِهِ فَقَالَا : يَزْعُمُ أَنَّهُ فِي النَّارِ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَيَدْخُلُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ النَّارَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : نَعَمْ وَمَنْ مَاتَ عَلَى مِثْلِ مَا مَاتَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ دَخَلَ النَّارَ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ : وَاللَّهِ لَا بَرِحْتُ لَكَ عَدُوًّا أَبَدًا ، وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ فِي النَّارِ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ هُوَ وَسَائِرُ قُرَيْشٍ