أَقْسَامُ الْحَدِيثِ اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ : أَنَّ الْأَحَادِيثَ الْمَرْوِيَّةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَقْسَامٍ كَثِيرَةٍ : صَحِيحٍ , مُتَّفَقٍ عَلَيْهِ , وَصَحِيحٍ مَعْلُولٍ , وَصَحِيحٍ مُخْتَلَفٍ فِيهِ , وَشَوَاذٍّ , وَأَفْرَادٍ , وَمَا أَخْطَأَ فِيهِ إِمَامٌ , وَمَا أَخْطَأَ فِيهِ سِيِّءُ الْحِفْظِ يُضَعَّفُ مِنْ أَجْلِهِ , وَمَوْضُوعٍ , وَضَعَهُ مَنْ لَا دِينَ لَهُ . فَأَمَّا النَّوْعُ الصَّحِيحُ الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ فَمِثْلُ مَا يَرْوِيهِ أَحَدَ الْأَئِمَّةِ , كَمَالِكٍ , وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , وَالْمَاجِشُونَ , وَابْنِ جُرَيْجٍ , وَغَيْرِهِمْ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَوْ عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَوْ مَا يَرْوِيهِ الزُّهْرِيُّ , عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَوْ عَنْ عُمَرَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالْحَدِيثِ كُلُّ مَا يَجِدُهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ حَكَمَ بِصِحَّتِهِ , وَإِنَّمَا يَكُونُ كَذَلِكَ إِذَا كَانَتِ الرُّوَاةُ إِلَى أَنْ يَبْلُغَ إِلَى الزُّهْرِيِّ , وَمَالِكٍ ثِقَاتًا عُدُولًا , فَأَمَّا إِذَا كَانَ فِيهِمْ ضَعِيفٌ , أَوْ رُكِّبَ عَلَيْهِمْ ضَعِيفٌ , فَذَاكَ الْأَئِمَّةُ يَرُدَّونَهُ , وَيَذْكُرُونَ عِلَّتَهُ , فَقِيَاسُ ذَلِكَ مِنَ الصَّحِيحِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ
مَعْرِفَةُ الشَّاذِّ وَأَمَّا الشَّوَاذُّ : فَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ : الشَّاذُّ عِنْدَنَا مَا يَرْوِيهِ الثِّقَاتُ عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ وَيَرْوِيهِ ثِقَةٌ خِلَافَهُ زَائِدًا أَوْ نَاقِصًا . وَالَّذِي عَلَيْهِ حُفَّاظُ الْحَدِيثِ : الشَّاذُّ : مَا لَيْسَ لَهُ إِلَّا إِسْنَادٌ وَاحِدٌ يَشُذُّ بِذَلِكَ شَيْخٌ ثِقَةٌ كَانَ أَوْ غَيْرَ ثِقَةٍ , فَمَا كَانَ عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ فَمَتْرَوْكٌ , لَا يُقْبَلُ , وَمَا كَانَ عَنْ ثِقَةٍ يُتَوَقَّفُ فِيهِ , وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ , وَاعْلَمُوا أَنَّ عَوَالِيَ الْأَسَانِيدِ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يَحْتَشِدَ طَالِبُ هَذَا الشَّأْنِ لِتَحْصِيلِهِ , وَلَا يَعْرِفُهُ إِلَّا خَوَاصُّ النَّاسِ , وَالْعَوَامُ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِقُرْبِ الْإِسْنَادِ وَبِبُعْدِهِ , وَبِقِلَّةِ الْعَدَدِ وَكَثْرَتِهِمْ , وَأَنَّ الْإِسْنَادَيْنِ يَتَسَاوَيَانِ فِي الْعَدَدِ , وَأَحَدَهُمَا أَعْلَى , بِأَنْ يَكُونَ رُوَاتُهُ عُلَمَاءُ وَحُفَّاظًا . رُوِيَ لَنَا أَنَّ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ قَالَ لِتَلَامِذَتِهِ : أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أُحَدِّثَكُمْ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلْقَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ؟ قَالُوا : نُحِبُّ الْأَعْمَشَ , فَإِنَّهُ أَقْرَبُ إِسْنَادًا . قَالَ : وَيْحَكُمُ , الْأَعْمَشُ شَيْخٌ عَالِمٌ , وَأَبُو وَائِلٍ شَيْخٌ , وَلَكِنْ سُفْيَانُ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلْقَمَةَ , فَقِيهٍ , عَنْ فَقِيهٍ ، عَنْ فَقِيهٍ ، عَنْ فَقِيهٍ . وَمَنْ لَا مَعْرِفَةَ لَهُ إِذَا نَظَرَ إِلَى نُسَخِ الضِّعَافِ الْكَذَّابِينَ , الَّذِينَ وَضَعُوا الْأَحَادِيثَ , وَوَجَدَهَا قَرِيبَةَ الْإِسْنَادِ ظَنَّهَا مِمَّا يُعْبَأُ بِهِ . وَإِنَّ جَمَاعَةً كَذَّابِينَ رَوَوْا عَنْ أَنَسٍ , وَلَمْ يَرْوِهِ , كَأَبِي هُدْبَةَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هُدْبَةَ , وَدِينَارٍ , وَمُوسَى الطَّوِيلِ , وَخُرَّاشٍ . حَدَّثَنَا أَبَى حَفْصٍ الْكِتَّانِيُّ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَدَوِيِّ , عَنْ خُرَّاشٍ , وَدِينَارٍ , وَهَذَا وَأَمْثَالُهُ لَا يُدْخِلُهُ الْحُفَّاظُ فِي كُتُبِهِمْ , وَإِنَّمَا يُكْتَبُونَ اعْتِبَارًا ؛ لِيُمَيِّزُوهُ عَنِ الصَّحِيحِ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَهُمَا بِصَنْعَاءَ وَيَحْيَى يَكْتُبُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ : تَكْتُبُ نُسْخَةَ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ , وَتَعْلَمُ أَنَّهُ كَذَّابٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ ؟ فَقَالَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , أَكْتُبُهُ حَتَّى لَوْ جَاءَ كَذَّابٌ يَرْوِيهِ عَنْ مَعْمَرِ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ , أَقُولُ لَهُ : كَذَبْتَ لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ , إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَبَانَ وَقَدْ يَكُونُ الْإِسْنَادُ يَعْلُو عَلَى غَيْرِهِ بِتَقَدُّمِ مَوْتِ رَاوِيهِ , وَإِنْ كَانَا مُتَسَاوِيَيْنِ فِي الْعَدَدِ مِثَالُهُ : أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا , عَنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ الْأَسَدِيِّ , عَنْ سَهْلِ بْنِ زَنْجَلَةَ , عَنْ وَكِيعٍ , وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ , عَنْ وَكِيعٍ فَسَهْلٌ أَعْلَى مِنْ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ ؛ لِأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ بِعِشْرِينَ سَنَةً , وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ رَجُلَيْنِ يَرْوِيَانِ عَنْ أحد الْأَئِمَّةِ , ثُمَّ يَكُونُ أَحَدَهُمَا أَعْلَى , فَإِنَّ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ يَرْوِي عَنْ مَالِكٍ , وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ , وَيَرْوِي عَنْ مَالِكٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ , وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ , فَهُمَا سَوَاءٌ فِي مَالِكٍ , لَكِنَّ ابْنَ وَهْبٍ لِقِدَمِ مَوْتِهِ وَجَلَالَتِهِ لَا يُوازِيهِ قُتَيْبَةُ , مَعَ تَوْثِيقِهِ وَصَلَاحِهِ , وَاعْلَمْ أَنَّ لِهَذَا الْعِلْمِ أَئِمَّةً , وَجَهَابِذَةً , وَنُقَّادًا , رَوَوْا وَعَدَّلُوا , وَكَانَ الْأَمْرُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَكَانَ أَعْلَمَهُمْ وَأَفْضَلَهُمْ , مَا احْتَاجَ إِلِي الْمُشَاوَرَةِ . قَالَ الزُّهْرِيُّ : صَارَ الْفَتْوَى بَعْدَهُ إِلَى الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ : عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , وَقَدْ يُضَافُ إِلَيْهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ . ثُمَّ بَعْدَهُمُ : الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ فُقَهَاءِ الصَّحَابَةِ الْأَحْدَاثِ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَيُضَافُ إِلَيْهِمْ : أَبُو الدَّرْدَاءِ . وَبَعْدَهُمْ : جَمَاعَةٌ أَدْرَكُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَخَذُوا الْعِلْمَ عَنِ الصَّحَابَةِ : السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ ابْنُ أُخْتِ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ , وَأَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ , وَمَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَامِرِيُّ , وَمَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ . فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَكَانَ يُفْتِي لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَأَصْحَابُهُ يُفَضِّلُونَهُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لِمَالِكٍ : أَكْثَرْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ . فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , كَانَ آخِرَ مَنْ بَقِيَ عِنْدَنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَفْتَى فِينَا نَيِّفًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً , مَا احْتَاجَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَحَدٍ وَأَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ يُقَدِّمُونَهُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ فِي الْعِلْمِ , وَهُوَ مُفْتِي أَهْلِ مَكَّةَ . كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَقُولُ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ حَسَنَ السَّرْدِ لِلرِّوَايَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَمْ يَبْلُغْ فِي الْفِقْهِ وَالتَّفْسِيرِ شَأْوَ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَكَانُوا يَقُولُونَ : حَدَّثَنَا الْبَحْرُ , يَعْنُونَ ابْنَ عَبَّاسٍ , وَمَاتَ بِالطَّائِفِ , فَضَرَبَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ عَلَى قَبْرِهِ فُسْطَاطًا , وَقَالَ : الْيَوْمُ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ . وَأَفْتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو لِأَهْلِ مِصْرَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ لِأَهْلِ مَكَّةَ أَيَّامَ وِلَايَتِهِ , وَيَقِلُّ حَدِيثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَنَعُودُ إِلَى مَا قَصَدْنَاهُ , فَنَذْكُرُ أَسَامِيَ الْمَشْهُورِينَ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ , وَالْعِرَاقَيْنِ , وَالشَّامِ , وَالْيَمَنِ , وَمِصْرَ , وَالْجِزِيرَةِ , وَبِلَادِ الْفُرْسِ
الْمَدِينَةُ وَنَبْتَدِئُ بِالْمَدِينَةِ ؛ لِأَنَّهَا بَيْتُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَبِهَا قَبْرُهُ , وَالْفُقَهَاءُ الَّذِينَ صَارَ إِلَيْهِمُ الْفُتْيَا بَعْدَ الصَّحَابَةِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , عَلَى مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الزُّهْرِيُّ وَأَقْرَانُهُ إِنَّهُمْ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُضِيفُ إِلَيْهِمْ : عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ ، وَكَانَ بِهَا مِنَ الْعُلَمَاءِ مِثْلُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَقْرَانِهِ . لَكِنَّ الْفُتْيَا إِلَى مَنْ قَدْ ذَكَرْنَا ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ حَفِظَ عِلْمَ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ . كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْآفَاقِ : عَلَيْكُمْ بِابْنِ شِهَابٍ , فَإِنَّكُمْ لَا تَجِدُونَ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ الْمَاضِيَةِ مِنْهُ . وَرُوِيَ أَنَّ الزُّهْرِيَّ قَالَ عِنْدَ بُلُوغِ سِنِّهِ : إِنَّا لِلَّهِ , قَدْ صَارَ الْعِلْمُ إِلَى الْمَوَالِي هُوَ ذَا الْحَسَنُ وَابْنُ سِيرِينَ يُفْتِيَانِ بِالْبَصْرَةِ , وَهُمَا مَوْلَيَانِ يَعْنِي يَسَارًا وَالِدَ الْحَسَنِ , وَسِيرِينَ وَالِدَ مُحَمَّدٍ , وَهُمَا مِنْ سَبْيِ مِيسَانَ , فِي زَمَنِ عُمَرَ , حَمَلَهُمَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ وَهُوَ ذَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ يُفْتِي وَهُوَ مَوْلًى وَهُوَ ذَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ بِمَكَّةَ , وَهُوَ مَوْلًى وَهُوَ ذَا مَكْحُولٌ بِالشَّامِ , وَهُوَ مَوْلًى . ثُمَّ قَالَ : إِذَا تَقَاعَدَ أَبْنَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ عَنْ تَعْلِيمِ الْعِلْمِ يَغْلِبُهُمُ الْمَوَالِي , ثُمَّ قَالَ : أَخَذْتُ الْعِلْمَ عَنِ الْبِحَارِ : سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَكَانَ بَحْرًا لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ , وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ , وَكَانَ قَدْ مُلِئَ عِلْمًا , حَتَّى عَدَّ شُيُوخَهُ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ , فَقِيلَ لَهُ : تَرْوِي عَنِ الْمَوَالِي ؟ فَقَالَ : نَعَمْ عَنْ جَمَاعَةٍ وَجَدْتُ دِيَانَتَهُمْ , وَفَهْمَهُمْ فَأُحَدِّثُ عَنْهُمْ . رَوَى عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : وَتَفَرَّدَ بِهِ عُقَيْلٌ , لَا يُتَابِعُهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ عَلَيْهِ
بَكْرُ بْنُ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَزِيزُ الْحَدِيثِ , قَدِيمُ الْمَوْتِ , مَاتَ قَبْلَ الْكُهُولَةِ , رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , سَمِعَ مِنْهُ أَبُوهُ وَائِلٌ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ , وَشُعْبَةُ , وَقُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ , وَهَمَّامٌ وَغَيْرُهُمْ , وَرَوَى هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْهُ حَدِيثًا وَاحِدًا , وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ , عَنِ ابْنِهِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ , وَهُوَ ثِقَةٌ , غَيْرُ مُخَرَّجٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ
أَبُو مُعَاوِيَةَ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ حَافِظٌ , مُتْقِنٌ , مُخَرَّجٌ , تَأَخَّرَ مَوْتُهُ , أَقَلَّ الرِّوَايَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ ضَاعَتْ صَحِيفَتُهُ , وَقِيلَ : إِنَّهُ ذَاكِرٌ شُعْبَةَ , وَكَانَ يَسْرُدُ عَنِ الزُّهْرِيِّ , وَلَمْ يَكُنْ شُعْبَةُ أَدْرَكَ الزُّهْرِيَّ , فَتَنَاوَلَ صَحِيفَتَهُ , فَأَلْقَاهَا فِي الدِّجْلَةِ , وَكَانَ هُشَيْمٌ يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ حِفْظِهِ , وَكَانَ يُدَلِّسُ
أَبُو عُرْوَةَ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَالِمٌ كَبِيرٌ بَصْرِيُّ , انْتَقِلْ إِلَى صَنْعَاءَ وَمَاتَ بِهَا , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , قَدِيمٌ , مَاتَ فِي حَدِّ الْكُهُولَةِ , أَثْنَى عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ , وَكَانَ يُقَالُ : الزُّهْرِيُّ إِمَامُ الْحِجَازِ بِالْمَدِينَةِ , وَقَتَادَةُ بِالْبَصْرَةِ , يُقَالُ : إِنَّهُ ثُلُثُ الْإِسْلَامِ فِي الرِّوَايَةِ , وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ بِالْكُوفَةِ , وَبِهَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ , وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ بِالْيَمَامَةِ , فَجَمَعَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ . وَأَدْرَكَ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ , وَفَاتَهُ نَافِعٌ بِالْمَدِينَةِ , وَقِيلَ : إِنَّ الْأَوْزَاعِيَّ سَاوَى مَعْمَرًا فِي الْأَئِمَّةِ الْخَمْسَةِ الَّذِينَ عَدَدْتُهُمْ , وَفُضِّلَ عَلَيْهِ بِعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ بِمَكَّةَ , سَمِعَ مَعْمَرًا الْخَلْقَ مِنْ شُيُوخِ الْبَصْرَةِ , وَصَنْعَاءَ وَالْكُوفَةِ وَغَيْرِهَا , حَتَّى الْكِبَارِ , وَأَقْرَانُهُ : ابْنُ جُرَيْجٍ , وَهُوَ أَقْدَمُ مِنْهُ , وَشُعْبَةُ , وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , وَابْنُ الْمُبَارَكِ , وَابْنُ عُيَيْنَةَ , وَهِشَامُ بْنُ يُوسُفَ قَاضِي صَنْعَاءَ , وَرَوَى عَنْهُ كُتُبَهُ , وَتَصَانِيفَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ , وَأَكْثَرَ حَتَّى ارْتَحَلَ إِلَيْهِ أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ : أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ , وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ , وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ , وَكُبَّارُ خُرَاسَانَ , وَأَكْثَرَ الْأَئِمَّةُ فِي التَّصَانِيفِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ نَازِلًا وَعَالِيًا , لِقِلَّةِ اسْتِغْنَائِهِمْ عَنْهُ , وَرَوَى عَنْهُ الشَّافِعِيُّ أَحَادِيثَ
اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ إِمَامُ وَقْتِهِ بِلَا مُدَافَعَةٍ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , قَالَ الشَّافِعِيُّ : مَا فَاتَنِي أَحَدٌ أَشَدُّ عَلَيَّ فَوَاتُهُ مِنَ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ , وَقَالَ : لَيْثٌ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ إِلَّا أَنَّ أَصْحَابَهُ لَمْ يَقُومُوا بِهِ . وَمِنْ حُسْنِ دِيَانَتِهِ أَنَّهُ مَعَ إِكْثَارِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمَاعًا يَرْوِي مَا فَاتَهُ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ وَعُقَيْلٍ وَغَيْرِهِمَا , عَنِ الزُّهْرِيِّ . لِلزُّهْرِيِّ مَوْلًى يُقَالُ لَهُ نَضْرٌ , سَكَنَ وَادِي الْقُرَى , ضُعِّفَ , وَرَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ خَلْقٌ سِوَاهُمْ , وَإِذَا أُسْنِدَ لَكَ الْحَدِيثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَوْ عَنْ غَيْرِهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ فَلَا تَحْكُمْ بِصِحَّتِهِ بِمُجَرَّدِ الْإِسْنَادِ , فَقَدْ يُخْطِئُ الثِّقَةُ . وَمِثَالُهُ :
نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ مِنْ أَئِمَّةِ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , إِمَامٌ فِي الْعِلْمِ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , صَحِيحُ الرِّوَايَةِ , فَمِنْهُمْ مَنْ يُقَدِّمُهُ عَلَى سَالِمٍ , وَمِنْهُمْ مِنْ يُقَارِنُهُ بِهِ سَمِعَ مَوْلَاهُ وَأَبَا هُرَيْرَةَ , وَغَيْرَهُمَا , وَلَا يُعْرَفُ لَهُ خَطَأٌ فِي جَمِيعِ مَا رَوَاهُ , إِلَّا فِي حَدِيثٍ فِي إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ . قَالَ سَالِمٌ : وَهِمَ الْعَبْدُ عَلَى أَبِي , وَذَهَبَ إِلَى هَذَا جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , مِنْهُمْ يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ , وَمَالِكٌ ، مَعَ جَلَالَتِهِ , وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ ، أَنَّ مَالِكًا ، رَجَعَ عَنْهُ بِآخِرَةٍ , وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ أَكْثَرَ أَحَادِيثِ نَافِعٍ عَنِ الثِّقَاتِ
أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَاضِي الْمَدِينَةِ , مِنَ الْأَئِمَّةِ الْفُقَهَاءِ , سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ , وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ , وَابْنَ الْمُسَيِّبِ , وَأَبَا سَلَمَةَ , وَمُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ , وَغَيْرَهُمْ مِنَ الْقُدَمَاءِ , ثُمَّ تَنَزَّلَ إِلَى أَقْرَانِهِ حَتَّى رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , ثُمَّ تَنَزَّلَ إِلَى أَصْحَابِهِ الَّذِينَ أَخَذُوا عَنْهُ , حَتَّى رَوَى عَنْ مَالِكٍ , وَابْنِ جُرَيْجٍ , فَمَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ مِنْ حَدِيثِهِ كَمَالِكٍ , وَالثَّوْرِيِّ , وَشُعْبَةَ , وَابْنِ جُرَيْجٍ , وَسُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ , وَمَنْ بَعْدَهُمْ كَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ , وَابْنِ الْمُبَارَكِ , وَعَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ , وَأَبِي أُسَامَةَ , وَسَلَّامِ بْنِ سُلَيْمٍ , وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ , وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , وَعَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ , فَهُوَ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بِلَا مُدَافَعَةٍ وَقَدِ انْفَرَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ ، عَنْ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , وَهَكَذَا كُلُّ حَدِيثٍ يَصِحُّ عَنْهُ , وَإِنِ انْفَرَدَ بِهِ فَهُوَ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , وَمَا يَرْوِيهِ الضُّعَفَاءُ عَنْهُ مِثْلُ : إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى , وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ صِرْمَةَ , وَسُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ , وَأَمْثَالِهِمْ فَلَا يُحْتَجُّ بِهِ مِنْ أَجْلِهِمْ
رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّأْيِ مِنَ الْأَئِمَّةِ بِالْمَدِينَةِ , تَابِعِيُّ , ثِقَةٌ , إِمَامٌ , أُسْتَاذُ مَالِكٍ , مُفْتِي وَقْتِهِ , سَمِعَ أَنَسًا , وَيَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ , وَأَبَا الزِّنَادِ , وَغَيْرَهُمْ مِنْ تَابِعِيِّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ ، مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَ اللُّقَطَةِ وَهَذَا الْحَدِيثُ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ , عَنِ الْخَلْقِ , عَنْ رَبِيعَةَ , قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : كُنْتُ سَمِعْتُهُ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ رَبِيعَةَ , فَلَقِيتُ رَبِيعَةَ , فَحَدَّثَنِي بِهِ . حَدَّثَنَا جَدِّي , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ قَالَ : إِذَا قَالَ مَالِكٌ : وَعَلَيْهِ أَدْرَكْتُ أَهْلَ بَلَدِنَا , وَالْمُجْمَعُ عَلَيْهِ عِنْدَنَا , فَإِنَّهُ يُرِيدُ رَبِيعَةَ ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , ثُمَّ صَارَ الْعِلْمُ وَالْفُتْيَا كُلُّهُ بَعْدَ رَبِيعَةَ إِلَى مَالِكٍ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ مِنْ تَلَامِذَةِ مَالِكٍ , وَلَمْ يَرْوِ مَالِكٌ ، عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْكُوفِيِّينَ غَيْرِهِ , رَوَى عَنْهُ حَدِيثًا وَاحِدًا تَفَرَّدَ بِهِ مَعْنٌ , وَهُوَ غَرِيبٌ . أَخْبَرَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَاصِمِيُّ ، فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ , حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ الْكَاتِبُ ، بِبَغْدَادَ , حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ , حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَبَسَ جَمَاعَةً مِنْهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ , وَقَالَ : أَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانُوا فِي حَبْسِهِ إِلَى أَنْ مَاتَ
أَبُو حُذَافَةَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّهْمِيُّ الْمَدَنِيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ , مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ , ضَعِيفٌ , آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ مَالِكٍ , لَمْ يَرْوِ عَنْهُ مِنَ الثِّقَاتِ إِلَّا نَفَرٌ ذَوُو عَدَدٍ , كَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيِّ الْقَاضِي , وَغَيْرِهِ وَلِيمُوا عَلَيْهِ , وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ مَالِكٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثَ الْمِغْفَرِ , وَلَا أَصْلَ لَهُ . سَمِعْتُ الْحَاكِمَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ الْجَرَّاحِيَّ بِبَغْدَادَ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْمَحَامِلِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَأَلْتُ بَعْضَ أَصْحَابِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي حُذَافَةَ , فَقَالَ : كَانَ يَحْضُرُ مَعَنَا الْعَرْضَ عَلَى مَالِكٍ قَالَ الْحَاكِمُ : وَهَذَا غَيْرُ مُحْتَمَلٌ ؛ لِأَنَّ أَبَا حُذَافَةَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ , لَا يَخْتَلِفُ فِيهِ أَحَدٌ
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ إِمَامٌ بِلَا مُدَافَعَةٍ , أُسْتَاذُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , وَيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ , وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ , وَأَبِي خَيْثَمَةَ ، وَعَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ , وَبُنْدَارٍ , وَأَبِي مُوسَى , وَسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيِّ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : سَمِعَ مِنَ مَالِكٍ , وَمَالِكٌ شَابٌّ , وَكَانَ الثَّوْرِيُّ يَتَعَجَّبُ مِنْ حِفْظِهِ , وَاحْتَجَّ بِهِ الْأَئِمَّةُ كُلُّهُمْ , وَقَالُوا : مَنْ تَرَكَهُ يَحْيَى , وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ , نَتْرُكْهُ بِلَا شَكٍّ
وَرَوَى عَنْ مَالِكٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ أَبِي سَعِيدٍ تَالِي يَحْيَى , وَإِنْ كَانَ أَصْغَرَ سِنًّا مِنْهُ , أَخَذَ عَنْهُ كُلُّ مَنْ أَخَذَ عَنْ يَحْيَى مِمَّنْ ذَكَرْتُ , إِمَامٌ بِلَا مُدَافَعَةٍ , وَمَاتَ الثَّوْرِيُّ فِي دَارِهِ , وَقَالَ الشَّافِعِيُّ : لَا أَعْرِفُ لَهُ نَظِيرًا فِي هَذَا الشَّأْنِ , حَدَّثَنِي جَدِّي , وَابْنُ عَلْقَمَةَ قَالَا : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ سِنَانٍ , قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ : لَزِمْتُ مَالِكًا حَتَّى مَلَّنِي , فَقُلْتُ يَوْمًا : أُرِيدُ أَنْ أَسْتَعْطِفَهُ عَلِيَّ , قَدْ غِبْتُ عَنْ أَهْلِي هَذِهِ الْغِيبَةَ الطَّوِيلَةَ , وَمَا أَدْرِي مَاذَا حَدَثَ بِهِمْ بَعْدِي ؟ فَقَالَ يَا بُنَيَّ وَأَنَا بِالْقُرْبِ مِنْ أَهْلِي وَلَا أَدْرِي مَاذَا حَدَثَ بِهِمْ مُنْذُ خَرَجْتُ ؟
أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , مُخَرَّجٌ , يَرْوِي عَنْهُ الْبُخَارِيُّ , وَيَفْتَخِرُ بِهِ , وَرُبَّمَا عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ فِيمَا فَاتَهُ , قَالَ بُنْدَارٌ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى , وَالْبُخَارِيُّ : سَمِعْنَا أَبَا عَاصِمٍ يَقُولُ : مُنْذُ عَقِلْتُ أَنَّ الْغِيبَةَ حَرَامٌ مَا اغْتَبْتُ أَحَدًا . سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ الْكَيْسَانِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ حَبِيبٍ الْأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ : قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ , وَأَمْلَى عَلَيْنَا مِنْ حِفْظِهِ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ , أَخْطَأَ فِي سَبْعِينَ مَوْضِعًا , فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ كَتَبَ إِلَيْنَا : بِأَنِّي أَخْطَأْتُ فِي سَبْعِينَ مَوْضِعًا , فَأَصْلِحُوهَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ كُوفِيُّ الْأَصْلِ , سَكَنَ الْبَصْرَةَ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , رَوَى عَنْهُ الْقُدَمَاءُ مِثْلُ : مُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدٍ , أَمْسَكَ عَنِ الرِّوَايَةِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَتَيْنِ , وَاجْتَهَدُوا بِهِ فَلَمْ يُجِبْهُمْ , وَيَرْوِي عَنْ مَالِكٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَافِظَ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ بَدْرٍ ، يَقُولَانِ : سَمِعْنَا أَحْمَدَ بْنَ كَامِلٍ الْقَاضِي يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْعَيْنَاءِ الضَّرِيرَ ، يَقُولُ : أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ , وَكَانَ قَدْ أَمْسَكَ عَنِ الرِّوَايَةِ , فَقُلْتُ : حَدِّثْنِي . فَقَالَ : يَا غُلَامُ , مُرَّ , وَأَقْرَأِ الْقُرْآنَ . فَقُلْتُ : قَدْ قَرَأْتُ . فَقَالَ : هَاتِ : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ . . . } فَقَرَأْتُ وَجَوَّدْتُ . فَقَالَ : أَحْسَنْتَ , مُرَّ , وَتَعَلَّمْ بَعْدَ الْقُرْآنِ الْفَرَائِضَ . فَقُلْتُ : قَدْ تَعَلَّمْتُ . فَقَالَ : أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَيْكَ : ابْنُ أَخِيكَ أَمِ ابْنُ عَمِّكَ ؟ فَقُلْتُ : ابْنُ أَخِي . فَقَالَ : وَلِمَ ؟ قُلْتُ : لِأَنَّهُ وَلَدَتْهُ أُمِّي . فَقَالَ : يَا غُلَامُ , تَعَلَّمْ بَعْدَ هَذَيْنِ الْعَرَبِيَّةَ . فَقُلْتُ : تَعَلَّمْتُ الْعَرَبِيَّةَ قَبْلَ الْقُرْآنِ وَالْفَرَائِضِ . فَقَالَ قَوْلَ عُمَرَ : يَا لَلَّهِ ، يَا لِلْمُسْلِمِينَ ، لِمَ فَتَحَ الْأُولَى وَكَسَرَ الثَّانِيَةَ ؟ فَقُلْتُ : فَتَحَ الْأُولَى لِلِاسْتِغَاثَةِ , وَكَسَرَ الثَّانِيَةَ لِلِاسْتِنْصَارِ . فَقَالَ : يَا غُلَامُ , لَوْ كُنْتُ مُحَدِّثًا أَحَدًا لَحَدَّثْتُكَ
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمِصْرِيُّ ثِقَةٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , يَرْوِي الْبُخَارِيُّ , وَأَبُو زُرْعَةَ , وَأَبُو حَاتِمٍ ، عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ . وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ مِنَ الثِّقَاتِ : يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى , وَالرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ , وَمُوَطَّؤُهُ يَزِيدُ عَلِي مَنْ رَوَى عَنْ مَالِكٍ , وَعِنْدَهُ الْفِقْهُ الْكَثِيرُ , نَظَرَ الشَّافِعِيُّ فِي كُتُبِهِ , وَنَسْخَ أَكْثَرَهَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْبَلْخِيُّ رَئِيسُهَا وَشَيْخُهَا , وَقَعَتْ لَهُ قِصَّةٌ : دَخَلَ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , فَقَامَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ , فَقَالَ : هَذَا رَجُلٌ يَرَى رَأْيَ الْعِرَاقِيِّينَ فِي الْأَرْجَاءِ , فَأَمَرَ مَالِكٌ أَنْ يَخْرُجَ , وَيُؤْخَذَ بِيَدِهِ , وَيَرْوِي عَنْ مَالِكٍ حَدِيثًا وَاحِدًا , قَالَ : سُئِلَ مَالِكٌ عَنِ الطِّلَاءِ ؟ فَقَالَ : حَدَّثَنَا نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ : كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ , وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ فَلَمَّا رَجَعَا إِلَى بَلْخٍ , أُخْرِجَ قُتَيْبَةُ مِنْ بَلْخٍ , فَذَهَبَ وَأَقَامَ بِبَغْلَانَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُدَامِيُّ الْمِصِّيصِيُّ يَرْوِي عَنْ مَالِكٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ , يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ , وَمَا لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ أَحَادِيثُ مَالِكٍ الَّتِي تَصِحُّ عَنْهُ كُلُّهَا مُحْتَجٌّ بِهَا : فَإِنَّهُ لَمْ يَرْوِ عَنِ الضُّعَفَاءِ , إِلَّا عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ , وَقَدْ يَرْوِي عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ , وَلَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ عَنْهُ , وَزَيْدٌ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ , لَكِنِ الَّذِي يَرْوِي مَالِكٌ عِلَّتَهُ هُوَ حَدِيثُهُ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ } فَأَمَّا حَدِيثُهُ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ , وَالْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ , فَلَمْ يَحْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِوَاحِدٍ مِنْهَا , وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِجَمِيعِهَا , فَأَمَّا حَدِيثُ مَالِكٍ عَنْ غَيْرِ هَؤُلَاءِ فمُتَّفَقٌ عَلَى كَوْنِهِ حُجَّةٌ
مُرْسَلَاتُهُ قَالَ : وَقُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ، : مُرْسَلَاتُ سُفْيَانَ وَمَالِكٍ ؟ فَقَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ : مُرْسَلَاتُ مَالِكٍ أَحَبُّ إِلَيَّ , ثُمَّ قَالَ يَحْيَى : لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنْ مَالِكٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَتْحِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ بِالْبَصْرَةِ , فَجَاءَ نَعْيُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , فَبَكَى حَمَّادٌ حَتَّى جَعَلَ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ بِخِرْقَةٍ كَانَتْ مَعَهُ , ثُمَّ قَالَ : يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , كَانَ مِنَ الْإِسْلَامِ بِمَكَانٍ , سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ : بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ فِي أَيَّامِ نَافِعٍ , سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْفَقِيهَ يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ وَارَهْ يَقُولُ : رَأَيْتُ أَبَا زُرْعَةَ فِي الْمَنَامِ , فَقَالَ لِي : لَقَدْ قَدَّمَنِي رَبِّي بَيْنَ يَدَيْهِ , فَقَالَ : يَا أَبَا زُرْعَةَ , تَوَرَّعْتَ عَنِ الْكَلَامِ فَقُلْتُ : لِأَنَّهُمْ جَادَلُوا دِينَكَ . فَرَحِمَنِي , وَقَالَ : أَلْحِقُوهُ بَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ , وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ , وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ , وَبِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَوَّلُ : مَالِكٌ , وَالثَّانِي : سُفْيَانُ , وَالثَّالِثُ : الشَّافِعِيُّ , وَالرَّابِعُ : أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ
أَبُو الْحَارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ الْمَدَنِيُّ ثِقَةٌ , أَثْنَى عَلَيْهِ مَالِكٌ , وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : لَمْ يَكُنْ أَقْوَلَ بِالْحَقِّ مِنْهُ . فَقِيهٌ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ إِذَا رَوَى عَنْهُ الثِّقَاتُ , شُيُوخُهُ شُيُوخُ مَالِكٍ , وَقَدْ يَرْوِي عَنِ الضُّعَفَاءِ , رَوَى عَنْهُ الْأَئِمَّةُ , وَيَرْوِي عَنْهُ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ الْكُوفِيُّ , وَهُوَ ثِقَةٌ , إِلَّا أَنَّهُ كَثِيرُ الْخَطَأِ , لَمْ يَتَّفِقُوا عَلَيْهِ
أَبُو أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ ابْنُ عَمِّ مَالِكٍ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَهُوَ خَتَنُ مَالِكٍ أَيْضًا عَلَى أُخْتِهِ , مَدَنِيُّ , سَمِعَ نَافِعًا , وَالزُّهْرِيَّ , وَأَبَا حَازِمٍ , وَكَثِيرًا مِنْ شُيُوخِ مَالِكٍ , مِنْهُمْ مَنْ رَضِيَ حِفْظَهُ , وَمِنْهُمْ مَنْ يُضَعِّفُهُ , رَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ أَبُو بَكْرٍ وَإِسْمَاعِيلُ , وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ , وَلَمْ يُخْرِجْهُ الْبُخَارِيُّ , وَهُوَ مُقَارِبُ الْأَمْرِ , لَيْسَ لَهُ فِي الْفِقْهِ رُتْبَةٌ , لَكِنَّهُ مَعْدُودٌ فِي الْمُحَدِّثِينَ
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيِّ , كَبِيرٌ عَالِمٌ , مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , قَالَ الزُّهْرِيُّ لَهُ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ : مَنْ أَرَادَ الْمَغَازِي فَعَلَيْهِ بِذَلِكَ الْغُلَامِ . وَقَالَ شُعْبَةُ : هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ , وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَإِنَّمَا لَمْ يُخْرِجْهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ أَجْلِ رِوَايَتِهِ لِلْمُطَوِّلَاتِ , وَالْمَغَازِي , وَيَسْتَشْهِدُ بِهِ , وَأَكْثَرَ عَنْهُ فِيمَا يَحْكِي فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَفِي أَحْوَالِهِ , وَفِي التَّوَارِيخِ , وَهُوَ عَالِمٌ وَاسِعُ الْعِلْمِ , ثِقَةٌ . حَدَّثَنِي جَدِّي , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ : سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ؟ فَقَالَ : قَالَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ : لَا يَزَالُ فِي النَّاسِ عِلْمٌ مَا عَاشَ ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : وَابْنُ إِسْحَاقَ : سَمِعَ مِنْ عَاصِمٍ , وَكَانَ لَا يَقُولُ فِيهِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ : وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ , حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ يُخَلِّي مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَتَرَوَّى مِنْهُ حَدِيثَ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ , عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ - وَرَأَى مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ - فَقَالَ : لَا يَزَالُ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ عِلْمٌ مَا بَقِيَ هَذَا قَالَ : وَقَالَ لِي ابْنُ عُيَيْنَةَ : مَا يَقُولُ أَصْحَابُكَ فِي مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ؟ فَقُلْتُ : يَقُولُونَ : إِنَّهُ كَذَّابٌ . قَالَ : لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ , فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ خَلْفَ الْقَبْرِ يَنْتَظِرُ يَزِيدُ بْنَ خُصَيْفَةَ , فَقُلْتُ : مَا تَعْمَلُ هَا هُنَا ؟ قَالَ أَنْتَظِرُ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ ؛ أَسْمَعُ مِنْهُ الْأَحَادِيثَ الَّتِي أَفَدْتَنِي حَدَّثَنَا جَدِّي , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدَ بْنَ خَازٍ ، يَقُولُ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، مِنَ أَحْفَظِ النَّاسِ , وَكَانَ إِذَا كَانَ عِنْدَ الرَّجُلِ خَمْسَةُ أَحَادِيثَ أَوْ أَكْثَرُ جَاءَ وَاسْتَوْدَعَهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , قَالَ : احْفَظْهَا عَنِّي , فَإِنْ نُسِّيتُهَا كُنْتَ حَفِظْتَهَا عَلَيَّ قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ الْحَافِظُ : كَيْفَ لَا يَكُونُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثِقَةً ؟ وَقَدْ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ , وَيَرْوِي عَنْهُ , ثُمَّ يَرْوِي عَنْ أَبِي الزِّنَادِ , عَنِ الْأَعْرَجِ , ثُمَّ يَرْوِي عَنْ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْأَعْرَجِ رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ مِنَ الْأَئِمَّةِ مِنْ أُسْتَاذَيْهِ : الزُّهْرِيُّ , وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ , وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ , وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ , وَمِنْ أَقْرَانِهِ : شُعْبَةُ , وَالثَّوْرِيُّ , وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَغَيْرُهُمْ , وَمِنْ كَثْرَةِ عِلْمِهِ أَنَّهُ رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ مَاتُوا بَعْدَهُ بِالْكَثِيرِ كَسُفْيَانَ , وَشُعْبَةَ وَشَرِيكٍ , وَلَهُ ابْنُ عَمٍّ يُقَالُ لَهُ مُوسَى بْنُ يَسَارٍ , يَرْوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نُسْخَةً , يَرْوِيهَا عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْمَدَنِيُّ . حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا . . . فِيهِ عِلَلٌ وَاضْطِرَابٌ . رَوَاهُ يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ أَبْنَاءُ عُبَيْدٍ , وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَمَوِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ نَفْسِهِ , وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو الْمَدَنِيِّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ , عَنْ أَبِيهِ . فَقَدْ بَانَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا مِنَ الزُّهْرِيِّ , وَإِنَّمَا دَلَّسَ فِيهِ , وَرَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ . سَمِعْتُ جَدِّي وَالْقَاسِمَ بْنَ عَلْقَمَةَ يَقُولَانِ : سَمِعْنَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ : أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ الْحَنْظَلِيُّ مِنْ كِتَابِهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ آدَمَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ : كُنْتُ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : كُنْتُ بِالرِّيِّ عِنْدَ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ وَزِيرِ الْمَهْدِيِّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ هُنَاكَ , فَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : هَاتُوا , اعْرِضُوا عَلِيَّ عُلُومِ مَالِكٍ , فَإِنِّي أَنَا بَيْطَارُهَا . فَقَالَ مَالِكٌ : دَجَّالٌ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ , يَقُولُ اعْرِضُوا عَلِيَّ عِلْمِي قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ : وَلَمْ أَسْمَعْ جَمْعَ الدَّجَّالِ إِلَّا مِنْهُ حَدَّثَنَا جَدِّي وَابْنُ عَلْقَمَةَ قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَقَالَ رَجُلٌ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : اعْرِضُوا عَلِيَّ الْمَغَازِيَ , فَأَنَا بَيْطَارُهَا . فَقَالَ مَالِكٌ : دَجَّالٌ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ يَقُولُ هَذَا , نَحْنُ نَفَيْنَاهُ مِنَ الْمَدِينَةِ حَدَّثَنَا جَدِّي , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ , حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : كَانَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ إِذَا ذُكِرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : مَنْ أَدْخَلَهُ عَلَى زَوْجَتِي , وَمَتَى دَخَلَ , وَمَتَى سَمِعَ مِنْهَا ؟ كَأَنَّهُ يُنْكِرُ ذَلِكَ
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَافِظٌ , مُتْقِنٌ , ثِقَةٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , رَوَى عَنْهُ الْأَئِمَّةُ الْكِبَارُ , رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ أَحَادِيثَ , وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ مَعَ جَلَالَتِهِ أَحَادِيثَ , وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ أَحَادِيثَ , وَأَكْثَرَ عَنْهُ الثَّوْرِيُّ , وَشُعْبَةُ , وَشَرِيكٌ وَأَقْرَانُهُمْ , وَشُعْبَةُ أَقَلُّ رِوَايَةً , وَالثَّوْرِيُّ كَثِيرُ الرِّوَايَةِ عَنْهُ
صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ مَوْلَى الْأَنْصَارِ , وَقِيلَ مَوْلَى الدَّوْسِيِّينَ , مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَكَانَ حَافِظًا إِمَامًا , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , جَمَعَ الْفِقْهَ وَالْحَدِيثَ وَالْمُرُوءَةَ رَوَى عَنْهُ مَنْ هُوَ أَقْدَمُ مِنْهُ : عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ , وَالزُّهْرِيُّ , ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِمَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , وَمَالِكٌ , وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , وَأَكْثَرَ عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ . وَحَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ عَنْهُ مُخَرَّجٌ فِي الصِّحَاحِ , لَيْسَ فِيهِ خَطَأٌ , وَرَوَى الْمَغَازِيَ وَالسِّيَرَ , وَيَحْكِي عَنْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ , قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : كَانَ الزُّهْرِيُّ يَسْأَلُنِي عَنْ حَدِيثِ صَالِحٍ , فَأَذْكُرُهُ لَهُ , فَيَرْضَاهُ , وَقَدْ رَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ صَالِحٍ
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ثِقَةٌ , وَلَيْسَ بِمُكْثِرٍ , لَقِيَ الزُّهْرِيَّ , لَكِنَّهُ يَرْوِي أَكْثَرَ حَدِيثِهِ عَنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ , مِثْلِ : مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ ، وَأَقْرَانِهِ , وَلِأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ نُسْخَةٌ يَتَفَرَّدُ بِهَا لَا يَرْوِيهَا غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ , وَاحْتَجَّ بِبَعْضِهَا , وَسَمِعَ سُلَيْمَانَ مِنْ رَبِيعَةَ الرَّأْيَ , وَأَخَذَ عَنْهُ الْفِقْهَ , وَكَذَلِكَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ , وَعَنْ غَيْرِهِمَا مِمَّنْ أَخَذَ عَنْهُ مَالِكٌ , وَهُوَ أَقْدَمُ مَوْتًا مِنْ مَالِكٍ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ مَالِكٌ , وَرَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ وَإِسْمَاعِيلُ أَبْنَاءُ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , وَابْنُ وَهْبٍ , وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ الْقَعْنَبِيُّ , وَأَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ لُوَيْنٌ , فَإِذَا رَوَى عَنْهُ الثِّقَاتُ فَكُلُّ حَدِيثِهِ مُحْتَجٌّ بِهِ
أَبُو مَعْشَرٍ وَاسْمُهُ : نَجِيحٌ , مِنْ أَوْلَادِ الْمَوَالِي مَدَنِيُّ , وَلَهُ مَكَانٌ فِي الْعِلْمِ وَالتَّارِيخِ , وَتَارِيخُهُ مِمَّا يَحْتَجُّ بِهِ الْأَئِمَّةُ فِي كُتُبِهِمْ , وَضَعَّفُوهُ فِي الْحَدِيثِ , وَلَمْ يَتَّفِقُوا عَلَيْهِ , وَرَوَى عَنْهُ الْكُبَرَاءُ مِثْلُ : ابْنِ الْمُبَارَكِ , وَيُونُسَ الْمُؤَدِّبِ , وَوَكِيعٍ , وَابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ , وَيَتَفَرَّدُ بِأَحَادِيثَ , وَأَمْسَكَ الشَّافِعِيُّ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنْهُ
وَسَحْبَلٌ بَنُو مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى ، مَدَنِيُّونَ وَلَا يَرْوِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَنْ يُزَكِّيهِ إِلَّا الشَّافِعِيُّ , فَإِنَّهُ يَقُولُ : الثِّقَةُ فِي حَدِيثِهِ , الْمُتَّهَمُ فِي دِينِهِ , وَإِنَّمَا كَانَ يَرَى الْقَدَرَ , وَكَانَ مَالِكٌ يَنْهَى عَنِ الْأَخْذِ عَنْهُ . وَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ حَدِيثًا مَعَ جَلَالَتِهِ , وَدَلَّسَ بِهِ , فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَهُوَ مَتْرُوكٌ . وَمُحَمَّدٌ وَأُنَيْسٌ وَسَحْبَلٌ ثَلَاثَتُهُمْ ثِقَاتٌ , رَوَى قُتَيْبَةُ عَنْ سَحْبَلٍ , وَعَنْ أُنَيْسِ بْنِ وَهْبٍ , وَلِأُنَيْسٍ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ حَاتِمٌ , ضَعِيفٌ حَدَّثَنَا جَدِّي , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْمَاجِشُونُ , قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ شِهَابٍ , وَلِأَخٍّ لِي , وَلِابْنِ عَمٍّ لِي , وَنَحْنُ فِتْيَانٌ أَحْدَاثٌ نَسْأَلَهُ عَنِ الْعِلْمِ : لَا تُحَقِّرُوا أَنْفُسَكُمْ بِحَدَاثَةِ أَسْنَانِكُمْ , فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِ أَمَرٌ دَعَا الشَّبَابَ , فَاسْتَشَارَهُمْ , يَبْتَغِي حِدَةَ عُقُولِهِمْ
مَالِكُ الدَّارِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الرِّعَاءِ عَنْهُ : تَابِعِيُّ , قَدِيمٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , أَثْنَى عَلَيْهِ التَّابِعُونَ , وَلَيْسَ بِكَثِيرِ الرِّوَايَةِ , رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَعُمَرَ , وَقَدِ انْتَسَبَ وَلَدُهُ إِلَى جُبْلَانَ نَاحِيَةٌ . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدُوسٍ الْمُزَكِّي أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ : قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ عَثَّامٍ الْعَامِرِيِّ الْكُوفِيِّ : لِمَ سُمَّيَ مَالِكُ الدَّارِ ؟ فَقَالَ : الدَّارِيُّ الْمُتَطَيِّبُ . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَتْحِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ الضَّرِيرُ , حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ مَالِكِ الدَّارِ ، قَالَ : أَصَابَ النَّاسَ قَحَطَ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ , اسْتَسْقِ اللَّهَ لِأُمَّتِكَ فَرَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ : ائْتِ عُمَرَ , فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ , وَقُلْ لَهُ : إِنَّكُمْ مُسْقَوْنَ , فَعَلَيْكَ بِالْكَيِّسِ الْكَيِّسِ . قَالَ : فَبَكَى عُمَرُ , وَقَالَ : يَا رَبِّ , مَا آلُو إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ يُقَالُ : إِنَّ أَبَا صَالِحٍ سَمَّعَ مَالِكَ الدَّارِ هَذَا الْحَدِيثَ , وَالْبَاقُونَ أَرْسَلُوهُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ أَقْدَمُ مَنْ رَوَى الْمُوَطَّأَ عَنْ مَالِكٍ ثِقَةٌ , أَثْنَى عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ , وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا , قَالَ الْبُخَارِيُّ , كَانَ ثِقَةٌ فِي الرِّوَايَةِ , عَارِفًا بِالْفِقْهِ , لَمْ يَكُنْ بِذَاكَ الْحَافِظِ حَدَّثَنِي جَدِّي , حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الْحَافِظُ الْبَغْدَادِيُّ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيُّ , حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : قَالَ لِيَ الشَّافِعِيُّ : يَا يُونُسُ , إِذَا رَأَيْتَ أَوَائِلَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى شَيْءٍ فَلَا تَشُكَّنَّ أَنَّهُ الْحَقُّ , وَاللَّهِ إِنِّي لَكَ نَاصِحٌ , وَاللَّهِ إِنِّي لَكَ نَاصِحٌ , وَاللَّهِ إِنِّي لَكَ نَاصِحٌ - ثَلَاثًا - وَإِذَا رَأَيْتَ قَوْلَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي حُكْمٍ أَوْ سُنَّةٍ فَلَا تَعْدِلْ عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ
عِكْرِمَةٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ : الْأَئِمَّةُ دَوَّنُوهُ فِي كُتُبِهِمْ مِثْلُ الزُّهْرِيِّ , وَمَالِكٍ , مُخَرَّجٌ فِي الصِّحَاحِ كُلِّهَا , وَكَانَ ذَا عِلْمٍ وَافِرٍ , يُقَالُ : إِنَّ مُجَاهِدًا أَكْثَرَ مَا يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ , مِمَّا فَاتَهُ عَنْهُ أَخَذَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ , وَأَمَّا تَفْسِيرُ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فَقَالَ عُلَمَاءُ الْكُوفَةِ : إِنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عِكْرِمَةَ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ , وَافْتَخَرَ بِهِ الْأَئِمَّةُ , كَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ , وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , وَقَدْ طَعَنَ فِيهِ بَعْضُهُمْ , وَقَدْ تَفَرَّدَ الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ الْعَدَنِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ بِأَحَادِيثَ , وَيَسْنِدُ عَنْهُ مَا يَقِفُهُ غَيْرُهُ , وَهُوَ صَالِحٌ , لَيْسَ بِمَتْرُوكٍ . مِنْهَا : حَدِيثُ التَّسْبِيحِ
هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ قَالُوا : إِنَّهُ وَاهِي الْحَدِيثِ يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ فِي قِصَّةِ الْمَوَاقِعِ فِي رَمَضَانَ , وَهَذَا أَنْكَرَهُ الْحُفَّاظُ قَاطِبَةً , مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ؛ لِأَنَّ أَصْحَابَ الزُّهْرِيِّ كُلَّهُمُ اتَّفَقُوا عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَخِي أَبِي سَلَمَةَ , وَلَيْسَ هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ , وَمِنْهُمْ مَنْ رَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ مَقْطُوعًا , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , رَوَاهُ هَكَذَا وَكِيعٌ , قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ : أَرَادَ وَكِيعٌ رَحِمَهُ اللَّهُ السِّتْرَ عَلَى هِشَامٍ فَأَسْقَطَ أَبَا سَلَمَةَ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ابْنُ أُخْتِ مَالِكٍ أَكْثَرَ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ , وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْحُفَّاظِ , قَالُوا : كَانَ ضَعِيفَ الْعَقْلِ , وَرَوَى عَنِ الضُّعَفَاءِ مِثْلِ : كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ أَحَادِيثَ أَنْكَرُوهَا , وَعَنْ أَقْرَانِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ الضُّعَفَاءِ , وَقَوَّاهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ أَيْضًا , وَقَالَ : كَانَ ثَبْتًا فِي حَدِيثِ خَالِهِ مَالِكٍ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنَ الشَّعْرِ حِكْمَةً الْمَحْفُوظُ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَفَرَّدُ بِهِ يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , فَأَمَّا مِنْ حَدِيثِ عِكْرِمَةَ , فَرَوَاهُ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ وَغَيْرُهُ , عَنْ عِكْرِمَةَ , وَرَوَاهُ عَنْ سِمَاكٍ إِدْرِيسُ الْأَوْدِيُّ , قَدْ رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ جَمَاعَةٌ مِمَّنْ لَمْ يُلْقُوهْ , وَإِنَّمَا يُدَلِّسُونَ كَالْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ الْمَرْوَزِيِّ وَغَيْرِهِ . قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ : لَمَّا حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ بِغَيْرِ وَلِيٍّ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ . . . الْحَدِيثَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : فَلَقِيتُ الزُّهْرِيَّ بَعْدَ ذَلِكَ , فَسَأَلْتُهُ , فَلَمْ يَحْفَظْهُ . قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : وَأَنَا مِمَّنْ لَا يَتَّهِمُ سُلَيْمَانَ , وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ اخْتِلَافٌ كَثِيرٌ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ , فَقَدْ رَوَاهُ زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ , وَصَدَقَةُ , وَغَيْرُهُمَا , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , وَلَمْ يُتَابِعْهُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامٍ , وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , وَيُقَالُ : إِنَّ الْحَجَّاجَ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الزُّهْرِيِّ , وَالْحَجَّاجُ يُدَلِّسُ , وَقَالَ مَعْمَرٌ : سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ النِّكَاحِ بِغَيْرِ وَلِيٍّ ؟ فَقَالَ : عِنْدَ كُفْءٍ لَمْ يُنْزَعْ . وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ مِنَ الصَّحِيحِ الْمَعْلُولِ
أَبُو مُحَمَّدٍ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ مَوْلَى بَنِي هِلَالٍ , وَهُوَ هِلَالِيُّ الدَّارِ لَاهِلَالِيُّ النَّسَبِ , إِمَامٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بِلَا مُدَافَعَةٍ , سَمِعَ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ , وَالزُّهْرِيَّ , وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ , وَأَبَا الزُّبَيْرِ , وَرَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَصَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ , وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ , وَأَبَا الزِّنَادِ , وَزَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ وَعَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ , وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ , وَأَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ , وَيُقَالُ : إِنَّ سَمَاعَهُ مِنْهُ بَعْدَمَا اخْتَلَطَ أَبُو إِسْحَاقَ , وَعَاصِمَ بْنَ أَبِي النَّجُودِ , وَعَاصِمَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلَ , وَمُصْعَبَ بْنَ سُلَيْمٍ , وَحُمَيْدَ بْنَ تِيرَوَيْهِ الطَّوِيلَ , وَسُلَيْمَانَ بْنَ طَرْخَانَ التَّيْمِيَّ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ دِينَارٍ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي يَزِيدَ , صَاحِبَ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَالْأَعْمَشَ , وَأَبَا حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنَ دِينَارٍ , وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ , وَأَبَا طُوَالَةَ الْأَنْصَارِيَّ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ فِي آخَرِينَ
الرُّوَاةُ عَنْهُ رَوَى عَنْهُ الْأَعْمَشُ حَدِيثَيْنِ , وَالثَّوْرِيُّ , وَشُعْبَةُ , وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , وَابْنُ جُرَيْجٍ , وَمَعْمَرٌ , وَسَعِيدٌ الْقَدَّاحُ , وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ , وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ , وَالشَّافِعِيُّ , وَابْنُ عَمِّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَالْحُمَيْدِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَدَنِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ , وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ , وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعُلَا الْعَطَّارُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّازُ , وَيُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ النَّجَاحِيُّ , وَالزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْرِيُّ الْقَاضِي , وَعَمُّهُ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ الْقُدَيْدِيُّ مِنْ أَهْلِ قُدَيْدٍ نَاحِيَةً وَأَغْرَبَ عَنْهُ أَحَادِيثَ , وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعُمَرِيُّ الْمَكِّيُّ ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ , وَخَلَّادُ بْنُ يَحْيَى ثِقَةٌ , إِمَامٌ , وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ : أَبُو مُصْعَبٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ , وَيَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ , وَأَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْعَتَكِيُّ , وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى الْفَرْوِيُّ مِنْ وَلَدِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ وَمِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ : هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ , وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ , وَزَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ , وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ , وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْحَذَاقِيُّ , وَمِنْ أَهْلِ زَبِيدِ الْيَمَنِ : أَبُو قُرَّةَ , وَأَبُو حُمَةَ وَمِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ : غَيْرُ شُعْبَةَ , وَهَمَّامِ بْنِ يَحْيَى : يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , وَابْنُ مَهْدِيٍّ , وَأَبُو الْوَلِيدِ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ , وَأَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ , وَنَصَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ , وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , وَأَبُو عَاصِمٍ , وَغَيْرُهُمْ . وَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ : غَيْرُ الثَّوْرِيِّ : شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَبُو أُسَامَةَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ , وَابْنُهُ مُحَمَّدٌ , وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ , وَوَكِيعٌ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , وَعَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الطَّرِيقِيُّ , وَأَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ , وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ , وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ , وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ مَعَ جَلَالَتِهِ وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ , وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَسْدِيُّ وَمِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ : سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَابْنُ الْمَدِينِيِّ , وَابْنُ مَعِينٍ , وَأَبُو خَيْثَمَةَ , وَعَمْرٌو النَّاقِدُ , وَشَبَابَةُ , وَعَمْرٌو بْنُ عَلِيٍّ بَصْرِيُّ حَافِظٌ , يَنْزِلُ بَغْدَادَ , وَإِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ الْعَلَّافُ الْمَدَائِنِيُّ , وَأَبُو الْأَشْعَثِ الْعِجْلِيُّ , وَأَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي , وَالْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ , وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ , وَأَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي مَذْعُورٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الضَّعِيفُ وَهُوَ ثِقَةٌ لَكِنَّهُ يُلَقَّبُ بِالضَّعِيفِ , وَالْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ , وَسَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ , وَغَيْرُهُمْ . وَمَنْ أَهْلِ وَاسِطٍ : إِسْحَاقُ الْأَزْرَقِ , وَإِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ , وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ , وَبِشْرُ بْنُ مَطَرٍ , وَعَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ , وَأَيُّوبُ بْنُ حَسَّانَ وَمِنْ أَهْلِ الْأُبُلَّةِ : شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ , وَيَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ , وَأَبُو حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ وَمِنْ أَهْلِ الْمَوْصِلِ : الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ , وَعَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ , وَغَسَّانُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَمِنْ أَهْلِ مِصْرَ : ابْنُ وَهْبٍ , وَعَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ , وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى , وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ , وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْمِصْرِيُّونَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ , وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْأَيْلِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ أَبِي نَاجِيَةَ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ وَرَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْعَسْقَلَانِيُّ , وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ الْعَسْقَلَانِيُّ , وَمَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ , وَهِشَامُ بْنُ الْحَارِثِ , وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّونَ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ , وَأَبُو نُعَيْمٍ عُبَيْدُ بْنُ هِشَامٍ الْحَلَبِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ الرَّقِّيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ , وَسَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْأَنْدَلُسِيُّ , وَمَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَقْدِسِيُّ , وَالنُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ , وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الْأَصْفَهَانِيُّونَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَسْدِيُّ مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ , وَعَلِيٌّ , وَالْحَسَنُ أَبْنَاءُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ الْكُوفِيُّ , وَأَبُو حُجْرٍ عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ الْبَجَلِيُّ , وَأَبُو سَهْلٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ الثَّقَفِيُّ , وَأَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ هَزَارِي , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الدَّسْتُوَائِيُّ , رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الْقَزْوِينِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ , وَيَحْيَى بْنُ الضَّرِيسِيِّ , وَعِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ قَاضِي الرِّيِّ , وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدٍ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّا , وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْجَمَّالُ , وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ الْهِسِنْجَانِيُّ , وَسَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ أَبُو عَمْرٍو , وَسَهْلُ بْنُ زِيَادٍ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الثَّقَفِيُّ الْقَزَّازُ , وَالْفُرَاتُ بْنُ خَالِدٍ , وَيَزِيدُ بْنُ مَخْلَدٍ الطَّبَرِيُّ , وَعَفَّانُ بْنُ سَيَّارٍ , وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَيْبَةَ , وَأَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ الْجِرْجَانِيُّونَ , وَالْحَكَمُ جَدُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ , وَابْنُهُ بِشْرٌ , وَسِبْطُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ , وَهُوَ ثِقَةٌ , إِمَامٌ , وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى , وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ حَبِيبٍ , وَالْجَارُودُ بْنُ يَزِيدَ , وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ , وَعَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ عَبْدَانَ , وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ , وَكَانَ يُسَمَّى شَاهِنْشَاهَ الْحَدِيثَ , وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ , وَمَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ , وَمَحْمُودُ بْنُ آدَمَ , وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ , وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنِ حَسَّانَ مِنْ أَهْلِ مَرُّوذَ , وَخَلَفُ بْنُ أَيُّوبَ الْعَامِرِيُّ الزَّاهِدُ , وَعِصَامُ ، وَإِبْرَاهِيمُ أَبْنَاءُ يُوسُفَ , وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الرَّمَّاحِ قَاضِي بَلْخٍ , وَعَلِيُّ بْنُ يُونُسَ , وَأَبُو مُطِيعٍ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَالْفَضْلُ بْنُ مِسْمَارٍ وَالِدُ عَبْدِ الصَّمَدِ , وَأَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ السَّرَخْسِيُّ , إِمَامٌ مُخَرَّجٌ , وَعِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارٌ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْبِيكَنْدِيُّ , وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْكُوفِيُّ قَاضِي كَرْمَانَ , وَمَالِكٌ وَغَسَّانُ أَبْنَاءُ سُلَيْمَانَ الْهَرَوِيَّانِ , وَآخِرُ مَنْ بَقِيَ بِمَكَّةَ مِنْ أَصْحَابِهِ : يُوسُفُ النَّجَاحِيُّ , وَبِبَغْدَادَ : مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ , وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَسَدٍ الْمَرْوَزِيُّ , وَرَوَى عَنْهُ غَيْرُ هَؤُلَاءِ . سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ الْحَافِظَ جَمَالَ الْإِسْلَامِ الْفَقِيهَ النَّبِيهَ شَرَفَ الدِّينِ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ ابْنَ الْقَاضِي الْفَقِيهِ الْأَنْجَبِ الْوَجِيهِ أَبِي الْمَكَارِمِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُفَرِّجِ الْمَقْدِسِيِّ حَرَسَهُ اللَّهُ وَكَلَأَهُ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ الْحَافِظَ فَخْرَ الدِّينِ ، جَمَالَ الْحُفَّاظِ أَبَا طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيَّ الْأَصْبَهَانِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَاكِيَّ مِنْ أَصْلِهِ الْعَتِيقِ ، بِخَطِّهِ بِقَزْوِينَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِمِائَةٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَي الْخَلِيلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظَ الْخَلِيْلِيَّ إِمْلَاءً يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْفَقِيهَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الرَّبِيعَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ ، يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا فِيهِ مِنْ آلَةِ الْفُتْيَا مَا فِي سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , وَمَا رَأَيْتُ أَكَفَّ عَنِ الْفُتْيَا مِنْهُ . سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْفَقِيهَ ، يَقُولُ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ ، : سُئِلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، فَقَالَ : ذَاكَ أَحَدَ الْأَحَدِينَ . حَدَّثَنِي عَلِيٌّ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : حَدَّثْتُ مَعْمَرًا ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، فَقَالَ : إِنَّ صَاحِبَكَ لَثِقَةٌ . سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ الْحُسَيْنِ الْحَافِظَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ مُعَاوِيَةَ ، هُوَ الْكَاغِذِيُّ يَحْكِي عَنْ سُلَيْمَانَ الثَّقَفِيِّ ، قَالَ : قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ : دَخَلْتُ الْكُوفَةَ , وَلَمْ يَتِمَّ لِي عِشْرُونَ , فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ لِأَصْحَابِهِ , وَلِأَهْلِ الْكُوفَةِ : جَاءَكُمْ حَافِظُ عِلْمِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ . قَالَ : فَجَاءَ النَّاسُ يَسْأَلُونِي عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ . فَأَوَّلُ مَنْ صَيَّرَنِي مُحَدِّثًا أَبُو حَنِيفَةَ , فَذَاكَرْتُهُ , فَقَالَ : يَا بُنَيَّ , مَا سَمِعْتُ مِنَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ , يَضْطَرِبُ فِي حِفْظِ تِلْكَ الْأَحَادِيثِ
زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ كَبِيرٌ , ثِقَةٌ , يُحْتَجُّ بِهِ , مِنَ أَقْرَانِ مَالِكٍ , رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ حَدِيثًا وَاحِدًا , وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ , وَالْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ , رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ , وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , وأَقْرَانِهِمَا , وَأَصْلُهُ مِنْ خُرَاسَانَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ثِقَةٌ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ , أَصْلُهُ مِنَ الْبَصْرَةِ , وَهُوَ نَزِيلُ مَكَّةَ , سَمِعَ ابْنَ عَوْنٍ , وَشُعْبَةَ , وَالثَّوْرِيَّ , وَهَمَّامَ بْنَ يَحْيَى , وَاللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ , وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي أَيُّوبَ , وَابْنَ لَهِيعَةَ , وَيَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ , وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زِيَادٍ الْأَفْرِيقِيَّ , وَحَدِيثُهُ عَنِ الثِّقَاتِ يُحْتَجُّ بِهِ , وَيَتَفَرَّدُ بِأَحَادِيثَ
وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَكْثَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ثِقَةٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , رَوَى عَنْهُ الْقُدَمَاءُ : عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَكِّيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيَّ , وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ , وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ , وَابْنُ صَاعِدٍ , وَغَيْرُهُمْ , وَسَمِعَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ الْقَدَّاحِ , وَمَرْوَانَ الْغَزَارِيَّ , وَأَقْرَانَهُمَا أَيْضًا . وَيَتَفَرَّدُ بِحَدِيثِ الْقِيَامَةِ , عَنْ كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ وَلَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ مَاتَ فِي حَدِّ الْكُهُولَةِ , وَلَمْ يَبْلُغِ الرِّوَايَةَ وَلِوَلَدِهِ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ , سَمِعَ جَدَّهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ مُحَمَّدٍ مِنَ الثِّقَاتِ حَدَّثَنَا عَنْهُ جَدِّي , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْكَيْسَانِيُّ , وَهُوَ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ
أَشْهُرُ الطُّرُقِ الَّتِي وَرَدَتْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي التَّفْسِيرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَزَرِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ الْمُوَفَّقِ الزَّاهِدُ بِهَمَذَانَ , وَكَانَ قَدْ نَيَّفَ عَلَى الْمِائَةِ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطَّيَّانُ الْأَصْبَهَانِيُّ , حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الزَّاهِدُ الْأَصْبَهَانِيُّ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الشَّامِيُّ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ التَّفْسِيرَ كُلَّهُ , وَالضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . قَالَ عُلَمَاءُ الْكُوفَةِ : إِنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عِكْرِمَةَ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ , لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ , كَانَ يَكُونُ فِي دَارِ الْمَهْدِيِّ , يُقَالُ : إِنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ بَنِيهِ , وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ الْحَوَاشِي , وَيَشْحِنُ هَذَا التَّفْسِيرَ بِأَحَادِيثَ مُسَنَّدَةٍ , يَرْوِيهَا عَنْ شُيُوخِهِ , عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ , وَعَنْ يُونُسَ الْأَيْلِيِّ أَحَادِيثَ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا , وَرِوَايَةٌ أُخْرَى لِجُوَيْبِرٍ يَرْوِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ وَهَذِهِ التَّفَاسِيرُ لِكِتَابِ اللَّهِ الطِّوَالِ الَّتِي أَسْنَدُوهَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ غَيْرُ مُرْضِيَةٍ , وَرُوَاتُهَا مَجَاهِيلُ , كَتَفْسِيرِ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي التَّفْسِيرِ , جَمَاعَةٌ رَوَوْا عَنْهُ , وَأَطْوَلُهَا مَا يَرْوِيهِ بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ , عَنْ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , وَفِيهِ نَظَرٌ . وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ نَحْوَ ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ كِبَارٍ , وَذَلِكَ صَحَّحُوهُ , وَرَوَى الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ نَحْوَ جُزْءٍ , وَذَلِكَ صَحِيحٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , وَتَفْسِيرُ شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَكِّيِّ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : قَرِيبٌ إِلَى الصِّحَّةِ , وَتَفْسِيرُ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ : يُكْتَبُ وَيُحْتَجُّ بِهِ , وَتَفْسِيرُ أَبُو رَوْقٍ نَحْوَ جُزْءٍ , صَحَّحُوهُ , وَتَفْسِيرُ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ قَاضِي الْأَنْدَلُسِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ الْكِبَارُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ كَاتَبِ اللَّيْثِ , عَنْ مُعَاوِيَةَ , وَأَجْمَعَ الْحُفَّاظُ عَلَى أَنَّ ابْنَ أَبِي طَلْحَةَ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ كَرِهُوا تَصْنِيفَ التَّفْسِيرِ إِلَّا مَا يَكُونُ عَنِ الثِّقَاتِ , وَعَابُوا عَلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ لَمْ يُبَيِّنْ مَا فَسَّرَ , وَلَمْ يَنْسُبْهُ إِلَى قَائِلِهِ
عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ , مَدَنِيُّ سَكَنَ مِصْرَ ثِقَةٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , أَكْثَرَ عَنْهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , وَرَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , ثُمَّ أَكْثَرَ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ , وَابْنُ وَهْبٍ , وأَقْرَانُهُمَا , سَمِعَ شُيُوخَ الْمَدِينَةِ : الزُّهْرِيَّ , وَرَبِيعَةَ , وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ , وَسَمِعَ قَتَادَةَ , وَبِمِصْرَ : يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , وَأَبَا عُشَّانَةَ , وَغَيْرَهُمْ , وَانْتَشَرَ عِلْمُهُ , مِمَّنْ أَكْثَرَ عَنْهُ حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى , وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى , وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ , وَالرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ , وَابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ , هَؤُلَاءِ رَوَوْا عِلْمَهُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ . وَالْبُخَارِيُّ رُبَّمَا يُخَرِّجُ مِنْ حَدِيثِ اللَّيْثِ عَنْهُ , وَأَكْثَرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ , وَأَصْبُغَ بْنِ الْفَرَجِ , عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ . وَمُسْلِمٌ أَكْثَرَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ حَرْمَلَةَ , عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ , وَالْبُخَارِيُّ لَمْ يُخَرِّجْ عَنْ حَرْمَلَةَ شَيْئًا لِمَا يُحْكَى عَنْهُ فِي الْمَذْهَبِ وَحَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ إِذَا كَانَ عَنْ دَرَّاجٍ , عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ يُكْتَبُ وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ , سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْفَقِيهَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ : نَذَرْتُ أَنِّي كُلَّمَا اغْتَبْتُ إِنْسَانًا أَصُومُ يَوْمًا , فَأَجْهَدَنِي , كُنْتُ اغْتَابُ وَأَصُومُ , فَنَوَيْتُ أَنِّي كُلَّمَا اغْتَبْتُ إِنْسَانًا أَتَصَدَّقُ بِدَرَاهِمَ , فَمِنْ حُبِّ الدَّرَاهِمِ تَرَكْتُ الْغِيبَةَ يُرْوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْعُتَقِيِّ , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ كِتَابُ السِّرِّ لِمَالِكٍ , وَالْحُفَّاظُ قَالُوا : لَا يَصِحُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ رَوَى ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ فِيهِ أَشْيَاءَ يُنَزَّهُ مَالِكٌ عَنْهَا , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ , رَوَى الْمُوَطَّأُ عَنْ مَالِكٍ , رَوَى عَنْهُ الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ , وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ , وَعِيسَى بْنُ مَثْرُودٍ , وَكَانَ يُحْسِنُ الرِّوَايَةَ , وَرَوَى عَنْ مَالِكٍ مِنْ مَسَائِلِ الْفِقْهِ مَا لَا يُوجَدُ عِنْدَ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ
عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ زُغْبَةُ وَهُوَ ثِقَةٌ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثٌ وَمَعَ تَأَخُّرِ عِيسَى هُوَ مِنْ شَرْطِ الصَّحِيحِ , أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ فِي كِتَابِهِ , وَأَخْرَجَهُ ابْنُهُ فِي كِتَابِ الْمَصَابِيحِ , وَعَبْدُ اللَّهِ حَمَلَهُ أَبُوهُ إِلَى مِصْرَ , وَهُوَ يَسْتَوِي مَعَ أَبِيهِ فِي شُيُوخِ الشَّامِ وَمِصْرَ . حَدِيثُ الطَّيْرِ : وَضَعَهُ كَذَّابٌ عَلَى مَالِكٍ , يُقَالُ لَهُ : صَخْرٌ الْحَاجِبِيُّ , مِنْ أَهْلِ مَرْو وَهُوَ مَشْهُورٌ بِذَلِكَ وَهُوَ الَّذِي وَضَعَ حَدِيثًا بِرِوَايَتِهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الشَّيْخُ فِي أَهْلِهِ كَالنَّبِيِّ فِي قَوْمِهِ وَضَعَهُ مَرَّةً عَلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ , ثُمَّ جَعَلَهُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , وَمَا رَوَى فِي حَدِيثِ الطَّيْرِ ثِقَةٌ . رَوَاهُ الضُّعَفَاءُ مِثْلُ : إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَلْمَانَ الْأَزْرَقِ وَأَشْبَاهِهِ , وَيَرُدُّهُ جَمِيعُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ , وَلِأَهْلِ الْكُوفَةِ مِنَ الضُّعَفَاءِ مَا لَا يُمْكِنُ عَدُّهُمْ . قَالَ بَعْضُ الْحُفَّاظُ : تَأَمَّلْتُ مَا وَضَعَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ فِي فَضَائِلِ عَلِيٍّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ فَزَادَ عَلَى ثَلَاثِمِائَةِ أَلْفٍ . سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْفَامِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَايِينِي يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ , وَرَّاقَ الْحُمَيْدِيِّ يَقُولُ : قَالَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ : وَضَعْنَا سَبْعِينَ حَدِيثًا نُجَرِّبُ بِهَا أَهْلَ الْعِرَاقِ , فَبَعَثْنَا إِلَى الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ , فَأَهَلُّ الْبَصْرَةِ رَدُّوهَا إِلَيْنَا وَلَمْ يَقْبَلُوهَا , وَقَالُوا : هَذِهِ كُلُّهَا مَوْضُوعَةٌ , وَأَهْلُ الْكُوفَةِ رَدُّوهَا إِلَيْنَا , وَقَدْ وَضَعُوا لِكُلِّ حَدِيثٍ أَسَانِيدَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْأَفْرِيقِيُّ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ , أَدْرَكَ التَّابِعِينَ , مِنْهُمْ مَنْ يُضَعِّفُهُ , وَمِنْهُمْ مَنْ يُلَيِّنَهُ , أَمَّا الْبُخَارِيُّ فَيَقُولُ : هُوَ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ , رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ , وَابْنُ لَهِيعَةَ , وَابْنُ عُيَيْنَةَ , وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , وَيَتَفَرَّدُ بِأَحَادِيثَ مِنْهَا :
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ ثِقَةٌ , كَبِيرٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ سَمِعَ اللَّيْثَ وَمَالِكًا وَغَيْرَهُمَا وَلَهُ تَصَانِيفُ فِي الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ , وَلَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَوْلَادِ ثِقَاتٌ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَمُحَمَّدٌ , وَسَعْدٌ , فَأَشْهَرُهُمْ وَأَعْلَمُهُمْ مُحَمَّدٌ , سَمِعَ ابْنَ وَهْبٍ وَالشَّافِعِيَّ , وَأَنَسَ بْنَ عِيَاضٍ , وَابْنَ أَبِي فُدَيْكٍ , وَغَيْرَهُمْ , وَكَانَ قَاضِيَ مِصْرَ , وَهُوَ الَّذِي اسْتَقْبَلَ الشَّافِعِيَّ وَمَعَهُ أَلْفُ دِينَارٍ , وَلَهُ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَحَادِيثُ يَتَفَرَّدُ بِهَا يَرْوِي عَنْهُ الْبَاغَنْدِيُّ , وَابْنُ صَاعِدٍ , وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ , وَأَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ , وَابْنُهُ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ النَّيْسَابُورِيُّ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ أَقْدَمُ مَوْتًا مِنْ مُحَمَّدٍ , وَكَذَا سَعْدٌ أَقْدَمُ مَوْتًا مِنْهُ
أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى الْمُزَنِيُّ وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ أَزْهَدُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِمِصْرَ فِي زَمَانِهِ , وَأَحْسَنُهُمْ دِيَانَةً , وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَخُصُّهُ بِمَا لَا يَخُصُّ بِهِ غَيْرَهُ , رَوَى عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ , وَأَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ , وَابْنُ جَوْصَا الدِّمَشْقِيُّ , وَنَجَبَ أَصْحَابُهُ , وَكَانَ الدَّرْسُ لَهُ فِي أَيَّامِهِ بِمِصْرَ دُونَ غَيْرِهِ , وَالنُّجَبَاءُ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ : فَبِبَغْدَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَيْفٍ السِّجِسْتَانِيُّ , وَفِي الْجَبَلِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَاكِنٍ الزَّنْجَانِيُّ , وَمُوسَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عِصَامٍ بِهَمَذَانَ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الشَّهْرَزُورِيُّ بِحُلْوَانَ , وَسَمِعَ مِنْهُ أَبُو الْحَسَنِ الْعَطَّارُ الْقَزْوِينِيُّ كِتَابَ الْمُزَنِيِّ , وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ الطَّبَرِيُّ بِطَبَرِسْتَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالرِّيِّ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ , وَبِنَيْسَابُورَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ , وَبِمَرْو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ , وَبِأَذْرَبِيجَانَ أَبُو عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْدَعِيُّ الْحَافِظُ . سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ الْمَيَانَجِيَّ الْحَافِظَ : يَقُولُ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَمْرٍو الْبَرْدَعِيَّ الْحَافِظَ يَقُولُ : لَمَّا رَجَعْتُ إِلَى مِصْرَ وَأَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَى خُرَاسَانَ , أَقَمْتُ ثَانِيًا عِنْدَ أَبِي زُرْعَةَ الْحَافِظِ , فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ كِتَابَ الْمُزَنِيِّ , فَكُلَّمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِمَّا خَالَفَ الشَّافِعِيَّ جَعَلَ أَبُو زُرْعَةَ يَبْتَسِمُ , وَيَقُولُ : لَمْ يَعْمَلْ صَاحِبُكَ شَيْئًا فِي اخْتِيَارِهِ لِنَفْسِهِ , لَا يُمْكِنْهُ الِانْفِصَالَ فِيمَا ادَّعَى قُلْتُ هَلْ سَمِعْتَ مِنْهُ شَيْئًا ؟ قَالَ : لَا , وَمَا جَالَسْتُهُ إِلَّا يَوْمَيْنِ , وَبَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِي لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ ؟ فَلَمَّا خَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَيْهِ , أَمَرْتُهُ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ , , فَبَكَى , وَقَالَ : مُعَاذَ اللَّهِ . لَمْ يَرْوِ مُسْنَدَ الشَّافِعِيِّ عَنِ الْمُزَنِيِّ إِلَّا ابْنُ أُخْتِهِ الطَّحَاوِيُّ الْحَنَفِيُّ , سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ الْحَافِظِ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشُّرُوطِيَّ يَقُولُ : قُلْتُ لِلطَّحَاوِيِّ : لِمَ خَالَفْتَ خَالَكَ وَاخْتَرْتَ مُذْهِبَ أَبِي حَنِيفَةَ ؟ قَالَ : لِأَنِّي كُنْتُ أَرَى خَالِي يُدِيمُ النَّظَرَ فِي كُتُبِ أَبِي حَنِيفَةَ , فَلِذَلِكَ انْتَقَلْتُ إِلَيْهِ . قَالَ الْخَلِيلِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَلِلطَّحَاوِيِّ كُتُبٌ مُصَنَّفَاتٌ فِي الْحَدِيثِ , وَكَانَ عَالِمًا بِالْحَدِيثِ , سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشُّرُوطِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ الطَّحَاوِيَّ يَقُولُ : لَا يَقُومُ أَحَدٌ بِكِتَابِ الْمُزَنِيِّ , فَقَدْ صَارَ بِكْرًا لَا يَفْتَضُّ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ حَافِظٌ , مُتْقِنٌ , أَقَامَ بِمِصْرَ , وَعُمِّرَ , رَضِيَهُ الْحُفَّاظُ , وَكِتَابُهُ يُضَافُ إِلَى كِتَابِ الْبُخَارِيِّ , وَمُسْلِمٍ , وَأَبُو دَاوُدَ , سَمِعَ شُيُوخَ خُرَاسَانَ , وَشُيُوخَ الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ , سَمِعَ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ , وَإِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ , وَعَلِيَّ بْنَ حُجْرٍ , وَأَبَا مُصْعَبٍ , وَوَرَدَ قَزْوِينَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ , فَسَمِعَ مِنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيُّ , وَعَلِيُّ بْنُ مَهْرَوَيْهِ , وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ , وَنُقِمَ عَلَيْهِ كَلَامُهُ فِي أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ , وَبَقِيَ بِمِصْرَ إِلَى سَنَةِ نَيِّفٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ , فَأَدْرَكَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ , وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ السُّنِّيِّ الدَّيْنَوَرِيُّ قَاضِي الرِّيِّ , اتَّفَقُوا عَلَى حِفْظِهِ وَإِتْقَانِهِ , وَيُعْتَمَدُ عَلَى قَوْلِهِ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ , وَكِتَابُهُ فِي السُّنَنِ مَرْضِيُّ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ السُّنَنَ ابْنُ السُّنِّيِّ أَبُو بَكْرٍ
أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ إِمَامٌ , مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , يُقْتَدَى بِهِ , وَهُوَ صَاحِبُ كِتَابِ السِّيَرِ , نَظَرَ فِيهِ الشَّافِعِيُّ , وَأَمْلَى الْكِتَابَ عَلَى تَرْتِيبِ كِتَابِهِ , وَرَضِيَهُ , قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : قَالَ لِيَ الشَّافِعِيُّ : لَمْ يُصَنِّفْ أَحَدٌ فِي السِّيَرِ مِثْلُهُ , سَمِعَ الْأَعْمَشَ , وَمِسْعَرًا , وَالثَّوْرِيَّ , وَابْنَ عَوْنٍ , وَشُعْبَةَ , وَالْهِشَامَيْنِ : ابْنَ حَسَّانَ , وَالدَّسْتُوَائِيَّ , وَهِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ بِالْحِجَازِ , وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ , وَابْنَ جُرَيْجٍ , وَالْأَوْزَاعِيَّ , وَاللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ , وَابْنَ لَهِيعَةَ , قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ إِمَامٌ , يُقْتَدَى بِهِ بِلَا مُدَافَعَةٍ , وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ فَقَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ عَنْكَ بِحَدِيثِ كَذَا , فَحَدِّثْنِي بِهِ . فَقَالَ : وَيْحَكَ , إِذَا سَمِعْتَ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنِّي فَلَا يَضُرُّكَ أَنْ لَا تَسْمَعَهُ مِنِّي . رَوَى عَنْهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ , وَدُحَيْمٌ , وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ , وَرَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ حَدِيثًا
أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ ثِقَةٌ , كَبِيرٌ , رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ , وَسَمِعَ مِنْهُ الْأَئِمَّةُ وَالْقُدَمَاءُ رَضِيَهُ الْحُفَّاظُ , وَعُمِّرَ , سَمِعَ مَالِكًا وَالدَّرَاوَرْدِيَّ وَحَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ وَالرَّبِيعَ بْنَ بَدْرٍ وَبِالشَّامِ : أَصْحَابَ الْأَوْزَاعِيِّ , وَغَيْرَهُمْ , أَدْرَكَهُ الْمُتَأَخِّرُونَ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِبَغْدَادَ الْبَاغَنْدِيُّ , وَبِالرِّيِّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْهِسِنْجَانِيُّ , وَبِقَزْوِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ , وَرُبَّمَا يَقَعُ فِي حَدِيثِهِ غَرَائِبُ عَنْ شُيُوخِ الشَّامِ , فَالضَّعْفُ يَقَعُ مِنْ شُيُوخِهِ لَا مِنْهُ . حَدِيثُ سُوقِ الْجَنَّةِ : يَرْوِيهِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ عَبْدَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . . . الْحَدِيثَ بِطُولِهِ . وَرَوَاهُ أَصْحَابُ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ , وَغَيْرِهِ مُرْسَلًا , يَقُولُ : نُبِّئْتُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ , وَلَا يُتَابَعُ ابْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ بِالِاتِّصَالِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالْكُبَّارُ رَوَوْا عَنْ هِشَامٍ , وَرَوَى عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ , وَمَاتَ أَبُو عُبَيْدٍ قَبْلَهُ بِعَشْرِ سِنِينَ وَأَكْثَرَ . سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمُقْرِئَ , أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ , قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ طَرْخَانَ يَقُولُ : سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ يَقُولُ : لَمَّا دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ قَصَدْتُ دَارَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , فَهَجَمْتُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْذَانٍ , فَقَالَ : يَا صَبِيُّ , مِنْ أَيْنَ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : مِنَ الشَّامِ . فَقَالَ : وَمِنْ أَيِّهَا ؟ قُلْتُ : مِنْ دِمَشْقَ . قَالَ : مَنْ أَدْخَلَكَ عَلَيَّ ؟ قُلْتُ : دَخَلْتُ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ . فَأَمَرَ غُلَامًا لَهُ حَتَّى ضَرَبَنِي سَبْعَةَ عَشَرَ ضَرْبَ السَّلَاطِينِ , وَأَمَرَنِي أَنْ أَخْرُجَ , وَقَعَدْتُ عَلَى بَابِ دَارِهِ أَبْكِي , وَلَمْ أَبِكِ لِلضَّرْبِ إِنَّمَا بَكَيْتُ لِلْحَسْرَةِ أَنْ لَا يَرْوِيَ لِي , فَحَضَرَ بَابَ دَارِهِ كُبَرَاءُ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَقَصَصْتُ لَهُمْ , فَدَخَلُوا عَلَيْهِ , وَتَشَفَّعُوا , فَأَمَرَ حَتَّى أُدْخِلْتُ عَلَيْهِ , فَأَمْلَى عَلَيَّ سَبْعَةَ عَشَرَ حَدِيثًا , وَقَالَ : يَا غُلَامُ , مَا أَمْلَيْتُ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيِّ , وَلَكِنْ تَأَدَّبْ , لَا تَدْخُلْ عَلَى عَالِمٍ إِلَّا بِإِذْنٍ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ , وَيُلَقَّبُ بِدُحَيْمٍ أَحَدُ حُفَّاظِ الْأَئِمَّةِ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , رَوَى عَنْ أَصْحَابِ الْأَوْزَاعِيِّ وَأَصْحَابِ مَالِكٍ , وَرَوَى عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , وَيُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي تَعْدِيلِ شُيُوخِ الشَّامِ وَجَرْحِهِمْ , وَكَانَ يَسْكُنُ الطَّبَرِيَّةَ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالشَّامِ سَعِيدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مَرْثَدٍ الطَّبَرَانِيُّ . سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْفَرْضِيُّ , وَالْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ يَقُولَانِ : سَمِعْنَا سُلَيْمَانَ بْنَ يَزِيدَ الْفَامِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الرَّازِيَّ يَقُولُ : لَمْ أَرَ بِالشَّامِ مِثْلَ دُحَيْمٍ , وَلَا بِالْعِرَاقِ مِثْلَ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ . سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ الْحَافِظَ الْجُرْجَانِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عِصْمَةَ يَقُولُ : كَانَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ إِذَا أَرَادَ مُغَايَظَةَ دُحَيْمٍ يَقُولُ : حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ سَنَةَ وُلِدَ دُحَيْمٌ , تُوُفِّيَ دُحَيْمٌ وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ . حَدِيثُ مَالِكٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ : لَوْلَا الْمَنَابِرُ لَاحْتَرَقَ أَهْلُ الْقُرَى رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْخَبَايِرِيُّ الْحِمْصِيُّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُوسَى الْحِمْصِيِّ , عَنْ مَالِكٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَنَسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهَذَا فَرْدٌ لَمْ يَرْضَهُ الْحُفَّاظُ , وَقَالُوا : لَا يُقْبَلُ مِثْلَ هَذَا مُسْنَدًا حَدِيثُ بَقِيَّةَ , عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : انْتِظَارُ الْفَرَجِ عِبَادَةٌ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ بَقِيَّةَ , وَأَسْنَدَهُ ابْنُ سَلَمَةَ عَنْهُ , وَرَوَاهُ أَبُو حَاتِمِ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ بَقِيَّةَ , عَنْ مَالِكٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا وَهُوَ أَشْبَهُ
شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ثِقَةٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , مُكْثِرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ , وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , وَغَيْرِهِمْ , رَوَى عَنْهُ الْكِبَارُ الْقُدَمَاءُ . وَنُسْخَةُ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ رَوَاهَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ الْبَهْرَانِيُّ الْحِمْصِيُّ , وَرَوَى عَنْ أَبِي الْيَمَانِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ , وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ , وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ , وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ , وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الدَّيْرَعَاقُولِيُّ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَكَّانِيُّ الْهَرَوِيُّ , عُمِّرَ حَتَّى أَدْرَكَهُ الْأَحْدَاثُ , وَهُوَ ثِقَةٌ , قَالَ بَعْضُ أَهْلِ بَغْدَادَ : سَمِعْتُ هَذِهِ النُّسْخَةَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , عَنْ أَبِيهِ , فَقِيلَ لِي : إِنَّ بِهَرَاةَ شَيْخًا يَرْوِي عَنْ أَبِي الْيَمَانِ نَفْسِهِ , قَالَ : فَخَرَجْتُ إِلَى أَبِي عَلِيٍّ الْجَكَّانِيِّ , فَدَقَقْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ , فَقَالَ لِي : مَا هَذِهِ الْعَجَلَةُ , وَاللَّهِ لَا رَوَيْتُ لَكَ إِلَّا وَرَقَةً . فَجَعَلْتُ أَبْكِي , وَتَشَفَّعُوا إِلَيْهِ , فَقَالَ لِي : يَا مِسْكِينُ , خُذْ طَبَقَةً مِنَ الْمَنْصُورِيِّ , وَدَقِّقْ فِي الْكِتَابَةِ . فَأَخَذْتُهَا , وَدَقَّقْتُ فِي الْكِتَابَةِ حَتَّى كَتَبْتُ النُّسْخَةَ كُلَّهَا , فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ غَيْرَ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ : إِنَّ أَبَا الْيَمَانِ يَقُولُ فِيهِ : حَدَّثَنَا , وَقِيلَ لِي : إِنَّ شُعَيْبًا دَفَعَ إِلَيْهِ عَرْضًا , فَمَا أَدْرِي مَا الْعِلَّةُ فِيهِ ؟ فَنُقِلَ هَذَا الْخَبَرُ إِلَى الشَّامِ , فَقِيلَ لِأَحْمَدَ : إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ يَقُولُونَ : أَخَذَ أَبُو الْيَمَانِ عَرْضًا وَقِرَاءَةً . وَجُمْلَتُهُ : أَنَّ الْأَئِمَّةَ كُلَّهُمْ رَوَوْهَا عَنْ أَبِي الْيَمَانِ فِي الصِّحَاحِ , وَقَدْ رَوَى بَقِيَّةُ وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى وَالْخَلْقُ عَنْ شُعَيْبٍ , وَكَذَلِكَ خَالِدُ بْنُ خَلِيٍّ الْحِمْصِيُّ , وَتَابَعَ أَبَا الْيَمَانِ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ , وَهُوَ ثِقَةٌ , أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ , وَرَوَى هَذِهِ النُّسْخَةَ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ , وَهُوَ ثِقَةٌ , أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْهُ أَحَادِيثَ