خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ ، فَقَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي فِيكُمْ ، فَقَالَ : " أَكْرِمُوا أَصْحَابِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ يَشْهَدُونَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا ، وَيَحْلِفُونَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفُوا ، وَيَفْشُو فِيهِمُ الْكَذِبُ ، فَمَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ ، وَهُوَ مَعَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ ، وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ ، وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ "
سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ الْحَافِظَ ، الْفَقِيهَ النَّبِيهَ ، شَرَفَ الدِّينِ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ ابْنَ الْقَاضِي الْفَقِيهِ الْأَنْجَبِ الْوَجِيهِ أَبِي الْمَكَارِمِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُفَرِّجِ الْمَقْدِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ الْحَافِظَ جَمَالَ الدِّينِ شَيْخَ الْإِسْلَامِ أَبَا طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيَّ الْأَصْبَهَانِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمَاكِيَّ بِقَزْوِينَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ الْعَتِيقِ ، بِخَطِّهِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِمِائَةٍ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَي الْخَلِيلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْخَلِيلِيَّ الْحَافِظَ إِمْلَاءً ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا جَدِّي ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْكَيْسَانِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَيْرَانَ الْهَمَذَانِيُّ ، وَشُعَيْبُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَاضِي ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَوْسٍ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِصَامٍ الْجُرْجَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ ، فَقَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَقَامِي فِيكُمْ ، فَقَالَ : أَكْرِمُوا أَصْحَابِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ يَشْهَدُونَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا ، وَيَحْلِفُونَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفُوا ، وَيَفْشُو فِيهِمُ الْكَذِبُ ، فَمَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ ، وَهُوَ مَعَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ ، وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ ، وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، غَيْرُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنُ عِصَامٍ ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، وَهُوَ أَشْهُرُ . أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي دِيزِيلَ ، يَقُولُ : مَا لَقِيَ الْجُرْجَانِيُّ مِثْلَهُ يَعْنِي عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عِصَامٍ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ يَوْمًا : لَيْسَ لَنَا مِثْلُ نَيْكِ مُرْدِكُمْ الْجُرْجَانِيِّ وَقَالَ الْمَرَّارُ بْنُ حَمُّويَهْ : كَتَبْتُ عَنْ أَلْفِ شَيْخٍ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الْجُرْجَانِيِّ وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ وَابْنُهُ