أَقْسَامُ الْحَدِيثِ اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ : أَنَّ الْأَحَادِيثَ الْمَرْوِيَّةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَقْسَامٍ كَثِيرَةٍ : صَحِيحٍ , مُتَّفَقٍ عَلَيْهِ , وَصَحِيحٍ مَعْلُولٍ , وَصَحِيحٍ مُخْتَلَفٍ فِيهِ , وَشَوَاذٍّ , وَأَفْرَادٍ , وَمَا أَخْطَأَ فِيهِ إِمَامٌ , وَمَا أَخْطَأَ فِيهِ سِيِّءُ الْحِفْظِ يُضَعَّفُ مِنْ أَجْلِهِ , وَمَوْضُوعٍ , وَضَعَهُ مَنْ لَا دِينَ لَهُ . فَأَمَّا النَّوْعُ الصَّحِيحُ الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ فَمِثْلُ مَا يَرْوِيهِ أَحَدَ الْأَئِمَّةِ , كَمَالِكٍ , وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , وَالْمَاجِشُونَ , وَابْنِ جُرَيْجٍ , وَغَيْرِهِمْ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَوْ عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَوْ مَا يَرْوِيهِ الزُّهْرِيُّ , عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَوْ عَنْ عُمَرَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالْحَدِيثِ كُلُّ مَا يَجِدُهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ حَكَمَ بِصِحَّتِهِ , وَإِنَّمَا يَكُونُ كَذَلِكَ إِذَا كَانَتِ الرُّوَاةُ إِلَى أَنْ يَبْلُغَ إِلَى الزُّهْرِيِّ , وَمَالِكٍ ثِقَاتًا عُدُولًا , فَأَمَّا إِذَا كَانَ فِيهِمْ ضَعِيفٌ , أَوْ رُكِّبَ عَلَيْهِمْ ضَعِيفٌ , فَذَاكَ الْأَئِمَّةُ يَرُدَّونَهُ , وَيَذْكُرُونَ عِلَّتَهُ , فَقِيَاسُ ذَلِكَ مِنَ الصَّحِيحِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ
مَعْرِفَةُ الشَّاذِّ وَأَمَّا الشَّوَاذُّ : فَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ : الشَّاذُّ عِنْدَنَا مَا يَرْوِيهِ الثِّقَاتُ عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ وَيَرْوِيهِ ثِقَةٌ خِلَافَهُ زَائِدًا أَوْ نَاقِصًا . وَالَّذِي عَلَيْهِ حُفَّاظُ الْحَدِيثِ : الشَّاذُّ : مَا لَيْسَ لَهُ إِلَّا إِسْنَادٌ وَاحِدٌ يَشُذُّ بِذَلِكَ شَيْخٌ ثِقَةٌ كَانَ أَوْ غَيْرَ ثِقَةٍ , فَمَا كَانَ عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ فَمَتْرَوْكٌ , لَا يُقْبَلُ , وَمَا كَانَ عَنْ ثِقَةٍ يُتَوَقَّفُ فِيهِ , وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ , وَاعْلَمُوا أَنَّ عَوَالِيَ الْأَسَانِيدِ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يَحْتَشِدَ طَالِبُ هَذَا الشَّأْنِ لِتَحْصِيلِهِ , وَلَا يَعْرِفُهُ إِلَّا خَوَاصُّ النَّاسِ , وَالْعَوَامُ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِقُرْبِ الْإِسْنَادِ وَبِبُعْدِهِ , وَبِقِلَّةِ الْعَدَدِ وَكَثْرَتِهِمْ , وَأَنَّ الْإِسْنَادَيْنِ يَتَسَاوَيَانِ فِي الْعَدَدِ , وَأَحَدَهُمَا أَعْلَى , بِأَنْ يَكُونَ رُوَاتُهُ عُلَمَاءُ وَحُفَّاظًا . رُوِيَ لَنَا أَنَّ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ قَالَ لِتَلَامِذَتِهِ : أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أُحَدِّثَكُمْ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلْقَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ؟ قَالُوا : نُحِبُّ الْأَعْمَشَ , فَإِنَّهُ أَقْرَبُ إِسْنَادًا . قَالَ : وَيْحَكُمُ , الْأَعْمَشُ شَيْخٌ عَالِمٌ , وَأَبُو وَائِلٍ شَيْخٌ , وَلَكِنْ سُفْيَانُ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلْقَمَةَ , فَقِيهٍ , عَنْ فَقِيهٍ ، عَنْ فَقِيهٍ ، عَنْ فَقِيهٍ . وَمَنْ لَا مَعْرِفَةَ لَهُ إِذَا نَظَرَ إِلَى نُسَخِ الضِّعَافِ الْكَذَّابِينَ , الَّذِينَ وَضَعُوا الْأَحَادِيثَ , وَوَجَدَهَا قَرِيبَةَ الْإِسْنَادِ ظَنَّهَا مِمَّا يُعْبَأُ بِهِ . وَإِنَّ جَمَاعَةً كَذَّابِينَ رَوَوْا عَنْ أَنَسٍ , وَلَمْ يَرْوِهِ , كَأَبِي هُدْبَةَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هُدْبَةَ , وَدِينَارٍ , وَمُوسَى الطَّوِيلِ , وَخُرَّاشٍ . حَدَّثَنَا أَبَى حَفْصٍ الْكِتَّانِيُّ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَدَوِيِّ , عَنْ خُرَّاشٍ , وَدِينَارٍ , وَهَذَا وَأَمْثَالُهُ لَا يُدْخِلُهُ الْحُفَّاظُ فِي كُتُبِهِمْ , وَإِنَّمَا يُكْتَبُونَ اعْتِبَارًا ؛ لِيُمَيِّزُوهُ عَنِ الصَّحِيحِ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَهُمَا بِصَنْعَاءَ وَيَحْيَى يَكْتُبُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ : تَكْتُبُ نُسْخَةَ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ , وَتَعْلَمُ أَنَّهُ كَذَّابٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ ؟ فَقَالَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , أَكْتُبُهُ حَتَّى لَوْ جَاءَ كَذَّابٌ يَرْوِيهِ عَنْ مَعْمَرِ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ , أَقُولُ لَهُ : كَذَبْتَ لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ , إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَبَانَ وَقَدْ يَكُونُ الْإِسْنَادُ يَعْلُو عَلَى غَيْرِهِ بِتَقَدُّمِ مَوْتِ رَاوِيهِ , وَإِنْ كَانَا مُتَسَاوِيَيْنِ فِي الْعَدَدِ مِثَالُهُ : أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا , عَنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ الْأَسَدِيِّ , عَنْ سَهْلِ بْنِ زَنْجَلَةَ , عَنْ وَكِيعٍ , وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ , عَنْ وَكِيعٍ فَسَهْلٌ أَعْلَى مِنْ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ ؛ لِأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ بِعِشْرِينَ سَنَةً , وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ رَجُلَيْنِ يَرْوِيَانِ عَنْ أحد الْأَئِمَّةِ , ثُمَّ يَكُونُ أَحَدَهُمَا أَعْلَى , فَإِنَّ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ يَرْوِي عَنْ مَالِكٍ , وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ , وَيَرْوِي عَنْ مَالِكٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ , وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ , فَهُمَا سَوَاءٌ فِي مَالِكٍ , لَكِنَّ ابْنَ وَهْبٍ لِقِدَمِ مَوْتِهِ وَجَلَالَتِهِ لَا يُوازِيهِ قُتَيْبَةُ , مَعَ تَوْثِيقِهِ وَصَلَاحِهِ , وَاعْلَمْ أَنَّ لِهَذَا الْعِلْمِ أَئِمَّةً , وَجَهَابِذَةً , وَنُقَّادًا , رَوَوْا وَعَدَّلُوا , وَكَانَ الْأَمْرُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَكَانَ أَعْلَمَهُمْ وَأَفْضَلَهُمْ , مَا احْتَاجَ إِلِي الْمُشَاوَرَةِ . قَالَ الزُّهْرِيُّ : صَارَ الْفَتْوَى بَعْدَهُ إِلَى الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ : عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , وَقَدْ يُضَافُ إِلَيْهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ . ثُمَّ بَعْدَهُمُ : الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ فُقَهَاءِ الصَّحَابَةِ الْأَحْدَاثِ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَيُضَافُ إِلَيْهِمْ : أَبُو الدَّرْدَاءِ . وَبَعْدَهُمْ : جَمَاعَةٌ أَدْرَكُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَخَذُوا الْعِلْمَ عَنِ الصَّحَابَةِ : السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ ابْنُ أُخْتِ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ , وَأَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ , وَمَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَامِرِيُّ , وَمَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ . فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَكَانَ يُفْتِي لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَأَصْحَابُهُ يُفَضِّلُونَهُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لِمَالِكٍ : أَكْثَرْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ . فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , كَانَ آخِرَ مَنْ بَقِيَ عِنْدَنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَفْتَى فِينَا نَيِّفًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً , مَا احْتَاجَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَحَدٍ وَأَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ يُقَدِّمُونَهُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ فِي الْعِلْمِ , وَهُوَ مُفْتِي أَهْلِ مَكَّةَ . كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَقُولُ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ حَسَنَ السَّرْدِ لِلرِّوَايَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَمْ يَبْلُغْ فِي الْفِقْهِ وَالتَّفْسِيرِ شَأْوَ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَكَانُوا يَقُولُونَ : حَدَّثَنَا الْبَحْرُ , يَعْنُونَ ابْنَ عَبَّاسٍ , وَمَاتَ بِالطَّائِفِ , فَضَرَبَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ عَلَى قَبْرِهِ فُسْطَاطًا , وَقَالَ : الْيَوْمُ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ . وَأَفْتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو لِأَهْلِ مِصْرَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ لِأَهْلِ مَكَّةَ أَيَّامَ وِلَايَتِهِ , وَيَقِلُّ حَدِيثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَنَعُودُ إِلَى مَا قَصَدْنَاهُ , فَنَذْكُرُ أَسَامِيَ الْمَشْهُورِينَ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ , وَالْعِرَاقَيْنِ , وَالشَّامِ , وَالْيَمَنِ , وَمِصْرَ , وَالْجِزِيرَةِ , وَبِلَادِ الْفُرْسِ
الْمَدِينَةُ وَنَبْتَدِئُ بِالْمَدِينَةِ ؛ لِأَنَّهَا بَيْتُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَبِهَا قَبْرُهُ , وَالْفُقَهَاءُ الَّذِينَ صَارَ إِلَيْهِمُ الْفُتْيَا بَعْدَ الصَّحَابَةِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , عَلَى مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الزُّهْرِيُّ وَأَقْرَانُهُ إِنَّهُمْ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُضِيفُ إِلَيْهِمْ : عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ ، وَكَانَ بِهَا مِنَ الْعُلَمَاءِ مِثْلُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَقْرَانِهِ . لَكِنَّ الْفُتْيَا إِلَى مَنْ قَدْ ذَكَرْنَا ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ حَفِظَ عِلْمَ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ . كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْآفَاقِ : عَلَيْكُمْ بِابْنِ شِهَابٍ , فَإِنَّكُمْ لَا تَجِدُونَ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ الْمَاضِيَةِ مِنْهُ . وَرُوِيَ أَنَّ الزُّهْرِيَّ قَالَ عِنْدَ بُلُوغِ سِنِّهِ : إِنَّا لِلَّهِ , قَدْ صَارَ الْعِلْمُ إِلَى الْمَوَالِي هُوَ ذَا الْحَسَنُ وَابْنُ سِيرِينَ يُفْتِيَانِ بِالْبَصْرَةِ , وَهُمَا مَوْلَيَانِ يَعْنِي يَسَارًا وَالِدَ الْحَسَنِ , وَسِيرِينَ وَالِدَ مُحَمَّدٍ , وَهُمَا مِنْ سَبْيِ مِيسَانَ , فِي زَمَنِ عُمَرَ , حَمَلَهُمَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ وَهُوَ ذَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ يُفْتِي وَهُوَ مَوْلًى وَهُوَ ذَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ بِمَكَّةَ , وَهُوَ مَوْلًى وَهُوَ ذَا مَكْحُولٌ بِالشَّامِ , وَهُوَ مَوْلًى . ثُمَّ قَالَ : إِذَا تَقَاعَدَ أَبْنَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ عَنْ تَعْلِيمِ الْعِلْمِ يَغْلِبُهُمُ الْمَوَالِي , ثُمَّ قَالَ : أَخَذْتُ الْعِلْمَ عَنِ الْبِحَارِ : سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَكَانَ بَحْرًا لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ , وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ , وَكَانَ قَدْ مُلِئَ عِلْمًا , حَتَّى عَدَّ شُيُوخَهُ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ , فَقِيلَ لَهُ : تَرْوِي عَنِ الْمَوَالِي ؟ فَقَالَ : نَعَمْ عَنْ جَمَاعَةٍ وَجَدْتُ دِيَانَتَهُمْ , وَفَهْمَهُمْ فَأُحَدِّثُ عَنْهُمْ . رَوَى عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : وَتَفَرَّدَ بِهِ عُقَيْلٌ , لَا يُتَابِعُهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ عَلَيْهِ
أَبُو عُرْوَةَ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَالِمٌ كَبِيرٌ بَصْرِيُّ , انْتَقِلْ إِلَى صَنْعَاءَ وَمَاتَ بِهَا , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , قَدِيمٌ , مَاتَ فِي حَدِّ الْكُهُولَةِ , أَثْنَى عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ , وَكَانَ يُقَالُ : الزُّهْرِيُّ إِمَامُ الْحِجَازِ بِالْمَدِينَةِ , وَقَتَادَةُ بِالْبَصْرَةِ , يُقَالُ : إِنَّهُ ثُلُثُ الْإِسْلَامِ فِي الرِّوَايَةِ , وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ بِالْكُوفَةِ , وَبِهَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ , وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ بِالْيَمَامَةِ , فَجَمَعَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ . وَأَدْرَكَ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ , وَفَاتَهُ نَافِعٌ بِالْمَدِينَةِ , وَقِيلَ : إِنَّ الْأَوْزَاعِيَّ سَاوَى مَعْمَرًا فِي الْأَئِمَّةِ الْخَمْسَةِ الَّذِينَ عَدَدْتُهُمْ , وَفُضِّلَ عَلَيْهِ بِعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ بِمَكَّةَ , سَمِعَ مَعْمَرًا الْخَلْقَ مِنْ شُيُوخِ الْبَصْرَةِ , وَصَنْعَاءَ وَالْكُوفَةِ وَغَيْرِهَا , حَتَّى الْكِبَارِ , وَأَقْرَانُهُ : ابْنُ جُرَيْجٍ , وَهُوَ أَقْدَمُ مِنْهُ , وَشُعْبَةُ , وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , وَابْنُ الْمُبَارَكِ , وَابْنُ عُيَيْنَةَ , وَهِشَامُ بْنُ يُوسُفَ قَاضِي صَنْعَاءَ , وَرَوَى عَنْهُ كُتُبَهُ , وَتَصَانِيفَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ , وَأَكْثَرَ حَتَّى ارْتَحَلَ إِلَيْهِ أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ : أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ , وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ , وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ , وَكُبَّارُ خُرَاسَانَ , وَأَكْثَرَ الْأَئِمَّةُ فِي التَّصَانِيفِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ نَازِلًا وَعَالِيًا , لِقِلَّةِ اسْتِغْنَائِهِمْ عَنْهُ , وَرَوَى عَنْهُ الشَّافِعِيُّ أَحَادِيثَ
أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَاضِي الْمَدِينَةِ , مِنَ الْأَئِمَّةِ الْفُقَهَاءِ , سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ , وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ , وَابْنَ الْمُسَيِّبِ , وَأَبَا سَلَمَةَ , وَمُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ , وَغَيْرَهُمْ مِنَ الْقُدَمَاءِ , ثُمَّ تَنَزَّلَ إِلَى أَقْرَانِهِ حَتَّى رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , ثُمَّ تَنَزَّلَ إِلَى أَصْحَابِهِ الَّذِينَ أَخَذُوا عَنْهُ , حَتَّى رَوَى عَنْ مَالِكٍ , وَابْنِ جُرَيْجٍ , فَمَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ مِنْ حَدِيثِهِ كَمَالِكٍ , وَالثَّوْرِيِّ , وَشُعْبَةَ , وَابْنِ جُرَيْجٍ , وَسُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ , وَمَنْ بَعْدَهُمْ كَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ , وَابْنِ الْمُبَارَكِ , وَعَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ , وَأَبِي أُسَامَةَ , وَسَلَّامِ بْنِ سُلَيْمٍ , وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ , وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , وَعَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ , فَهُوَ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بِلَا مُدَافَعَةٍ وَقَدِ انْفَرَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ ، عَنْ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , وَهَكَذَا كُلُّ حَدِيثٍ يَصِحُّ عَنْهُ , وَإِنِ انْفَرَدَ بِهِ فَهُوَ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , وَمَا يَرْوِيهِ الضُّعَفَاءُ عَنْهُ مِثْلُ : إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى , وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ صِرْمَةَ , وَسُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ , وَأَمْثَالِهِمْ فَلَا يُحْتَجُّ بِهِ مِنْ أَجْلِهِمْ
رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّأْيِ مِنَ الْأَئِمَّةِ بِالْمَدِينَةِ , تَابِعِيُّ , ثِقَةٌ , إِمَامٌ , أُسْتَاذُ مَالِكٍ , مُفْتِي وَقْتِهِ , سَمِعَ أَنَسًا , وَيَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ , وَأَبَا الزِّنَادِ , وَغَيْرَهُمْ مِنْ تَابِعِيِّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ ، مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَ اللُّقَطَةِ وَهَذَا الْحَدِيثُ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ , عَنِ الْخَلْقِ , عَنْ رَبِيعَةَ , قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : كُنْتُ سَمِعْتُهُ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ رَبِيعَةَ , فَلَقِيتُ رَبِيعَةَ , فَحَدَّثَنِي بِهِ . حَدَّثَنَا جَدِّي , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ قَالَ : إِذَا قَالَ مَالِكٌ : وَعَلَيْهِ أَدْرَكْتُ أَهْلَ بَلَدِنَا , وَالْمُجْمَعُ عَلَيْهِ عِنْدَنَا , فَإِنَّهُ يُرِيدُ رَبِيعَةَ ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , ثُمَّ صَارَ الْعِلْمُ وَالْفُتْيَا كُلُّهُ بَعْدَ رَبِيعَةَ إِلَى مَالِكٍ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ مِنْ تَلَامِذَةِ مَالِكٍ , وَلَمْ يَرْوِ مَالِكٌ ، عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْكُوفِيِّينَ غَيْرِهِ , رَوَى عَنْهُ حَدِيثًا وَاحِدًا تَفَرَّدَ بِهِ مَعْنٌ , وَهُوَ غَرِيبٌ . أَخْبَرَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَاصِمِيُّ ، فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ , حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ الْكَاتِبُ ، بِبَغْدَادَ , حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ , حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَبَسَ جَمَاعَةً مِنْهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ , وَقَالَ : أَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانُوا فِي حَبْسِهِ إِلَى أَنْ مَاتَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ كُوفِيُّ الْأَصْلِ , سَكَنَ الْبَصْرَةَ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , رَوَى عَنْهُ الْقُدَمَاءُ مِثْلُ : مُسَدَّدِ بْنِ مُسَرْهَدٍ , أَمْسَكَ عَنِ الرِّوَايَةِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَتَيْنِ , وَاجْتَهَدُوا بِهِ فَلَمْ يُجِبْهُمْ , وَيَرْوِي عَنْ مَالِكٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَافِظَ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ بَدْرٍ ، يَقُولَانِ : سَمِعْنَا أَحْمَدَ بْنَ كَامِلٍ الْقَاضِي يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْعَيْنَاءِ الضَّرِيرَ ، يَقُولُ : أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ , وَكَانَ قَدْ أَمْسَكَ عَنِ الرِّوَايَةِ , فَقُلْتُ : حَدِّثْنِي . فَقَالَ : يَا غُلَامُ , مُرَّ , وَأَقْرَأِ الْقُرْآنَ . فَقُلْتُ : قَدْ قَرَأْتُ . فَقَالَ : هَاتِ : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ . . . } فَقَرَأْتُ وَجَوَّدْتُ . فَقَالَ : أَحْسَنْتَ , مُرَّ , وَتَعَلَّمْ بَعْدَ الْقُرْآنِ الْفَرَائِضَ . فَقُلْتُ : قَدْ تَعَلَّمْتُ . فَقَالَ : أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَيْكَ : ابْنُ أَخِيكَ أَمِ ابْنُ عَمِّكَ ؟ فَقُلْتُ : ابْنُ أَخِي . فَقَالَ : وَلِمَ ؟ قُلْتُ : لِأَنَّهُ وَلَدَتْهُ أُمِّي . فَقَالَ : يَا غُلَامُ , تَعَلَّمْ بَعْدَ هَذَيْنِ الْعَرَبِيَّةَ . فَقُلْتُ : تَعَلَّمْتُ الْعَرَبِيَّةَ قَبْلَ الْقُرْآنِ وَالْفَرَائِضِ . فَقَالَ قَوْلَ عُمَرَ : يَا لَلَّهِ ، يَا لِلْمُسْلِمِينَ ، لِمَ فَتَحَ الْأُولَى وَكَسَرَ الثَّانِيَةَ ؟ فَقُلْتُ : فَتَحَ الْأُولَى لِلِاسْتِغَاثَةِ , وَكَسَرَ الثَّانِيَةَ لِلِاسْتِنْصَارِ . فَقَالَ : يَا غُلَامُ , لَوْ كُنْتُ مُحَدِّثًا أَحَدًا لَحَدَّثْتُكَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُدَامِيُّ الْمِصِّيصِيُّ يَرْوِي عَنْ مَالِكٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ , يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ , وَمَا لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ أَحَادِيثُ مَالِكٍ الَّتِي تَصِحُّ عَنْهُ كُلُّهَا مُحْتَجٌّ بِهَا : فَإِنَّهُ لَمْ يَرْوِ عَنِ الضُّعَفَاءِ , إِلَّا عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ , وَقَدْ يَرْوِي عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ , وَلَا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ عَنْهُ , وَزَيْدٌ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ , لَكِنِ الَّذِي يَرْوِي مَالِكٌ عِلَّتَهُ هُوَ حَدِيثُهُ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ } فَأَمَّا حَدِيثُهُ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ , وَالْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ , فَلَمْ يَحْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِوَاحِدٍ مِنْهَا , وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِجَمِيعِهَا , فَأَمَّا حَدِيثُ مَالِكٍ عَنْ غَيْرِ هَؤُلَاءِ فمُتَّفَقٌ عَلَى كَوْنِهِ حُجَّةٌ
مُرْسَلَاتُهُ قَالَ : وَقُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ، : مُرْسَلَاتُ سُفْيَانَ وَمَالِكٍ ؟ فَقَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ : مُرْسَلَاتُ مَالِكٍ أَحَبُّ إِلَيَّ , ثُمَّ قَالَ يَحْيَى : لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنْ مَالِكٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَتْحِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ بِالْبَصْرَةِ , فَجَاءَ نَعْيُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , فَبَكَى حَمَّادٌ حَتَّى جَعَلَ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ بِخِرْقَةٍ كَانَتْ مَعَهُ , ثُمَّ قَالَ : يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , كَانَ مِنَ الْإِسْلَامِ بِمَكَانٍ , سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ : بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ حَلْقَةٌ فِي أَيَّامِ نَافِعٍ , سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْفَقِيهَ يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ وَارَهْ يَقُولُ : رَأَيْتُ أَبَا زُرْعَةَ فِي الْمَنَامِ , فَقَالَ لِي : لَقَدْ قَدَّمَنِي رَبِّي بَيْنَ يَدَيْهِ , فَقَالَ : يَا أَبَا زُرْعَةَ , تَوَرَّعْتَ عَنِ الْكَلَامِ فَقُلْتُ : لِأَنَّهُمْ جَادَلُوا دِينَكَ . فَرَحِمَنِي , وَقَالَ : أَلْحِقُوهُ بَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ , وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ , وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ , وَبِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَوَّلُ : مَالِكٌ , وَالثَّانِي : سُفْيَانُ , وَالثَّالِثُ : الشَّافِعِيُّ , وَالرَّابِعُ : أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيِّ , كَبِيرٌ عَالِمٌ , مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , قَالَ الزُّهْرِيُّ لَهُ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ : مَنْ أَرَادَ الْمَغَازِي فَعَلَيْهِ بِذَلِكَ الْغُلَامِ . وَقَالَ شُعْبَةُ : هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ , وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَإِنَّمَا لَمْ يُخْرِجْهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ أَجْلِ رِوَايَتِهِ لِلْمُطَوِّلَاتِ , وَالْمَغَازِي , وَيَسْتَشْهِدُ بِهِ , وَأَكْثَرَ عَنْهُ فِيمَا يَحْكِي فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَفِي أَحْوَالِهِ , وَفِي التَّوَارِيخِ , وَهُوَ عَالِمٌ وَاسِعُ الْعِلْمِ , ثِقَةٌ . حَدَّثَنِي جَدِّي , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ : سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ؟ فَقَالَ : قَالَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ : لَا يَزَالُ فِي النَّاسِ عِلْمٌ مَا عَاشَ ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : وَابْنُ إِسْحَاقَ : سَمِعَ مِنْ عَاصِمٍ , وَكَانَ لَا يَقُولُ فِيهِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ : وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ , حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ يُخَلِّي مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَتَرَوَّى مِنْهُ حَدِيثَ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ , عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ - وَرَأَى مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ - فَقَالَ : لَا يَزَالُ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ عِلْمٌ مَا بَقِيَ هَذَا قَالَ : وَقَالَ لِي ابْنُ عُيَيْنَةَ : مَا يَقُولُ أَصْحَابُكَ فِي مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ؟ فَقُلْتُ : يَقُولُونَ : إِنَّهُ كَذَّابٌ . قَالَ : لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ , فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ خَلْفَ الْقَبْرِ يَنْتَظِرُ يَزِيدُ بْنَ خُصَيْفَةَ , فَقُلْتُ : مَا تَعْمَلُ هَا هُنَا ؟ قَالَ أَنْتَظِرُ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ ؛ أَسْمَعُ مِنْهُ الْأَحَادِيثَ الَّتِي أَفَدْتَنِي حَدَّثَنَا جَدِّي , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدَ بْنَ خَازٍ ، يَقُولُ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، مِنَ أَحْفَظِ النَّاسِ , وَكَانَ إِذَا كَانَ عِنْدَ الرَّجُلِ خَمْسَةُ أَحَادِيثَ أَوْ أَكْثَرُ جَاءَ وَاسْتَوْدَعَهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , قَالَ : احْفَظْهَا عَنِّي , فَإِنْ نُسِّيتُهَا كُنْتَ حَفِظْتَهَا عَلَيَّ قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ الْحَافِظُ : كَيْفَ لَا يَكُونُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثِقَةً ؟ وَقَدْ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ , وَيَرْوِي عَنْهُ , ثُمَّ يَرْوِي عَنْ أَبِي الزِّنَادِ , عَنِ الْأَعْرَجِ , ثُمَّ يَرْوِي عَنْ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْأَعْرَجِ رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ مِنَ الْأَئِمَّةِ مِنْ أُسْتَاذَيْهِ : الزُّهْرِيُّ , وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ , وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ , وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ , وَمِنْ أَقْرَانِهِ : شُعْبَةُ , وَالثَّوْرِيُّ , وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَغَيْرُهُمْ , وَمِنْ كَثْرَةِ عِلْمِهِ أَنَّهُ رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ مَاتُوا بَعْدَهُ بِالْكَثِيرِ كَسُفْيَانَ , وَشُعْبَةَ وَشَرِيكٍ , وَلَهُ ابْنُ عَمٍّ يُقَالُ لَهُ مُوسَى بْنُ يَسَارٍ , يَرْوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نُسْخَةً , يَرْوِيهَا عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْمَدَنِيُّ . حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا . . . فِيهِ عِلَلٌ وَاضْطِرَابٌ . رَوَاهُ يَعْلَى وَمُحَمَّدٌ أَبْنَاءُ عُبَيْدٍ , وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَمَوِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ نَفْسِهِ , وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو الْمَدَنِيِّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ , عَنْ أَبِيهِ . فَقَدْ بَانَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا مِنَ الزُّهْرِيِّ , وَإِنَّمَا دَلَّسَ فِيهِ , وَرَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ . سَمِعْتُ جَدِّي وَالْقَاسِمَ بْنَ عَلْقَمَةَ يَقُولَانِ : سَمِعْنَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ : أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ الْحَنْظَلِيُّ مِنْ كِتَابِهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ آدَمَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ : كُنْتُ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : كُنْتُ بِالرِّيِّ عِنْدَ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ وَزِيرِ الْمَهْدِيِّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ هُنَاكَ , فَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : هَاتُوا , اعْرِضُوا عَلِيَّ عُلُومِ مَالِكٍ , فَإِنِّي أَنَا بَيْطَارُهَا . فَقَالَ مَالِكٌ : دَجَّالٌ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ , يَقُولُ اعْرِضُوا عَلِيَّ عِلْمِي قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ : وَلَمْ أَسْمَعْ جَمْعَ الدَّجَّالِ إِلَّا مِنْهُ حَدَّثَنَا جَدِّي وَابْنُ عَلْقَمَةَ قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَقَالَ رَجُلٌ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : اعْرِضُوا عَلِيَّ الْمَغَازِيَ , فَأَنَا بَيْطَارُهَا . فَقَالَ مَالِكٌ : دَجَّالٌ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ يَقُولُ هَذَا , نَحْنُ نَفَيْنَاهُ مِنَ الْمَدِينَةِ حَدَّثَنَا جَدِّي , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ , حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : كَانَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ إِذَا ذُكِرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : مَنْ أَدْخَلَهُ عَلَى زَوْجَتِي , وَمَتَى دَخَلَ , وَمَتَى سَمِعَ مِنْهَا ؟ كَأَنَّهُ يُنْكِرُ ذَلِكَ
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ثِقَةٌ , وَلَيْسَ بِمُكْثِرٍ , لَقِيَ الزُّهْرِيَّ , لَكِنَّهُ يَرْوِي أَكْثَرَ حَدِيثِهِ عَنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ , مِثْلِ : مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ ، وَأَقْرَانِهِ , وَلِأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ نُسْخَةٌ يَتَفَرَّدُ بِهَا لَا يَرْوِيهَا غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ , وَاحْتَجَّ بِبَعْضِهَا , وَسَمِعَ سُلَيْمَانَ مِنْ رَبِيعَةَ الرَّأْيَ , وَأَخَذَ عَنْهُ الْفِقْهَ , وَكَذَلِكَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ , وَعَنْ غَيْرِهِمَا مِمَّنْ أَخَذَ عَنْهُ مَالِكٌ , وَهُوَ أَقْدَمُ مَوْتًا مِنْ مَالِكٍ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ مَالِكٌ , وَرَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ وَإِسْمَاعِيلُ أَبْنَاءُ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , وَابْنُ وَهْبٍ , وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ الْقَعْنَبِيُّ , وَأَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ لُوَيْنٌ , فَإِذَا رَوَى عَنْهُ الثِّقَاتُ فَكُلُّ حَدِيثِهِ مُحْتَجٌّ بِهِ
وَسَحْبَلٌ بَنُو مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى ، مَدَنِيُّونَ وَلَا يَرْوِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَنْ يُزَكِّيهِ إِلَّا الشَّافِعِيُّ , فَإِنَّهُ يَقُولُ : الثِّقَةُ فِي حَدِيثِهِ , الْمُتَّهَمُ فِي دِينِهِ , وَإِنَّمَا كَانَ يَرَى الْقَدَرَ , وَكَانَ مَالِكٌ يَنْهَى عَنِ الْأَخْذِ عَنْهُ . وَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ حَدِيثًا مَعَ جَلَالَتِهِ , وَدَلَّسَ بِهِ , فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَهُوَ مَتْرُوكٌ . وَمُحَمَّدٌ وَأُنَيْسٌ وَسَحْبَلٌ ثَلَاثَتُهُمْ ثِقَاتٌ , رَوَى قُتَيْبَةُ عَنْ سَحْبَلٍ , وَعَنْ أُنَيْسِ بْنِ وَهْبٍ , وَلِأُنَيْسٍ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ حَاتِمٌ , ضَعِيفٌ حَدَّثَنَا جَدِّي , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْمَاجِشُونُ , قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ شِهَابٍ , وَلِأَخٍّ لِي , وَلِابْنِ عَمٍّ لِي , وَنَحْنُ فِتْيَانٌ أَحْدَاثٌ نَسْأَلَهُ عَنِ الْعِلْمِ : لَا تُحَقِّرُوا أَنْفُسَكُمْ بِحَدَاثَةِ أَسْنَانِكُمْ , فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِ أَمَرٌ دَعَا الشَّبَابَ , فَاسْتَشَارَهُمْ , يَبْتَغِي حِدَةَ عُقُولِهِمْ
مَالِكُ الدَّارِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الرِّعَاءِ عَنْهُ : تَابِعِيُّ , قَدِيمٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , أَثْنَى عَلَيْهِ التَّابِعُونَ , وَلَيْسَ بِكَثِيرِ الرِّوَايَةِ , رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , وَعُمَرَ , وَقَدِ انْتَسَبَ وَلَدُهُ إِلَى جُبْلَانَ نَاحِيَةٌ . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدُوسٍ الْمُزَكِّي أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ : قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ عَثَّامٍ الْعَامِرِيِّ الْكُوفِيِّ : لِمَ سُمَّيَ مَالِكُ الدَّارِ ؟ فَقَالَ : الدَّارِيُّ الْمُتَطَيِّبُ . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَتْحِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ الضَّرِيرُ , حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ مَالِكِ الدَّارِ ، قَالَ : أَصَابَ النَّاسَ قَحَطَ فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ , اسْتَسْقِ اللَّهَ لِأُمَّتِكَ فَرَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ : ائْتِ عُمَرَ , فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ , وَقُلْ لَهُ : إِنَّكُمْ مُسْقَوْنَ , فَعَلَيْكَ بِالْكَيِّسِ الْكَيِّسِ . قَالَ : فَبَكَى عُمَرُ , وَقَالَ : يَا رَبِّ , مَا آلُو إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ يُقَالُ : إِنَّ أَبَا صَالِحٍ سَمَّعَ مَالِكَ الدَّارِ هَذَا الْحَدِيثَ , وَالْبَاقُونَ أَرْسَلُوهُ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ابْنُ أُخْتِ مَالِكٍ أَكْثَرَ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ , وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْحُفَّاظِ , قَالُوا : كَانَ ضَعِيفَ الْعَقْلِ , وَرَوَى عَنِ الضُّعَفَاءِ مِثْلِ : كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ أَحَادِيثَ أَنْكَرُوهَا , وَعَنْ أَقْرَانِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ الضُّعَفَاءِ , وَقَوَّاهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ أَيْضًا , وَقَالَ : كَانَ ثَبْتًا فِي حَدِيثِ خَالِهِ مَالِكٍ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنَ الشَّعْرِ حِكْمَةً الْمَحْفُوظُ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَفَرَّدُ بِهِ يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , فَأَمَّا مِنْ حَدِيثِ عِكْرِمَةَ , فَرَوَاهُ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ وَغَيْرُهُ , عَنْ عِكْرِمَةَ , وَرَوَاهُ عَنْ سِمَاكٍ إِدْرِيسُ الْأَوْدِيُّ , قَدْ رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ جَمَاعَةٌ مِمَّنْ لَمْ يُلْقُوهْ , وَإِنَّمَا يُدَلِّسُونَ كَالْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ الْمَرْوَزِيِّ وَغَيْرِهِ . قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ : لَمَّا حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ بِغَيْرِ وَلِيٍّ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ . . . الْحَدِيثَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : فَلَقِيتُ الزُّهْرِيَّ بَعْدَ ذَلِكَ , فَسَأَلْتُهُ , فَلَمْ يَحْفَظْهُ . قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : وَأَنَا مِمَّنْ لَا يَتَّهِمُ سُلَيْمَانَ , وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ اخْتِلَافٌ كَثِيرٌ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ , فَقَدْ رَوَاهُ زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ , وَصَدَقَةُ , وَغَيْرُهُمَا , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , وَلَمْ يُتَابِعْهُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامٍ , وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , وَيُقَالُ : إِنَّ الْحَجَّاجَ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الزُّهْرِيِّ , وَالْحَجَّاجُ يُدَلِّسُ , وَقَالَ مَعْمَرٌ : سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ النِّكَاحِ بِغَيْرِ وَلِيٍّ ؟ فَقَالَ : عِنْدَ كُفْءٍ لَمْ يُنْزَعْ . وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ مِنَ الصَّحِيحِ الْمَعْلُولِ
أَبُو مُحَمَّدٍ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ مَوْلَى بَنِي هِلَالٍ , وَهُوَ هِلَالِيُّ الدَّارِ لَاهِلَالِيُّ النَّسَبِ , إِمَامٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بِلَا مُدَافَعَةٍ , سَمِعَ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ , وَالزُّهْرِيَّ , وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ , وَأَبَا الزُّبَيْرِ , وَرَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَصَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ , وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ , وَأَبَا الزِّنَادِ , وَزَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ وَعَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ , وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ , وَأَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ , وَيُقَالُ : إِنَّ سَمَاعَهُ مِنْهُ بَعْدَمَا اخْتَلَطَ أَبُو إِسْحَاقَ , وَعَاصِمَ بْنَ أَبِي النَّجُودِ , وَعَاصِمَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلَ , وَمُصْعَبَ بْنَ سُلَيْمٍ , وَحُمَيْدَ بْنَ تِيرَوَيْهِ الطَّوِيلَ , وَسُلَيْمَانَ بْنَ طَرْخَانَ التَّيْمِيَّ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ دِينَارٍ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي يَزِيدَ , صَاحِبَ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَالْأَعْمَشَ , وَأَبَا حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنَ دِينَارٍ , وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ , وَأَبَا طُوَالَةَ الْأَنْصَارِيَّ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ فِي آخَرِينَ
الرُّوَاةُ عَنْهُ رَوَى عَنْهُ الْأَعْمَشُ حَدِيثَيْنِ , وَالثَّوْرِيُّ , وَشُعْبَةُ , وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , وَابْنُ جُرَيْجٍ , وَمَعْمَرٌ , وَسَعِيدٌ الْقَدَّاحُ , وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ , وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ , وَالشَّافِعِيُّ , وَابْنُ عَمِّهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَالْحُمَيْدِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَدَنِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ , وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ , وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعُلَا الْعَطَّارُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّازُ , وَيُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ النَّجَاحِيُّ , وَالزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْرِيُّ الْقَاضِي , وَعَمُّهُ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ الْقُدَيْدِيُّ مِنْ أَهْلِ قُدَيْدٍ نَاحِيَةً وَأَغْرَبَ عَنْهُ أَحَادِيثَ , وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعُمَرِيُّ الْمَكِّيُّ ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ , وَخَلَّادُ بْنُ يَحْيَى ثِقَةٌ , إِمَامٌ , وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ : أَبُو مُصْعَبٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ , وَيَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ , وَأَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْعَتَكِيُّ , وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى الْفَرْوِيُّ مِنْ وَلَدِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ وَمِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ : هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ , وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ , وَزَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ , وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ , وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْحَذَاقِيُّ , وَمِنْ أَهْلِ زَبِيدِ الْيَمَنِ : أَبُو قُرَّةَ , وَأَبُو حُمَةَ وَمِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ : غَيْرُ شُعْبَةَ , وَهَمَّامِ بْنِ يَحْيَى : يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , وَابْنُ مَهْدِيٍّ , وَأَبُو الْوَلِيدِ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ , وَأَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ , وَنَصَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ , وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ , وَأَبُو عَاصِمٍ , وَغَيْرُهُمْ . وَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ : غَيْرُ الثَّوْرِيِّ : شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَبُو أُسَامَةَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ , وَابْنُهُ مُحَمَّدٌ , وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ , وَوَكِيعٌ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , وَعَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الطَّرِيقِيُّ , وَأَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ , وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ , وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ , وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ مَعَ جَلَالَتِهِ وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ , وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَسْدِيُّ وَمِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ : سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَابْنُ الْمَدِينِيِّ , وَابْنُ مَعِينٍ , وَأَبُو خَيْثَمَةَ , وَعَمْرٌو النَّاقِدُ , وَشَبَابَةُ , وَعَمْرٌو بْنُ عَلِيٍّ بَصْرِيُّ حَافِظٌ , يَنْزِلُ بَغْدَادَ , وَإِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ الْعَلَّافُ الْمَدَائِنِيُّ , وَأَبُو الْأَشْعَثِ الْعِجْلِيُّ , وَأَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي , وَالْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ , وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ , وَأَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي مَذْعُورٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الضَّعِيفُ وَهُوَ ثِقَةٌ لَكِنَّهُ يُلَقَّبُ بِالضَّعِيفِ , وَالْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ , وَسَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ , وَغَيْرُهُمْ . وَمَنْ أَهْلِ وَاسِطٍ : إِسْحَاقُ الْأَزْرَقِ , وَإِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ , وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ , وَبِشْرُ بْنُ مَطَرٍ , وَعَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ , وَأَيُّوبُ بْنُ حَسَّانَ وَمِنْ أَهْلِ الْأُبُلَّةِ : شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ , وَيَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ , وَأَبُو حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ وَمِنْ أَهْلِ الْمَوْصِلِ : الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ , وَعَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ , وَغَسَّانُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَمِنْ أَهْلِ مِصْرَ : ابْنُ وَهْبٍ , وَعَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ , وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى , وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ , وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْمِصْرِيُّونَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ , وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْأَيْلِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ أَبِي نَاجِيَةَ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ وَرَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْعَسْقَلَانِيُّ , وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ الْعَسْقَلَانِيُّ , وَمَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ , وَهِشَامُ بْنُ الْحَارِثِ , وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّونَ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ , وَأَبُو نُعَيْمٍ عُبَيْدُ بْنُ هِشَامٍ الْحَلَبِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ الرَّقِّيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ , وَسَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْأَنْدَلُسِيُّ , وَمَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَقْدِسِيُّ , وَالنُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ , وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الْأَصْفَهَانِيُّونَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَسْدِيُّ مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ , وَعَلِيٌّ , وَالْحَسَنُ أَبْنَاءُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ الْكُوفِيُّ , وَأَبُو حُجْرٍ عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ الْبَجَلِيُّ , وَأَبُو سَهْلٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ الثَّقَفِيُّ , وَأَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ هَزَارِي , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الدَّسْتُوَائِيُّ , رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الْقَزْوِينِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ , وَيَحْيَى بْنُ الضَّرِيسِيِّ , وَعِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ قَاضِي الرِّيِّ , وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدٍ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّا , وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْجَمَّالُ , وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ الْهِسِنْجَانِيُّ , وَسَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ أَبُو عَمْرٍو , وَسَهْلُ بْنُ زِيَادٍ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الثَّقَفِيُّ الْقَزَّازُ , وَالْفُرَاتُ بْنُ خَالِدٍ , وَيَزِيدُ بْنُ مَخْلَدٍ الطَّبَرِيُّ , وَعَفَّانُ بْنُ سَيَّارٍ , وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَيْبَةَ , وَأَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ الْجِرْجَانِيُّونَ , وَالْحَكَمُ جَدُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ , وَابْنُهُ بِشْرٌ , وَسِبْطُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ , وَهُوَ ثِقَةٌ , إِمَامٌ , وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى , وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ حَبِيبٍ , وَالْجَارُودُ بْنُ يَزِيدَ , وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ , وَعَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ عَبْدَانَ , وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ , وَكَانَ يُسَمَّى شَاهِنْشَاهَ الْحَدِيثَ , وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ , وَمَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ , وَمَحْمُودُ بْنُ آدَمَ , وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ , وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنِ حَسَّانَ مِنْ أَهْلِ مَرُّوذَ , وَخَلَفُ بْنُ أَيُّوبَ الْعَامِرِيُّ الزَّاهِدُ , وَعِصَامُ ، وَإِبْرَاهِيمُ أَبْنَاءُ يُوسُفَ , وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الرَّمَّاحِ قَاضِي بَلْخٍ , وَعَلِيُّ بْنُ يُونُسَ , وَأَبُو مُطِيعٍ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَالْفَضْلُ بْنُ مِسْمَارٍ وَالِدُ عَبْدِ الصَّمَدِ , وَأَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ السَّرَخْسِيُّ , إِمَامٌ مُخَرَّجٌ , وَعِيسَى بْنُ مُوسَى غُنْجَارٌ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْبِيكَنْدِيُّ , وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْكُوفِيُّ قَاضِي كَرْمَانَ , وَمَالِكٌ وَغَسَّانُ أَبْنَاءُ سُلَيْمَانَ الْهَرَوِيَّانِ , وَآخِرُ مَنْ بَقِيَ بِمَكَّةَ مِنْ أَصْحَابِهِ : يُوسُفُ النَّجَاحِيُّ , وَبِبَغْدَادَ : مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ , وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَسَدٍ الْمَرْوَزِيُّ , وَرَوَى عَنْهُ غَيْرُ هَؤُلَاءِ . سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ الْحَافِظَ جَمَالَ الْإِسْلَامِ الْفَقِيهَ النَّبِيهَ شَرَفَ الدِّينِ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ ابْنَ الْقَاضِي الْفَقِيهِ الْأَنْجَبِ الْوَجِيهِ أَبِي الْمَكَارِمِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُفَرِّجِ الْمَقْدِسِيِّ حَرَسَهُ اللَّهُ وَكَلَأَهُ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ الْحَافِظَ فَخْرَ الدِّينِ ، جَمَالَ الْحُفَّاظِ أَبَا طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيَّ الْأَصْبَهَانِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَاكِيَّ مِنْ أَصْلِهِ الْعَتِيقِ ، بِخَطِّهِ بِقَزْوِينَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِمِائَةٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَي الْخَلِيلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظَ الْخَلِيْلِيَّ إِمْلَاءً يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْفَقِيهَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الرَّبِيعَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ ، يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا فِيهِ مِنْ آلَةِ الْفُتْيَا مَا فِي سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , وَمَا رَأَيْتُ أَكَفَّ عَنِ الْفُتْيَا مِنْهُ . سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْفَقِيهَ ، يَقُولُ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ ، : سُئِلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، فَقَالَ : ذَاكَ أَحَدَ الْأَحَدِينَ . حَدَّثَنِي عَلِيٌّ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : حَدَّثْتُ مَعْمَرًا ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، فَقَالَ : إِنَّ صَاحِبَكَ لَثِقَةٌ . سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ الْحُسَيْنِ الْحَافِظَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ مُعَاوِيَةَ ، هُوَ الْكَاغِذِيُّ يَحْكِي عَنْ سُلَيْمَانَ الثَّقَفِيِّ ، قَالَ : قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ : دَخَلْتُ الْكُوفَةَ , وَلَمْ يَتِمَّ لِي عِشْرُونَ , فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ لِأَصْحَابِهِ , وَلِأَهْلِ الْكُوفَةِ : جَاءَكُمْ حَافِظُ عِلْمِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ . قَالَ : فَجَاءَ النَّاسُ يَسْأَلُونِي عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ . فَأَوَّلُ مَنْ صَيَّرَنِي مُحَدِّثًا أَبُو حَنِيفَةَ , فَذَاكَرْتُهُ , فَقَالَ : يَا بُنَيَّ , مَا سَمِعْتُ مِنَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ , يَضْطَرِبُ فِي حِفْظِ تِلْكَ الْأَحَادِيثِ
وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَكْثَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ثِقَةٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , رَوَى عَنْهُ الْقُدَمَاءُ : عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَكِّيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيَّ , وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ , وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ , وَابْنُ صَاعِدٍ , وَغَيْرُهُمْ , وَسَمِعَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ الْقَدَّاحِ , وَمَرْوَانَ الْغَزَارِيَّ , وَأَقْرَانَهُمَا أَيْضًا . وَيَتَفَرَّدُ بِحَدِيثِ الْقِيَامَةِ , عَنْ كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ وَلَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ مَاتَ فِي حَدِّ الْكُهُولَةِ , وَلَمْ يَبْلُغِ الرِّوَايَةَ وَلِوَلَدِهِ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ , سَمِعَ جَدَّهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ مُحَمَّدٍ مِنَ الثِّقَاتِ حَدَّثَنَا عَنْهُ جَدِّي , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْكَيْسَانِيُّ , وَهُوَ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ
أَشْهُرُ الطُّرُقِ الَّتِي وَرَدَتْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي التَّفْسِيرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَزَرِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ الْمُوَفَّقِ الزَّاهِدُ بِهَمَذَانَ , وَكَانَ قَدْ نَيَّفَ عَلَى الْمِائَةِ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطَّيَّانُ الْأَصْبَهَانِيُّ , حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الزَّاهِدُ الْأَصْبَهَانِيُّ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الشَّامِيُّ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ التَّفْسِيرَ كُلَّهُ , وَالضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . قَالَ عُلَمَاءُ الْكُوفَةِ : إِنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عِكْرِمَةَ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ , لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ , كَانَ يَكُونُ فِي دَارِ الْمَهْدِيِّ , يُقَالُ : إِنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ بَنِيهِ , وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ الْحَوَاشِي , وَيَشْحِنُ هَذَا التَّفْسِيرَ بِأَحَادِيثَ مُسَنَّدَةٍ , يَرْوِيهَا عَنْ شُيُوخِهِ , عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ , وَعَنْ يُونُسَ الْأَيْلِيِّ أَحَادِيثَ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا , وَرِوَايَةٌ أُخْرَى لِجُوَيْبِرٍ يَرْوِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ وَهَذِهِ التَّفَاسِيرُ لِكِتَابِ اللَّهِ الطِّوَالِ الَّتِي أَسْنَدُوهَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ غَيْرُ مُرْضِيَةٍ , وَرُوَاتُهَا مَجَاهِيلُ , كَتَفْسِيرِ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي التَّفْسِيرِ , جَمَاعَةٌ رَوَوْا عَنْهُ , وَأَطْوَلُهَا مَا يَرْوِيهِ بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ , عَنْ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , وَفِيهِ نَظَرٌ . وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ نَحْوَ ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ كِبَارٍ , وَذَلِكَ صَحَّحُوهُ , وَرَوَى الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ نَحْوَ جُزْءٍ , وَذَلِكَ صَحِيحٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , وَتَفْسِيرُ شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَكِّيِّ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : قَرِيبٌ إِلَى الصِّحَّةِ , وَتَفْسِيرُ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ : يُكْتَبُ وَيُحْتَجُّ بِهِ , وَتَفْسِيرُ أَبُو رَوْقٍ نَحْوَ جُزْءٍ , صَحَّحُوهُ , وَتَفْسِيرُ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ قَاضِي الْأَنْدَلُسِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ الْكِبَارُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ كَاتَبِ اللَّيْثِ , عَنْ مُعَاوِيَةَ , وَأَجْمَعَ الْحُفَّاظُ عَلَى أَنَّ ابْنَ أَبِي طَلْحَةَ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ كَرِهُوا تَصْنِيفَ التَّفْسِيرِ إِلَّا مَا يَكُونُ عَنِ الثِّقَاتِ , وَعَابُوا عَلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ لَمْ يُبَيِّنْ مَا فَسَّرَ , وَلَمْ يَنْسُبْهُ إِلَى قَائِلِهِ
عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ , مَدَنِيُّ سَكَنَ مِصْرَ ثِقَةٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , أَكْثَرَ عَنْهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , وَرَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , ثُمَّ أَكْثَرَ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ , وَابْنُ وَهْبٍ , وأَقْرَانُهُمَا , سَمِعَ شُيُوخَ الْمَدِينَةِ : الزُّهْرِيَّ , وَرَبِيعَةَ , وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ , وَسَمِعَ قَتَادَةَ , وَبِمِصْرَ : يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , وَأَبَا عُشَّانَةَ , وَغَيْرَهُمْ , وَانْتَشَرَ عِلْمُهُ , مِمَّنْ أَكْثَرَ عَنْهُ حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى , وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى , وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ , وَالرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ , وَابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ , هَؤُلَاءِ رَوَوْا عِلْمَهُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ . وَالْبُخَارِيُّ رُبَّمَا يُخَرِّجُ مِنْ حَدِيثِ اللَّيْثِ عَنْهُ , وَأَكْثَرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ , وَأَصْبُغَ بْنِ الْفَرَجِ , عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ . وَمُسْلِمٌ أَكْثَرَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ حَرْمَلَةَ , عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ , وَالْبُخَارِيُّ لَمْ يُخَرِّجْ عَنْ حَرْمَلَةَ شَيْئًا لِمَا يُحْكَى عَنْهُ فِي الْمَذْهَبِ وَحَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ إِذَا كَانَ عَنْ دَرَّاجٍ , عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ يُكْتَبُ وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ , سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْفَقِيهَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ : نَذَرْتُ أَنِّي كُلَّمَا اغْتَبْتُ إِنْسَانًا أَصُومُ يَوْمًا , فَأَجْهَدَنِي , كُنْتُ اغْتَابُ وَأَصُومُ , فَنَوَيْتُ أَنِّي كُلَّمَا اغْتَبْتُ إِنْسَانًا أَتَصَدَّقُ بِدَرَاهِمَ , فَمِنْ حُبِّ الدَّرَاهِمِ تَرَكْتُ الْغِيبَةَ يُرْوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْعُتَقِيِّ , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ كِتَابُ السِّرِّ لِمَالِكٍ , وَالْحُفَّاظُ قَالُوا : لَا يَصِحُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ رَوَى ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ فِيهِ أَشْيَاءَ يُنَزَّهُ مَالِكٌ عَنْهَا , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ , رَوَى الْمُوَطَّأُ عَنْ مَالِكٍ , رَوَى عَنْهُ الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ , وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ , وَعِيسَى بْنُ مَثْرُودٍ , وَكَانَ يُحْسِنُ الرِّوَايَةَ , وَرَوَى عَنْ مَالِكٍ مِنْ مَسَائِلِ الْفِقْهِ مَا لَا يُوجَدُ عِنْدَ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ
عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ زُغْبَةُ وَهُوَ ثِقَةٌ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثٌ وَمَعَ تَأَخُّرِ عِيسَى هُوَ مِنْ شَرْطِ الصَّحِيحِ , أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ فِي كِتَابِهِ , وَأَخْرَجَهُ ابْنُهُ فِي كِتَابِ الْمَصَابِيحِ , وَعَبْدُ اللَّهِ حَمَلَهُ أَبُوهُ إِلَى مِصْرَ , وَهُوَ يَسْتَوِي مَعَ أَبِيهِ فِي شُيُوخِ الشَّامِ وَمِصْرَ . حَدِيثُ الطَّيْرِ : وَضَعَهُ كَذَّابٌ عَلَى مَالِكٍ , يُقَالُ لَهُ : صَخْرٌ الْحَاجِبِيُّ , مِنْ أَهْلِ مَرْو وَهُوَ مَشْهُورٌ بِذَلِكَ وَهُوَ الَّذِي وَضَعَ حَدِيثًا بِرِوَايَتِهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الشَّيْخُ فِي أَهْلِهِ كَالنَّبِيِّ فِي قَوْمِهِ وَضَعَهُ مَرَّةً عَلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ , ثُمَّ جَعَلَهُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , وَمَا رَوَى فِي حَدِيثِ الطَّيْرِ ثِقَةٌ . رَوَاهُ الضُّعَفَاءُ مِثْلُ : إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَلْمَانَ الْأَزْرَقِ وَأَشْبَاهِهِ , وَيَرُدُّهُ جَمِيعُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ , وَلِأَهْلِ الْكُوفَةِ مِنَ الضُّعَفَاءِ مَا لَا يُمْكِنُ عَدُّهُمْ . قَالَ بَعْضُ الْحُفَّاظُ : تَأَمَّلْتُ مَا وَضَعَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ فِي فَضَائِلِ عَلِيٍّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ فَزَادَ عَلَى ثَلَاثِمِائَةِ أَلْفٍ . سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْفَامِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْإِسْفَرَايِينِي يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ , وَرَّاقَ الْحُمَيْدِيِّ يَقُولُ : قَالَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ : وَضَعْنَا سَبْعِينَ حَدِيثًا نُجَرِّبُ بِهَا أَهْلَ الْعِرَاقِ , فَبَعَثْنَا إِلَى الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ , فَأَهَلُّ الْبَصْرَةِ رَدُّوهَا إِلَيْنَا وَلَمْ يَقْبَلُوهَا , وَقَالُوا : هَذِهِ كُلُّهَا مَوْضُوعَةٌ , وَأَهْلُ الْكُوفَةِ رَدُّوهَا إِلَيْنَا , وَقَدْ وَضَعُوا لِكُلِّ حَدِيثٍ أَسَانِيدَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ ثِقَةٌ , كَبِيرٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ سَمِعَ اللَّيْثَ وَمَالِكًا وَغَيْرَهُمَا وَلَهُ تَصَانِيفُ فِي الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ , وَلَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَوْلَادِ ثِقَاتٌ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَمُحَمَّدٌ , وَسَعْدٌ , فَأَشْهَرُهُمْ وَأَعْلَمُهُمْ مُحَمَّدٌ , سَمِعَ ابْنَ وَهْبٍ وَالشَّافِعِيَّ , وَأَنَسَ بْنَ عِيَاضٍ , وَابْنَ أَبِي فُدَيْكٍ , وَغَيْرَهُمْ , وَكَانَ قَاضِيَ مِصْرَ , وَهُوَ الَّذِي اسْتَقْبَلَ الشَّافِعِيَّ وَمَعَهُ أَلْفُ دِينَارٍ , وَلَهُ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَحَادِيثُ يَتَفَرَّدُ بِهَا يَرْوِي عَنْهُ الْبَاغَنْدِيُّ , وَابْنُ صَاعِدٍ , وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ , وَأَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ , وَابْنُهُ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ النَّيْسَابُورِيُّ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ أَقْدَمُ مَوْتًا مِنْ مُحَمَّدٍ , وَكَذَا سَعْدٌ أَقْدَمُ مَوْتًا مِنْهُ
أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى الْمُزَنِيُّ وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ أَزْهَدُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِمِصْرَ فِي زَمَانِهِ , وَأَحْسَنُهُمْ دِيَانَةً , وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَخُصُّهُ بِمَا لَا يَخُصُّ بِهِ غَيْرَهُ , رَوَى عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ , وَأَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ , وَابْنُ جَوْصَا الدِّمَشْقِيُّ , وَنَجَبَ أَصْحَابُهُ , وَكَانَ الدَّرْسُ لَهُ فِي أَيَّامِهِ بِمِصْرَ دُونَ غَيْرِهِ , وَالنُّجَبَاءُ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ : فَبِبَغْدَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَيْفٍ السِّجِسْتَانِيُّ , وَفِي الْجَبَلِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَاكِنٍ الزَّنْجَانِيُّ , وَمُوسَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عِصَامٍ بِهَمَذَانَ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الشَّهْرَزُورِيُّ بِحُلْوَانَ , وَسَمِعَ مِنْهُ أَبُو الْحَسَنِ الْعَطَّارُ الْقَزْوِينِيُّ كِتَابَ الْمُزَنِيِّ , وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ الطَّبَرِيُّ بِطَبَرِسْتَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالرِّيِّ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ , وَبِنَيْسَابُورَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ , وَبِمَرْو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ , وَبِأَذْرَبِيجَانَ أَبُو عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْدَعِيُّ الْحَافِظُ . سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ الْمَيَانَجِيَّ الْحَافِظَ : يَقُولُ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَمْرٍو الْبَرْدَعِيَّ الْحَافِظَ يَقُولُ : لَمَّا رَجَعْتُ إِلَى مِصْرَ وَأَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَى خُرَاسَانَ , أَقَمْتُ ثَانِيًا عِنْدَ أَبِي زُرْعَةَ الْحَافِظِ , فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ كِتَابَ الْمُزَنِيِّ , فَكُلَّمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِمَّا خَالَفَ الشَّافِعِيَّ جَعَلَ أَبُو زُرْعَةَ يَبْتَسِمُ , وَيَقُولُ : لَمْ يَعْمَلْ صَاحِبُكَ شَيْئًا فِي اخْتِيَارِهِ لِنَفْسِهِ , لَا يُمْكِنْهُ الِانْفِصَالَ فِيمَا ادَّعَى قُلْتُ هَلْ سَمِعْتَ مِنْهُ شَيْئًا ؟ قَالَ : لَا , وَمَا جَالَسْتُهُ إِلَّا يَوْمَيْنِ , وَبَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِي لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ ؟ فَلَمَّا خَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَيْهِ , أَمَرْتُهُ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ , , فَبَكَى , وَقَالَ : مُعَاذَ اللَّهِ . لَمْ يَرْوِ مُسْنَدَ الشَّافِعِيِّ عَنِ الْمُزَنِيِّ إِلَّا ابْنُ أُخْتِهِ الطَّحَاوِيُّ الْحَنَفِيُّ , سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ الْحَافِظِ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشُّرُوطِيَّ يَقُولُ : قُلْتُ لِلطَّحَاوِيِّ : لِمَ خَالَفْتَ خَالَكَ وَاخْتَرْتَ مُذْهِبَ أَبِي حَنِيفَةَ ؟ قَالَ : لِأَنِّي كُنْتُ أَرَى خَالِي يُدِيمُ النَّظَرَ فِي كُتُبِ أَبِي حَنِيفَةَ , فَلِذَلِكَ انْتَقَلْتُ إِلَيْهِ . قَالَ الْخَلِيلِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَلِلطَّحَاوِيِّ كُتُبٌ مُصَنَّفَاتٌ فِي الْحَدِيثِ , وَكَانَ عَالِمًا بِالْحَدِيثِ , سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشُّرُوطِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ الطَّحَاوِيَّ يَقُولُ : لَا يَقُومُ أَحَدٌ بِكِتَابِ الْمُزَنِيِّ , فَقَدْ صَارَ بِكْرًا لَا يَفْتَضُّ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ حَافِظٌ , مُتْقِنٌ , أَقَامَ بِمِصْرَ , وَعُمِّرَ , رَضِيَهُ الْحُفَّاظُ , وَكِتَابُهُ يُضَافُ إِلَى كِتَابِ الْبُخَارِيِّ , وَمُسْلِمٍ , وَأَبُو دَاوُدَ , سَمِعَ شُيُوخَ خُرَاسَانَ , وَشُيُوخَ الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ , سَمِعَ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ , وَإِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ , وَعَلِيَّ بْنَ حُجْرٍ , وَأَبَا مُصْعَبٍ , وَوَرَدَ قَزْوِينَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ , فَسَمِعَ مِنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيُّ , وَعَلِيُّ بْنُ مَهْرَوَيْهِ , وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ , وَنُقِمَ عَلَيْهِ كَلَامُهُ فِي أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ , وَبَقِيَ بِمِصْرَ إِلَى سَنَةِ نَيِّفٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ , فَأَدْرَكَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ , وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ السُّنِّيِّ الدَّيْنَوَرِيُّ قَاضِي الرِّيِّ , اتَّفَقُوا عَلَى حِفْظِهِ وَإِتْقَانِهِ , وَيُعْتَمَدُ عَلَى قَوْلِهِ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ , وَكِتَابُهُ فِي السُّنَنِ مَرْضِيُّ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ السُّنَنَ ابْنُ السُّنِّيِّ أَبُو بَكْرٍ
فَوَائِدُ أ - إِذَا قَالَ الْمِصْرِيُّ : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْسِبُهُ فَهُوَ ابْنُ عَمْرٍو . وَإِذَا قَالَ الْمَكِّيُّ : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْسِبُهُ فَهُوَ ابْنُ عَبَّاسٍ . وَإِذَا قَالَ الْمَدَنِيُّ : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْسِبُهُ فَهُوَ ابْنُ عُمَرَ . وَإِذَا قَالَ الْكُوفِيُّ : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْسِبُهُ فَهُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ ب - آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالشَّامِ مِنَ الصَّحَابَةِ أَبُو أُمَامَةَ , وَهُوَ مِنَ الْمُكْثِرِينَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ , وَهُوَ مِنَ الْمُقِلِّينَ , وَاخْتَلَفُوا فِي تَقَدُّمِ مَوْتِهِمَا مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : ابْنُ بُسْرٍ أَقْدَمُ مَوْتًا , وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَبُو أُمَامَةَ . وَرَوَى بَعْضُ أَهْلِ الشَّامِ أَنَّهُ أَدْرَكَ رَجُلًا بَعْدَهُمَا يُقَالُ لَهُ : الْهَدَّارُ , رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهُوَ مَجْهُولٌ ج - آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيِّ الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ الْعَبْدِيُّ
أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ إِمَامٌ , مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , يُقْتَدَى بِهِ , وَهُوَ صَاحِبُ كِتَابِ السِّيَرِ , نَظَرَ فِيهِ الشَّافِعِيُّ , وَأَمْلَى الْكِتَابَ عَلَى تَرْتِيبِ كِتَابِهِ , وَرَضِيَهُ , قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : قَالَ لِيَ الشَّافِعِيُّ : لَمْ يُصَنِّفْ أَحَدٌ فِي السِّيَرِ مِثْلُهُ , سَمِعَ الْأَعْمَشَ , وَمِسْعَرًا , وَالثَّوْرِيَّ , وَابْنَ عَوْنٍ , وَشُعْبَةَ , وَالْهِشَامَيْنِ : ابْنَ حَسَّانَ , وَالدَّسْتُوَائِيَّ , وَهِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ بِالْحِجَازِ , وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ , وَابْنَ جُرَيْجٍ , وَالْأَوْزَاعِيَّ , وَاللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ , وَابْنَ لَهِيعَةَ , قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ إِمَامٌ , يُقْتَدَى بِهِ بِلَا مُدَافَعَةٍ , وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ فَقَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ عَنْكَ بِحَدِيثِ كَذَا , فَحَدِّثْنِي بِهِ . فَقَالَ : وَيْحَكَ , إِذَا سَمِعْتَ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنِّي فَلَا يَضُرُّكَ أَنْ لَا تَسْمَعَهُ مِنِّي . رَوَى عَنْهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ , وَدُحَيْمٌ , وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ , وَرَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ حَدِيثًا
أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ ثِقَةٌ , كَبِيرٌ , رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ , وَسَمِعَ مِنْهُ الْأَئِمَّةُ وَالْقُدَمَاءُ رَضِيَهُ الْحُفَّاظُ , وَعُمِّرَ , سَمِعَ مَالِكًا وَالدَّرَاوَرْدِيَّ وَحَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ وَالرَّبِيعَ بْنَ بَدْرٍ وَبِالشَّامِ : أَصْحَابَ الْأَوْزَاعِيِّ , وَغَيْرَهُمْ , أَدْرَكَهُ الْمُتَأَخِّرُونَ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِبَغْدَادَ الْبَاغَنْدِيُّ , وَبِالرِّيِّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْهِسِنْجَانِيُّ , وَبِقَزْوِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ , وَرُبَّمَا يَقَعُ فِي حَدِيثِهِ غَرَائِبُ عَنْ شُيُوخِ الشَّامِ , فَالضَّعْفُ يَقَعُ مِنْ شُيُوخِهِ لَا مِنْهُ . حَدِيثُ سُوقِ الْجَنَّةِ : يَرْوِيهِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ عَبْدَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . . . الْحَدِيثَ بِطُولِهِ . وَرَوَاهُ أَصْحَابُ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ , وَغَيْرِهِ مُرْسَلًا , يَقُولُ : نُبِّئْتُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ , وَلَا يُتَابَعُ ابْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ بِالِاتِّصَالِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالْكُبَّارُ رَوَوْا عَنْ هِشَامٍ , وَرَوَى عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ , وَمَاتَ أَبُو عُبَيْدٍ قَبْلَهُ بِعَشْرِ سِنِينَ وَأَكْثَرَ . سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمُقْرِئَ , أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ , قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ طَرْخَانَ يَقُولُ : سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ يَقُولُ : لَمَّا دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ قَصَدْتُ دَارَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , فَهَجَمْتُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْذَانٍ , فَقَالَ : يَا صَبِيُّ , مِنْ أَيْنَ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : مِنَ الشَّامِ . فَقَالَ : وَمِنْ أَيِّهَا ؟ قُلْتُ : مِنْ دِمَشْقَ . قَالَ : مَنْ أَدْخَلَكَ عَلَيَّ ؟ قُلْتُ : دَخَلْتُ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ . فَأَمَرَ غُلَامًا لَهُ حَتَّى ضَرَبَنِي سَبْعَةَ عَشَرَ ضَرْبَ السَّلَاطِينِ , وَأَمَرَنِي أَنْ أَخْرُجَ , وَقَعَدْتُ عَلَى بَابِ دَارِهِ أَبْكِي , وَلَمْ أَبِكِ لِلضَّرْبِ إِنَّمَا بَكَيْتُ لِلْحَسْرَةِ أَنْ لَا يَرْوِيَ لِي , فَحَضَرَ بَابَ دَارِهِ كُبَرَاءُ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَقَصَصْتُ لَهُمْ , فَدَخَلُوا عَلَيْهِ , وَتَشَفَّعُوا , فَأَمَرَ حَتَّى أُدْخِلْتُ عَلَيْهِ , فَأَمْلَى عَلَيَّ سَبْعَةَ عَشَرَ حَدِيثًا , وَقَالَ : يَا غُلَامُ , مَا أَمْلَيْتُ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيِّ , وَلَكِنْ تَأَدَّبْ , لَا تَدْخُلْ عَلَى عَالِمٍ إِلَّا بِإِذْنٍ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ , وَيُلَقَّبُ بِدُحَيْمٍ أَحَدُ حُفَّاظِ الْأَئِمَّةِ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , رَوَى عَنْ أَصْحَابِ الْأَوْزَاعِيِّ وَأَصْحَابِ مَالِكٍ , وَرَوَى عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , وَيُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي تَعْدِيلِ شُيُوخِ الشَّامِ وَجَرْحِهِمْ , وَكَانَ يَسْكُنُ الطَّبَرِيَّةَ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالشَّامِ سَعِيدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مَرْثَدٍ الطَّبَرَانِيُّ . سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْفَرْضِيُّ , وَالْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ يَقُولَانِ : سَمِعْنَا سُلَيْمَانَ بْنَ يَزِيدَ الْفَامِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الرَّازِيَّ يَقُولُ : لَمْ أَرَ بِالشَّامِ مِثْلَ دُحَيْمٍ , وَلَا بِالْعِرَاقِ مِثْلَ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ . سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ الْحَافِظَ الْجُرْجَانِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عِصْمَةَ يَقُولُ : كَانَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ إِذَا أَرَادَ مُغَايَظَةَ دُحَيْمٍ يَقُولُ : حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ سَنَةَ وُلِدَ دُحَيْمٌ , تُوُفِّيَ دُحَيْمٌ وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ . حَدِيثُ مَالِكٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ : لَوْلَا الْمَنَابِرُ لَاحْتَرَقَ أَهْلُ الْقُرَى رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْخَبَايِرِيُّ الْحِمْصِيُّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُوسَى الْحِمْصِيِّ , عَنْ مَالِكٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَنَسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهَذَا فَرْدٌ لَمْ يَرْضَهُ الْحُفَّاظُ , وَقَالُوا : لَا يُقْبَلُ مِثْلَ هَذَا مُسْنَدًا حَدِيثُ بَقِيَّةَ , عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : انْتِظَارُ الْفَرَجِ عِبَادَةٌ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ بَقِيَّةَ , وَأَسْنَدَهُ ابْنُ سَلَمَةَ عَنْهُ , وَرَوَاهُ أَبُو حَاتِمِ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ بَقِيَّةَ , عَنْ مَالِكٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا وَهُوَ أَشْبَهُ
شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ثِقَةٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , مُكْثِرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ , وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , وَغَيْرِهِمْ , رَوَى عَنْهُ الْكِبَارُ الْقُدَمَاءُ . وَنُسْخَةُ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ رَوَاهَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ الْبَهْرَانِيُّ الْحِمْصِيُّ , وَرَوَى عَنْ أَبِي الْيَمَانِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ , وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ , وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ , وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ , وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الدَّيْرَعَاقُولِيُّ , وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَكَّانِيُّ الْهَرَوِيُّ , عُمِّرَ حَتَّى أَدْرَكَهُ الْأَحْدَاثُ , وَهُوَ ثِقَةٌ , قَالَ بَعْضُ أَهْلِ بَغْدَادَ : سَمِعْتُ هَذِهِ النُّسْخَةَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , عَنْ أَبِيهِ , فَقِيلَ لِي : إِنَّ بِهَرَاةَ شَيْخًا يَرْوِي عَنْ أَبِي الْيَمَانِ نَفْسِهِ , قَالَ : فَخَرَجْتُ إِلَى أَبِي عَلِيٍّ الْجَكَّانِيِّ , فَدَقَقْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ , فَقَالَ لِي : مَا هَذِهِ الْعَجَلَةُ , وَاللَّهِ لَا رَوَيْتُ لَكَ إِلَّا وَرَقَةً . فَجَعَلْتُ أَبْكِي , وَتَشَفَّعُوا إِلَيْهِ , فَقَالَ لِي : يَا مِسْكِينُ , خُذْ طَبَقَةً مِنَ الْمَنْصُورِيِّ , وَدَقِّقْ فِي الْكِتَابَةِ . فَأَخَذْتُهَا , وَدَقَّقْتُ فِي الْكِتَابَةِ حَتَّى كَتَبْتُ النُّسْخَةَ كُلَّهَا , فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ غَيْرَ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ : إِنَّ أَبَا الْيَمَانِ يَقُولُ فِيهِ : حَدَّثَنَا , وَقِيلَ لِي : إِنَّ شُعَيْبًا دَفَعَ إِلَيْهِ عَرْضًا , فَمَا أَدْرِي مَا الْعِلَّةُ فِيهِ ؟ فَنُقِلَ هَذَا الْخَبَرُ إِلَى الشَّامِ , فَقِيلَ لِأَحْمَدَ : إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ يَقُولُونَ : أَخَذَ أَبُو الْيَمَانِ عَرْضًا وَقِرَاءَةً . وَجُمْلَتُهُ : أَنَّ الْأَئِمَّةَ كُلَّهُمْ رَوَوْهَا عَنْ أَبِي الْيَمَانِ فِي الصِّحَاحِ , وَقَدْ رَوَى بَقِيَّةُ وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى وَالْخَلْقُ عَنْ شُعَيْبٍ , وَكَذَلِكَ خَالِدُ بْنُ خَلِيٍّ الْحِمْصِيُّ , وَتَابَعَ أَبَا الْيَمَانِ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ , وَهُوَ ثِقَةٌ , أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ , وَرَوَى هَذِهِ النُّسْخَةَ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ , وَهُوَ ثِقَةٌ , أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْهُ أَحَادِيثَ
الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ ثِقَةٌ مُكْثِرٌ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ الْعَبَّاسُ نُسْخَةَ الْأَوْزَاعِيِّ وَالْعَبَّاسُ ثِقَةٌ رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعُمَرُ وَآخِرُ مَنْ يَرْوِي عَنْهُ بِالشَّامِ خَيْثَمَةُ وَبِالْمَشْرِقِ الْأَصَمُّ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ الْمَيَانَجِيُّ الْحَافِظُ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَمْرٍو الْبَرْدَعِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ يَقُولُ : لَمْ أَعْرِفْ لِنَفْسِي رِبَاطًا خَالِصًا فِي ثَعْرٍ : قَصَدْتُ قَزْوِينَ مُرَابِطًا وَمِنْ هِمَّتِي أَنْ أَسْمَعَ الْحَدِيثَ مِنَ الطَّنَافِسِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ وَدَخَلْتُ بَيْرُوتَ مُرَابِطًا وَمِنْ هِمَّتِي أَنْ أَسْمَعَ مِنَ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ وَدَخَلْتُ رُهَا مُرَابِطًا وَمِنْ هِمَّتِي أَنْ أَسْمَعَ مِنْ أَبِي فَرْوَةَ الرَّهَاوِيِّ فَلَا أَعْرِفُ لِنَفْسِي رِبَاطًا خَلَصَتْ نِيَّتِي فِيهِ ثُمَّ بَكَى
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ الزَّاهِدُ ثِقَةٌ كَبِيرٌ فِي الْعِبَادَةِ وَالْمَحَلِّ رَوَى عَنْهُ مِثْلُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ حَمْزَةَ النَّيْسَابُورِيُّ وَهُوَ مِنُ تَلَامِذَةِ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ فِي الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعُمَرُ حَتَّى أَدْرَكَهُ الْمُتَأَخِّرُونَ آخِرُ مَنْ يَرْوِي عَنْهُ بِالرَّيِّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْهِسِنْجَانِيُّ وَبِخُرَاسَانَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاكِرٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ وَبِالشَّامِ ابْنُ خُرَيْمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَيْضِ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْفَقِيهَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِلَالِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ يَقُولُ : كُنْتُ مَعَ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ فِي الْمَحَلِّ فَتَلَهَّفْتُ يَوْمًا فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قُلْتُ : قَدْ ظَهَرَ بِي مُنْذُ أَيَّامٍ فَقَالَ : احْذَرْ هَذَا لَوْ كَانَ فِيهِ خَيْرٌ لَمَا أَظْهَرَهُ اللَّهُ فِيكَ
هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ الطَّبَرَانِيُّ ثِقَةٌ لَكِنَّهُ صَاحِبُ غَرَائِبَ وَابْنُهُ سَعِيدُ بْنُ هَاشِمٍ ثِقَةٌ وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ دُحَيْمٍ بِالشَّامِ حَدَّثَنَا عَنْهٌ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَتْحِ وَرَضِيَهُ الْحُفَّاظُ الَّذِينَ لَقُوهُ مِثْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ وَأَبِي عَلِيٍّ الْحَافِظِ . حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ طَرْخَانَ الْبَلْخِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ : قُمْتُ بِمَكَّةَ عَلَى حَلْقَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُسْأَلُ عَنِ الْفَتَاوَى وَيُجِيبُهُمْ فَقَالَ لِي مِنْ أَيْنَ أَنْتَ ؟ قُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، قَالَ : أَهْلُ الْبَصْرَةِ خَيْرٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ
أَبُو إِسْمَاعِيلَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ ثِقَةٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ رَضِيَهُ الْأَئِمَّةُ وَرَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ حَدِيثَيْنِ وَقَالَ فِيهِ ابْنُ الْمُبَارَكِ : أَيُّهَا الطَّالِبُ عِلْمًا ائْتِ حَمَّادَ بْنَ زَيْدِ فَاكْتُبِ الْعِلْمَ بِجَهْدٍ ثُمَّ قَيِّدْهُ بِقَيْدِ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ مُكَاتَبَةٌ وَكَانَ يُعْجِبُهُ رَأْي مَالِكٍ وَأَسْبَاطُهُ مَالِكِيُّونَ قُضَاةٌ . سَمِعَ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ صُهَيْبٍ وَعَمْرَو بْنَ دِينَارٍ وَزَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ وَأَبَا حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنَ دِينَارٍ وَأَقْرَانَهُمْ . رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَأَقْرَانُهُمْ ثُمَّ مَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الْمُتْقِنِينَ أَبُو النُّعْمَانِ عَارِمٌ مُعْتَمِدٌ فِي حَدِيثِهِ ثُمَّ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَمُسَدَّدٌ وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ . وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ الْبَصْرِيُّ انْتَقَلَ إِلَى بَغْدَادَ فَأَدْرَكَهُ الْأَحْدَاثُ لِطُولِ عُمُرِهِ . وَالْبُخَارِيُّ أَخْرَجَهُ فِي الصَّحِيحِ . وَالْمُعْتَمَدُ فِي حَدِيثٍ يَرْوِيهِ حَمَّادٌ وَيُخَالِفُهُ غَيْرُهُ وَالرُّجُوعُ إِلَيْهِ كَحَدِيثٍ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ الْبَصْرِيُّ تَأَخَّرَ مَوْتُهُ وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ صَدَّقُوهُ رَوَى عَنْهُ مِنَ الْكِبَارِ يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ وَأَقْرَانُهُ وَأَدْرَكَهُ إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ وَأَقْرَانُهُمَا . كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ الْعَبْدِيُّ مِنْ جُرْجَانَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ الْفَسَوِيَّ أَخْبَرَهُمْ حَدَّثَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ قَالَ : قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ كَيْفَ تَعْرِفُ الصَّوَابَ مِنَ الْكَذِبِ ؟ فَقَالَ : كَمَا يَعْرِفُ الطَّبِيبُ الْمَجْنُونَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَتْحِ الصُّوفِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ ، يَقُولُ : أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحَدِيثِ ابْنُ مَهْدِيٍّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى الْحَافِظُ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيَّ ، يَقُولُ : لَوْ حَلَفْتُ بِالرُّكْنِ وَالْمَقَامِ أَنِّي لَمْ أَرَ أَعْلَمَ مِنَ ابْنِ مَهْدِيٍّ لَصَدَقْتُ سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ : سَمِعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَسَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَنَةَ خَمْسٍ وَسَنَةَ سِتٍّ ثُمَّ إِنَّ سُفْيَانَ كَانَ لَمْ يَحُجَّ سِنِينَ فَحَجَّ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ فَصَحِبَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ سَنَةَ سِتِّينَ فَمَاتَ فِي دَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ : سَمِعْتُ بُنْدَارًا يَقُولُ : ضَرَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَلَى نَيِّفٍ وَثَمَانِينَ شَيْخًا يُحَدِّثُ عَنْهُمْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ مِنَ الْحُفَّاظِ الْمَشْهُودِ حِفْظُهُ سَمِعَ شُعْبَةَ وَالْحَمَّادَيْنِ وَهِشَامًا الدَّسْتُوَائِيَّ وَالثَّوْرِيُّ وَمَالِكًا وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَقْرَانُهُمْ سَمِعَ مِنْهُ مُسَدَّدٌ وَالشَّاذَكُونِيُّ وَبُنْدَارٌ وَأَبُو مُوسَى ، وَكَثِيرٌ مِنْ أَقْرَانِهِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَعَلِيُّ بْنَ الْمَدِينِيِّ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ . وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ الْكُدَيْمِيُّ ، وَلَيْسَ الْكُدَيْمِيُّ بِذَلِكَ الْقَوِيِّ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُقَوِّيهِ ، وَيَرْوِي عَنْ أَبِي دَاوُدَ أَيْضًا ، إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيَانُ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالرَّيِّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الثَّقَفِيُّ الْقُرْآنَ وَهُوَ ثِقَةٌ فِي رِوَايَتِهِ رَوَى عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ وَابْنُهُ وَبِأَصْبَهَانَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ الْمُسْنَدَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ رَوَى عَنْهُ الْمُسْنَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزْوِينِيُّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْقَاضِيَ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّحْوِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ يَقُولُ : كَتَبَ لِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ كِتَابًا قَالَا فِيهِ : إِنَّ هَذَا فَتًى يَكْتُبُ الْحَدِيثَ وَمَا قَالَا : إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ الْكَيْسَانِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ جَعْفَرًا الطَّيَالِسِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ بُنْدَارًا يَقُولُ : لَمْ نَلْقَ أَحْفَظَ بِسَرْدِ الْحَدِيثِ مِنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ الْمُسْنَدَ عَلَى تَرْتِيبِ الصَّحَابَةِ بِالْبَصْرَةِ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَبِالْكُوفَةِ
أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِيسِيُّ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ فِي الصِّحَّةِ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ سَمِعَ شُعْبَةَ وَحَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ وَجَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ وَابْنَ عُيَيْنَةَ وَأَقْرَانَهُمْ رَوَى عَنْهُ الشَّاذَكُونِيِّ وَبُنْدَارٌ وَعُبَيْدُ اللَّهَ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَيَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ وَبِبَغْدَادَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ وَابْنُ الْمَدِينِيِّ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالْبَصْرَةِ أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ ثُمَّ بَعْدَ الثَّلَاثِمِائَةِ أَبُو خَلِيفَةَ وَبِالرَّيِّ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الضُّرَيْسِ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ عُمِّرَ مَاتَ بَعْدَ التِّسْعِينَ وَهُوَ ثِقَةٌ مِنْ شَرْطِ الصَّحِيحِ وَأَدْرَكَ بِالْبَصْرَةِ مَنْ لَمْ يُدْرِكْهُ أَبُو زُرْعَةَ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَطَّارَ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : أَبُو الْوَلِيدِ شَيْخُ الْإِسْلَامِ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْفَقِيهَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ الْمَرْوَزِيَّ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ غَالِبٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ : لَوْ كُنْتُ عَبْدًا لَكُمْ لَاسْتُبِعْتُ إِلَى مَتَى ؟ هُوَ ذَا أُحَدِّثُ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ عَنِّي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ كَتَبَ عَنِّي حَدِيثَ الْقِلَادَةِ
أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ النَّبِيلُ الشَّيْبَانِيُّ إِمَامٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ زُهْدًا وَعِلْمًا وَدِيَانَةً وَإِتْقَانًا سَمِعَ شُعْبَةَ وَالْحَمَّادَيْنِ وَابْنَ عَوْنٍ وَالْهِشَامَيْنِ وَابْنَ جُرَيْجٍ وَابْنَ عَجْلَانَ وَمَالِكًا وَعَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ جَعْفَرٍ وَمُظَاهِرَ بْنَ أَسْلَمً وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ وَثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ وَالْأَوْزَاعِيَّ وَأَقْرَانَهُمْ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ سَمِعَ مِنْهُ الشَّاذَكُونِيِّ وَمُسَدَّدٌ وَبُنْدَارٌ وَأَبُو مُوسَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيٍّ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ الْكُدَيْمِيُّ وَالْكَجِّيُّ وَمِنَ الضُّعَفَاءِ أَحْمَدُ بُنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانَ الْمُضَرِيُّ قَالَ : الْحُفَّاظُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ . وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِبَغْدَادَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَبِالرَّيِّ رَوَى عَنْهُ الْقُدَمَاءُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ وَابْنُ وَارَةَ وَبِنَيْسَابُورَ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّشَائِيُّ وَبِبُخَارَى الْمُسْنَدِيُّ وَالْبُخَارِيُّ وَرُبَّمَا يَرْوِي فِي مَوَاضِعَ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ وَابْنُهُ
وَأَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ كَانَ عَلَى قَضَاءِ أَصْبَهَانَ سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بِأَصْبَهَانَ وَهُوَ ثِقَةٌ وَعَاتِكَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ كَانَتْ تَرْوِي عَنْ أَبِيهَا عَنْ جَدِّهَا حَدَّثُونَا عَنْهَا . سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْمَلَّاحِيَّ بِالرَّيِّ يَقُولُ : سَمِعْتُ مَحْمُودَ بْنَ إِسْحَاقَ الْقَوَّاسَ بِبُخَارَى يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ يَقُولُ : مُنْذُ عَقَلْتُ أَنَّ الْغِيبَةَ حَرَامٌ مَا اغْتَبْتُ أَحَدًا قَطُّ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ الْمُقْرِئَ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الطُّوسِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ يَقُولُ : قُلْتُ لِأَبِي عَاصِمٍ : إِنَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ كَثِيرُو الدُّعَاءِ لَكَ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ إِنَّ دُعَاءَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لِلْمُحَدِّثِ كَتَكْبِيرِ الْحَارِسِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى الْأَنْصَارِيُّ كَبِيرٌ شَرِيفٌ عُمِّرَ حَتَّى نَيَّفَ عَلَى الْمِائَةِ كَتَبَ عَنْهُ الْقُدَمَاءُ مِثْلُ قُتَيْبَةَ وَأَقْرَانُهُ ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَنُظَرَاؤُهُمْ وَاحْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيُّ وَيَرْوِي عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ وَكَانَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ يَفْتَخِرُ بِهِ وَقَالَ : فَاتَنِي ثَلَاثُونَ أَلْفَ حَدِيثٍ بِلُزُومِي مُحَمَّدًا الْأَنْصَارِيَّ رَوَى . عَنِ التَّيْمِيِّ وَحُمَيْدٍ وَابْنِ عَوْنٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَالْهِشَامَيْنِ وَأَقْرَانِهِمْ . سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ : قَاضٍ شَرِيفٌ يَلِيقُ بِهِ الْفَضَائِلُ قِيلَ : فَكَيْفَ هُوَ فِي حِفْظِ الْحَدِيثِ ؟ فَأَنْشَأَ يَقُولُ : لِلْحَرْبِ وَالضَّرْبِ أَقْوَامٌ لَهَا خُلِقُوا وَلِلدَّوَاوِينَ كُتَّابٌ وَحُسَّابُ وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي يَفْتَخِرُ بِلِقَائِهِ وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ تَأَخَّرَ مَوْتُهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ . رَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ وَأَبُو مُسْلِمٍ ثِقَةٌ . عُمِّرَ وَلَقِيَ الْقُدَمَاءَ وَلَهُ سُنَنٌ
زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ فَقِيهٌ حَافِظٌ سَمِعَ الْحَسَنَ بْنَ الْمُثَنَّى وَأَقْرَانَهُ بِالْبَصْرَةِ وَسَمِعَ بِالشَّامِ وَمِصْرَ أَصْحَابُ ابْنِ وَهْبٍ وَالشَّافِعِيُّ وَلَهُ تَصَانِيفُ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَخَذَ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهِ الْأَصْبَهَانِيُّ وَأَقْرَانُهُمَا وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مَجْرُوحٌ مَنْ جَرَّحَهُ مُوَثَّقُ مَنْ وَثَّقَهُ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا يَحْيَى السَّاجِيَّ عَنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ أَبِي مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ فَقُلْتُ : سَمِعْتُهُ مِنَ الصَّلْتِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ وَضَعَهُ زَكَرِيَّا فَسَرَقَهُ مِنْهُ زَكَرِيَّا أَرَادَ بِزَكَرِيَّا الْأَوَّلَ مُوسَى بْنَ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيَّ وَبِالثَّانِيَ مُحَمَّدَ بْنَ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيَّ
أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ ثِقَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ نَيَّفَ عَلَى الْمِائَةِ سَمِعَ أَبَا عَاصِمٍ ، وَالْأَنْصَارِيَّ ، وَالشُّعَيْثِيَّ ، وَأَبَا عُمَرَ الْحَوْضِيَّ ، وَمُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ ، وَالْحَجَّاجَ بْنَ الْمِنْهَالِ ، وَأَكَابِرَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنْ أَقْرَانِ هَؤُلَاءِ . سَمِعَ مِنْهُ الْقُدَمَاءُ قَدِيمًا حَتَّى أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ السَّرَّاجَ أَخْرَجَ عَنْهُ فِي صَحِيحِهِ أَحَادِيثَ عُمَرَ حَتَّى لَحِقَهُ أَسْبَاطُ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ وَلَهُ كِتَابُ السُّنَنِ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ السُّنَنَ بِالْبَصْرَةِ الْفَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ الْخَطَّابِيُّ وَبِبَغْدَادَ رَوَى عَنْهُ ابْنُ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ أَحَادِيثَ ثُمَّ رَوَى عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ أَخِي هِلَالٍ الرَّازِيُّ أَحَادِيثَ فَتَكَمَّلُوا فِي هِلَالٍ وَضَعَّفُوهُ وَبَقِيَ أَبُو مُسْلِمٍ إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ثِقَةٌ صَدُوقٌ مِنْ شَرْطِ الصَّحِيحِ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْعَدَوِيُّ الضَّعِيفُ قَدِمَ بَغْدَادَ وَأَقَامَ بِهَا وَرَوَى عَنْ شُيُوخٍ ثِقَاتٍ مَنَاكِيرَ وَعُمِّرَ يُقَالُ نَيَّفَ عَلَى الْمِائَةِ وَقَدْ كَانَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ الْقَزْوِينِيُّ سَمِعَ مِنْهُ قَدِيمًا هُوَ وَأَقْرَانُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ثُمَّ قَدِمَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ فَسَمِعَ مِنْهُ النَّاسُ بِبَغْدَادَ رَوَى عَنْ دِينَارٍ وَخِرَاشٍ الْكَذَّابَيْنِ عَنْ أَنَسٍ ، وَأَدْرَكْتُ أَنَا أَبَا حَفْصٍ الْكَتَّانِيَّ رَوَى لِي عَنِ الْعَدَوِيِّ وَرَوَى عَنْ صَاحِبِ بْنِ عَوْنٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ وَشُيُوخٍ مَجْهُولِينَ مَنَاكِيرَ وَكُلِّ طَامَّةٍ حَتَّى . رَوَى حَدِيثًا مُسْنَدًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ الْمَلَائِكَةَ خُلِقَتْ مِنْ نُورِ وَجْهِ عَلِيٍّ وَرَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْبَرَاءِ شَيْخٌ مَجْهُولٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَيْكُمْ بِالْوُجُوهِ الْمِلَاحِ وَالْحِدَقِ السُّودِ فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ الْوَجْهَ الْمَلِيحَ بِالنَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ وَالْعَجَبُ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ الْحَافِظَ رَوَى عَنْهُ فِي الْأَفْرَادَ أَحَادِيثَ
زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ : تَوَجَّهْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَاتَ وَأَنَا فِي الطَّرِيقِ . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتَّابٍ الْأَنْصَارِيُّ ، بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ ، يَقُولُ : إِذَا حَدَّثَكَ زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ فَكَأَنَّمَا سَمِعْتُهُ مِنَ الَّذِي حَدَّثَكَ عَنْهُ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظَ ، بِنَيْسَابُورَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَافِظَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : إِنَّمَا يَدُورُ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحَادِيثَ : أ - حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَعْمَالِ بِالنِّيَّاتِ . ب - وَحَدِيثُ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ج - وَحَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَا يَحِلُّ دَمُ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ د - وَحَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَتْحِ الصُّوفِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغْدَادِيُّ قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَعْمَشُ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الطُّوسِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ قَالَ : سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ الْحَدِيثَ رَوَاهُ الْأَئِمَّةُ عَنِ الْأَعْمَشِ : الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُمْ قَرِيبٌ مِنْ مِائَةِ نَفْسٍ وَقَدْ رَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنْ زَيْدٍ وَهُوَ مِنَ الْأُصُولِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَتْحِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ : سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ : دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ فَسَمِعْتُ شَيْخًا يَقُولُ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَإِذَا هُوَ زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ فَحَفِظْتُ عَنْهُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ حَدِيثًا ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَعَدَدْتُهَا بَعْدَ الْمَغْرِبِ فَوَجَدْتُهَا تَنْقُصُ حَدِيثًا فَعُدْتُ إِلَيْهِ إِلَى حِينِهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ ثُمَّ رَجَعْتُ حَدَّثَنَا جَدِّي وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَهْرَوَيْهِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ أَتَيْتُ أَبَا مُوسَى فَاسْتَشَرْتُهُ فَقَالَ : ارْجِعْ فَإِنَّ كَانَ لِقَوْسِكَ وَتَرٌ فَاقْطَعْهُ وَإِنْ كَانَ لِرُمْحِكَ سِنَانٌ فَأَنْصِلْهُ
كَانَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ صَيْرَفِيَّ الْحَدِيثِ حَدَّثَنِي جَدِّي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَهْرَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، قَالَ : كَانَ الشَّعْبِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ وَأَبُو الضُّحَى ، يَجْتَمِعُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَيَتَذَاكَرُونَ الْحَدِيثَ فَإِذَا جَاءَهُمْ شَيْءٌ لَيْسَ عِنْدَهُمْ رِوَايَةٌ فِيهِ رَمَوْا إِبْرَاهِيمَ بِأَبْصَارِهِمْ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ : قُلْتُ لِلْأَعْمَشِ : كَمْ كَانَ يَجْتَمِعُ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ ؟ قَالَ : خَمْسَةٌ أَوْ سِتَّةٌ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَتْحِ حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ عَنْ مُحِلٍّ قَالَ : خَرَجْتُ يَوْمًا شَدِيدَ الْحَرِّ أَقُودُ مُغِيرَةَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ قَدْ وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ فَلَمَّا رَآنَا قَالَ : قَدْ جِئْتُمَا لَا جَاءَ اللَّهُ بِكُمَا ‍ أَعْوَرُ يَقُودُ أَعْمَى إِلَى أَعْوَرَ عَيْنَيْنِ بَيْنَ ثَلَاثَةٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَمَا حَدَّثَنَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْكَيْسَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ ، بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا أَسْلَمُ بْنُ جُنَادَةَ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، قَالَ :
أَبُو مُحَمَّدٍ سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَعْمَشُ مَوْلَى لِبَنِي كَاهِلٍ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ يُقَارَنُ بِالزُّهْرِيِّ فِي الْحِجَازِ وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَكَلَّمَهُ وَلَكِنْ لَمْ يُزْرَقْ لَهُ السَّمَاعُ وَمَا يَرْوِيهِ عَنْ أَنَسٍ فَهُوَ إِرْسَالٌ أَخَذَهُ عَنْ أَصْحَابِ أَنَسٍ ، وَرَوَى عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى حَدِيثًا وَاحِدًا ، قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ ، عَنْهُ فَكَتَبَ عَلَيْهِ إِرْسَالٌ لَكِنَّهُ لَقِيَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ الْأَجِلَّاءِ وَالْمُخَضْرَمِينَ وَرَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَغَيْرُهُمْ . فِي حَدِيثِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي اخْتِلَافٌ قَدْ رَوَاهُ شَرِيكٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَاهُ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَلِكَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَيُقَدَّمَانِ عَلَى شَرِيكٍ . وَالْحَدِيثُ حَدِيثُهُمَا وَالَّذِي رَوَاهُ عَنُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَهُوَ خَطَأٌ
كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ وَابْنُ عُيَيْنَةَ صَاحِبُ شُرْطَتِهِ . سَمِعْتُ جَدِّيَ وَابْنَ عَلْقَمَةَ الْأَبْهَرِيَّ يَقُولَانِ : سَمِعْنَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ هَارُونَ أَبَا نَشِيطٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْفِرْيَابِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ : أُدْخِلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ بِمَكَّةَ سَنَةَ خَمْسِينَ فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اتَّقِ اللَّهَ فِي الْأُمُورِ فَإِنَّمَا أَيَّدَ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِسُيُوفِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَبْنَاؤُهُمْ يَمُوتُونَ جُوعًا فَقَالَ : يَا سُفْيَانُ أَتُرِيدُ أَنْ نَكُونَ مِثْلَكَ ؟ قَالَ : فَلْتَكُنْ دُونَمَا أَنْتَ فِيهِ , وَفَوْقَ مَا أَنَا فِيهُ ثُمَّ أَشَارَ إِلَيَّ بِالْقَضَاءِ فَخَرَجْتُ قَالَ : ثُمَّ اخْتَفَى سُفْيَانُ إِلَى أَنْ مَاتَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْفَقِيهَ يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ الْأَعْيُنَ يَقُولُ : سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ خَالِدٍ الْخَيَّاطَ يَقُولُ : كُنْتُ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَجَرَى حَدِيثُ سُفْيَانَ فَقَالَ مَالِكٌ : نِعْمَ سُفْيَانُ كَأَنَّهُ يَسْتَصْغِرُهُ فَلَوْلَا حَاجَتِي إِلَى مَالِكٍ لَمَلَأْتُ أُذُنَيْهِ لِمَا أَعْرِفُ مِنْ فَضْلِ سُفْيَانَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْفَقِيهَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الدَّرَسْتِينِيَّ يَقُولُ : كَانَ يُقَالُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى سَمْتِي وَهَدْيِي فَلْيَنْظُرْ إِلَى عَلْقَمَةَ وَقَالَ عَلْقَمَةُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ وَقَالَ مَنْصُورٌ مِثْلَ ذَلِكَ فِي سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَقَالَ سُفْيَانُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ وَقَالَ وَكِيعٌ مِثْلَ ذَلِكَ فِي أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَقَالَ أَحْمَدُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ مِثْلَ ذَلِكَ فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ . حَدَّثَنِي جَدِّي حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَهْرَوَيْهِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ : سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيَّ يَقُولُ : إِذَا سَمِعْتُ الْحَدِيثَ مِنْ
أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي الْأَنْصَارِيُّ صَدُوقٌ فِي الْحَدِيثِ وَمَحِلُّهُ فِي الْفِقْهِ كَبِيرٌ سَمِعَ الْأَعْمَشَ وَأَقْرَانَهُ مِنْ أَشْيَاخِ الْكُوفَةِ وَيَرْوِي عَنِ الضُّعَفَاءِ وَيُخْطِئُ فِي أَحَادِيثَ . قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ : لَيْسَ الْحَدِيثُ مِنْ صِنَاعَتِهِ وَأَخْطَأَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ وَإِنَّمَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ التَّيْمِيُّ عَنْ سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ أَبِي الْمِنْهَالِ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَالْحَدِيثُ مُخَرَّجُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ وَقَدْ كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ كَتَبَا عَنْهُ كُتُبَهُ ثُمَّ تَرَكَا الرِّوَايَةَ عَنْهُ . قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ صَلَاتِهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيْ وَلِأَبِي حَنِيفَةَ وَكَانَ يَقُولُ سَمِعْتُ السَّلَفَ يَقُولُونَ : مَنْ لَا يَعْرِفُ لِأُسْتَاذِهِ لَا يُفْلِحُ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَكَانَ شَدِيدًا عَلَى الْجَهْمِيَّةِ
أَبُو سُفْيَانَ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ ثِقَةٌ إِمَامٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مُخَرَّجُ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَارِفٌ بِالْحَدِيثِ حَافِظٌ رُبَّمَا يُخْطِئُ فِي أُلُوفٍ فِي أَحَادِيثَ قَلِيلَةٍ رَوَى عَنْهُ أُسْتَاذُهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ وَأَحَادِيثُهُ مُخَرَّجَةٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ إِلَّا مَا يَرْوِيهِ عَمَّنْ لَيْسَ بمُتَّفَقٍ عَلَيْهِ وَأَصْحَابُهُ أَئِمَّةٌ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَبَكْرٌ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ وَكُرَيْبٌ وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْجَمَّالُ الرَّازِيَّانِ وَعَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ ابْنُ أُخْتِ يَعْلَى وَكَتَبَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَأَقْرَانُهُ عَنْ عَلِيٍّ الطَّنَافِسِيِّ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ وَكِيعٍ بِالْكُوفَةِ ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيُّ ، وَبِبَغْدَادَ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ ، وَسَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ ، وَابْنُهُ
أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ مِنَ الْحُفَّاظِ الْكِبَارِ وَهُوَ شَيْخُ الشِّيعَةِ فِي حَدِيثِهِ نَظَرٌ فَإِنَّهُ يَرْوِي نُسَخًا عَنْ شُيُوخٍ لَا يُعْرَفُونَ وَلَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ سَمِعْتُ عَبْدَانَ الْأَهْوَازِيَّ يَقُولُ : ابْنُ عُقْدَةَ قَدْ خَرَجَ مِنْ مَعَانِي أَهْلِ الْحَدِيثِ يَجِبُ أَلَّا يُذْكَرَ مَعَهُمْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : أَمَّا فَضْلُهُ وَعِلْمُهُ فَغَيْرُ مُدَافَعٍ وَلَا يَتَوَرَّعُ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْحُفَّاظُ الْكِبَارُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ النَّيْسَابُورِيُّ وَأَبُو أَحْمَدَ الْكَرَابِيسِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْجَعَابِيِّ وَأَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ وَابْنُ الْمُظَفَّرِ وَعِلْمُهُ فِي هَذَا الشَّأْنِ لَا يُخْتَلُفُ فِيهِ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ السَّامِيُّ أَبُو إِسْحَاقَ ، حَافِظٌ ، كَبِيرٌ ، ثِقَةٌ ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، مُخَرَّجُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، أَكْثَرَ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، وَكَانَ يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ يُثْنِي عَلَيْهِ ، وَيَفْتَخِرُ بِهِ مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ . سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْرَانَ الْفَقِيهَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَخْلَدٍ الْعَطَّارَ بِبَغْدَادَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، يَقُولُ : كُنَّا عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيِّ يَوْمَ نُعِيَ إِلَيْهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فَبَكَى وَاسْتَرْجَعَ ثُمَّ رَوَى عَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ مُصِيبَةً عَلَيْكَ ، مَنْ إِذَا رَأَيْتَهُ وَجَدْتَ عِنْدَهُ نَصِيحَةً فَبَيْنَا أَنْتَ كَذَلِكَ إِذْ فَقَدْتَهُ وَإِنَّ أَبَا زَكَرِيَّا مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ مُصِيبَةً عِنْدَنَا بِهِ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : ثُمَّ مَاتَ بَعْدَهُ بِأَيَّامٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ . سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مَهْرَوَيْهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي خَيْثَمَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ ، يَقُولُ : كُنْتُ مُؤَدِّبَ الْهَادِي مُوسَى بْنَ الْمَهْدِيِّ وَكَانَ الْمَهْدِيُّ يَخْرُجُ كَثِيرًا فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي يَوْمًا : يَا مُحَمَّدُ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْخَرَاجِ يَقْتَطِعُ الْمَالَ فَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْتَخْرِجَهُ مِنْهُ حَتَّى يَمَسَّهُ شَيْءٌ مِنَ الْعَذَابِ قَالَ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : وَاللَّهِ لَيَسْأَلَنَّكَ اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ عَنْ هَذَا الْيَوْمَ قُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا عَلِمْتُ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ غَرِيمٌ مِنَ الْغُرَمَاءِ قَالَ : فَمَا خَرَجَ إِلَى مُوسَى يَسْأَلُ عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ
وَغِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَغَيْرُهُمَا وَكَانَ الْمَهْدِيُّ يُحِبُّ الْحَمَّامَ وَيَشْتَهِيهَا فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، فَقِيلَ لَهُ حَدِّثْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَحَدَّثَ بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا سَبْقَ إِلَّا فِي حَافِرٍ ، أَوْ نَصْلٍ ، أَوْ جَنَاحٍ فَأَمَرَ لَهُ الْمَهْدِيُّ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا قَامَ قَالَ الْمَهْدِيُّ : أَشْهَدُ أَنَّ قَفَاكَ قَفَا كَذَّابٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنَّمَا اسْتَجْلَبْتُ ذَلِكَ أَنَا فَأَمَرَ بِالْحَمَامِ فَذُبِحَتْ وَقَالَ : مِنْ أَجْلِهَا هَذَا كَذَبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا ذَكَرَ غَيَاثًا بَعْدَ ذَلِكَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْقَاضِيَ الْحَافِظَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ حَمْدُونَ بْنَ أَحْمَدَ السِّمْسَارَ ، يَقُولُ : كُنَّا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ ، فَقَامَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ لِشُعْبَةَ عَنْ فَوَاتِ الْقُرْآنِ فَلَمْ يُحْسِنْ أَنْ يَسْأَلَ وَصَحَّفَ ، فَقَالَ : شُعْبَةُ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ، فَضَحِكَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : لَمْ يَرْكَبُوا الْخَيْلَ إِلَّا بَعْدَ مَا كَبِرُوا وَهُمْ ثِقَالٌ عَلَى أَكْتَافِهَا عُنُفُ
أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَارِفٌ بِالرِّجَالِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا ، وَبِأَخْبَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالصَّحَابَةِ ، وَالتَّابِعِينَ ، قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ وَمَنْ كَانَ فِي زَمَانِهِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ . ارْتَحَلَ إِلَى بِلَادِ الْحِجَازِ وَأَقَامَ بِهَا وَأَتَى عَلَى حَدِيثِهِمْ ، ثُمَّ دَخَلَ الْيَمَنَ فَأَتَى عَلَى حَدِيثِهِمْ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ فَأَقَامَ عِنْدَ أَئِمَّةِ ذَلِكَ الْوَقْتِ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ وَمِصْرَ ثُمَّ قَالَ : لَوْ لَمْ نَكْتُبِ الْحَدِيثَ مِنْ مِائَةِ وَجْهٍ مَا وَقَعْنَا عَلَى الصَّوَابِ . سَمِعْتُ جَدِّيَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُجَاهِدٍ بِبَغْدَادَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي خَيْثَمَةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ السَّمَّاكِ يَقُولُ : لَا تَخَفْ مِمَّنْ تَحْذَرُ وَلَكِنِ احْذَرْ مِمَّنْ تَأْمَنُ سَمِعْتُ جَدِّيَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُجَاهِدٍ بِبَغْدَادَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي خَيْثَمَةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : لَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَبَكَى بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا طَالَ مَرَضُهُ فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَجَعَلَ فِي طُولِ مَرَضِهِ يُبَلِّغُهُ أَنَّ الرَّجُلَ مِمَّنْ كَانَ يَعُودُهُ مَاتَ قَالَ : وَكُتُبَهُمْ فِي صَحِيفَةٌ أَوْ لَوْحٌ حَتَّى كَمَّلُوا مِائَةً ثُمَّ قَالَ : كَمَّلُوا الْمِائَةَ أَوْ زَادُوا وَكَتَبَ فِي آخِرِ الصَّفْحَةِ أَوِ اللَّوْحِ وَمَا أَنَا إِلَّا مَثَلُهُمْ غَيْرَ أَنَّنِي مُقِيمٌ لَيَالٍ بَعْدَهُمْ ثُمَّ لَاحِقٌ سَمِعْتُ جَدِّيَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُجَاهِدٍ بِبَغْدَادَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي خَيْثَمَةَ ، يَقُولُ : مَاتَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ بِمَدِينَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَبْعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقَدِ اسْتَوْفَى خَمْسًا وَسَبْعِينَ سَنَةً وَدَخَلَ فِي السِّتِّ وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ وَحُمِلَ عَلَى نَعْشِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنُودِيَ أَنَّ هَذَا كَانَ يَذُبُّ الْكَذِبَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَمَاتَ أَبُو خَيْثَمَةَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ ، فِي خِلَافَةِ جَعْفَرٍ الْمُتَوَكِّلِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً مَاتَ بَعْدَ ابْنِ مَعِينٍ بِأَشْهُرٍ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلَالِ بْنِ أَسَدٍ الشَّيْبَانِيُّ وُلِدَ بِمَرْو ، ثُمَّ حُمِلَ إِلَى بَغْدَادَ وَهُوَ رَضِيعٌ ، وَقَدْ كَانَ وَالِدُهُ فِي بَعْثِ الْغُزَاةِ ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ أَدْرَكَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ الزُّهْرِيَّ ، وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ قَلَائِلَ ، وَأَتَى عَلَى حَدِيثِ أَهْلِ بَغْدَادَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ ، وَصَحِبَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى صَنْعَاءَ ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى بِلَادِ الْعِرَاقِ ، وَالْكُوفَةِ ، وَالْبَصْرَةِ ، وَوَاسِطٍ ، ثُمَّ خَرَجَ أَحْمَدُ إِلَى الشَّامِ وَحْدَهُ ، وَكَانَ أَفْقَهَ أَقْرَانِهِ ، وَأَوْرَعَهُمْ وَأَكَفَّهُمْ عَنِ الْكَلَامِ فِي الْمُحَدِّثِينَ إِلَّا عِنْدَ الِاضْطِرَارِ ، وَكَانَ يُمْلِي الْكُتُبَ مِنْ حِفْظِهِ عَلَى تَلَامِذَتِهِ أَمْلَى عَلَى حَرْبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْكَرْمَانِيِّ تَارِيخًا وَمَسَائِلَ مِائَةً وَثَلَاثِينَ جُزْءًا ، وَتُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَقَدْ كَانَ أَمْسَكَ عَنِ الرِّوَايَةِ مِنْ وَقْتِ الِامْتِحَانِ وَكَانَتِ الْمِحْنَةُ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فَمَا كَانَ يَرْوِي إِلَّا لِبَنِيهِ فِي بَيْتِهِ وَكَانَ لَهُ ابْنَانِ
أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ الْحَافِظُ الْإِمَامُ بِبَغْدَادَ فِي وَقْتِهِ عَالِمٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ إِمَامٌ ابْنُ إِمَامٍ لَهُ كِتَابُ الْمَصَابِيحِ شَارَكَ أَبَاهُ بِمِصْرَ وَالشَّامِ فِي شُيُوخِهِ سَمِعَ عِيسَى بْنَ حَمَّادٍ وَأَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ الْمِصْرِيَّ الْحَافِظَ وَأَيُّوبَ الْعَسْقَلَانِيَّ وَالْأَئِمَّةَ بِمِصْرَ وَجَمِيعِ الشَّامِ وَبَغْدَادَ وَأَصْبَهَانَ وَسِجِسْتَانَ وَشِيرَازَ وَخُرَاسَانَ مَاتَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ أَدْرَكْتُ مِنْ أَصْحَابِهِ جَمَاعَةً وَاحْتَجَّ بِهِ مَنْ صَنَّفَ الصَّحِيحَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ النَّيْسَابُورِيُّ وَابْنُ حَمْزَةَ الْأَصْبَهَانِيُّ وَكَانَ يُقَالُ أَئِمَّةٌ ثَلَاثَةٌ فِي زَمَانٍ وَاحِدٍ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ بِبَغْدَادَ وَابْنُ خُزَيْمَةَ بِنَيْسَابُورَ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بِالرَّيِّ قَالَ الْخَلِيلُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَرَابِعُهُمْ بِبَغْدَادَ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُبَارَكِ الدَّيْنَوَرِيُّ ارْتَحَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ ، وَالْكُوفَةِ ، وَسَمِعَ أَبَا نُعَيْمٍ ، وَالْقَعْنَبِيَّ ، وَأَقْرَانَهُمَا دَخَلَ قَزْوِينَ قَدِيمًا قَبْلَ السَّبْعِينَ ، وَكَتَبَ عَنْهُ إِسْحَاقُ الْكَيْسَانِيُّ ، وَأَقْرَانُهُ ضَعَّفُوهُ جِدًّا فَسَقَطَ وَرَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَ اللَّهُ وَهَذَا مُنْكَرٌ لَمْ يُتَابِعْهُ أَحَدٌ عَنْ عَمْرٍو ، لَا يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ مِسْعَرٍ ، الْأَحَادِيثَ الَّتِي تَفَرَّدَ بِهَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، قِيلَ : إِنَّهُ سَمِعَهَا مِنْ أَبِي حَاتِمٍ ، ثُمَّ ادَّعَى عَنْ عُمَرَ ، وَرَوَاهَا
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الدَّيْنَوَرِيُّ حَافِظٌ ، مَشْهُورٌ ، ارْتَحَلَ إِلَى الْعِرَاقَيْنِ ، وَإِلَى الْجَبَلِ ، وَالرَّيِّ ، وَإِلَى الشَّامِ ، وَمِصْرَ ، لَكِنَّهُ يُخَالِفُ فِي بَعْضِ مَا يَرْوِيهِ ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ . سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْمَالِكِيَّ يَقُولُ : قَالَ لِيَ ابْنُ الْمُظَفَّرُ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ : كُنَّا نُذَاكِرُ الْجِعَابِيَّ الْحَافِظَ ، فَيَقَعُ وَيَقُومُ إِلَى أَنْ يُذَاكِرَنَا بِحَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ الدَّيْنَوَرِيِّ ، فَإِذَا رَوَى عَنِ ابْنِ وَهْبٍ يَغْلِبُنَا سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ سَهْلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ يَقُولُ : لَقَّنْتُ أَبَا عُمَيْرِ بْنِ النَّحَّاسِ بِحِمْصَ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا ، فَلَمَّا بَلَغَتْ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ قَالَ لِي : أَمَا تَسْتَحْي أَتَجْشَمُنِي أَنْ أَشْهَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ شَهَادَةً
أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ سَهْلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْحَافِظُ الدَّيْنَوَريُّ ثِقَةٌ ، إِمَامٌ ، عَالِمُ ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، سَمِعَ شُيُوخَ بَغْدَادَ ، وَالْكُوفَةِ ، وَالْبَصْرَةِ ، وَالْجَبَلَ ، وَكَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ كَبِيرَةٌ وَدِيَانَةٌ ، كَتَبَ عَنْهُ الْعُلَمَاءُ وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ ، وَعِبَادَةٍ ، وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ فِي رِوَايَتِهِ ، وَكَلَامِهِ وَعِلْمِهِ . سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ أَحْمَدَ بْنِ زَيْدٍ الدَّيْنَوَريَّ ، يَقُولُ : خَرَجَ عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ الْحَافِظُ وَبِيَدِهِ قِصَّةٌ فَقَالَ : أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَصْعَدَ تَلَّ التَّوْبَةِ وَأَرْفَعَهَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ جُهَّالِ الدَّيْنَوَرِ ، فَفَعَلَ وَانْتَقَلَ إِلَى قِرْمِيسِينَ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ ثَابِتٍ الْحَافِظَ يَقُولُ : لَمْ أَرَ مِثْلَ عُمَرَ بْنَ سَهْلٍ الدَّيْنَوَريَّ الْحَافِظَ فِي الدِّيَانَةِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْقُرَشِيُّ وَيُعْرَفُ بِسَنْدُولٍ جَلِيلُ الْمَحَلِّ ، ثِقَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِهَمَذَانَ ، رَوَى عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، ثُمَّ يَنْزِلُ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ ، يُقَالَ : سَمِعَ مِنْهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعِيشَ الْبَغْدَادِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَسْعُودٍ ، وَهُوَ ابْنُ أَخِيهِ وَاللَّيْثُ بْنُ إِدْرِيسَ ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْغُرَبَاءِ الَّذِينَ دَخَلُوا هَمَذَانَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ ، وَالْجَبَلِ ، صَنَّفَ كِتَابًا كَبِيرًا . سَمِعْتُ ابْنَ خَيْرَانَ بِهَمَذَانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الْحِنَّا ، قَالَ : حَجَّ أَرْبَعِينَ حَجَّةً ، وَكَانَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ الْكُوفِيُّ الْحُجَّةُ ، يَقُولُ : إِذَا رَآهُ هَذَا الَّذِي لَا يَجِفُّ لِبْدُهُ ، إِمَّا حَاجٌّ وَإِمَّا غَازٍ
أَبُو أَحْمَدَ مِرَارُ بْنُ حَمُّويَهْ بْنِ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ ، شَيْخُ السُّنَّةِ ، وَإِمَامُ وَقْتِهِ ، قَدِيمُ الْمَوْتِ ، جَلِيلٌ ، نَازِلُ الْإِسْنَادِ ، نَزَلَ عَلَيْهِ أَبُو حَاتِمٍ ، وَسَمِعَ مِنْهُ وَرَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ حَدِيثًا ، سَمِعَ مِنَ أَبِي نُعَيْمٍ ، وَكَاتِبِ اللَّيْثِ ، وَالْقَعْنَبِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ قُتِلَ فِي السَّنَةِ شَهِيدًا . أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِيُّ الْحَافِظُ ، قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ التَّمِيمِيَّ ، يَقُولُ : قُتِلَ الْمَرَّارُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً أَخْبَرَنِي صَالِحٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ فَضْلَانَ بْنَ صَالِحٍ ابْنَ أَخِي الْمَرَّارِ ، يَقُولُ : قُلْتُ لِأَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ أَنْتَ أَحْفَظُ أَوِ الْمَرَّارُ ؟ قَالَ : أَنَا أَحْفَظُ وَالْمَرَّارُ أَفْقَهُ
أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ يُعْرَفُ بِابْنِ دِيزِيلَ كَبِيرٌ فِي هَذَا الشَّأْنِ ، عَارِفٌ ، ارْتَحَلَ إِلَى الْعِرَاقِ ، وَالْحِجَازِ ، دَخَلَ مِصْرَ ، وَالشَّامَ ، يُحْكَى عَنْهُ قَالَ : كُنْتُ أَطُوفُ بِالشَّامِ ، وَفِي كُمِّي ثَلَاثُونَ جُزْءًا فِي كُلِّ جُزْءٍ أَلْفُ حَدِيثٍ سَمِعَ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، وَابْنَ أَبِي مَرْيَمَ ، وَكَاتِبَ اللَّيْثِ ، وَآدَمَ بْنَ أَبِي إِيَاسَ الْعَسْقَلَانِيَّ ، وَأَبَا الْيَمَانِ ، وَأَبَا نُعَيْمٍ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيَّ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي أُوَيْسٍ ، وَالْقَعْنَبِيَّ ، وَعَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ ، وَأَبَا الْوَلِيدِ ، ثُمَّ كَتَبَ عَنِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ ، وَرَوَى تَفْسِيرَ وَرْقَاءَ ، عَنْ آدَمَ عَنْهُ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِهَمَذَانَ ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَسَدِيُّ ، وَمَاتَ بَعْدَ السَّبْعِينَ
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّجَاجُ أَبُو مُحَمَّدٍ وَيُعْرَفُ بِحَمْدَوَيْهِ رَوَى عَنْ قَبِيصَةَ ، وَأَقْرَانِهِ وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَارُوذِيِّ ، كَتَبَ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ : رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ الْقَزْوِينِيُّ ، وَابْنُ أَبِي الْحِنَّاءِ الْهَمَذَانِيُّ ، وَغَيْرُهُمَا يُعَدُّ فِي الْهَمَذَانِيِّينَ أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمَذَانِيُّ الْحَافِظُ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ حَمْدَوَيْهِ ، يَقُولُ : كُنَّا عِنْدَ قَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ بِالْكُوفَةِ ، وَدُلَفُ بْنُ أَبِي دُلَفَ جَاءَ وَمَعَهُ الْخَادِمُ يَكْتُبُ الْحَدِيثَ فَدَقَّ عَلَى قَبِيصَةِ الْبَابَ ، فَأَبْطَأَ بِالْخُرُوجِ فَعَاوَدَهُ الْخَادِمُ ، وَقَالَ : ابْنُ مَلِكِ الْجَبَلِ عَلَى الْبَابِ وَأَنْتَ لَا تَخْرُجُ إِلَيْهِ فَخَرَجَ وَفِي طَرَفِ رِدَائِهِ كِسَرٌ مِنَ الْخُبْزِ ، فَقَالَ رَجُلٌ : قَدْ رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِهَذَا مَا يُصْنَعُ بِابْنِ مَلِكِ الْجَبَلِ ، وَاللَّهِ لَا حَدَّثْتُهُ فَلَمْ يُحَدِّثْهُ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ مِنْ كِبَارِ الْمُحَدِّثِينَ ، حَافِظٌ ، عَالِمٌ بِهَذَا الشَّأْنِ ، دَخَلَ بَغْدَادَ ، فَرَضِيَهُ ابْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَحَرَّضَا النَّاسَ عَلَى السَّمَاعِ مِنْهُ ، وَيُكْثِرُ عَنْهُ الصَّغَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَأَمْسَكَ أَبُو زُرْعَةَ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنْهُ ، وَحُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : أَحْفَظُ عَمَّنْ لَا أَدْرِي عَنْهُ عِشْرِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ ، يُرِيدُ مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ : مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِيهِ نَظَرٌ ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ : فَقَالَ : كَأَنَّهُ أَكْثَرَ عَلَى نَفْسِهِ ، وَرَوَى عَنْهُ بِالرَّيِّ مَنْ هُوَ أَقْدَمُ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ ، سَمِعَ سَلَمَةَ بْنَ الْفَضْلِ ، وَالصَّبَّاحَ بْنَ مُحَارِبٍ ، وَجَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَأَبَا تُمَيْلَةَ ، وَعَتَّابَ بْنَ أَعْيَنَ ، وَأَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُوسَى ، وَابْنَ الْمُبَارَكِ ، وَكُنَانَةَ بْنَ جَبَلَةَ ، وَيَعْقُوبَ الْأَشْعَرِيَّ ، بِقُمٍّ ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ شُيُوخِ الرَّيِّ ، وَالْعِرَاقِ ، وَخُرَاسَانَ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِبَغْدَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَاغَنْدِيُّ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالرَّيِّ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرُورِيُّ ، وَرَوَى عَنْهُ بِقَزْوِينَ الْكُبَرَاءُ مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ حَيَّانَ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَافِسِيُّ ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ النَّحْوِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَسَدِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ
أَبُو عَمْرٍو سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْخَيَّاطُ وَهُوَ سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ ثِقَةٌ ، حُجَّةٌ ، مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ ، سَمِعَ بِهَا جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَصَبَّاحَ بْنَ مُحَارِبٍ ، وَأَبَا زُهَيْرٍ ، وَإِسْحَاقَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، وَسَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ ، وَمَرْوَانَ بْنَ مُعَاوِيَةَ ، وَمَعْنَ بْنَ عِيسَى ، وَأَنَسَ بْنَ عِيَاضٍ ، وَوَكِيعًا ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ ، وَأَبَا أُسَامَةَ ، وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ ، وَابْنَ مَهْدِيٍّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، وَأَقْرَانَهُمْ فِي الرِّحْلَةِ الْأُولَى ، ثُمَّ ارْتَحَلَ ثَانِيًا بِابْنِهِ ، وَكَتَبَ بِكُلِّ بَلَدٍ مِنَ الَّذِينَ شَبُّوا بَعْدَهُمْ ، ثُمَّ حَمَلَهُ إِلَى الشَّامِ فَسَمِعَ عَمْرَو بْنَ خَالِدٍ الْحَرَّانِيَّ ، وَابْنَ نُفَيْلٍ ، وَأَقْرَانَهُمَا ، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَسَمِعَ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ ، وَكَاتِبَ اللَّيْثِ ، وَهُوَ مُتْقِنٌ ذُو تَصَانِيفَ ، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو زُرْعَةَ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَمَنْ بَعْدَهُمَا بِالرَّيِّ مِنَ الْكِبَارِ ، وَسَمِعَ مِنْهُ مِنْ شُيُوخِ قَزْوِينَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ حَيَّانَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَاجَهْ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِقَزْوِينَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَسَدِيُّ رَوَى عَنْهُ تَصَانِيفَهُ وَلَا يُقَدَّمُ عَلَيْهِ فِي الْإِتْقَانِ وَالدِّيَانَةِ مِنْ أَقْرَانِهِ فِي وَقْتِهِ وَابْنُهُ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ الرَّازِيُّ ثِقَةٌ ، مَشْهُورٌ ، عَالِمٌ بِهَذَا الشَّأْنِ ، لَهُ رِحْلَتَانِ إِلَى الْعِرَاقِ ، وَارْتَحَلَ إِلَى الْحِجَازِ ، وَإِلَى الشَّامِ ، رَوَى عَنْهُ الْكِبَارُ ، وَيُكْثِرُ عَنْهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَقْرَانُهُ ، وَيَرْوِي عَنْهُ ابْنُ صَاعِدٍ ، وَالْمَحَامِلِيَّانِ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَجَّاجِ . أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمِ بْنُ عَدِيٍّ ، قَالَ : كَانَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ لَا يَقُومُ لِأَحَدٍ وَلَا يُجْلِسُ أَحَدًا فِي مَكَانِهِ إِلَّا ابْنَ وَارَةَ ، فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَادٍ الْأَنْطَاكِيُّ : سَمِعْتُ الشَّاذَكُونِيَّ يَقُولُ : جَاءَنِي ابْنُ وَارَةَ ، يَتَقَعَّرُ فِي كَلَامِهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : مِنْ أَيِّ بَلَدٍ أَنْتَ ؟ قَالَ : مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ أَلَمْ يَأْتِكِ خَبَرِي ؟ أَلَمْ تَسْمَعْ كَلَامِي ؟ أَنَا ذُو الرِّحْلَتَيْنِ قُلْتُ : مَنْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا فَقَالَ : حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قُلْتُ : مَنْ أَصْحَابُكَ ؟ قَالَ : أَبُو نُعَيْمٍ ، وَقَبِيصَةُ ، فَضَرَبْتُهُ بِالدِّرَّةِ خَمْسِينَ ، وَقُلْتُ : إِنَّهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِي يَقُولُ : حَدَّثَنِي بَعْضُ غِلْمَانِنَا سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ الْفَرَضِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنَ وَارَةَ يَقُولُ : حَضَرْتُ أَنَا وَأَبُو حَاتِمٍ عِنْدَ وَفَاةِ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ ، فَقُلْنَا : كَيْفَ نُلَقِّنُ مِثْلَ أَبِي زُرْعَةَ ؟ فَقُلْتُ أَنَا : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ثُمَّ أَمْسَكْتُ ، فَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ فِي آخَرِينَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، فَفَتَحَ أَبُو زُرْعَةَ عَيْنَيْهِ ، وَقَالَ : حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَخَرَجَ رُوحُهُ مَعَهُ
أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ فَرُّوخَ الرَّازِيُّ الْإِمَامُ ، الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ بِلَا مُدَافَعَةٍ بِالْحِجَازِ ، وَالْعِرَاقِ ، وَالشَّامِ ، وَمِصْرَ ، وَالْجَبَلِ ، وَخُرَاسَانَ ، لَا يَخْتَلِفُ فِيهِ أَحَدٌ حَافِظٌ . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَاكِنٍ الزَّنْجَانِيُّ : دَخَلْتُ مِصْرَ ، وَالشَّامَ فَرَأَيْتُ الْكُبَرَاءَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ ، وَدَخَلْتُ الْبَصْرَةَ ، وَالْكُوفَةَ ، وَرَأَيْتُ الْمُبَرَّزِينَ ، مَا رَأَيْتُ فِيهِمْ مِثْلَ أَبِي زُرْعَةَ وَرِعًا ، وَدِيَانَةً ، وَحِفْظًا رَوَى عَنْهُ الْكِبَارُ مِثْلُ مُوسَى بْنِ هَارُونَ الْحَمَّالِ ، وَأَبِي مُوسَى الْأَنْصَارِيِّ ، رَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَمُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيِّ ، وَفَضَائِلُهُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُعَدَّ وَفِي تَصَانِيفِهِ لَا يُوَازِيهِ أَحَدٌ ، وَسَمِعَ مِنْهُ مِنْ أَهْلِ قَزْوِينَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَاجَهْ ، وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ حَبَّانَ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَافِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَمَّوَيْهِ الْعِجْلِيُّ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ هَارُونَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَلَمْ يُعْقِبْ وَلَهُ ابْنُ أَخٍ يُقَالُ لَهُ
أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ سَمِعَ عَمَّهُ ، وَكَانَ يَلُومُهُ ، وَيَقُولُ : لَسْتُ مِثْلَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ ، وَسَمِعَ أَيْضًا مُحَمَّدَ بْنَ عَمَّارٍ ، وَأَبَا حَاتِمٍ ، وَالْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ ، وَأَقْرَانَهُ بِالْعِرَاقِ ، وَبِمِصْرَ ، ابْنَ عَبْدِ الْحَكَمِ ، وَيُونُسَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى ، وَالرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، وَهُوَ مَوْصُوفٌ بِالصِّدْقِ ، انْتَقَلَ إِلَى أَصْبَهَانَ ، وَمَاتَ بِهَا وَدَخَلَ قَزْوِينَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، فَكَتَبَ عَنْهُ الْكِبَارُ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ ، وَمَنْ بَعْدَهُ وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ حَلْبَسِ بْنِ حَمُّويَهْ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهَ ، وَأَحْمَدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ الْحَافِظَ يَقُولَانِ : سَمِعْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عُثْمَانَ التُّسْتَرِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ : كُلُّ شَيْءٍ قَالَ الْحَسَنُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجَدْتُ لَهُ أَصْلًا ثَابِتًا مَا خَلَا أَرْبَعَةِ أَحَادِيثَ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئُ الْأَصْبَهَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَى الْمَوْصِلِيَّ يَقُولُ : مَا سَمِعْنَا يُذْكَرُ أَحَدٌ مِنَ الْحُفَّاظِ إِلَّا كَانَ اسْمُهُ أَكْبَرَ مَنْ رَأَيْتُهُ غَيْرُ أَبِي زُرْعَةَ ، فَإِنَّ مُشَاهَدَتَهُ كَانَتْ أَعْظَمَ مِنَ اسْمِهِ ، وَكَانَ قَدْ جَمَعَ حِفْظَ الْأَبْوَابِ وَالشُّيُوخِ مِنَ التَّفْسِيرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَكَتَبْتُ بِانْتِخَابِهِ بِوَاسِطٍ سِتَّةَ آلَافِ حَدِيثٍ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْفَقِيهَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ وَارَةَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَرَادَ بِقَوْمٍ خَيْرًا جَعَلَ فِيهِمْ آيَةً ، وَإِنَّ أَبَا زُرْعَةَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : عَجِبْتُ مَنْ يُفْتِي فِي مَسَائِلِ الطَّلَاقِ يَحْفَظُ أَقَلَّ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ
أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُنْذِرٍ الرَّازِيُّ الْإِمَامُ الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ ، بِالْحِجَازِ ، وَالشَّامِ ، وَمِصْرَ وَالْعِرَاقِ ، وَالْجَبَلِ ، وَخُرَاسَانَ بِلَا مُدَافَعَةٍ ، سَمِعَ عِيسَى بْنَ جَعْفَرٍ قَاضِيَ الرَّيِّ ، وَعَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ حَسَّانَ الْمَرْوَرُّوذِيَّ ، وَعَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارَ ، وَهِشَامَ بْنَ عُبَيْدٍ ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُوسَى ، وَقَبِيصَةَ ، وَأَبَا نُعَيْمٍ ، وَثَابِتَ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ ، وَالْأَنْصَارِيَّ ، وَسَعْدَ بْنَ شُعْبَةَ ، وَأَبَا زَيْدٍ النَّحْوِيَّ ، وَسَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ بَكَّارِ بْنَ بِلَالٍ قَاضِيَ دِمَشْقَ ، وَابْنَ أَبِي أُوَيْسٍ ، وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ يُوسُفَ التِّنِّيسِيَّ ، وَكَاتِبَ اللَّيْثِ ، وَابْنَ عُفَيْرٍ ، وَآدَمَ بْنَ أَبِي إِيَاسَ ، وَأَبَا الْيَمَانِ ، وَأَقْرَانَهُمْ قَالَ لِي أَبُو حَاتِمٍ اللَّبَّانُ الْحَافِظُ : قَدْ جَمَعْتُ مَنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، فَبَلَغُوا قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثَةِ آلَافٍ وَكَانَ عَالِمًا بِاخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ وَفِقْهِ التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الْفُقَهَاءِ . سَمِعْتُ جَدِّيَ ، وَأَبِي وَمُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ الْكَيْسَانِيَّ ، وَغَيْرَهُمْ قَالُوا : سَمِعْنَا عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانَ أَبَا الْحَسَنِ يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيَّ لَا بِالْعِرَاقِ ، وَلَا بِالْيَمَنِ ، وَلَا بِالْحِجَازِ ، فَقُلْنَا لَهُ : قَدْ رَأَيْتَ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِيَ ، وَإِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ ، وَغَيْرَهُمَا مِنْ عُلَمَاءِ الْعِرَاقِ ، فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ أَجْمَعَ مِنْ أَبِي حَاتِمٍ وَلَا أَفْضَلَ مِنْهُ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ الرَّازِيَّ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ مُكْرَمٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ حَجَّاجَ بْنَ شَاعِرٍ يَقُولُ : مَا بِالْمَشْرِقِ مِثْلُ أَبِي زُرْعَةَ ، وَأَبِي حَاتِمٍ ، وَابْنِ وَارَةَ ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الدَّارِمِيِّ وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ صَاحِبُ الشَّافِعِيِّ : لَمْ نَلْقَ مِثْلَ أَبِي زُرْعَةَ ، وَأَبِي حَاتِمٍ مِمَّنْ وَرَدَ عَلَيْنَا مِنَ الْعُلَمَاءِ
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ أَخَذَ عِلْمَ أَبِيهِ ، وَأَبِي زُرْعَةَ ، وَكَانَ بَحْرًا فِي الْعُلُومِ وَمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ وَالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ مِنَ السَّقِيمِ ، وَلَهُ مِنَ التَّصَانِيفِ مَا هُوَ أَشْهُرُ مِنْ أَنْ يُوصَفَ فِي الْفِقْهِ ، وَالتَّوَارِيخِ ، وَاخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ ، وَالتَّابِعِينَ ، وَعُلَمَاءِ الْأَمْصَارِ ، وَكَانَ زَاهِدًا يُعَدُّ مِنَ الْأَبْدَالِ ، وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، وَيُقَالُ : إِنَّ السُّنَّةَ بِالرَّيِّ خُتِمَتْ بِهِ وَأَمَرَ بِدَفْنِ الْأُصُولِ مِنْ كُتُبِ أَبِي زُرْعَةَ ، وَأَبِي حَاتِمٍ ، وَوَقَفَ مِنَ الْكُتُبِ تَصَانِيفَهُ ، وَكَانَ وَصِيُّهُ ابْنَ الدَّرَاسْتِينِيِّ وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَافِظَ ، يَحْكِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الدَّارَسْتِينِيِّ الْقَاضِي أَنَّ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ كَانَ يَعْرِفُ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ فَظَهَرَ بِابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عِلَّةٌ ، وَاجْتَهَدَ أَنْ لَا يَدْعُوَ بِذَلِكَ الِاسْمِ ، فَإِنَّهُ قَالَ : لَا يُسْأَلُ بِذَلِكَ الِاسْمِ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا ، وَإِنَّمَا يُسْأَلُ بِهِ مَا فِي الْآخِرَةِ ، فَلَمَّا اشْتَدَّتْ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِلَّةُ غَلَبَ عَلَيْهِ الْحُزْنُ حَتَّى دَعَا اللَّهَ تَعَالَى بِذَلِكَ الِاسْمِ فَشَفَاهُ اللَّهُ فَرَأَى أَبُو حَاتِمٍ فِي نَوْمِهِ أَنْ قِيلَ لَهُ اسْتُجِيبَ دُعَاؤُكَ ، وَلَكِنْ لَا يُعْقِبُ ابْنُكَ لِأَنَّكَ دَعَوْتَ بِالِاسْمِ لِلدُّنْيَا فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَعَ زَوْجَتِهِ سَبْعِينَ سَنَةً فَلَمْ يُرْزَقْ وَلَدًا وَقِيلَ : إِنَّهُ مَا مَسَّهَا وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ فِي الصَّلَاحِ مِثْلَهُ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسُ الرَّازِيُّ مُحَدِّثٌ ، ابْنُ مُحَدِّثٌ ، ثِقَةٌ ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، عَالِمٌ بِالْحَدِيثِ ، صَاحِبُ تَصَانِيفَ ، أَدْرَكَ أَبَا الْوَلِيدِ ، وَالْقَعْنَبِيَّ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَجَا ، وَمُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ ، وَأَبَا عُمَرَ الْحَوْضِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ كَثِيرٍ ، وَعَمْرَو بْنَ مَرْزُوقٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، وَابْنَ أَبِي أُوَيْسٍ ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ الْأُوَيْسِيَّ ، وَسَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ ، وَعَلِيُّ بْنَ الْجَعْدِ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ ، وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيَّ ، وَابْنَ الدَّشْتَكِيَّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ مُوسَى ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مِهْرَانَ ، وَأَقْرَانَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَمَكَّةَ ، وَالْمَدِينَةِ ، وَالرَّيِّ ، وَبَغْدَادَ ، سَمِعَ مِنْهُ الْقُدَمَاءُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وأَقْرَانُهُ ، وَبِقَزْوِينَ ، إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانُ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ الْفَامِيُّ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِقَزْوِينَ مِنَ الْمُكْثِرِينَ مَيْسَرَةُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ حَامِدٍ الْغَزَالِيُّ ، وَكَانَ مُقِلًّا عَنْهُ وَبِالرَّيِّ ، آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمَرْوَزِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَلَّانَ الْمُذَكِّرُ ، وَادُّعِيَ بِنَيْسَابُورَ بَعْدَ السَّبْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو سَعِيدٍ السِّجْزِيُّ ، فَرَوَى عَنْهُ وَتَكَلَّمُوا فِيهِ ، وَلَمْ يَصِحَّ سَمَاعُهُ مِنْهُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ أَخْرَجَهُ أَصْحَابُهُ فِي الصَّحِيحِ ، وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ الْهِسِنْجَانِيُّ ثِقَةٌ ، ارْتَحَلَ إِلَى الْعِرَاقَيْنِ ، وَإِلَى الشَّامِ ، وَالْحِجَازِ ، وَمِصْرَ ، وَلَهُ مُسْنَدٌ كَبِيرٌ زَائِدٌ عَلَى مِائَةِ جُزْءٍ أَدْرَكَ بِالرَّيِّ ابْنَ أَبِي سُرَيْحٍ ، وِزُنَيْجًا ، وَمُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ ، فَمَنْ بَعْدَهُمْ وَبِالْبَصْرَةِ : أَصْحَابَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، وَبُنْدَارًا ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى ، وَبِالْكُوفَةِ ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبَا كُرَيْبٍ ، فَمَنْ بَعْدَهُمَا وَبِالْمَدِينَةِ أَبَا مُصْعَبٍ ، وَبِالشَّامِ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ ، وَدُحَيْمًا ، وَبِمِصْرَ أَصْحَابَ ابْنِ وَهْبٍ ، وَرَوَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَرَايِّ كِتَابَ الزُّهْدِ ، وَرَوَى عَنِ ابْنِ الْبَرْقِيِّ الْمِصْرِيِّ تَارِيخَهُ ، وَرَوَى مُسْنَدَهُ عَنْهُ مَيْسَرَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَزْوِينِيُّ ، وَسَمِعَ مِنْهُ مَنْ هُوَ أَقْدَمُ مِنْ مَيْسَرَةَ ، وَسَمِعَ مِنْهُ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَسَّانَ الْفَرَائِضِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمَرْزُبَانِ الْعَابِدُ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِقَزْوِينَ حَدِيثًا قَلِيلًا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الدَّيْلَمِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْأُسْتَاذِ ، وَبِالرَّيِّ الْعَبَّاسُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ
الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ الْمُقْرِئُ قَدِيمٌ ، سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ مِهْرَانَ ، وَغَيْرَهُ ، مَذْكُورٌ بِعِلْمِ الْقُرْآنِ ، سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَابْنُهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، كَبِيرُ الْمَحَلِّ بِالرَّيِّ فِي السُّنَّةِ ، يُقَارَنُ بِأَبِي حَاتِمٍ فِي شَأْنِهِ ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ عَظِيمَةٌ بِالْقِرَاءَاتِ ، وَالتَّفْسِيرِ ، وَتَصَانَيفُ كَثِيرَةٌ حَكَى لِي بَعْضُ أَهْلِ الرَّيِّ أَنَّ الْجِنَّ كَانَتْ تَسْتَمِعُ إِلَيْهِ وَتَبْكِي ، سَمِعَ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي سُرَيْحٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ ، وَحُمَيْدَ بْنَ زَنْجُوَيْهِ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُمَرَ الزُّهْرِيَّ الْأَصْبَهَانِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ ، وَأَبَا زُرْعَةَ ، وَأَبَا حَاتِمٍ ، دَخَلَ قَزْوِينَ عِنْدَ خُرُوجِهِ إِلَى الْغَزْوِ سَنَةَ عَشْرٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، أَدْرَكْتُ مِمَّنْ كَتَبَ عَنْهُ بِقَزْوِينَ ثَمَانِيَةَ نَفَرٍ وَابْنُهُ
أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الشَّحَّامُ ثِقَةٌ ، كَبِيرُ الْمَحَلِّ بِالرَّيِّ ، سَمِعَ عَلِيَّ بنَ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الزَّعْفَرَانِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيَّ ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ الْقَزَّازَ ، وَأَقْرَانَهُمْ مِنْ شُيُوخِ الرَّيِّ وَرَدَ قَزْوِينَ قَبْلَ الثَّلَاثِمِائَةِ ، فَكَتَبَ عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ ، ثُمَّ الْأَحْدَاثُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ثُمَّ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ خَرَجَ شُيُوخُ قَزْوِينَ ، وَمَعَهُمْ أَوْلَادُهُمْ أَبُو مُوسَى الْجَيَّانِيُّ ، وَأَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عُمَرَ ، وَأَبُو دَاوُدَ الْفَامِيُّ ، فَسَمِعُوا مِنْهُ مَعَ أَبْنَائِهِمْ . سَمِعْتُ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ أَصْحَابِهِ جَدِّي ، وَغَيْرَهُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ ، وَمَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ
أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَصِيرُ حَافِظٌ ، سَمِعَ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ ، وَابْنَ مُعَاوِيَةَ ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : كُنْتُ أَسْتَمْلِي لِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ فِي الْإِمْلَاءِ ، وَارْتَحَلَ إِلَى خُرَاسَانَ ، سَمِعَ بِنَيْسَابُورَ أَبَا حَامِدِ بْنَ بِلَالٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانَ ، وَالْأَصَمَّ ، وَشُيُوخَ مَرْوَ ، وَبِبَلْخَ ابْنَ طَرْخَانَ الْحَافِظَ ، وَأَبَا حَرْبٍ ، وَأَقْرَانَهُمَا ، وَبِبُخَارَى مَحْمُودَ بْنَ إِسْحَاقَ الْقَوَّاسَ صَاحِبَ الْبُخَارِيِّ ، وَعَبْدَ اللَّهِ الْأُسْتَاذَ ، وَكَانَ عَارِفًا بِأَحَادِيثِهِ ، حَافِظًا . خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ، وَنَظَرَ فِي كُتُبِهِ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ ، وَعَلِمَ لِأَهْلِ بَغْدَادَ عَلَى أَلْفِ حَدِيثٍ ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالرَّيِّ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ
وَابْنُ عَمِّ أَبِيهِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَائِضِيُّ سَمِعَ عَمَّهَ إِسْحَاقَ ، وَأَبَاهُ ، وَكَانَ مِنَ الشُّيُوخِ الْمُرْضَيَيْنِ ، مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، وَقَدِ انْقَطَعَ نَسْلُهُمْ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : دَخَلْتُ قَزْوِينَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ مَعَ خَالِي مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ ، وَدَاوُدَ الْعُقَيْلِيِّ قَاضِيهَا ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَدَفَعَ إِلَيْنَا مَشْرَسًا فِيهِ مُسْنَدُ أَبِي بَكْرٍ ، فَأَوَّلُ حَدِيثٍ رَأَيْتُهُ فِيهِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ فَقُلْتُ : لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، فَقُلْتُ لِخَالِي ، لَا أَكْتُبُ عَنْهُ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ عَنْ هَذَا فَقَالَ خَالِي : أَسْتَحِي أَنْ أَقُولَ فَخَرَجْتُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا . هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ سُؤَالَاتِ قَزْوِينَ . يَكْتُبُهُ الْحُفَّاظُ . رَوَاهُ عَنُ دَاوُدَ ، عَمْرٌو الْجُعْفِيُّ ، وَغَيْرُهُ
أَبُو حُجْرٍ عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ الْبَجَلِيُّ انْتَقَلَ مِنَ الرَّيِّ إِلَى قَزْوِينَ ، وَأَصْلُ جَدِّهِ مِنَ الْكُوفَةِ ، كَبِيرٌ ، مَشْهُورٌ ، سَمِعَ هُشَيْمًا ، وَابْنَ عُيَيْنَةَ ، وَيَعْقُوبَ بْنَ الْوَلِيدِ الْمَدَنِيَّ ، وَعَمَّارَ بْنَ مُحَمَّدِ ابْنَ أُخْتِ الثَّوْرِيِّ ، وَجَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمُخْتَارِ ، وَسَلَمَةَ بْنَ الْفَضْلِ ، وَيَعْقُوبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيَّ ، وَمَعْمَرًا ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ ، وَأَقْرَانَهُمْ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو زُرْعَةَ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، وَأَقْرَانُهُمْ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالرَّيِّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحَمَّالُ ، وَسَمِعَ مِنْهُ بِقَزْوِينَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَاجَهْ ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطَّنَافِسِيُّ ، وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ حَيَّانَ ، وَأَقْرَانُهُمْ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِقَزْوِينَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَسَدِيُّ ، وَيُوسُفُ بْنُ حَمْدَانَ الْمَدِينِيُّ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
أَبُو سَهْلٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةِ الثَّقَفِيُّ انْتَقَلَ مِنَ الرَّيِّ إِلَى قَزْوِينَ ، وَمَاتَ بِهَا ، عَالِمٌ ، كَبِيرٌ ، مَشْهُورُ الْمَحَلِّ ، ارْتَحَلَ إِلَى الْحِجَازِ ، وَالْعِرَاقِ ، سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، وَابْنَ عُيَيْنَةَ ، وَمَرْوَانَ بْنَ مُعَاوِيَةَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ كَثِيرٍ الْكُوفِيَّ ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ ، وَوَكِيعًا ، وَابْنَ إِدْرِيسَ ، وَزِيَادَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيَّ ، وَمُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيَّ ، وَالْفُرَاتَ بْنَ خَالِدٍ ، وَجَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيِّ صَاحِبِ أَبِي حَنِيفَةَ ، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو حَاتِمٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَافِسِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَاجَهْ ، وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ حَيَّانَ ، وَزَنْجُوَيْهِ بْنُ خَالِدٍ الْمُقْرِئُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَسَدِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ هَارُونَ ، وَغَيْرُهُمْ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَجَّاجِ الْمُقْرِئُ ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ
أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ هَزَارِيُّ الْقَزْوِينَيُّ ثِقَةٌ ، مَوْصُوفٌ بِالزُّهْدِ ، وَالْأَمَانَةِ ، سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ ، وَعَبْدَ الْمَجِيدِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ ، وَالْقَاسِمَ بْنَ الْحَكَمِ الْعُرَنِيَّ ، وَإِسْحَاقَ بْنَ سُلَيْمَانَ الرَّازِيَّ ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي عُثْمَانَ خَتَنَ عُثْمَانَ بْنِ زَائِدَةَ ، سَمِعَ مِنْهُ جَامِعَ الصَّغِيرِ لِلثَّوْرِيِّ سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الرَّازِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَسَدِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عُمَارَةَ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ مَهْرَوَيْهِ ، وَعَلِيُّ بْنُ جُمُعَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ ، وَغَيْرُهُمْ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ . سَمِعْتُ جَدِّيَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ الْقَزْوِينَيَّ يَقُولُ : كَانَ لِهَارُونَ بْنَ هَزَارِيَّ بُسْتَانٌ فِيهِ أَرْبَعَةُ آلَافِ أَصْلِ كَرْمٍ فَسَمِعَهُ يَقُولُ : خَتَمْتُ عِنْدَ كُلِّ أَصْلٍ خَتْمَهُ
سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ الطُّوسِيَّ ، وَأَقْرَانَهُ ، مَاتَ وَهُوَ شَابٌّ وَلِأَبِي يَحْيَى ابْنَانِ أَحَدُهُمَا : أَبُو عِمْرَانَ . وَالْآخَرُ أَبُو الْأَحْوَصِ ، ارْتَحَلَا إِلَى الْعِرَاقِ ، وَسَمِعَا . وَأَبُو الْأَحْوَصِ ارْتَحَلَ إِلَى الشَّامِ ، وَسَمِعَ أَصْحَابَ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ ، وَأَبَا عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيَّ ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، وَلَمْ يُعْقِبْ ذَكَرًا ، وَكَذَا أَبُو عِمْرَانَ كَانَ لَهُ ابْنٌ فَمَاتَ وَلَمْ يُعْقِبَ ، وَلِأَبِي مُوسَى ثَلَاثُ بَنِينَ : أَبُو نُعَيْمٍ ، وَأَبُو حُصَيْنٍ ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ ، سَمِعَ أَبُو نُعَيْمٍ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ ، وَالطُّوسِيَّ وَأَبَاهُ ، وَالْآخَرَانِ سَمِعَا أَبَاهُ ، وَشُيُوخَ قَزْوِينَ ، وَقَدْ بَقِيَ لِأَبِي حُصَيْنٍ حَفَدَةٌ ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَوْلَادُ الْحُسَيْنِ وَأَبُو نُعَيْمٍ لَمْ يُعْقِبْ
وَأَحْمَدُ وَكَانَ مُحَمَّدٌ مِنَ الزُّهَّادِ الْعُلَمَاءِ ، وَكَانَ يَحْضُرُ فِي كُلِّ يَوْمٍ الْمَقَابِرَ مِرَارًا ، وَيَبْكِي وَأَحْمَدُ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ ، وَأَقَامَ بِهَا مُجَاوِرًا ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ الْوَرَّاقُ الرَّازِيُّ مُتَحَيِّرًا ، فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ ؟ فَقَالَ : خَرَجْتُ عَامَ الْأَوَّلِ إِلَى الرَّيِّ مُجَدِّدًا الْعَهْدَ بِالصِّبْيَانِ ، وَكَانَتْ لِي أَرْبَعُ بَنَاتٍ ، فَوَرَدَ الْآنَ كِتَابٌ أَنَّهُ قَدْ وُلِدَتْ لِي ابْنَةٌ أُخْرَى ، فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَيْمُونٍ سَمِّهَا حَجَّةً ، وَزَوِّجْهَا مِنِّي ، فَزَوَّجَهَا مِنْهُ وَدَعَا لَهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بِالْخَيْرِ ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ سِنِينَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى قَزْوِينَ ، وَحَمَلَ ابْنَهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ مِنَ الرَّيِّ فَوُلِدَ لَهُ ثَلَاثُ بَنِينَ وَابْنَةٌ زَاهِدَةٌ ، زَوَّجَهَا مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَمَّوَيْهِ الْعِجْلِيِّ ، فَوَلَدَ مِنْهَا أَبَا الْعَبَّاسِ
أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْظَمِ وَيُعْرَفُ بِيَحْيَى بْنِ عَبْدَكَ ، مِنْ وَلَدِ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، قَدْ أَمْلَى نَسَبَهُ ، ثِقَةٌ ، كَبِيرُ الْمَحَلِّ ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، سَمِعَ بِقَزْوِينَ مِنَ الطَّنَافِسِيِّينَ وَبِالرَّيِّ ، إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُوسَى ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مِهْرَانَ ، وَيُوسُفَ بْنَ وَاقِدٍ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، وَارْتَحَلَ إِلَى الْحِجَازِ ، وَالْعِرَاقِ ، فَسَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئَ ، وَحَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمِصْرِيَّ ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْمُغِيرَةِ ، وَعَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَجَاءٍ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، سَمِعَ مِنْهُ الْكِبَارُ ، وَارْتَحَلَ إِلَيْهِ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ ، وَسَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْدَعِيُّ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَسَدِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ جُمُعَةَ ، وَأَخُوهُ مُحَمَّدٌ ، وَعَلِيُّ بْنُ مَهْرَوَيْهِ ، وَأَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ ، سَمِعُوا مِنْهُ ، وَكَانَ قَدْ كَتَبَ عَنِ الْمُقْرِئِ مَا انْتَخَبَ عَلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْقُهُسْتَانِيُّ أَحَادِيثَ يَتَفَرَّدُ بِهَا ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ
أَبُو الضَّحَّاكَ الْمُنْسَجِرُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ الْمُنْسَجِرِ بْنِ الصَّلْتِ الْقَزْوِينَيُّ جَدُّهُ مِنْ نَاقِلِي أَهْلِ الْعِرَاقِ ، سَمِعَ أَبَاهُ الصَّلْتَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَغْرَا الرَّازِيَّ ، وَسَمِعَ عَبْدَ الْكَرِيمِ بْنَ رَوْحٍ ، وَالْقَاسِمَ بْنَ الْحَكَمِ الْعُرَنِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيَّ ، وَغَيْرَهُمْ ، صَدُوقٌ ، ثِقَةٌ ، سَمِعَ مِنْهُ الْغُرَبَاءُ ، وَأَهْلُ قَزْوِينَ ، رَوَى عَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْجُرْجَانِيُّ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَمَّوَيْهِ الْعِجْلِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ الْفَامِيُّ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ قَزْوِينَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ ، وَتَقَعُ فِي أَحَادِيثِهِ غَرَائِبُ يَتَفَرَّدُ بِهَا ، وَمَاتَ أَوَّلَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ
أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الْحَافِظُ الْمَعْرُوفُ بِمَتَّوَيْهِ سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ الْحَافِظَ ، فَخْرَ الْأَئِمَّةِ ، جَمَالَ الْحُفَّاظِ الْفَقِيهَ الْعَالِمَ النَّبِيهَ شَرَفَ الدِّينِ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ ابْنَ الْقَاضِي الْفَقِيهِ الْأَنْجَبِ الْوَجِيهِ أَبِي الْمَكَارِمِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُفَرِّجِ الْمَقْدِسِيِّ حَرَسَهُ اللَّهُ وَأَبْقَاهُ : بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي شَهْرِ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّمِائَةٍ بِالْقَاهِرَةِ الْمَحْرُوسَةِ يَقُولُ : سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ الْحَافِظَ شَيْخَ الْإِسْلَامِ أَبَا طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيَّ الْأَصْبَهَانِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مَاكٍ الْمَاكِيَّ بِقَزْوِينَ مِنْ أَصْلِهِ الْعَتِيقِ بِخَطِّهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِمِائَةٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَي الْخَلِيلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْخَلِيلِيَّ الْحَافِظَ إِمْلَاءً ، يَقُولُ : أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الْحَافِظُ الْمَعْرُوفُ بِمَتَّوَيْهِ ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ الْجُعْفِيَّ ، وَيَحْيَى بْنَ عَبْدَكَ ، وَكَثِيرَ بْنَ شِهَابٍ ، وَالصَّغَانِيَّ وَحَمْدَانَ الْجُوزَجَانِيَّ وَمُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغَ ، وَغَيْرَهُمْ مِنَ الْقَزْوِينِيِّينَ وَالْعِرَاقِيِّينَ ، وَالْحِجَازِيِّينَ ، قَدِيمُ الْمَوْتِ ، سَمِعَ مِنْهُ شُيُوخُ الْعِرَاقِ لِحِفْظِهِ ، وَرَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ ، أَبُو دَاوُدَ الْفَامِيُّ أَحَادِيثَ وَلَمْ نُدْرِكْ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ إِلَّا عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ ، وَابْنُهُ :
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ حَافِظٌ ، فَقِيهٌ ، عَارِفٌ بِالْأَنْسَابِ ، وَالتَّوَارِيخِ ، جَامِعٌ فِي الْعُلُومِ ، سَمِعَ بِقَزْوِينَ عَلِيَّ بْنَ مَهْرَوَيْهِ وَعَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانَ ، وَأَقْرَانَهُمَا ، وَكَانَ لَهُ إِلَى الْعِرَاقِ رِحْلَتَانِ إِحْدَاهُمَا سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ الصَّفَّارَ ، وَأَقْرَانَهُ . وَبِوَاسِطٍ : عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَوْذَبٍ ، وَبِالْبَصْرَةِ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ الزَّيْبَقِيَّ وَابْنَ دَاسَةَ ، وَأَقْرَانَهُمَا ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قَزْوِينَ ، وَارْتَحَلَ ثَانِيًا إِلَى الْعِرَاقِ وَسَمِعَ بِمَكَّةَ الْفَاكِهِيَّ ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِخُرَاسَانَ وَأَقَامَ بِهَا سِتَّ سِنِينَ وَكَتَبَ عَنْ شُيُوخِ وَقْتِهِ وَنَاظَرَ عُلَمَاءَ خُرَاسَانَ وَاشْتَهَرَ فَضْلُهُ ثَمَّ ، وَكَانَ عَارِفًا بِمَخَارِجِ الْأَحَادِيثِ لَمْ نَرَ أَجْمَعَ مِنْهُ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً
وَابْنُهُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الْقَاضِي عَالِمٌ كَبِيرٌ سَمِعْتُ ابْنَ ثَابِتٍ يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ بِقَزْوِينَ مَنْ يَعْرِفُ هَذَا الشَّأْنَ غَيْرَهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ ، وَعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَاهِرٍ بِقَزْوِينَ ارْتَحَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَإِلَى بَغْدَادَ وَغَيْرِهِمَا فَسَمِعَ أَبَا شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الْمَرْوَزِيَّ ، وَأَبَا خَلِيفَةَ وَزَكَرِيَّا السَّاجِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيَّ ، وَأَبَا يَعْلَى الْمَوْصِلِيَّ وَابْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَهُوَ مِنَ الْمُكْثِرِينَ فِي الْحَدِيثِ وَفِي الْفِقْهِ لَازَمَ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ سُرَيْجٍ إِلَى أَنْ مَاتَ وَلَهُ تَصَانِيفُ فِي الْأُصُولِ وَالْفِقْهِ وَلِيَ الْقَضَاءَ بِقَزْوِينَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَبَنَى الْمَقْصُورَةَ وَأَمَرَ بِاتِّخَاذِ الْمِنْبَرِ الَّذِي هُوَ بَعْدُ وَاسْتُشْهِدَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَاسْتَقْضَى أَيْضًا بِهَمَذَانَ وَكَانَ مُتَعَصِّبًا فِي السُّنَّةِ نَاصِرًا لِأَهْلِهَا وَانْقَطَعَ نَسْلُهُ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَسَدِيُّ الْقَزْوِينَيُّ ثِقَةٌ ، كَبِيرُ الْمَحَلِّ ، سَمِعَ أَبَا حُجْرٍ عَمْرَو بْنَ رَافِعٍ ، وَيُوسُفَ بْنَ حَمْدَانَ وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ تَوْبَةِ ، وَهَارُونَ بْنَ هَزَارِيَّ ، وَأَبَا الْخَزْرَجِ الْحُسَيْنَ بْنَ الزِّبْرِقَانِ بِقَزْوِينَ ، وَبِالرَّيِّ سَهْلَ بْنَ زَنْجَلَةَ ، وَعَبْدَ السَّلَامِ بْنَ عَاصِمٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عِمْرَانَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ ، وَأَبَا زُرْعَةَ الْحَافِظَ ، وَرُسْتَةَ الْأَصْبَهَانِيَّ وَأَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيَّ ، وَبِهَمَذَانَ الْمَرَّارَ بْنَ حَمُّويَهْ وَبِحُلْوَانَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْخَلَّالَ سَمِعَ مِنْهُ سُنَنَهُ وَبِالْكُوفَةِ هَنَّادَ بْنَ السَّرِيِّ ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيَّ ، وَأَبَا سَعِيدٍ الْأَشَجَّ ، وَبِقُدَيْدَ سُلَيْمَانَ بْنَ أَيُّوبَ ، وَبِالْمَدِينَةِ أَبَا مُصْعَبٍ ، وَيَحْيَى بْنَ الْمُغِيرَةِ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عِمْرَانَ الْعَتَكِيَّ ، وَبِمَكَّةَ ابْنَ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيَّ ، وَالْحُسَيْنَ بْنَ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيَّ ، وَسَلَمَةَ بْنَ شَبِيبٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مَيْمُونٍ ، وَغَيْرَهُمْ كَتَبَ عَنْهُ الْكِبَارُ ابْنُ مَهْرَوَيْهِ ، وَابْنُ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ الْفَامِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الصَّيْدَنَانِيُّ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ وَلَقِيتُ مِنْ أَصْحَابِهِ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَاكٍ الْفَقِيهَ ، وَعَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ ، وَكَانَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْهُ سِتَّةُ أَحَادِيثَ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِمِائَةٍ
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَحْرٍ الْفَقِيهُ عَالِمٌ بِجَمِيعِ الْعُلُومِ : التَّفْسِيرِ ، وَالنَّحْوِ ، وَاللُّغَةِ ، وَالْفِقْهِ الْقَدِيمِ ، لَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ دِينًا ، وَدِيَانَةً وَعِبَادَةً سَمِعَ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ ، ارْتَحَلَ إِلَيْهِ ثَلَاثَ سِنِينَ وَابْنَ دِيزِيلَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مُفَرِّجٍ الْأَزْرَقَ ، وَالْحَارِثَ بْنَ أَبِي أُسَامَةَ ، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدَّلَّالَ ، وَأَحْمَدَ بْنَ مُوسَى الْحَمَّارَ ، وَعَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَإِسْحَاقَ الدَّبَرِيَّ ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى الْبَوْسِيَّ ، وَخَلْقًا مِنَ الْقَزْوِينِيِّينَ ، وَالرَّازِيِّينَ ، وَأَهْلِ بَغْدَادَ ، وَالْكُوفَةِ ، وَمَكَّةَ ، وَصَنْعَاءِ الْيَمَنِ وَهَمَذَانَ ، وَحُلْوَانَ ، وَنَهَاوَنْدَ ، وَسِوَاهُمْ سَمِعَ مِنْهُ الْقُدَمَاءُ أَبُو الْحَسَنِ النَّحْوِيُّ ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظُ ثَمَّ عُمِّرَ حَتَّى أَدْرَكَهُ الْأَحْدَاثُ وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ . سَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنْ شُيُوخِ قَزْوِينَ يَقُولُونَ : لَمْ يَرَ أَبُو الْحَسَنِ مِثْلَهُ فِي الْفَضْلِ ، وَالزُّهْدِ ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَكَانَ يُفْطِرُ عَلَى الْخُبْزِ وَالْمِلْحِ وَفَضَائِلُهُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُعَدَّ وَكَانَ لَهُ بَنُونَ ثَلَاثَةٌ مُحَمَّدٌ أَبُو إِبْرَاهِيمَ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَمِعُوا أَبَا عَلِيٍّ الطُّوسِيَّ ، وَالْقُدَمَاءَ وَمَاتُوا وَلَمْ يُبَلِّغُوا الرِّوَايَةَ وَلِأَبِي إِبْرَاهِيمَ ابْنَانِ سَمِعَا جَدَّهُمَا وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمَا وَبَقِيَ لَهُ أَسْبَاطٌ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَأَمَّا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَقَدِ انْقَطَعَ نَسْلُهُما
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ شَيْخٌ ، مُسِنٌّ ، نَيَّفَ عَلَى الْمِائَةِ سَمِعَ بِقَزْوِينَ هَارُونَ بْنَ هَزَارِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرَيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ سَهْلِ بْنِ زَنْجَلَةَ ، وَيَحْيَى بْنَ عَبْدَكَ ، وَعَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ ، ثُمَّ مَنْ بَعْدَهُمْ وَبِبَغْدَادَ عَبَّاسًا الدُّورِيَّ ، وَالصَّغَانِيَّ ، وَابْنَ أَبِي خَيْثَمَةَ ، فَمَنْ بَعْدَهُمْ وَبِالْكُوفَةِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، وَأَخَاهُ مُحَمَّدًا ، وَابْنَ أَبِي الْعَنْبَسِ ، وَبِمَكَّةَ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَأَقْرَانَهُ ، وَبِصَنْعَاءَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ بَرَّةَ ، وَالدَّبَرِيَّ ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى ، ثُمَّ مَنْ بَعْدَهُمْ وَلَهُ إِلَى الْعِرَاقِ رِحْلَتَانِ وَكَتَبَ مَا لَا يُعَدُّ عَالِيًا وَنَازِلًا انْتَخَبَ عَلَيْهِ ابْنُ عُقْدَةَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ وَتُوُفِّيَ سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَلَمْ يُرْزَقْ وَلَدًا ذَكَرًا وَكَانَتْ لَهُ بَنَاتٌ
الْحُسَيْنُ وَمُحَمَّدٌ سَمِعَا بِقَزْوِينَ إِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيَّ ، وَأَبَا مُوسَى الْحَيَّانِيَّ ، وَأَقْرَانَهُمَا وَبِالرَّيِّ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ وَالْحَرُورِيَّ ، وَأَبَا الْعَبَّاسِ الشَّحَّامَ ، وَبِالْعِرَاقِ الْمَحَامِلِيِّينَ وَأَقْرَانَهُمَا ، وَبِالْكُوفَةِ ، مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ الْمُحَارِبِيَّ ، وَعَلِيَّ بْنَ هَارُونَ الْحِمْيَرِيَّ ، وَابْنَ عُقْدَةَ ، وَبِمَكَّةَ مُحَمَّدَ بْنَ الرَّبِيعِ الْجِيزِيَّ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْمُقْرِيِّ ، وَابْنَ الْأَعْرَابِيَّ ، وَكَانَ لِمُحَمَّدٍ إِلَى الرَّيِّ رِحْلَتَانِ وَأَكْثَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ وَمَاتَ الْحُسَيْنُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمُحَمَّدٌ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَلَمْ يَكُنْ لِمُحَمَّدٍ ابْنٌ ذَكَرٌ وَلِلْحُسَيْنِ ابْنَانِ : مُحَمَّدٌ ، وَعَلِيٌّ مُحَمَّدٌ حَمَلَهُ أَبُوهُ إِلَى نَيْسَابُورَ حَتَّى سَمِعَ مِنَ الْأَصَمِّ وَأَقْرَانِهِ وَبِقَزْوِينَ ، عَلِيَّ بْنَ مَهْرَوَيْهِ ، مَاتَ وَهُوَ شَابٌّ وَلَمْ يُبَلِّغِ الرِّوَايَةَ وَعَلِيٌّ سَمِعَ مِنَ مَيْسَرَةَ بْنِ عَلِيٍّ ، وَابْنِ رِزْمَةَ ، وَابْنِهِ أَحْمَدَ سَمِعَ مِنَ ابْنِ صَالِحٍ ، وَابْنِ الْأُسْتَاذِ ، وَكَانَ حَافِظًا عَالِمًا بِهَذَا الشَّأْنِ تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَقَدِ انْقَطَعَ نَسْلُهُمْ
وَأَخُوهُ أَبُو الْمُنْذِرِ أَصْغَرُ مِنْهُ سَمِعَ بِقَزْوِينَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الطُّوسِيَّ ، وَإِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيَّ ، وَبِبَغْدَادَ الْمَحَامِلِيَّيْنِ ، وَابْنَ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيَّ ، وَبِالشَّامِ ابْنَ جُوصَا ، وَصَاحِبَ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ ، وَبِمِصْرَ صَاحِبَ زُغْبَةَ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَكَانَ لَهُ بَنُونَ سَمِعُوا مِنْ أَبِي الْحَسَنِ الْقَطَّانِ ، وَلَمْ يُبَلِّغِ الرِّوَايَةَ مِنْهُمْ إِلَّا أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانِ ، وَعَنْ أَبِيهِ ، وَعَمِّهِ ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، وَابْنُهُ ، وَسِبْطُهُ سَمِعَا وَلَمْ يُبَلِّغَا الرِّوَايَةَ ، وَأَبُو مَنْصُورٍ كَانَ لَهُ ابْنَانِ سَمِعَا مِنْ أَبِيهِمَا وَمِنْ مَيْسَرَةَ ، وَابْنِ رِزْمَةَ ، وَأَقْرَانِهِمُ : الْأَكْبَرُ اسْتُشْهِدَ وَهُوَ شَابٌّ وَالْآخَرُ اسْمُهُ مَنْصُورٌ ، تُوُفِّيَ سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَلَمْ يَرْوِ إِلَّا الْقَلِيلَ سَمِعَ بِبَغْدَادَ مُسْنَدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مِنَ الْقَطِيعِيِّ وَكَانَ لَهُ بَنُونَ : الْأَكْبَرُ سَمِعَ مَعَنَا مِنْ شُيُوخِ قَزْوِينَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعَمِائَةٍ بِالْجَبَلِ وَلَهُ ابْنَانِ
أَبُوَ زُرْعَةَ أَبْنَاءُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَقِيهَانِ الْبَارِعانِ سَمِعَ أَبُو يَعْلَى أَبَا الْحَسَنِ الْقَطَّانَ ، وَمَيْسَرَةَ ، وَابْنَ رِزْمَةَ ، وَبِبَغْدَادَ أَبَا بَكْرٍ الشَّافِعِيَّ ، وَأَحْمَدَ بْنَ خَلَّادٍ النَّصِيبِيَّ ، وَأَقْرَانَهُمَا وَسَمِعَ أَبُو زُرْعَةَ بِبَغْدَادَ أَحْمَدَ بْنَ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيَّ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَاشَى وَبِالْبَصْرَةِ الْفَارُوقَ بْنَ عَبْدِ الْكَبِيرِ الْخَطَّابِيَّ ، وَيُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ النَّجِيرَمِيَّ وَبِجُرْجَانَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ الْحَافِظَ ، وَأَبَا بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيَّ ، وَبِنَيْسَابُورَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ نُجَيْدٍ السُّلَمِيَّ ، وَبِأَسْفَرَايِنَ شَافِعَ بْنَ أَبِي عَوَانَةَ ، مَاتَ أَبُو يَعْلَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ، وَلَمْ يُرْزَقْ وَلَدًا وَأَبُو زُرْعَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَتُوُفِّيَ ابْنُهُ بَعْدَهُ وَلَمْ يُرْزَقْ وَلَدًا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْفَقِيهُ وَيُعْرَفُ بِالنَّسَّاجِ شَيْخٌ ، زَاهِدٌ ، عَالِمٌ بِالْعَرَبِيَّةِ ، وَغَيْرُهُ وَكَانَ يُذَكِّرُ ، ارْتَحَلَ إِلَى مَكَّةَ وَسَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغَ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي مَيْسَرَةَ ، وَبِحُلْوَانَ زَكَرِيَّا بْنَ يَحْيَى الْحُلْوَانِيَّ ، وَلَا يُعْرَفُ لَهُ سَمَاعٌ بِالْعِرَاقِ ، وَسَمِعَ بِقَزْوِينَ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي اللَّيْثِ النَّحْوِيَّ ، وَابْنَ أَبِي طَاهِرٍ ، وَأَحْمَدَ بْنَ عُبَيْدٍ فَرْخُوَيْهِ ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، وَكَانَ لَهُ ابْنَانِ أَحَدُهُمَا سُلَيْمَانُ ، وَالْآخَرُ إِسْمَاعِيلُ ، وَكَانَا يُذَكِّرَانِ سَمِعَ سُلَيْمَانَ إِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيَّ ، وَابْنَ أَبِي حَاتِمٍ ، وَابْنَ مَهْرَوَيْهِ ، وَسَمِعَ إِسْمَاعِيلُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ ، وَعَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانَ ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَزِيدَ الْفَامِيَّ ، مَاتَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَإِسْمَاعِيلُ قَبْلَهُ بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ ، وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ ابْنَانِ : أَحَدُهُمَا سَمِعَ مِنَ الطَّبَرَانِيِّ ، وَابْنِ رِزْمَةَ وَالْآخَرُ سَمِعَ مِنَ مَيْسَرَةَ ، وَابْنِ رِزْمَةَ ، مَاتَا وَلَمْ يَبْلُغَا لِلرِّوَايَةِ وَلِلْابْنِ الْأَصْغَرِ عَقِبٌ وَلِإِسْمَاعِيلَ كَانَ لَهُ بَنُونَ لَكِنِ اثْنَانِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ : أَحَدُهُمَا مُحَمَّدُ أَبُو الْفَرَجِ سَمِعَ أَبَا مَنْصُورٍ وَابْنَ رِزْمَةَ ثُمَّ مَنْ بَعْدِهِمْ وَارْتَحَلَ إِلَى ابْنِ الْمُقْرِئِ بِأَصْبَهَانَ وَإِلَى بَغْدَادَ فَسَمِعَ الدَّارَقُطْنِيَّ ، وَابْنَ شَاهِينَ ، وَمَاتَ فِي حَدِّ الْكُهُولَةِ وَلَمْ يَبْلُغِ الرِّوَايَةَ وَالِابْنُ الْأَصْغَرُ نَاصِرٌ سَمِعَ أَبَا مَنْصُورٍ ، وَابْنَ صَالِحٍ ، وَغَيْرَهُمَا ، مَاتَ وَهُوَ شَابٌّ مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَلِأَبِي الْفَرَجِ عَقِبٌ
أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ نَاجِيَةَ الضَّبِّيُّ شَيْخٌ ، صَالِحٌ ، دَيِّنٌ ، سَمِعَ ابْنَ أَبِي طَاهِرٍ ، وَأَحْمَدَ بْنَ دَاوُدَ السِّمْنَانِيَّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ يُوسُفَ وَغَيْرَهُمْ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدِ بْنَ زَيْدٍ الْمَالِكِيَّ الْفَقِيهَ يَقُولُ : لَمْ أَرَ بَعْدَ أَبِي الْحَسَنِ الْقَطَّانِ أَدْيَنَ وَأَفْضَلَ مِنْهُ وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ وَسَمِعَ مِنَ أَبِي الْحَسَنِ الْقَطَّانِ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَابْنُهُ عَلِيُّ سَمِعَ أَبَاهُ وَابْنَ ابْنِهِ نَاجِيَةَ بْنَ عَلِيٍّ سَمِعَ ابْنَ صَالِحٍ ، وَشُيُوخَ قَزْوِينَ ، وَبِبَغْدَادَ ، عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيَّ ، وَابْنَ شَاهِينَ ، وَالدَّرَاقُطْنِيَّ ، وَغَيْرَهُمْ تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَابْنُهُ تُوُفِّيَ وَهُوَ شَابٌّ وَقَدِ انْقَطَعَ نَسْلُهُ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ حَلْبَسِ بْنِ حَمُّويَهْ لَهُ أَبُوهُ وَلَهُ اسْمٌ بِقَزْوِينَ وَكَانَ لِوَالِدِهِ مَمْلُوكَانِ : أَحَدُهُمَا عُبَيْدٌ وَالْآخَرُ وَصِيفٌ سَمِعَا الْعِلْمَ الْكَثِيرَ وَلِوَصِيفٍ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو طَالِبٍ ارْتَحَلَ إِلَى الْعِرَاقِ وَتَعَلَّمَ الْفِقْهَ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ بِقَزْوِينَ ، وَالْعِرَاقَ ، وَكَانَ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي الْفُتْيَا ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَ بِقَزْوِينَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الطُّوسِيَّ ، وَالْعَبَّاسَ بْنَ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، وَإِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيَّ ، وَغَيْرَهُمْ ، وَبِالرَّيِّ أَبَا الْعَبَّاسِ الْجَمَّالَ ، وَلَمْ نُدْرِكْ مِنْ أَصْحَابِ الْجَمَّالَ غَيْرَهُ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَأَبَا الْعَبَّاسِ الشَّحَّامَ ، وَغَيْرَهُمْ وَبِالْعِرَاقِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيَّ ، وَابْنَ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيَّ ، وَابْنَ مَخْلَدٍ ، وَغَيْرَهُمْ سَمِعَ مِنْهُ الْغُرَبَاءُ وَأَهْلُ الْبَلَدِ وَكَانَ ثِقَةً مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَكَانَ لَهُ ابْنَانِ يَتَزَهَّدَانِ وَمَا كَانَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَقَدِ انْقَطَعَ نَسْلُهُمْ
وَالْخَضِرُ أَبْنَاءُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَضِرِ الْقَزْوِينِيُّ مَاتَ مُحَمَّدٌ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّينَ سَمِعَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الطُّوسِيَّ ، وَإِبْرَاهِيمَ الشَّهْرَزُورِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ يُونُسَ بْنَ هَارُونَ ، وَكَانَ ثِقَةً أَمَّا الْخَضِرُ فَأَدْرَكْتُهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ يُونُسَ ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الطُّوسِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ صَالِحٍ الطَّبَرِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيَّ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ أَهْلِ قَزْوِينَ نَازِلًا وَعَالِيًا وَبِالرَّيِّ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ ، وَمَنْ فِي عَصْرِهِ ، وَارْتَحَلَ إِلَى نَيْسَابُورَ فَسَمِعَ الْأَصَمَّ ، وَالْأَخْرَمَ ، وَأقْرَانَهُمَا ، وَدَخَلَ هَرَاةَ فَسَمِعَ شُيُوخَهَا ثُمَّ ارْتَحَلَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ إِلَى الْعِرَاقِ فَسَمِعَ بِبَغْدَادَ ابْنَ السَّمَّاكِ ، وَأَقْرَانَهُ وَأَقَامَ بِهَا يُدَرِّسُ الْفِقْهَ عَلَى ابْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَدَخَلَ وَاسِطَ فَسَمِعَ ابْنَ شَوْذَبٍ ، وَأَقْرَانَهُ وَبِالْبَصْرَةِ ابْنَ دَاسَةَ ، وَأَقْرَانَهُ ، وَدَخَلَ الْكُوفَةَ فَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَسَمِعَ شُيُوخَ الْوَقْتِ ، وَكَانَ زَاهِدًا دِينًا قَالَ : كَتَبْتُ بِيَدِي سِتَّةَ آلَافِ جُزْءٍ وَقُرِئَ لِي عَلَيْهِ أَجْزَاءٌ مَاتَ أَوَّلَ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَلَمْ يَتَزَوَّجْ قَطُّ
أَبُو الْحُسَيْنِ الْحُسَيْنُ سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ الْحَافِظَ ، فَخْرَ الْأَئِمَّةِ ، جَمَالَ الْحُفَّاظِ الْفَقِيهَ النَّبِيهَ شَرَفَ الدِّينِ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ ابْنَ الْقَاضِي الْفَقِيهِ الْأَنْجَبِ الْوَجِيهِ أَبِي الْمَكَارِمِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُفَرِّجِ الْمَقْدِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّمِائَةٍ ، وَيَقُولُ : سَمِعْتُ الْحَافِظَ شَيْخَ الْإِسْلَامِ أَبَا طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيَّ الْأَصْبَهَانِيَّ ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْقَاضِي أَبَا الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمَاكِيَّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ الْعَتِيقِ بِخَطِّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَى الْخَلِيلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظَ الْخَلِيلِيَّ إِمْلَاءً ، يَقُولُ :
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَاذَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ الشَّهْرَزُورِيَّ ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الطُّوسِيَّ ، وَإِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيَّ ، وَأَقْرَانَهُمْ مَاتَ فِي حَدِّ الْكُهُولَةِ وَلَمْ يُبَلِّعِ الرِّوَايَةَ ، وَلَهُ بَنُونَ أَرْبَعَةٌ أَحْمَدُ ، وَعُمَرُ ، وَمُحَمَّدٌ وَزَاذَانُ : فَأَمَّا أَحْمَدُ فَسَمِعَ إِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، وَأَبَا مُوسَى الْحَيَّانِيَّ ، وَقَرَأْنَا عَلَيْهِ أَحَادِيثَ وَأَمَّا عُمَرُ ، فَسَمِعَ إِسْحَاقَ ، وَأَبَا مُوسَى ، وَبِالرَّيِّ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ ، وَابْنَ قَازِنٍ ، وَبِأَذْرَبِيجَانَ أَحْمَدَ بْنَ طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ ، وَجَمَاعَةً غَيْرَهُمْ وَكَانَ ثِقَةً فِي حَدِيثِهِ ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَأَمَّا مُحَمَّدُ وَزَاذَانُ فَسَمِعَا ابْنَ مَهْرَوَيْهِ ، وَابْنَ الْقَطَّانَ ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَزِيدَ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، مَاتَ مُحَمَّدٌ ، وَهُوَ صَبِيُّ وَزَاذَانُ أَبُو عُمَرَ سَمِعْنَا مِنْهُ ، وَكَانَ يَؤُمُّ فِي الْجَامِعِ ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَأَوْلَادُ عُمَرَ عَبْدُ اللَّهِ ، وَمُحَمَّدٌ ، وَمُحَمَّدٌ : فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَسَمِعَ بِقَزْوِينَ عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانَ ، وَهُوَ صَغِيرٌ وَمَيْسَرَةَ بْنَ عَلِيٍّ ، وَأَحْمَدَ بْنَ رِزْمَةَ ، فَمَنْ بَعْدَهُمْ وَكَانَ كَثِيرَ السَّمَاعِ وَبِالرَّيِّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ ، وَبِالدَّيْنَوَرِ أَبَا بَكْرٍ السُّنِّيَّ ، وَسَمِعَ مِنْهُ صَحِيحَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيَّ ، وَبِبَغْدَادَ الْقَطِيعِيَّ ، وَمَخْلَدًا الْبَاقَرْحِيَّ ، وَابْنَ مَاسِيَّ ، وَغَيْرَهُمْ وَكَانَ فَقِيهًا قَدْ أَقَامَ بِبَغْدَادَ سِنِينَ تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَأَمَّا مُحَمَّدٌ الْأَكْبَرُ يُكَنَّى بِأَبِي الْحَسَنِ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ الشَّافِعِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الْفَتْحِ ، وَأَقْرَانَهُمْ وَبِبَغْدَادَ ابْنَ الْمُظَفَّرِ ، وَابْنَ لُؤْلُؤٍ ، وَبِوَاسِطٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّقَّا ، وَبِالْبَصْرَةِ هِلَالَ بْنَ مُحَمَّدِ ابْنِ أَخِي هِلَالٍ الرَّازِيَّ ، وَابْنَ الْأَسْفَاطِيَّ وَبِنَهَرَ الدَّيْرِ أَحْمَدَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّارٍ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَأَمَّا مُحَمَّدٌ الْأَصْغَرٌ يُكْنَى بِأَبِي مَنْصُورٍ ، سَمِعَ ابْنَ صَالِحٍ ، وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ إِسْحَاقَ ، وَبِبَغْدَادَ الدَّارَقُطْنِيَّ ، وَالْحَرْبِيَّ ، وَابْنَ شَاهِينَ ، وَأَقْرَانَهُمْ وَبِالْمَوْصِلِ نَصْرَ بْنَ أَحْمَدَ صَاحِبَ أَبِي يَعْلَى ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْقَاسِمِ الصَّوَّافَ ، وَبِالرَّيِّ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْفَقِيهَ ، وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيَّ ، وَأَقْرَانَهُمْ تُوُفِّيَ وَهُوَ شَابٌّ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ
أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرِ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيَّ أَحَدُ الْعُبَّادِ وَالزُّهَّادِ ، عَالِمٌ بِالْعُلُومِ ، وَهُوَ مِنْ أَئِمَّةِ مَنْ يَتَصَوَّفُ لَهُ إِشَارَاتٌ وَكَرَامَاتٌ سَمِعَ بِالْعِرَاقِ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي أُسَامَةَ ، وَإِسْمَاعِيلَ الْقَاضِيَ ، وَالْكُدَيْمِيَّ ، وَأَقْرَانَهُمْ وَبِمَكَّةَ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَالدَّبَرِيَّ بِصَنْعَاءَ قَدِمَ قَزْوِينَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ كِبَارُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ ، وَكَتَبُوا عَنْهُ وَحَدَّثَنِي عَنْهُ جَدِّي وَجَمَاعَةٌ ، وَمَاتَ بَعْدَ الثَّلَاثِينَ . سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ يُوسُفَ الصُّوفِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ لِي أَبُو بَكْرِ بْنُ طَاهِرٍ الْأَبْهَرِيُّ : يَا بُنَيَّ إِنَّ أَمْرَنَا هَذَا بُنِيَ عَلَى الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْجُوعِ وَالْمَذَلَّةِ فِي هَذِهِ الدَّارِ الْفَانِيَةِ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَاكِنٍ الزَّنْجَانِيُّ إِمَامٌ فِي وَقْتِهِ فِقْهًا ، وَعِلْمًا ، بِهَذَا الشَّأْنِ ارْتَحَلَ إِلَى الْعِرَاقَيْنِ ، وَالْحِجَازِ ، وَمِصْرَ ، سَمِعَ بِبَغْدَادَ أَحْمَدَ بْنَ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيَّ ، وَيَعْقُوبَ الدَّوْرَقِيَّ ، وَأَقْرَانَهُمَا وَبِالْبَصْرَةِ نَصْرَ بْنَ عَلِيٍّ ، وَأَحْمَدَ بْنَ عَبْدَةَ الضَّبِّيَّ ، وَبُنْدَارًا ، وَأَبَا مُوسَى ، وَيَحْيَى بْنَ حَكِيمٍ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، وَبِالْكُوفَةِ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيَّ ، وَأَبَا كُرَيْبٍ ، وَبِحُلْوَانَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْخَلَّالَ ، وَبِالْمَدِينَةِ أَبَا مُصْعَبٍ ، وَيَحْيَى بْنَ الْمُغِيرَةِ ، وَبِمَكَّةَ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيَّ ، وَأَبَا يَحْيَى بْنَ الْمُقْرِئِ ، وَبِمِصْرَ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى ، وَابْنَ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ ، وَالْمُزَنِيَّ ، وَالرَّبِيعَ ، وَبِالرَّيِّ مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ ، وَأَبَا زُرْعَةَ ، وَأَقْرَانَهُمْ بِكُلِّ بَلَدٍ ، وَأَخَذَ عِلْمَ الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، وَسَمِعَ مِنْهُ الْكِبَارَ يَرْوِي عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي التَّوَارِيخِ ، وَقَدِمَ قَزْوِينَ بَعْدَ التِّسْعِينَ فَسَمِعَ مِنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ مَهْرَوَيْهِ ، وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانُ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ ، وَجَدِّي ، وَأَقْرَانُهُمْ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ الْأَبْهَرِيُّ ، تُوُفِّيَ قَبْلَ الثَّلَاثِمِائَةِ رَأَيْتُ فِيَ كِتَابِ جَدِّي بِخَطِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَاكِنٍ قَالَ : سَمِعْتُ الرَّبِيعَ ، وَالْمُزَنِيَّ يَقُولَانِ : سَمِعْنَا الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : وَضَعْتُ كِتَابَ اللَّهِ عَلَى يَمِينِي ، وَأَحَادِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَسَارِي ، وَالْأَئِمَّةُ بَعْدَهُ وَأَنْقُضُ مِنْهَا مَسَائِلَ الْعِرَاقِ ، وَأَصْحَابَ أَبِي حَنِيفَةَ حَتَّى أَدْرَكْتُ الْحَقَّ جَهْدِي
أَبُو الْقَاسِمِ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْأَرْدَبِيلِيُّ إِمَامٌ فِي وَقْتِهِ ، عُرِفَ بِالْحِفْظِ ، ارْتَحَلَ إِلَى الرَّيِّ فَسَمِعَ أَبَا حَاتِمٍ ، وَأَقْرَانَهُ ، وَرَضَوْا حِفْظَهُ ، وَهُوَ مُبْتَدِئٌ وَبِقَزْوِينَ سَمِعَ يَحْيَى بْنَ عَبْدَكَ ، وَالْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الطَّنَافِسِيَّ ، وَبِبَغْدَادَ أَبَا قِلَابَةَ ، وَيَحْيَى بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَإِسْمَاعِيلَ الْقَاضِيَ ، وَبِالْكُوفَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي الْعَنْبَسِ ، وَابْنَ أَبِي غَرَزَةَ ، وَبِهَمَذَانَ ابْنَ دِيزِيلَ ، وَبِنَهَاوَنْدَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ نَصْرٍ ، وَأَقْرَانَهُمْ بِكُلِّ بَلَدٍ ، وَلَهُ تَصَانِيفُ ، وَهُوَ مِنَ الْكِبَارِ ثِقَةٌ ، عَالِمٌ ، سَمِعَ مِنْهُ أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرٍ الْمَيَانَجِيُّ ، وأَقْرَانُهُ بِأَرْدَبِيلَ ، وَبِقَزْوِينَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَأَبُو يَعْلَى الزَّيْدِيُّ ، وَبِهَمَذَانَ ابْنُ لَالٍ ، وَبِالْعِرَاقِ أَبُو الْفَضْلِ الْكُوفِيُّ ، وَارْتَحَلَ إِلَيْهِ أَهْلُ خُرَاسَانَ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ
أَبُو عَمْرٍو سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْدَعِيُّ عَالِمٌ بِهَذَا الشَّأْنِ ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ تَتَلْمَذَ عَلَى أَبِي زُرْعَةَ ، ارْتَحَلَ إِلَى الشَّامِ ، وَمِصْرَ ، وَالْعِرَاقَيْنِ ، وَنَيْسَابُورَ ، وَكَتَبَ عَنِ الْكِبَارِ ، وَاسْتَدْرَكَ عَلَى أَبِي زُرْعَةَ بِحَدِيثٍ أَخْطَأَ فِيهِ سَمِعَ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى ، وَحَرْمَلَةَ ، وَالرَّبِيعَيْنِ ، وَالْمُزَنِيَّ ، وَأَحْمَدَ بْنَ شَيْبَانَ الرَّمْلِيَّ ، وَابْنَ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَوْفٍ الْحِمْصِيَّ ، وَعَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ ، وَبُنْدَارٌ ، وَأَبَا مُوسَى وَمُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ ، وَأَبَا الْأَزْهَرِ ، وَأَقْرَانَهُمْ رَوَى عَنْهُ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْأَرْدَبِيلِيُّ ، وَأَبُو عَلِيِّ بْنُ عَيَّاشٍ ، وَابْنُ النَّجْمِ الْمَيَانَجِيُّ ، وَابْنُ حَرَارَةَ الْبَرْدَعِيُّ ، الْحَافِظُ وَلَهُ تَصَانِيفُ مُرْضِيَةٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ
أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ الْفَقِيهُ الْحَفِظُ مِنَ الْأَئِمَّةِ فِي هَذَا الشَّأْنِ ، وَلَهُ تَصَانِيفُ سَمِعَ الْجُرْجَانِيَّ الطُّلَقِيَّ ، وَعَمَّارَ بْنَ رَجَاءٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى الدَّامِغَانِيَّ ، وَبِالرَّيِّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ الْقَزَّازَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَمَّارٍ ، وَأَبَا زُرْعَةَ ، وَأَبَا حَاتِمٍ ، وَبِقَزْوِينَ يَحْيَى بْنَ عَبْدَكَ ، وَبِبَغْدَادَ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيَّ ، وَعَلِيَّ بْنَ حَرْبٍ وَبِالْكُوفَةِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْأَخْمَسِيَّ ، وَبِالشَّامِ الْعَبَّاسَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ ، وَيُوسُفَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ سَيْفٍ الْحَرَّانِيَّ ، وَبِمِصْرَ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، وَأَقْرَانَهُمْ مِنْ أَهْلِ جُرْجَانَ ، وَالرَّيِّ ، وَقَزْوِينَ ، وَبَغْدَادَ ، وَالْكُوفَةِ ، وَالشَّامِ ، وَمِصْرَ ، وَكَانَ قَدْ كَتَبَ عَنْهُ أَهْلُ نَيْسَابُورَ ، وَمَرْوَ ، وَبُخَارَى حِينَ أَشْخَصَ إِلَى بُخَارَى سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ حَدَّثَنِي عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوخِ نَيْسَابُورَ وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو عَمْرٍو بْنُ خُزَيْمَةَ الْأَصَمُّ بِقَزْوِينَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَلَهُ تَصَانِيفُ فِي الْفِقْهِ ، وَكِتَابُ الضُّعَفَاءِ فِي عَشْرَةِ أَجْزَاءَ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَكَانَ أُسْتَاذَ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيَّ قَدِيمًا ، ثُمَّ ارْتَحَلَ ابْنُ عَدِيٍّ إِلَى الْآفَاقِ تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَيُقَالُ : سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ
أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ الْجُرْجَانِيُّ عَدِيمُ النَّظِيرِ حِفْظًا ، وَجَلَالَةً سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْقَاضِيَ الْحَافِظَ فَقُلْتُ : كَانَ ابْنُ عَدِيٍّ أَحْفَظَ أَمْ ابْنَ قَانِعٍ ؟ فَقَالَ : وَيْحَكَ زِرُّ قَمِيصِ ابْنِ عَدِيٍّ أَحْفَظُ مِنْ عَبْدِ الْبَاقِي سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ الْفَارِسِيَّ الْحَافِظَ يَقُولُ : لَمْ أَرَ مِثْلَ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيِّ فَكَيْفَ فَوْقَهُ فِي الْحِفْظِ . وَكَانَ قَدْ لَقِيَ أَبَا الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيَّ ، وَأَبَا أَحْمَدَ الْكَرَابِيسِيَّ ، وَالْحُفَّاظَ ، وَقَالَ لِي : كَانَ حِفْظُ هَؤُلَاءِ تَكَلُّفًا ، وَكَانَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حِفْظُهُ طَبْعًا ، ارْتَحَلَ إِلَى الْعِرَاقَيْنِ ، وَالْحِجَازِ ، وَالشَّامِ ، وَمِصْرَ مُعْجَمُهُ زَادَ عَلَى أَلْفِ شَيْخٍ مِمَّنْ لَقِيَهُمْ لَقِيَ بِالْبَصْرَةِ أَبَا خَلِيفَةَ ، وَمَنْ هُوَ أَقْدَمَ مَوْتًا مِنْهُ وَبِمِصْرَ أَصْحَابَ أَسَدِ بْنِ مُوسَى ، وَابْنَ عُفَيْرٍ ، سَمِعَ مِنْهُ الْكِبَارُ مِنَ أَقْرَانِهِ ، وَلَهُ تَصْنِيفٌ فِي الضُّعَفَاءِ مَا صَنَّفَ أَحَدٌ مِثْلَهُ ، وَرَوَى حَدِيثَ الْجَعْفَرِيَّاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْأَشْعَثِ الْمِصْرِيِّ ، سَمِعَهُ مِنْهُ ابْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ ، وَقَالَ لَهُ : مَا أَتَى أَحَدٌ مِثْلُكَ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ يَعْنِي مَا أَتَى بَلَدَنَا . أَنْشَدَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ ، أَنْشَدَنِي أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ ، أَنْشَدَنِي مَنْصُورُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهُ لِنَفْسِهِ : قَبِيحٌ بِمَنْ جَاوَزَ الْأَرْبَعِينَ وَشَابَتْ ذَوَائِبُهُ أَنْ يَقُولَا أَلَا بَدْرٌ ثُمَّ يُجِيدُ الْغِنَاءَ وَشَمْسٌ يُدِيرُ عَلَيْنَا الشُّمُولَا قَالَ : فَأَنْشَدَنَا مَنْصُورٌ : يَا مَادِحَ الْحِرْصِ جَهْلًا وَالْحِرْصُ شَيْءٌ يَحِيفُ اصْفَعْ قَفَا كُلِّ يَوْمٍ تَعِيشُهُ بِرَغِيفِ مَاتَ ابْنُ عَدِيٍّ قَبْلَ السَّبْعِينَ
أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ الطَّبَرِيُّ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُذْكَرَ ، جَامِعٌ فِي الْعُلُومِ ، إِمَامٌ ، سَمِعَ بِالرَّيِّ مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ ، وَأَقْرَانَهُ ، وَبِالْعِرَاقِ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدَةَ الضَّبِّيَّ ، وَنَصْرَ بْنَ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيَّ ، وَارْتَحَلَ إِلَى الشَّامِ ، وَمِصْرَ ، وَلَا يُعَدُّ شُيُوخُهُ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ سَمِعَ مِنْهُ الْأَئِمَّةُ وَالَّذِينَ أَكْثَرُوا عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الدَّقِيقِيُّ الْحُلْوَانِيُّ ، رَوَى عَنْهُ التَّارِيخَ ، وَالتَّفْسِيرَ وَمَخْلَدَ بْنَ جَعْفَرٍ الْبَاقَرْحِيَّ ، رَوَى عَنْهُ كِتَابَ الذَّيْلِ ، وَالْبَاقُونَ رَوَوْا عَنْهُ الْيَسِيرَ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِبَغْدَادَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ ، وَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ ، وَشَيْخٌ آخَرُ بَعْدَ الثَّمَانِينَ ، رَوَى عَنْهُ جُزْءًا صَغِيرًا
عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ الْعَامِرِيُّ الْكُوفِيُّ دَخَلَ نَيْسَابُورَ ، وَاسْتَوْطَنَهَا حَتَّى مَاتَ ، كَبِيرٌ ، مُحَدِّثٌ ، ابْنُ مُحَدِّثٍ ، كَانَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ ، رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، وَغَيْرُهُمَا مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ نَيْسَابُورَ ، وَكَانَ لَهُ فِي النَّحْوِ ، وَاللُّغَةِ رَأْسُ مَالٍ ، سَمِعَ سُعَيْرَ بْنَ الْخِمْسِ ، وَأَبَاهُ ، وَغَيْرَهُمَا ، وَمَاتَ سَنَةَ عَشَرَ وَمِائَتَيْنِ . وَيَتَفَرَّدُ بِحَدِيثٍ عَنْ سُعَيْرٍ حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْكَيْسَانِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْفَامِيُّ ، قَالَا : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ ، حَدَّثَنَا سُعَيْرُ بْنُ الْخِمْسِ ، عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدِيثُ الْوَسْوَسَةَ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الشَّرْقِيِّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ بِهَ وَرَوَاهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَثَّامٍ ، وَتَكَلَّمَ فِي أَبِي حَاتِمٍ حُسَّادُهُ فِي سَمَاعِهِ مِنْ عَلِيِّ بْنِ عَثَّامٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ أَصْلِ كِتَابِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَا : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ ح وَحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ عَثَّامٍ الْعَامِرِيِّ ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ . وَهَذَا الْحَدِيثُ أَرْسَلَهُ أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَكَرَ حَدِيثَ الْوَسْوَسَةِ قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي الْحَافِظُ : أَعْجَبُ مِنْ مُسْلِمٍ ، كَيْفَ أَدْخَلَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي الصَّحِيحِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، وَهُوَ مَعْلُولٌ فَرُدَّ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ يَقُولُ : قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ : يَا أَبَا أَحْمَدَ أُحِبُّ أَنْ تَكُونَ مُحْتَرِفًا ، فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا احْتَاجَ أَوَّلُ مَا يَبْذُلُ دِينَهُ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ الذُّهْلِيَّ إِمَامٌ ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ يُقَارَنُ بِأَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ ، ارْتَحَلَ إِلَى الْعِرَاقِ ، وَمِصْرَ ، وَالشَّامِ ، وَالْحِجَازِ ، سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ ، وَأَبَا عَاصِمٍ ، وَمُحَاضِرَ بْنَ الْمُوَرِّعِ ، وَجَعْفَرَ بْنَ عَوْنٍ ، وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئَ ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ خَلَّادٍ ، وَأَبَا الْمُغِيرَةِ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيَّ ، وَابْنَ أَبِي مَرْيَمَ ، وَابْنَ بُكَيْرٍ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، وَلَهُ تَصَانِيفُ مُرْضِيَةٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ ، كَتَبَ عَنْهُ بِالْعِرَاقِ أَقْرَانُهُ وَقَرَأَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَلَيْهِ لِابْنَيْهِ ، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو زُرْعَةَ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَأَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ
أَبُو الْأَزْهَرِ أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ سَمِعَ أَبَا عَاصِمٍ ، وَأَبَا عَامِرٍ الْعَقَدِيَّ ، وَجَعْفَرَ بْنَ عَوْنٍ ، وَغَيْرَهُمْ مِنْ شُيُوخِ الْعِرَاقِيِّينَ وَبِصَنْعَاءَ عَبْدَ الرَّزَّاقِ ، إِلَّا أَنَّهُ رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ حَدِيثًا أَنْكَرُوهُ عَلَيْهِ قَالَ أَبُو الْأَزْهَرِ كُنْتُ بِبَغْدَادَ فِي جَمَاعَةٍ فَاطَّلَعَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فَقَالَ : أَيُّ كَذَّابٍ فِيكُمْ رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ أَنْتَ سَيِّدٌ فِي الدُّنْيَا سَيِّدٌ فِي الْآخِرَةِ الْحَدِيثَ ؟ فَقُلْتُ : أَنَا فَقَالَ : وَيْحَكَ جِئْتَ بِطَامَّةٍ قَالَ أَبُو الْأَزْهَرِ : خَرَجْتُ يَوْمًا مَعَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ إِلَى الصَّحْرَاءِ فَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدُوسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّرْقِيِّ ، عَنْ أَبِي الْأَزْهَرِ ، وَلَا يَسْقُطُ أَبُو الْأَزْهَرِ بِهَذَا فَإِنَّ أَبَا حَامِدٍ الشَّرْقِيَّ ، وَكَانَ إِمَامًا فِي وَقْتِهِ قَالَ : اسْتَغْنَيْنَا عَنِ الْعِرَاقِ بِبَنادِرَةِ الْحَدِيثِ بِنَيْسَابُورَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ ، وَأَبِي الْأَزْهَرِ ، وَمَاتَ أَبُو الْأَزْهَرِ ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدُوسَ الْمُزَكِّي وَأَنَا سَأَلْتُهُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَزْهَرِ أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ الْحَدِيثَ لَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْأَزْهَرِ ، عَنْ مَالِكٍ
حَامِدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْمُقْرِئُ وَيُعْرَفُ بِحَامِدِ بْنِ أَبِي حَامِدٍ سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ الْحَافِظَ جَمَالَ الْعُلَمَاءِ بَقِيَّةَ السَّلَفِ ، الْفَقِيهَ الْعَالِمَ ، النَّبِيهَ ، شَرَفَ الدِّينِ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ ابْنَ الْقَاضِي الْفَقِيهِ الْأَنْجَبِ أَبِي الْمَكَارِمِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُفَرِّجِ الْمَقْدِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي شَهْرِ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّمِائَةٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْحَافِظَ جَمَالَ الدِّينِ شَيْخَ الْإِسْلَامِ أَبَا طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيَّ الْأَصْبَهَانِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَاكِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِقَزْوِينَ مِنْ أَصْلِهِ الْعَتِيقِ بِخَطِّهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِمِائَةٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَى الْخَلِيلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظَ الْخَلِيلِيَّ إِمْلَاءً يَقُولُ : حَامِدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْمُقْرِئُ وَيُعْرَفُ بِحَامِدِ بْنِ أَبِي حَامِدٍ مِنْ أَهْلِ نَيْسَابُورَ ، ثِقَةٌ ، سَمِعَ إِسْحَاقَ بْنَ سُلَيْمَانَ الرَّازِيَّ ، وَمَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ ، وَعَامِرَ بْنَ خِدَاشٍ ، وَغَيْرَهُمْ سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَمَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ ، وَأَبُو حَامِدٍ الشَّرْقِيُّ ، وَابْنُ بِلَالٍ ، وَهُوَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ السَّرَّاجُ ثِقَةٌ ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، مِنْ شَرْطِ الصَّحِيحِ سَمِعَ قُتَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ أَبَانَ الْبَلْخِيَّ ، وَإِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ ، وَأَبَا قُدَامَةَ السَّرَخْسِيَّ ، وَعَبْدَ الْأَعْلَى بْنَ حَمَّادٍ ، وَبِشْرَ بْنَ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيَّ ، وَأَحْمَدَ بْنَ مَنِيعٍ ، وَأَبَا هَمَّامٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الصَّبَّاحِ الْجُرْجَانِيَّ ، وَدَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ ، وَهَنَّادَ بْنَ السَّرِيِّ ، وَأَبَا كُرَيْبٍ ، وَأَبَا مُصْعَبٍ ، وَابْنَ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيَّ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ وَكَانَ يَكْتُبُ عَنِ الْأَقْرَانِ ، وَمَنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ سِنًّا لَعِلْمِهِ وَتَبَحُّرِهِ . وَسَمِعْتُ مَنْ يَحْكِي أَنَّهُ قَالَ : كَتَبْتُ عَنْ أَلْفٍ وَخَمْسِمِائَةٍ بَلْ زِدْتُ عَلَيْهِ ، وَسَمِعْتُ بَعْضَ شُيُوخِ نَيْسَابُورَ أَنَّهُ قَالَ : حَضَرْتُ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى ، وَقُرِئَ عَلَيْهِ لَكِنِّي لَمْ أَضْبِطْ لِصِغَرِي فَلَمِ ارْوِ ذَلِكَ رَوَى عَنْهُ الْكِبَارُ بِالْعِرَاقِ ، وَنَيْسَابُورَ سَمِعَ مِنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ فِي سَنَةِ نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ ، وَسَمِعَ مِنْهُ أَهْلُ بَلَدِنَا قَبْلَ السَّبْعِينَ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيُّ ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ ، إِمَامُ الْجَامِعِ وَحَدَّثَنِي حَمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدِّلُ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ أَحَادِيثَ رَوَاهَا عَنِ السَّرَّاجِ ، وَسَمِعَ مِنْهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَأَقْرَانُهُمَا ثُمَّ الْحُفَّاظُ بَعْدَهُمْ كَأَبِي عَلِيٍّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَغَيْرِهِمَا ، تُوُفِّيَ أَوَّلَ سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَيُقَالُ إِنَّ مَوْلِدَهُ قَبْلَ الْعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا مِنْ بَغْدَادَ : يَا أَخِي عَزِيزٌ عَلَيَّ جَفَاءُ مِثْلِكَ وَمَا أَنْتَ إِلَّا كَمَا قِيلَ : أَتَجْفُو خَلِيلًا لَمْ يَخُنْكَ مَوَدَّةً عَزِيزٌ عَلَيْنَا أَنْ نَرَاكَ كَذَالِكَا
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ النَّيْسَاَبُورِيُّ اتَّفَقَ فِي وَقْتِهِ أَهْلُ الشَّرْقِ أَنَّهُ إِمَامُ الْأَئِمَّةِ سَمِعَ بِخُرَاسَانَ عَلِيَّ بْنَ حُجْرٍ ، وَعُتْبَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْيُحْمِدِيَّ ، وَإِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ رَافِعٍ ، وَبِالْعِرَاقِ يَحْيَىَ بْنَ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ ، وَأَحْمَدَ بْنَ عَبْدَةَ الضَّبِّيَّ ، وَنَصَرَ بْنَ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيَّ ، وَأَحْمَدَ بْنَ مَنِيعٍ ، وَبِمِصْرَ أَصْحَابَ الشَّافِعِيِّ ، وَأَصْحَابَ ابْنِ وَهْبٍ ، وَغَيْرَهُمْ رَوَى عَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ أَحَادِيثَ وَكَذَلِكَ أَبُو حَامِدٍ الشَّرْقِيُّ ، وَأَقْرَانُهُمَا ، وَرَوَى عَنْهُ أَئِمَّةُ الدُّنْيَا فِي وَقْتِهِمْ مِنَ الْفُقَهَاءِ مِثْلَ : أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْهَمَذَانِيُّ ، وَآخَرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِنَيْسَابُورَ سِبْطُهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ، رَوَى عَنْهُ مُخْتَصَرُ الْمُخْتَصَرِ وَغَيْرَهُ سَأَلْتُ عَنْهُ الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ : لَوْ كَانَ كَلْبٌ عَلَى بَابِ ابْنِ خُزَيْمَةَ مَا كُنْتُ أَعْيَبُ عَلَيْهِ فَضْلًا عَنْ سِبْطِهِ قُلْتُ : هُوَ مِنْ شَرْطِ الصَّحِيحِ قَالَ : هَذَا لَا أَقُولُ وَمَاتَ قَبْلَ السَّرَّاجِ بِسَنَتَيْنِ وَلَهُ مِنَ التَّصَانِيفِ مَا لَا يُعَدُّ فِي الْحَدِيثِ ، وَالْفِقْهِ سَمِعْتُ حَمَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدِّلَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ خَالِدٍ الْأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ : سُئِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ فَقَالَ : وَيْحَكُمْ هُوَ يَسْأَلُ عَنَّا وَلَا نَسْأَلُ عَنْهُ ، هُوَ إِمَامٌ يُقْتَدَى بِهِ حَدَّثَنِي بَعْضُهُمْ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الْحَافِظِ ، قَالَ : سَمِعْتُ مَنْ سَمِعَ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، يَقُولُ : اسْتَفَدْنَا مِنْ هَذَا الْفَتَى الشَّعْرَانِيِّ أَبِي بَكْرٍ أَكْثَرَ مَا اسْتَفَادَ مِنَّا : يَعْنِي ابْنَ خُزَيْمَةَ
أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ الْبَزَّارُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى ، وَأَبَا الْأَزْهَرِ ، وَأَحْمَدَ بْنَ حَفْصٍ ، وَعَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ الدَّارْبِجَرْدِيَّ ، وَالْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيَّ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، وَهُوَ بِالْعِرَاقِ أَعْلَى مِنْ أَبِي حَامِدٍ الشَّرْقِيِّ ، سَمِعَ مِنْهُ الْكِبَارُ ، وَهُوَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ ، بَقِيَ إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدُوسٍ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ، وَأَنَا سَأَلْتُهُ حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَزْهَرِ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ الْحَدِيثَ
أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الصِّبْغِيُّ الْفَقِيهُ سَمِعْتُ الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كُلَّمَا يَرْوِي عَنْهُ لِيَجْمَعَ بَيْنَ جَمَاعَةٍ يَقُولُ : وَأَبُو بَكْرٍ هُوَ الْإِمَامُ الْمُقَدَّمُ ، كَانَ عَالِمًا بِالْحَدِيثِ ، وَالرِّجَالِ ، وَالْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ ، وَفِي الْفِقْهِ كَانَ الْمُشَارُ إِلَيْهِ فِي وَقْتِهِ ، ثِقَةٌ مَأْمُونٌ ، سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِيَ وَتَمْتَامًا ، وَالْكُدَيْمِيَّ ، وَبِالرَّيِّ : ابْنَ الْجُنَيْدِ ، وَبِقَزْوِينَ يَعْقُوبَ بْنَ يُوسُفَ أَخَا حُسَيْنَكَا عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَكَمِ الْعُرَنِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ ، سَمِعَ مِنْهُ الْكِبَارُ الْحُفَّاظُ وَلَهُ بِنَيْسَابُورَ دَارٌ وَقَفَهَا عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ مِنَ الْغُرَبَاءِ وَيَسْكُنُهَا الْفُضَلَاءُ وَوَقَفَ عَلَيْهِمْ مِنَ الضِّيَاعِ مَا يَكْفِيهِمْ لِطَعَامِهِمْ وَلِبَاسِهِمْ وَقَدْ كَتِبَ عَلَى الْحَافِظِ أَنَّهُ يَسْكُنُهَا وَذَكَرَ قِصَّةً طَوِيلَةً مِنْ أُصُولِ الدِّينِ مَنْ كَانَ مَذْهَبُهُ هَذَا وَهِيَ بَعْدُ عَامِرَةٌ قَالَ الْحَاكِمُ : مَا عَهِدْتُ بِنَيْسَابُورَ أَحْسَنَ دِيَانَةً مِنْهُ وَأَكْبَرَ نَفْسًا وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ جَمَاعَةٌ مِنَ الْكُبَرَاءِ وَبِقَزْوِينَ أَبُو عَلِيٍّ الْخِضْرُ بْنُ أَحْمَدَ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهَانِ ، تُوُفِّيَ بَعْدَ الْأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ
أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ الْكَبِيرُ ، إِمَامٌ فِي وَقْتِهِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، تَلْمَذَ عَلَيْهِ الْحُفَّاظُ ، وَارْتَحَلَ إِلَى الْعِرَاقَيْنِ ، وَالشَّامِ ، وَمِصْرَ ، أَدْرَكَ أَبَا خَلِيفَةَ ، وَابْنَ قُتَيْبَةَ الْعَسْقَلَانِيَّ وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيَّ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، كَتَبَ عَنْ قَرِيبٍ مِنْ أَلْفَيْ شَيْخٍ ، وَلُقِّبَ فِي صِبَاهُ بِالْحَافِظِ ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، سَمِعْتُ الْحَاكِمَ يَقُولُ : لَسْتُ أَقُولَ تَعَصَّبًا لِأَنَّهُ أُسْتَاذِي ، وَلَكِنِّي لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَطُّ وَقَالَ ابْنُ الْمُقْرِئِ الْأَصْبَهَانِيُّ : ادْعُو لَهُ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ لِأَنِّي كُنْتُ أتْبَعُهُ فِي شُيُوخِ الشَّامِ وَمِصْرَ حَتَّى حَصَلْتُ عَلَى مَا أَرْوِيهِ ، سَمِعْتُ مَنْ يَحْكِي عَنْهُ قَالَ : دَخَلْتُ الْكُوفَةَ فَدَقَقْتُ عَلَى ابْنِ عُقْدَةَ بَابَهُ فَقَالَ : مَنْ ؟ فَقُلْتُ : أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ ذَاكَرَنِي ، وَقَالَ : أَنْتَ الْحَافِظُ ؟ قُلْتُ نَعَمْ : قَالَ : لَعَلَّكَ تَحْفَظُ ثِيَابَكَ فَلَمَّا رَجَعْتُ مِنَ الشَّامِ لَقِيتُهُ فَذَاكَرَنِي ثُمَّ قَالَ : أَنْتَ وَاللَّهِ الْيَوْمَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، قَدْ غَلَبَتْنِي سَمِعْتُ الْحَاكِمَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظُ يَقُولُ : أَخْطَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ عَلَى الْمُنْذِرِ بْنِ الْوَلِيدِ الْجَاوَرْدِيِّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْجُفْرِيِّ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَضَّرَ اللَّهُ امرَءًا وَلَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ عَنْ نَافِعٍ ، وَالْعَجَبُ أَنَّهُ يَتْبَعُهُ بِإِسْنَادِهِ عَلَى أَبِي نَوْفَلٍ عَنْ نَافِعٍ سَمِعْتُ الْحَاكِمَ يَقُولُ : سَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي كَامِلٍ الْجَحْدَرِيِّ عَنْ غُنْدَرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ فَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَدَّثَنَا بِهِ ابْنُ الْبَاغَنْدِيِّ ، وَنَحْنُ نَتَّهِمُهُ بِهِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ فِي الْإِسْلَامِ أَحَدٌ غَيْرُهُ عَنْ أَبِي كَامِلٍ عَنْ غُنْدَرٍ قَالَ الْحَاكِمُ : فَذَاكَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْبَغْدَادِيُّ فَقَالَ لِي : الْبَاغَنْدِيُّ ثِقَةٌ ، إِمَامٌ ، لَا يُنْكَرُ مِنْهُ إِلَّا التَّدْلِيسُ ، وَالْأَئِمَّةُ قَدْ دَلَّسُوا ، فَقُلْتُ : لَا تَقُلْ بِهَذَا أَلَيْسَ قَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي كَامِلٍ هَذَا وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ ؟ فَقَالَ : قَدْ ذَكَرَ لِي عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ الْبَزَّارِ ، عَنْ أَبِي كَامِلٍ كَمَا عِنْدَ الْبَاغَنْدِيِّ
الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ بْنِ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ الطَّهْمَانِيُّ ، عَالِمٌ عَارِفٌ ، وَاسِعُ الْعِلْمِ ذُو تَصَانِيفَ كَثِيرَةٍ ، لَمْ أَرَ أَوْفَى مِنْهُ ، سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْأَخْرَمَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْأَصَمَّ ، وَالْحَسَنَ بْنَ يَعْقُوبَ الْعَدْلَ ، فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ شُيُوخِ نَيْسَابُورَ حَتَّى رَوَى عَنْ مَنْ عَاشَ بَعْدَهُ لِسَعَةِ عِلْمِهِ ، وَسَمِعَ بِمَرْوَ الْمَحْبُوبِيَّ ، وَالْقَاسِمَ السَّيَّارِيَّ ، وَالْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَلِيمِيَّ ، وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ فَمَنْ بَعْدَهُمْ وَبِبُخَارَى أَحْمَدَ بْنَ سَهْلٍ الْفَقِيهَ ، وَخَلَفًا الْخَيَّامَ ، فَمَنْ بَعْدَهُمَا وَبِنَيْسَابُورَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيَّ ، وَأَقْرَانَهُ ، وَبِالرَّيِّ : إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّيَّادَ ، وَبِهَمَذَانَ : ابْنَ حَمْدَانَ الْجَلَّابَ ، وَبِبَغْدَادَ : ابْنَ السَّمَّاكِ ، وَالنَّجَّادِ ، وَابْنَ دَرَسْتَوَيْهِ ، وَالْعَبَادَانِيَّ ، وَبِالْكُوفَةِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ ، وَابْنَ أَبِي دَارِمٍ ، وَبِمَكَّةَ : الْفَاكِهِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْأَدَمِيَّ ، وَغَيْرَهُمْ ، وَلَهُ إِلَى الْعِرَاقِ وَالْحِجَازِ رِحْلَتَانِ ، ارْتَحَلَ إِلَيْهَا سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ فِي الرِّحْلَةِ الثَّانِيَةِ ، وَذَاكَرَ الْحُفَّاظَ وَالشُّيُوخَ ، وَكَتَبَ عَنْهُمْ أَيْضًا ، وَنَاظَرَ الدَّارَقُطْنِيَّ فَرَضِيَهُ ، وَهُوَ ثِقَةٌ وَاسِعُ الْعِلْمِ ، بَلَغَتْ تَصَانِيفُهُ الْكُتُبَ الطِّوَالَ وَالْأَبْوَابَ ، وَجَمَعَ الشُّيُوخَ الْمُكْثِرِينَ وَالْمُقِلِّينَ قَرِيبًا مِنْ خَمْسِمِائَةِ جُزْءٍ ، وَيَسْتَقْصِي فِي ذَلِكَ يُؤَلِّفُ الْغَثَّ ، وَالسَّمِينَ ثُمَّ يَتَكَلَّمُ عَلَيْهِ فَيَبِينُ ذَلِكَ ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، سَأَلَنِي فِي الْيَوْمِ الثَّانِي لَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَيُقْرَأُ عَلَيْهِ فِي فَوَائِدِ الْعِرَاقِيِّينَ . سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ حَدِيثَ الِاسْتِئْذَانِ ، فَقَالَ لِي : مَنْ أَبُو سَلَمَةَ هَذَا ؟ فَقُلْتُ مِنْ وَقْتِهِ : هُوَ الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ السَّرَّاجُ ، فَقَالَ لِي : كَيْفَ يَرْوِي الْمُغِيرَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، فَبَقِيتُ ثُمَّ قَالَ : قَدْ أَمْهَلْتُكَ أُسْبُوعًا حَتَّى تَتَفَكَّرَ فِيهِ ، فَمِنْ لَيْلَتِهِ تَفَكَّرْتُ فِي أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ مِرَارًا حَتَّى بَقِيتُ فِيهِ أُكَرِّرُ التَّفَكَّرَ ، فَلَمَّا وَقَعْتُ إِلَى أَصْحَابِ الْجَزِيرَةِ مِنْ أَصْحَابِهِ تَذَكَّرْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ فَإِذَا كُنْيَتُهُ أَبُو سَلَمَةَ ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ حَضَرْتُ مَجْلِسَهُ وَلَمْ أَذْكُرْ شَيْئًا حَتَّى قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِمَّا انْتَخَبْتُ قَرِيبًا مِنْ مِائَةِ حَدِيثٍ ، قَالَ لِي : هَلْ تَفَكَّرْتَ فِيمَا جَرَى ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ فَتَعَجَّبَ وَقَالَ لِي : نَظَرْتَ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ لِأَبِي عَمْرٍو الْبَحِيرِيِّ ؟ قُلْتُ : وَاللَّهِ مَا لَقِيتُ أَبَا عَمْرٍو ، وَلَا رَأَيْتُهُ ، فَذَكَرْتُ لَهُ مِمَّا أَمَّمْتُ فِي ذَلِكَ فَتَحَيَّرَ ، وَأَثْنَى عَلَيَّ ثُمَّ كُنْتُ أَسْأَلُهُ فَقَالَ لِي : أَنَا إِذًا ذَاكَرْتُ الْيَوْمَ فِي بَابٍ فَلَا بُدَّ مِنَ الْمُطَالَعَةِ لِكِبَرِ سِنِّي فَرَأَيْتُهُ فِي كُلِّ مَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ بَحْرًا لَا يُعْجِزُهُ عَنْهُ ، وَقَالَ لِي : اعْلَمْ بَأَنَّ خُرَاسَانَ وَمَا وَرَاءَ النَّهَرِ لِكُلِّ بَلْدَةٍ تَارِيخٌ صَنَّفَهُ عَالِمٌ مِنْهَا ، وَوَجَدْتُ نَيْسَابُورَ مَعَ كَثْرَةِ الْعُلَمَاءِ بِهَا ، وَالْحُفَّاظِ لَمْ يُصَنِّفُوا فِيهِ شَيْئًا فَدَعَانِي ذَلِكَ إِلَى أَنْ صَنَّفْتُ تَارِيخَ النَّيْسَابُورِيِّينَ ، فَتَأَمَّلْتُهُ وَلَمْ يَسْبِقْهُ إِلَى ذَلِكَ أَحَدٌ ، وَصَنَّفَ لِأَبِي عَلِيِّ بْنِ سَيْمَجُورَ ، كِتَابًا فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ ، وَمُسْنَدَاتِهِ ، وَأَحَادِيثِهِ ، وَسَمَّاهُ الْإِكْلِيلَ ، لَمْ أَرَ أَحَدًا رَتَّبَ ذَلِكَ التَّرْتِيبَ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الضُّعَفَاءِ الَّذِينَ نَشَأُوا بَعْدَ الثَّلَاثِمِائَةِ بِنَيْسَابُورَ ، وَغَيْرِهَا مِنْ شُيُوخِ خُرَاسَانَ ، وَكَانَ يُبَيِّنُ مِنْ غَيْرِ مُحَابَاةٍ
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مَعْقِلٍ الْأَصَمُّ مِنَ الْمُعَمِّرِينَ ، سَمِعَ هَارُونَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيَّ ، وَأُسَيْدَ بْنَ عَاصِمٍ الْأَصْبَهَانِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيَّ ، وَالْعَبَّاسَ الدُّورِيَّ ، وَابْنَ أَبِي عَرْزَةَ ، وَأَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيَّ ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، وَالرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، وَابْنَ عَبْدِ الْحَكَمِ ، وَبَحْرَ بْنَ نَصْرٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَوْفٍ الْحِمْضِيِّ ، وَأَبَا أُمَيَّةَ ، وَالْعَبَّاسَ الْبَيْرُونِيَّ ، وَأَقْرَانَهُمْ مِنْ شُيُوخِ أَصْبَهَانَ وَالْعِرَاقَيْنِ ، وَمَكَّةَ ، وَمِصْرَ ، وَالشَّامِ ، عُمِّرَ حَتَّى أَدْرَكَهُ أَسْبَاطٌ مَنْ سَمِعُوا مِنْهُ . سَمِعْتُ الْحَاكِمَ يَذْكُرُ فَضْلَهُ وَزَكَّاهُ ، تُوُفِّيَ بَعْدَ الْأَرْبَعِينَ ، وَكَانَ يُقْرَأُ عَلَيْهِ بَعْدَ الثَّلَاثِمِائَةِ إِلَى أَنْ مَاتَ ، رَوَى عَنْهُ مِثْلُ : أَبِي عَلِيٍّ الْحَافِظِ وَأَبِي أَحْمَدَ الْكَرَابِيسِيِّ ، وَأَقْرَانِهِمَا ، وَأَدْخَلَهُ الْحَاكِمُ فِي الصَّحِيحِ ، سَمِعْتُ الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : قَرَأْتُ عَلَيْهِ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الَّذِي يَقُولُ : ابْنُ آدَمَ يُقَاسِمُ نِصْفَ عَذَابِ أَهْلِ النَّارِ قِسْمَةً صِحَاحًا مَوْقُوفًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَلَاثِينَ ، ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِسِنِينَ يَقْرَأُ مِنْ كِتَابٍ رُفِعَ إِلَيْهِ مُسْنِدًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلْتُ مَنْ رَفَعَ إِلَيْهِ : مِنْ أَيْنَ كُتِبَ هَذَا ؟ فَذَكَرَ أَنَّهُ أَخَذَهُ مِنْ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الْوَرَّاقِ ، وَأَنَّ أَبَا أَحْمَدَ قَالَ : دَفَعَ إِلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَةَ الْأَصْبَهَانِيُّ وَذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ رَآهُ فِي أَصْلِ أَبِي الْعَبَّاسِ ، مُسْنَدًا فَقُلْتُ لِلْحَاكِمِ : أَتَسْنِدُهُ لِي ؟ قَالَ : لَا أَنَا عَلَى مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ مَوْقُوفًا ، وَقَالَ الْحَاكِمُ لِأَبي أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ : لَا تَعُدْ إِلَى مِثْلِ هَذَا ، لَا تَدْفَعْ إِلَيْهِ إِلَّا أَصْلَهُ قَالَ الْحَاكِمُ : وَلَا أَنْقِمُ عَلَيْهِ وَإِنَّمَا وَقَعَ هَذَا لِكِبَرِ سِنِّهِ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى السُّلَمِيُّ الْأَزْدِيُّ حَفِيدُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ نُجَيْدٍ السُّلَمِيِّ ، ثِقَةٌ ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، مِنَ الزُّهَّادِ ، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِدَقَائِقِ عُلُومِ الصُّوفِيَّةِ ، وَلَهُ تَصَانِيفُ فِي ذَلِكَ لَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهَا ، سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْأَصَمَّ ، وَأَبَا حَامِدٍ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ الْمُقْرِيَّ ، وَيَحْيَى بْنَ مَنْصُورٍ ، وَأَبَا الْوَلِيدِ حَسَّانَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، وَأَقْرَانَهُمْ بِنَيْسَابُورَ ، وَلَهُ مَعْرِفَةٌ بِالْحَدِيثِ ، جَمَعَ الْأَبْوَابَ ، وَالْمُقِلِّينَ ، وَغَيْرَ ذَلِكَ كَثِيرُ السَّمَاعِ ، مَاتَ بَعْدَ الْأَرْبَعِمِائَةِ ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ : سَمِعْتُ جَدِّيَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ نُجَيْدٍ السُّلَمِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيَّ الزَّاهِدَ ، يَقُولُ : مَنْ خَالَفَ عَقْدُهُ عَقْدَكَ خَالَفَ قَلْبُهُ قَلْبَكَ
أَبُو الطَّيِّبِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الصُّعْلُوكِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ الْإِمَامُ فِي وَقْتِهِ ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، عَدِيمُ النَّظَرِ فِي وَقْتِهِ ، عِلْمًا ، وَدِيَانَةً ، سَمِعَ أَبَاهُ وَمُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْأَصَمَّ ، وَابْنَ مَطَرٍ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، تُوُفِّيَ بَعْدَ الْأَرْبَعِمِائَةِ بِقَلِيلٍ ، وَوَالِدُهُ مِنْ أَصْبَهَانَ ، وَرَدَ نَيْسَابُورَ ، وَأَكْثَرُ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ الْفُقَهَاءِ بِهَا أَخَذُوا عَنْهُ ، وَكَانُوا يُسَمُّونَهُ الْإِمَامَ ، وَمَا رَأَيْتُ فِيَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَعْلَى هِمَّةً مِنْهُ ، وَأَكْثَرَ حِشْمَةً ، تُوُفِّيَ أَوَّلَ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، أَنْشَدَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَنْشَدَنِي أَبِي لِنَفْسِهِ : بَكَيْتُ عَلَى أَيَّامِ أُنْسٍ بُرْهَةً وَهَلْ تَنْفَعُ الْعَيْنَانِ أُنْسًا مُزَايِلًا فَلِلَّهِ أَيَّامٌ مَضَيْنَ غَوَافِلًا وَلِلَّهِ أَيَّامٌ مَضَيْنَ شَوَاغِلًا
أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ ثِقَةٌ ، عَالِمٌ بِهَذَا الشَّأْنِ ، سُئِلَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ عَنْهُ ، فَقَالَ : ثِقَةٌ ، مُعْتَمِدٌ عَلَيْهِ ، سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ ، وَأَبَا الْأَزْهَرِ ، وَأَحْمَدَ بْنَ حَفْصٍ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمَرْوَزِيَّ ، وَالْفَضْلَ بْنَ خُرَّمٍ الْهَرَوِيَّ ، وَأَحْمَدَ بْنَ أَبِي سُرَيْحٍ بِالرَّيِّ ، وَابْنَ وَارَةَ ، وَأَبَا زُرْعَةَ ، وَأَبَا حَاتِمٍ ، وَبِقَزْوِينَ الْمُنْسَجِرَ بْنَ الصَّلْتِ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ خَلَفٍ الزَّعْفَرَانِيَّ ، بِهَمَذَانَ ، وَبِالْبَصْرَةِ بُنْدَارَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى ، وَيَحْيَى بْنَ حَكِيمٍ ، وَبِبَغْدَادَ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ أَبِي مَذْعُورٍ ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَرَفَةَ ، وَالْحَسَنَ بْنَ الصَّبَّاحِ ، وَعَلِيَّ بْنَ مُسْلِمٍ ، وَبِوَاسِطَ إِسْحَاقَ بْنَ شَاهِينَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْوَزِيرِ ، وَأَحْمَدَ بْنَ سِنَانٍ ، وَبِالْكُوفَةِ أَبَا سَعِيدٍ الْأَشَجَّ ، وَهَارُونَ بْنَ إِسْحَاقَ ، وَعَلِيَّ بْنَ الْمُنْذِرِ ، وَبِمَكَّةَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئَ ، وَأَقْرَانَهُمْ مِنْ كُلِّ بَلَدٍ ، وَدَخَلَ قَزْوِينَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ ، فَكَتَبَ عَنْهُ الْقُدَمَاءُ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَيْسَانِيُّ وَأَبُو مُوسَى الْحَيَّانِيُّ ، وَأَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، وَدَخَلَ أَيْضًا سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، ثُمَّ مَاتَ فِي طَرِيقِ الْغَزْوِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، أَدْرَكْتُ مِنْ أَصْحَابِهِ قَرِيبًا مِنْ عَشْرَةِ أَنْفُسٍ ، وَلَهُ تَصَانِيفَ حِسَانٌ تَدُلُّ عَلَى عِلْمِهِ ، وَمَعْرِفَتِهِ بِهَذَا الشَّأْنِ . سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْفَامِيُّ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ إِمْلَاءً يَقُولُ : سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ أَيُّوبَ يَقُولُ : سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ : يَا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ أَدُّوا زَكَاةَ الْحَدِيثِ ، قِيلَ : وَكَيْفَ نُؤَدِّي زَكَاةَ الْحَدِيثِ ؟ قَالَ : اعْمَلُوا مِنْ كُلِّ مِائَتَيْ حَدِيثٍ سَمِعْتُمُوهَا بِخَمْسَةِ أَحَادِيثَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ : كَتَبَ عَنِّي أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ هَذِهِ الْحِكَايَةَ ، وَحَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ حَمِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدِّلُ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ أَحَادِيثَ وَحِكَايَاتٍ قَدْ كَتَبْتُهَا
الْفَضْلُ بْنُ خُرَّمٍ يُقَالُ إِنَّهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَخُرَّمٌ لُقِّبَ بِهِ سَمِعَ مِنْهُ الْقُدَمَاءَ مِنْ شُيُوخِ هَرَاةَ ، وَسَمِعَ مِنْهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ ، وَأَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الطُّوسِيُّ ، وَأَقْرَانُهُمَا ، سَمِعْتُ الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : لَا أَعْرِفُهُ إِلَّا بِالصِّدْقِ قُلْتُ فَالْحَدِيثُ الَّذِي يُرْوَى عَنْهُ عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } قَالَ تَبْيَضُّ وُجُوهُ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَتَسْوَدُّ وُجُوهُ أَهْلِ الْبِدَعِ كَيْفَ هَذَا ؟ وَلَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ ، وَيُنْكَرُ هَذَا مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ ، فَتَبَسَّمَ وَقَالَ : نَرَى هَذَا مِنَ الرَّاوِي عَنْهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، أَوْ عَسَاهُ مَوْقُوفٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، مَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ
أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ كَبِيرُ الْمَحَلِّ ، عَالِمٌ بِهَذَا الشَّأْنِ ، يُقَارَنُ بِالْبُخَارِيِّ ، وَأَبِي زُرْعَةَ ، وَأَبِي حَاتِمٍ ، سَمِعَ بِالْعِرَاقِ الْقَعْنَبِيَّ ، وَأَبَا الْوَلِيدِ ، وَأَبَا نُعَيْمٍ ، وَأَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ ، وَأَخَذَ عِلْمَ الْحَدِيثِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ ، وَيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ، وَالْبَعْضَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَلَهُ عَنْهُمْ تَارِيخٌ يَنْفَرِدُ بِهِ ، وَصَنَّفَ لِنَفْسِهِ تَارِيخًا ، وَسَمِعَ بِمِصْرَ كَاتَبَ اللَّيْثِ ، وَيَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ ، وَأَقْرَانَهُمَا ، وَبِالشَّامِ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ ، وَدُحَيْمًا ، وَمَنْ فِي عَصْرِهِمْ ، سَمِعَ مِنْهُ حُفَّاظُ خُرَاسَانَ : ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَالشَّرْقِيُّ ، وَأَبُو عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ ، ثُمَّ مَنْ بَعْدَهُمْ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَنَزِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ عَنْهُ عَنْ عُثْمَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ ، تَارِيخًا لَهُ ، وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَافِظَ يَقُولُ : كَانَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ثِقَةً ، مُتَّفَقًا عَلَيْهِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ : رَأَيْتُ :
أَبُو عَلِيٍّ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ الذُّهْلِيُّ حَافِظٌ لِلْحَدِيثِ ، يَتَكَلَّمُ فِيهِ ، دَخَلْتُ نَيْسَابُورَ وَهُوَ حَيُّ بِهَرَاةَ ، وَكُنْتُ أَرَى فِي أَبْوَابِ الْحَاكِمِ عَنْهُ أَحَادِيثَ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا ، قَالَ لِي أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ : كَانَ فِي أَيَّامِ ابْنِ أَبِي ذُهْلٍ ، لَا يَدَّعَى عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، سَمَاعًا ، فَمِنْ بَعْدَ مَوْتِهِ يَرْوِي عَنْهُ ، وَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ : انْتَخَبْتُ عَلَيْهِ أَلْفَ حَدِيثٍ ، فَسَمِعَتْ مِنِّي بِالْعِرَاقِ عَلَى الْغَرَّةِ ، وَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ الْقَاضِي : كَانَ يَسْمَعُ مَعَنَا بِوَاسِطَ مِنِ ابْنِ شَوْذَبٍ ، فَيُذَاكِرُهُ بِالْغَرَائِبِ وَكَانَ حَافِظًا مَاتَ بَعْدَ التِّسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، وَأَحَادِيثُهُ تَقَعُ فِيهَا مَا لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ وَيُعْرَفُ بِالشَّمَّاخِيِّ الْهَرَوِيِّ الْحَافِظِ عَالِمٌ بِهَذَا الشَّأْنِ ، ذُو تَصْنِيفٍ فِي الْأَبْوَابِ ، وَالشُّيُوخِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، سَمِعَ أَبَا بِشْرٍ الْمَرْوَزِيَّ ، وَابْنَ يَاسِينَ ، وَشَكَرَ ، وَالْمُنْكَدِرِيَّ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ ، وَبِنَيْسَابُورَ : زَنْجَوَيْهِ اللَّبَّادَ ، وَأَبَا حَامِدٍ الشَّرْقِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ الْأَرْغِيَانِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ حَمْدُونَ بْنِ خَالِدٍ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، وَبِالشَّامِ : ابْنَ جَوْصَا ، وَابْنَ خُرَيْمٍ ، وَشُيُوخُهُ ذَوُو عَدَدٍ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ ، وَبِمِصْرَ سَمِعَ جَمَاعَةً : صَاحِبُ غَرَائِبَ ، يَأْتِي بِأَحَادِيثَ يُخَالَفُ فِيهَا ، سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ : إِنَّهُ رَوَى فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ ، فَذَكَرَ فِيهِمْ أَفْرِيغُونَ وَالِي جَوْزَجَانَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ ، وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ رَوَى عَنْهُ الْكِبَارُ ، وَرَأَيْتُ الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يُكْثِرُ عَنْهُ فِي التَّرَاجُمِ ، وَبِالرَّيِّ شُيُوخُهَا قَدْ كَتَبُوا عَنْهُ الْكَثِيرَ ، وَانْتَخَبْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَدِيثِهِ ، تُوُفِّيَ بَعْدَ السَّبْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ
مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ أَصْلُهُ بَصَرِيٌّ ، بُعِثَ إِلَى مَرْوَ ، يَقْضِي وَيَفْتِي ، وَهُوَ أَخُو عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، وَعَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْخُرَاسَانِيُّ ، ثِقَةٌ ، وَقَالَ أَحْمَدُ : مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ أَخُو عَلِيٍّ ، وَعَزْرَةُ ، يُعَدُّ فِي أَهْلِ مَرْوَ ، أَصِلُهُمْ بَصْرِيُّونَ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ : سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ ، يَقُولُ : عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ثِقَةٌ ، مَأْمُونٌ ، وَلَيْسَ هَذَا بِمُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، كَانَ عَفَّانُ يَقُولُ : هُوَ رَجُلٌ صَدُوقٌ فِي نَفْسِهِ ، وَلَكِنْ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ ، وَبِالْبَصْرَةِ مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ آخَرُ يُقَالُ لَهُ : الْعَبْدِيُّ ، قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ ، أَنْكَرُوا عَلَيْهِ : حَدِيثَ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَتَيَمَّمَ ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ وَهَذَا مُنْكَرٌ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ
أَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ السُّكَّرِيُّ وَيُقَالُ سُمِّيَ السُّكَّرِيَّ لِحَلَاوَةِ كَلَامِهِ ، ثِقَةٌ ، مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، سَمِعَ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ ، وَالْأَعْمَشَ ، وَسُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ ، وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ ، وَغَيْرَهُمْ سَمِعَ مِنْهُ الْكِبَارُ : ابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَبْدَانُ ، وَغَيْرُهُمَا . يَزِيدُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ : حَدِيثُ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْإِمَامُ ضَامِنٌ ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَرَكْتَنَا نَتَنَافَسُ فِي الْأَذَانِ قَالَ : يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مُؤَذِّنُوهُمْ سَفِلَتُهُمْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ لَا تُرْوَى إِلَّا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي حَمْزَةَ ، وَرُبَّمَا هَذَا مِنْ قَوْلِ بَعْضِ الرُّوَاةِ ، وَلَا يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجُمْلَتُهُ أَنَّهُ ثِقَةٌ ، مَأْمُونٌ ، وَابْنُهُ اللَّيْثُ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ ، وَلِلَّيْثِ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ : حَامِدٌ ، يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ، وَلَيْسَا بِمَشْهُورَيْنِ ، وَمَاتَ أَبُو حَمْزَةَ بَعْدَ الثَّمَانِينَ وَمِائَةٍ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمَرْوَزِيُّ الْإِمَامُ ، الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ ، سَمِعَ حُمَيْدًا ، وَالتَّيْمِيَّ ، وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ ، وَهِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ ، وَالثَّوْرِيَّ ، وَمِسْعَرًا ، وَهِشَامَ بْنَ حَسَّانَ ، وَشُعْبَةَ ، وَالْحَمَّادَيْنِ ، وَمَعْمَرًا ، وَابْنَ لَهِيعَةَ ، وَاللَّيْثَ ، وَأَقْرَانَهُمْ مِنْ شُيُوخِ خُرَاسَانَ ، وَالْعِرَاقَيْنِ ، وَالْحِجَازِ ، وَمِصْرَ ، وَكَانَ يَكْتُبُ عَمَّنْ دُونَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ ، وَرَوَى عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ كَثِيرًا ، وَمَاتَ قَبْلَهُ بِكَثِيرٍ ، رَوَى عَنْهُ مِنَ الْكِبَارِ ابْنُ مَهْدِيٍّ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، وَرَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ أَحَادِيثَ ، وَقَدْ دَخَلَ قَزْوِينَ ، وَسَمِعَ مِنْهُ أَبُو حُجْرٍ ، وَغَيْرُهُ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالرَّيِّ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَبِبَغْدَادَ الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، وَالْقُدَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِهِ : مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رِزْمَةَ ، وَعَبْدَانُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ ، وَسُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، وَالْحَسَنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاسَرْجِسَ وَبِمَكَّةَ رَوَى عَنْهُ الْحُسَيْنُ الْمَرْوَزِيُّ كِتَابَ الزُّهْدِ ، وَغَيْرَهُ ، وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ ، وَالشَّامِ جَمَاعَةٌ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُجُّ سَنَةً ، وَيَغْزُو سَنَةً ، وَمَاتَ فِي طَرِيقِ الْغَزْوِ بِهِيتَ ، وَلَهُ مِنَ الْكَرَامَاتِ مَا لَا تُحْصَى ، وَالْبُخَارِيُّ رُبَّمَا يَرْوِي عَنْ رَجُلٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَعَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ سُفْيَانَ لِجَلَالَتِهِ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْرَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُطِيعٍ يَقُولُ : مَا خَلَّفَ ابْنُ الْمُبَارَكِ بِالْمَشْرِقِ مِثْلَهُ . حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْرَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : حَدَّثْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ ، بِحَدِيثٍ ، فَجِئْتُهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ بِهِ فَلَمَّا رَآنِي اسْتَحْيَا وَقَالَ : نَرْوِيهِ عَنْكَ ، نَرْوِيهِ عَنْكَ . قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ : سَمِعْتُ مِنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، شَيْئًا لَمْ تَسْمَعْهُ مِنْ مَعْمَرٍ ؟ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَعْمَرٍ لَا أَدْرِي رَفَعَهُ أَوْ لَا ؟ : نِعْمَ الْهَدِيَّةُ بَيْنَ يَدَيِ الْحَاجَةِ قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو وَهْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قِيلَ لَهُ بِالشَّامِ : إِلَى كَمْ تَطْلُبُ هَذَا الْعِلْمَ ؟ قَالَ : أَرْجُو أَنْ تَرَوْنِيَ فِيهِ أَوْ أَمُوتَ قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : الشِّيعَةُ تَدَّعِي أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ ، وَأَبَا الْهَيْثَمِ وَخُزَيْمَةَ ، كَانُوا مَعَ عَلِيٍّ بِصِفِّينَ وَلَمْ يَتَحَقَّقْ ذَلِكَ عِنْدَنَا قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ : وُلِدَ ابْنُ الْمُبَارَكِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ : مَاتَ ابْنُ الْمُبَارَكِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ ، وَمَاتَ بِهِيتَ
النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلِ بْنِ خَرَشَةَ الْمَازِنِيُّ كَبِيرٌ ، عَالِمٌ ، مَعْرُوفٌ مَحِلُّهُ عِنْدَ جَمِيعِ الْعُلَمَاءِ وَالْحُفَّاظِ ، وَلَهُ فِي الشَّعْرِ ، وَاللُّغَةِ مَحِلٌّ ، وَقِصَّتُهُ مَعَ الْمَأْمُونِ مَشْهُورَةٌ ، سَمِعَ بِالْحِجَازِ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ ، وَأَقْرَانَهُ ، وَبِالْبَصْرَةِ هِشَامًا الدَّسْتُوَائِيَّ ، وَهِشَامَ بْنَ حَسَّانَ ، وَشُعْبَةَ ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، رَوَى عَنْهُ الْكِبَارُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَمَنْ بَعْدَهُمَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ زَاجٌ ، وَعَبَّادُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَعَامَّةُ كِبَارِ خُرَاسَانَ ، وَمِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ جَمَاعَةٌ : أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، وَخَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِالرَّيِّ عَبَّادُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَرْوَزِيُّ ، نَزِيلُ الرِّيِّ ، وَبِالْعِرَاقِ ، خَلَّادٌ ، وَكَانَ ثِقَةً
الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ صَاحِبُ الْأَنْسَابِ وَالْأَيَّامِ كَبِيرُ الْمَحَلِّ ، غَيْرُ مُتَّفَقٍ عَلَيْهِ عِنْدَ الْحُفَّاظِ ، لَيَّنُوهُ ، ذُو تَصَانِيفَ وَمَعْرِفَةٍ بِهَذَا الشَّأْنِ ، سَمِعَ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ ، وَشُعْبَةُ ، وَغَيْرَهُمَا ، سَمِعَ مِنْهُ الْكِبَارُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمَرْوَزِيُّ ، وَأَقْرَانُهُمَا ، وَرَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةِ الْقَزْوِينِيُّ ، كِتَابَ الطَّبَقَاتِ ، مَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنِي جَدِّي مِنْ أُمِّي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ بِكِتَابِ الْخَوَارِجِ لَهُ
نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَيُسَمَّى نُوحًا الْجَامِعَ ، رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، وَادَّعَى عَنِ الزُّهْرِيِّ ، ضَعِيفٌ ، أَجْمَعُوا عَلَى ضَعْفِهِ وَقِصَّتُهُ مَشْهُورَةٌ ، رَوَى عَنْهُ شَدَّادُ بْنُ حَكِيمٍ ، وَرَوَى عَنْ حُمَيْدٍ أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا مِنْهَا عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ فِي عِدَّةُ الْحَيْضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعُرِضَ عَلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ فَجَمَعَ النَّاسَ ، قَالَ : سَمِعْنَا مِنْ حُمَيْدٍ وَمَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنَّا سِنًّا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، فَلَمْ نَسْمَعْ بِهَذَا ، قَدْ صَحَّ عِنْدَنَا مَا قَالُوا : إِنَّهُ كَذَّابٌ ، وَرَوَى فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ سُورَةً سُورَةً عَنْ رَجُلٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَقِيلَ لَهُ : مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا ؟ قَالَ : لِأَنَّ النَّاسَ قَدِ اشْتَغَلُوا بِمَغَازِيَ ابْنِ إِسْحَاقَ ، وَغَيْرِهِ فَحَرَّضْتُهُمْ عَلَى قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ
أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الرِّبَاطِيُّ الْمَرْوَزِيُّ وَسُمِّيَ الرِّبَاطِيُّ لِأَنَّهُ وَلِيَ أَمَرَ الْغُزَاةِ فِي الرِّبَاطِ ، سَمِعَ أَبَا مُعَاوِيَةَ ، وَأَبَا أُسَامَةَ ، وَأَقْرَانَهُمَا بِالْكُوفَةِ ، وَشُيُوخَ خُرَاسَانَ ، ثِقَةٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَالسَّرَّاجُ ، وَكَانَ حَافِظًا مُتْقِنًا ، تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ ، وَقِيلَ : سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ ، سَمِعْتُ الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظُ يَقُولُ : كَانَ وَاللَّهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْمُقْتَدَى بِهِمْ ، سَمِعْتُ الْحَاكِمَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ السَّلَامِ الْوَرَّاقِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ دَاوُدَ الْقَبِّيَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَسْلَمَ الطُّوسِيَّ حِينَ مَاتَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، يَقُولُ : مَا أَعْلَمُ أَحَدًا كَانَ أَخْشَى لِلَّهِ تَعَالَى مِنْ إِسْحَاقَ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ ، فَلَوْ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ حَيًّا ، لَاحْتَاجَ إِلَى إِسْحَاقَ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ : فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ أَحْمَدَ بْنَ سَعِيدٍ الرِّبَاطِيَّ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَوْ كَانَ الثَّوْرِيُّ ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ ، وَالْحَمَّادَانِ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، حَتَّى عَدَّ عَشْرَةً ، لَاحْتَاجُوا إِلَى إِسْحَاقَ ، قَالَ مُحَمَّدٌ فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الصَّفَّارَ فَقَالَ : وَاللَّهِ لَوْ كَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ فِي الْحَيَاةِ لَاحْتَاجَ إِلَى إِسْحَاقَ فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ ، وَلَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الرِّبَاطِيِّ
أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ بْنُ رَاهَوَيْهِ الْإِمَامُ الْمُتَّفَقَ عَلَيْهِ شَرْقًا ، وَغَرْبًا ، كَانَ إِمَامَ هَذَا الشَّأْنِ حِفْظًا ، وَعِلْمًا ، وَفِقْهًا ، وَفِي الْعُلُومِ كُلِّهَا ، سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ ، وَأَقْرَانَهُمَا مِنْ شُيُوخِ مَكَّةَ ، وَالْيَمَنِ ، وَالْعِرَاقِ ، وَخُرَاسَانَ ، وَشُيُوخُهُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُعَدُّوا ، وَكَانَ يُقَارَنُ بِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ، وَالْأَئِمَّةُ كُلُّهُمْ فِي الصِّحَاحِ ، وَآخِرُ مَنْ أَكْثَرَ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَافِظَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : قِيلَ لِإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ : إِنَّ هَذَا الصَّبِيَّ الرَّازِيَّ - يَعْنِي أَبَا زُرْعَةَ - وَارِدٌ عَلَيْكَ ، فَكَانَ يُصَلِّي يَوْمَيْنِ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الْبَيْتِ ، وَلَا يَأْذَنُ لِأَحَدٍ ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ هَذَا الْفَتَى وَارِدٌ وَقَدْ أَعْدَدْتُ مِائَةً وَخَمْسِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ أُلْقِيهَا عَلَيْهِ ، خَمْسُونَ أَلْفًا مِنْهَا مَعْلُولَاتٍ لَا تَصِحُّ . سَمِعْتُ الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَحْكِي بِإِسْنَادٍ لَا يَحْضُرُنِي أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ نَاظَرَهُ عِنْدَ بَعْضِ الْأُمَرَاءِ مَجُوسِيُّ ، فَقَالَ : أَنْتُمْ لَا تُحْسِنُونُ إِلَى الْمَوْتَى تُوَارُونَهُمْ فِي التُّرَابِ حَتَّى تَنْفَسِدَ أَعْضَاؤُهُمْ ، وَنَحْنُ نُحْسِنُ إِلَيْهِمْ ، نَفْتَحُ عَلَيْهِمُ الرِّيَاحَ ، فَقَالَ : بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَسْأَلَةُ الْمَوْلُودِ إِذَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ثُمَّ اكْتَرَّتْ لَهُ ظِئْرًا تُرْضِعُهُ إِذَا فُطِمَ ، الْأُمُّ أَوْلَى بِهِ أُمِ الظِّئْرُ فَقَالَ : الْأُمُّ ، فَقَالَ : الْأَرْضُ أُمُّنَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ } سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الزَّاهِدَ بِنَيْسَابُورَ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيَّ ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : شَاهِنْشَاهُ الْعُلَمَاءِ ، وَأَمَّا ابْنُهُ
مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ الْمَرْوَزِيُّ سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ الْحَافِظَ ، جَمَالَ الْإِسْلَامِ ، بَقِيَّةَ السَّلَفِ ، الْفَقِيهَ ، النَّبِيهَ ، شَرَفَ الدِّينِ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ ابْنَ الْقَاضِي الْفَقِيهِ الْأَنْجَبِ أَبِي الْمَكَارِمِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْدِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْمَدْرَسَةِ الصَّاحِبِيَةِ بِالْقَاهِرَةِ الْمَحْرُوسَةِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْإِمَامَ الْحَافِظَ أَبَا طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيَّ الْأَصْبَهَانِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِقِرَاءَتِي يَقُولُ : سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمَاكِيَّ بِقَزْوِينَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ الْعَتِيقِ بِخَطِّهِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِمِائَةٍ ، سَمِعْتُ أَبَا يَعْلَى الْخَلِيلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْخَلِيلِيَّ الْحَافِظَ إِمْلَاءً يَقُولُ : مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ الْمَرْوَزِيُّ : سَمِعَ شُيُوخَ مَرْوَ ، وَالْعِرَاقِ ، وَالْحِجَازِ : يَعْقُوبَ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ ، وَيَحْيَى بْنَ إِسْحَاقَ الْكَاجَغَرِيَّ ، وَغَيْرَهُمَا ، أَثْنَى عَلَيْهِ عُمَرُ الْجَوْهَرِيُّ ، وَهُوَ كَثِيرُ الرِّوَايَةِ عَنْهُ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَدَّادِيُّ الْمَرْوَزِيُّ فَقِيهٌ ، كَانَ عَلَى قَضَاءِ مَرْوَ سِنِينَ ، وَعُمِّرَ ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَحْمُودٍ ، وَحَمَّادَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيَّ ، وَأَبَا بِشْرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُصْعَبٍ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، وَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ بِأَحَادِيثِهِ . أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَدَّادِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ الْحَدِيثَ . وَهَذَا مَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، لَيْسَ بِمَحْمُودِ بْنِ آدَمَ ، وَلَا بِمَحْمُودِ بْنِ غَيْلَانَ ، لِئَلَّا يُشْتَبَهَ إِذَا لَمْ يُنْسَبْ ، فَإِنَّ ثَلَاثَتَهُمْ مَرَاوِزَةَ ، وَقَدْ سَمِعُوا ابْنَ عُيَيْنَةَ
عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ سَمِعَ مَالِكًا ، وَالثَّوْرِيَّ ، وَكُبَرَاءَ الْعِرَاقِ ، ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَيَتَفَرَّدُ بِأَحَادِيثَ عَنْ سُفْيَانَ ، وَغَيْرِهِ ، لَكِنَّ الْأَجِلَّاءَ رَوَوْا عَنْهُ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ ، وَغَيْرِهِمَا ، قَدِيمُ الْمَوْتِ ، وَرَوَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدِيثًا لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ ، مُسْنَدًا وَإِنَّمَا رَوَاهُ أَصْحَابُ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ ، وَرَوَاهُ عُمَرُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ : سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ : عُمَرُ بْنُ هَارُونَ لَيْسَ بِشَيْءٍ ، مَاتَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ ، سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَاكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مَهْرَوَيْهِ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي خَيْثَمَةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ يُكْنَى أَبَا الْحَسَنِ
أَبُو السَّكَنِ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ ثِقَةٌ ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ ، سَمِعَ شُيُوخَ الْعِرَاقَيْنِ ، وَالْحِجَازِ : حَنَظَلَةَ بْنِ سُفْيَانَ ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ ، وَابْنَ جُرَيْجٍ ، وَمَالِكًا ، وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ ، وَابْنَ عَوْنٍ ، وَالْهِشَامَيْنِ ، وَشُعْبَةَ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، رَوَى عَنْهُ الْكِبَارُ بِالْعِرَاقِ ، وَبِالرَّيِّ ، سَمِعَ مِنْهُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَبِقَزْوِينَ يَحْيَى بْنُ عَبْدَكٍ ، وَبِنَيْسَابُورَ حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ ، وَبِبَلْخَ ، رَوَى عَنْهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ الْخَلْقُ ، وَسِبْطُهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَكِّيٍّ ، وَغَيْرُهُ ، مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ . حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ ، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ، حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أُحَيْدِ بْنِ حَسَّانَ الْحَافِظُ ، بِبَلْخَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بِشْرٍ الْغَزَّالُ ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ الْحَدِيثُ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ يَحْيَى إِلَّا مَكِّيُّ ، وَلَا عَنْ مَكِّيٍّ إِلَّا إِسْمَاعِيلُ ، وَهُوَ ثِقَةٌ ، وَلَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ إِلَّا أَبُو حَرْبٍ ، وَهُوَ ثِقَةٌ ، وَقَدْ كَانَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ الْحَافِظُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبُخَارِيِّ ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ ، ثُمَّ رُزِقْتُهُ بِالْعُلُوِّ ، سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَاكٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ مَهْرَوَيْهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي خَيْثَمَةَ يَقُولُ : سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، فَقَالَ : صَالِحٌ ، ثِقَةٌ
أَبُو رَجَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ طَرِيفٍ الثَّقَفِيُّ الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ ، سَمِعَ بِالْحِجَازِ مَالِكًا ، وَابْنَ أَبِي الْمَوَّالِ ، وَالدَّرَاوَرْدِيَّ ، وَبِمَكَّةَ ابْنَ عُيَيْنَةَ ، وَبِمِصْرَ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ ، وَابْنَ لَهِيعَةَ وَبَكْرَ بْنَ مُضَرَ ، وَيَعْقُوبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْإِسْكَنْدَرَانِيَّ ، وَبِالْكُوفَةِ شَرِيكًا ، وَأَبَا الْأَحْوَصِ سَلَّامَ بْنَ سُلَيْمٍ ، وَبِالْبَصْرَةِ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ ، وَعَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ زِيَادٍ ، وَيَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ ، وَبِالرَّيِّ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَأَقْرَانَهُمْ فِي كُلِّ بَلَدٍ ، وَهُوَ مِنَ الْكِبَارِ ، قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ : سُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ : ثِقَةٌ ، دَيِّنٌ ، رَوَى عَنْهُ الْكِبَارُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ ، وَبَعْدَهُمُ الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ ، وَبِالرَّيِّ أَبُو زُرْعَةَ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَبِنَيْسَابُورَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، وَبِبَلْخَ عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْعَسْقَلَانِيُّ ، وَبِبُخَارَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ النَّسَفِيُّ ، وَأَقْرَانُهُمْ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِنَيْسَابُورَ ، أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ ، وَبِالرَّيِّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ ، وَبِبَغْدَادَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْحَمَّالُ ، وَرَوَى عَنْهُ بَعْدَهُمُ الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ الْبَلْخِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ لَا يُعْبَأُ بِهِ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ
أَبُو يَحْيَى عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَرْدَانَ يُعْرَفُ بِالْعَسْقَلَانِيِّ ، وَعَسْقَلَانُ مَحِلَّةٌ بِبَلْخَ ، وَيُعْرَفُ أَيْضًا بِابْنِ الْبَغْدَادِيِّ ، ثِقَةٌ كَبِيرٌ فِي الْعُلَمَاءِ ، مَشْهُورٌ ارْتَحَلَ إِلَى الْعِرَاقِ ، وَالْحِجَازِ ، وَالشَّامِ وَمِصْرَ ، وَكَتَبَ بِالرَّيِّ ، وَقَزْوِينَ ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ عِيَاضٍ ، وَالْبَرَاءَ بْنَ أَبِي فُدَيْكٍ ، وَأَبَا عَاصِمٍ ، وَعَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ ، وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ وَهْبٍ ، وَإِسْحَاقَ بْنَ الْفُرَاتِ ، وَبَقِيَّةَ بْنَ الْوَلِيدِ ، وَبِشْرَ بْنَ بَكْرٍ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، رَوَى عَنْهُ الْكِبَارُ مِنْ شُيُوخِ بَلْخَ ، وَنَيْسَابُورَ : ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ بْنِ خَالِدٍ ، وَالسَّرَّاجُ ، يَرْوِي عَنْهُ بِالْإِجَازَةِ وَبِبُخَارَى الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ ، ثُمَّ يَرْوِي عَنْهُ مِنَ الْحُفَّاظِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَرْخَانَ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْفَارِسِيُّ ، وَعِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، هَؤُلَاءِ آخِرَ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِبَلْخَ ، وَلَهُ أَحَادِيثُ يَتَفَرَّدُ بِهَا ، مَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ طَرْخَانَ مَشْهُورٌ بِالْحِفْظِ ، سَمِعَ بِبَلْخَ عِيسَى بْنَ أَحْمَدَ ، وَأَقْرَانَهُ وَبِالْعِرَاقِ مُحَمَّدَ بْنَ الْجَهْمِ السَّمُرِيَّ ، وَابْنَ أَبِي خَيْثَمَةَ ، وَأَبَا قِلَابَةَ ، وَيَحْيَى بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي الْعَنْبَسِ ، وَابْنَ أَبِي غَرَزَةَ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، وَلَهُ فِي هَذَا الشَّأْنِ تَصَانِيفُ ، سَأَلْتُ عَنْهُ الْحَاكِمَ فَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَوَصَفَهُ بِالْعِلْمِ ، وَالدِّيَانَةِ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ . سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَازِمِيَّ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِيَ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَقِيلٍ يَقُولُ : هَاهُنَا مَنْ لَيْسَ بِخُرَاسَانَ مِثْلُهُ ، يَعْنِي : عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَرْخَانَ ، لَوْ أَمْكَنَنِي أَنْ أَحْضُرَ مَجْلِسَهُ لَفَعَلْتُ ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ مِنْ أَقْرَانِ وَالِدِ ابْنِ طَرْخَانَ
عِيسَى بْنُ مُوسَى الْمَعْرُوفُ بِغُنْجَارَ صَالِحٌ ، زَاهِدٌ ، مَشْهُورٌ ، رَوَى عَنْ مَالِكٍ أَحَادِيثَ ، وَأَكْثَرُ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ ، وَحَجْوَةَ بْنِ مُدْرِكٍ الْغَسَّانِيِّ ، وَأَشْبَاهِهِمَا ، وَيَقَعُ فِي كَثِيرٍ مِنْ أَحَادِيثِهِ الضُّعَفَاءُ ، مَا يَحْمِلُ عَلَى شُيُوخِهِ ، لَا عَلَيْهِ ، رَوَى عَنْهُ أَهْلُ بُخَارَى ، وَرَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ أُمَيَّةَ السَّاوِيُّ أَحَادِيثَ ذَوَاتَ عَدَدٍ ، فَقَصَدَهُ أَبُو زُرْعَةَ ، وَأَبُو حَاتِمٍ لِسَمَاعِ ذَلِكَ ، وَالْبُخَارِيُّ قَدِ احْتَجَّ بِهِ فِي أَحَادِيثَ ، وَلَا يُضَعِّفُهُ ، وَإِنَّمَا يَقَعُ الِاضْطِرَابُ مِنْ تَلَامِذَتِهِ ، وَضُعَفَاءِ شُيُوخِهِ لَا مِنْهُ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْمُذَكِّرِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ الْأَفْطَسُ ، حَدَّثَنَا عِيسَى غُنْجَارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ ، وَحَجْوَةُ بْنُ مُدْرِكٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ، وَيَزِيدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ الْحَدِيثُ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْجُعْفِيُّ الْإِمَامُ ، الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ بِلَا مُدَافَعَةٍ ، سَمِعَ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ ، وَعَبْدَانَ الْمَرْوَزِيَّ ، وَابْنَ رَاهَوَيْهِ ، وَعَلِيَّ بْنَ حُجْرٍ ، وَيَحْيَى بْنَ يَحْيَى ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ مُوسَى الصَّغِيرَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مِهْرَانَ الرَّازِيَّ ، وَهَوْذَةَ بْنَ خَلِيفَةَ ، وَعَاصِمَ بْنَ عَلِيٍّ ، وَعَلِيَّ بْنَ الْجَعْدِ ، وَأَبَا عَاصِمٍ النَّبِيلَ ، وَالْأَنْصَارِيَّ ، وَأَبَا زَيْدٍ الْهَرَوِيَّ ، وَبَدَلَ بْنَ الْمُحَبَّرِ ، وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيَّ ، وَأَبَا الْمُغِيرَةِ عَبْدَ الْقُدُّوسِ بْنَ الْحَجَّاجِ ، وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ ، وَيَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ ، وَكَاتِبَ اللَّيْثِ ، وَغَيْرَهُمْ مِنْ شُيُوخِ خُرَاسَانَ ، وَالرَّيَّ ، وَبَغْدَادَ ، وَالْكُوفَةِ ، وَالْبَصْرَةِ ، وَالْحِجَازِ ، وَالشَّامِ ، وَمِصْرَ ، وَلَعَلَّ شُيُوخَهُ يَزِيدُونَ عَلَى أَلْفٍ ، وَفَضَائِلُهُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُوصَفَ ، وَقَالَ : أَحْفَظُ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ صَحِيحٍ وَضَعِيفٍ مِمَّا لَا يَصِحُّ ، وَانْتَخَبْتُ كِتَابِي مِنَ الصَّحِيحِ ، وَاخْتَصَرْتُ وَاجْتَنَبْتُ الْإِطَالَةَ ، وَرَوَى عَنْهُ أُسْتَاذُهُ الْمُسْنَدِيُّ أَحَادِيثَ ، وَكَذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ ، وَرَوَى عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ الْحَافِظُ ، وَهُوَ أَسَنُّ مِنْهُ ، وَالَّذِينَ رَوَوْا عَنْهُ الْجَامِعَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلِ ، وُمَهِيبُ بْنُ سُلَيْمٍ ، وَمَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ الْجَامِعَ ، وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ ، أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ الْحَافِظُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ ، وَغَيْرُهُمَا ، وَمِنْ أَهْلِ نَيْسَابُورَ ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَالسَّرَّاجُ ، وَمُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ ، وَغَيْرُهُمْ ، وَمِنْ أَهْلِ الرَّيِّ أَبُو حَاتِمٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ ، وَفَضْلَكُ الصَّائِغُ ، رَوَى عَنْهُ كِتَابَ التَّارِيخِ ، وَمِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْبَرْدِيجِيُّ ، وَابْنُ صَاعِدٍ ، وَالْبَغَوِيُّ ، كَتَبُوا عَنْهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ ، آخِرُ خَرْجَةٍ خَرَجَ هُوَ إِلَى الْعِرَاقِ ، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ بِبَغْدَادَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُسْلِمٍ الْفَارِسِيَّ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ مَهِيبَ بْنَ سُلَيْمٍ يَقُولُ : مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ لَيْلَةَ السَّبْتِ ، وَهِيَ لَيْلَةُ الْفِطْرِ ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ ، قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ : وُلِدَتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ لِثِنْتَيْ عَشَرَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ ، وَكَانَ عُمُرُهُ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً إِلَّا اثْنَتَيْ عَشَرَ يَوْمًا . أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُخْلَدِيُّ فِي كِتَابِهِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ الْأَعْمَشِيُّ الْحَافِظُ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ بِنَيْسَابُورَ ، فَجَاءَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ ، بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ وَمَعَنَا أَبُوعُبَيْدَةَ فَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي أَخِي أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، الْقِصَّةُ بِطُولِهَا . فَقَرَأَ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ حَدِيثَ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ وَاللَّغْوِ إِذَا قَامَ الْعَبْدُ أَنْ يَقُولَ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ : فِي الدُّنْيَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُهَيْلٍ يُعْرَفُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ حَدِيثٌ فِي الدُّنْيَا ؟ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ : إِلَّا أَنَّهُ مَعْلُولٌ ، قَالَ مُسْلِمٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَارْتَعَدَ ، أَخْبَرَنِي بِهِ ؟ قَالَ : اسْتُرْ مَا سَتَرَ اللَّهُ ، هَذَا حَدِيثٌ جَلِيلٌ رُوِيَ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، الْخَلْقُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ وَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَكَادَ أَنْ يَبْكِيَ ، فَقَالَ : اكْتُبْ إِنْ كَانَ وَلَا بُدَّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ : لَا يُبْغِضُكَ إِلَّا حَاسِدٌ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُكَ ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ الْحَافِظَ ، يَقُولُ : حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ السِّجْزِيِّ يَقُولُ : كُنْتُ بِالْبَصْرَةِ فِي مَجْلِسِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ ، وَالْبُخَارِيُّ جَالِسٌ لَا يَكْتُبُ ، فَقُلْتُ لِبَعْضِهِمْ : مَا لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ لَا يَكْتُبُ ؟ فَقَالَ : يَرْجِعُ إِلَى بُخَارَى فَيَكْتُبُ مِنْ حِفْظِهِ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ بَكْرٍ الصُّوفِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُومَسِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَمْدَوَيْهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ : أَحْفَظُ مِائَةَ أَلْفِ حَدِيثٍ صَحِيحٍ ، وَأَعْرِفُ مِائَتَيْ أَلْفِ حَدِيثٍ غَيْرِ صَحِيحٍ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ الْحَافِظَ ، وَعَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ بَكْرٍ الصُّوفِيَّ ، قَالَا : سَمِعْنَا ابْنَ عَدِيٍّ الْحَافِظَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مَعْقِلٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ ، يَقُولُ : مَا أَدْخَلْتُ فِي كِتَابِ الْجَامِعِ إِلَّا مَا صَحَّ ، وَقَدْ تَرَكْتُ مِنَ الصِّحَاحِ يَعْنِي : خَوْفًا مِنَ التَّطْوِيلِ . سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَالَةَ الْحَافِظَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَرَابِيسِيَّ الْحَافِظَ ، يَقُولُ : رَحِمَ اللَّهُ الْإِمَامَ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ ، فَإِنَّهُ الَّذِي أَلَّفَ الْأُصُولَ ، وَبَيَّنَ لِلنَّاسِ ، وَكُلُّ مَنْ عَمِلَ بَعْدَهُ فَإِنَّمَا أَخَذَ مِنْ كِتَابِهِ : كَمُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، فَرَّقَ كِتَابَهُ فِي كُتُبِهِ ، وَتَجَلَّدَ فِيهِ حَقَّ الْجَلَادَةِ ، حَيْثُ لَمْ يَنْسُبْهُ إِلَى قَائِلِهِ ، وَلَعَلَّ مَنْ يَنْظُرُ فِي تَصَانِيفِهِ لَا يَقَعُ فِيهَا مَا يَزِيدُ إِلَّا مَا يَسْهُلُ عَلَى مَنْ يَعُدُّهُ عَدًّا ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَ كِتَابَهُ فَنَقَلَهُ بِعَيْنِهِ إِلَى نَفْسِهِ ، كَأَبِي زُرْعَةَ ، وَأَبِي حَاتِمٍ ، فَإِنْ عَانَدَ الْحَقَّ مُعَانِدٌ فِيمَا ذَكَرْتُ فَلَيْسَ يُخْفِي صُورَةَ ذَلِكَ عَلَى ذَوِي الْأَلْبَابِ
أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْبَغْدَادِيُّ يُعْرَفُ بِجَزَرَةَ ، حَافِظٌ ، ذَهِنٌ ، عَالِمٌ بِهَذَا الشَّأْنِ ، أَخَذَهُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ انْتَقِلْ إِلَى بُخَارَى ، وَمَاتَ بِهَا ، سَمِعَ بِالْعِرَاقِ عَمْرَو بْنَ عَوْنٍ ، وَسَعِيدَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، وَعَلِيَّ بْنَ الْجَعْدِ ، وَالْهَيْثَمَ بْنَ خَارِجَةَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ بَكَّارٍ ، وَدَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، وَبِالشَّامِ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ ، وَدُحَيْمًا ، وَأَقْرَانَهُمَا ، وَبِالْمَدِينَةِ إِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيَّ ، وَأَبَا مُصْعَبٍ ، وَبِالْبَصْرَةِ خَالِدَ بْنَ خِدَاشٍ ، ثُمَّ يَنْزِلُ إِلَى الْحُفَّاظِ : الشَّاذَكُونِيِّ ، وَبُنْدَارٍ ، وَأَبِي مُوسَى ، وَبِمِصْرَ أُصْبُغَ بْنَ الْفَرَجِ ، وَأَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ ، وَلَمَّا دَخَلَ خُرَاسَانَ سَمِعَ مِنَ أَبِي الْأَزْهَرِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، وَأَقْرَانِهِمَا ، سَمِعَ مِنْهُ حُفَّاظُ خُرَاسَانَ ، وَبُخَارَى ، مَاتَ بَعْدَ الثَّمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ . سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْمَلَاحِمِيَّ بِالرَّيِّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مَحْمُودَ بْنَ إِسْحَاقَ الْقَوَّاسَ يَقُولُ : قَامَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ وَالِي خُرَاسَانَ ، لِصَالِحِ جَزَرَةَ فَقِيلَ لَهُ : تَقُومُ لِرَجُلٍ مِنَ الْغُرَبَاءِ ؟ فَقَالَ لِقَائِلِهِ : يَا كَلْبُ ، إِنَّمَا قُمْتُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، فَإِنَّهُ عَالِمٌ بِأَيَّامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبَارِهِ
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْبِيكَنْدِيُّ ثِقَةٌ ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، رَوَى عَنْهُ حُرَيْثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبُخَارِيُّ أَبُو عَمْرٍو ، وَأَقْرَانُهُ . حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ ، قَالَ : سَمِعْتُ مَحْمُودَ بْنَ إِسْحَاقَ الْبُخَارِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو حُرَيْثَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبُخَارِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْبِيكَنْدِيَّ ، يَقُولُ : كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَقِيلَ لَهُ : قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ : الطَّلَاقُ قَبْلَ النِّكَاحِ ؟ فَقَالَ : مِسْكِينٌ أَبُو حَنِيفَةَ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنَ الْعِرَاقِ ، كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنَ الْعِلْمِ بِشَيْءٍ ، قَدْ جَاءَ فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ الصَّحَابَةِ وَعَنْ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ مِنَ التَّابِعِينَ مِثْلِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، وَعَطَاءٍ ، وَطَاوُسٍ ، وَعِكْرِمَةَ ، كَيْفَ يَجْتَرِئُ أَنْ يَقُولَ تُطَلَّقُ ؟ قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو حُرَيْثَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، يَقُولُ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ ، وَالْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ، فَسَأَلَ إِنْسَانٌ عَنِ الطَّلَاقِ قَبْلَ النِّكَاحِ ، قَالَ : فَقَالَ الْحُسَيْنُ : تَزَوَّجْ وَالْمَهْنَأُ لَكَ ، وَالْوِزْرُ عَلَيَّ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ : سُبْحَانَ اللَّهِ أَلَيْسَ جَاءَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهَا تُطَلَّقُ ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ : سُبْحَانَ اللَّهِ أَلَيْسَ جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا طَلَاقَ قَبْلَ النِّكَاحِ
أَبُو مُقَاتِلٍ حَفْصُ بْنُ سَلْمٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ مَشْهُورٌ بِالصِّدْقِ ، وَالْعِلْمِ ، غَيْرُ مُخَرَّجٍ فِي الصَّحِيحِ ، سَمِعَ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ ، وَسُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ ، وَأَقْرَانَهُمَا بِالْحِجَازِ ، وَبِالْكُوفَةِ مِسْعَرًا ، وَالثَّوْرِيَّ ، وَبِالْبَصْرَةِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ ، وَأَقْرَانَهُمْ ، وَكَانَ مِمَّنْ يُفْتِي فِي أَيَّامِهِ ، وَلَهُ فِي الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ مَحِلٌّ ، يُعْنَى بِجَمْعِ حَدِيثِهِ . حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْحَافِظُ ، وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاشِيُّ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَاهِلِيُّ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، بِهَا حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدَةُ بْنُ قَدِيدِ بْنِ مَعْرُوفٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ وَاقِدٍ الْبَاهِلِيُّ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ حَفْصُ بْنُ سَلْمٍ الْفَزَارِيُّ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ الْحَدِيثُ
أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ خَازِمِ بْنِ رَاشِدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ حَافِظٌ ، كَبِيرٌ ، عَالِمٌ بِهَذَا الشَّأْنِ ، ارْتَحَلَ إِلَى الْعِرَاقِ ، وَالشَّامِ ، فَسَمِعَ النَّضْرَ بْنَ طَاهِرٍ صَاحِبَ مَالِكٍ ، وَبِالْكُوفَةِ أَبَا كُرَيْبٍ ، وَعُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ ، وَبِالْبَصْرَةِ بُنْدَارَ ، وَأَبَا مُوسَى ، وَبِالشَّامِ سُلَيْمَانَ بْنَ سَلَمَةَ الْخَبَايِرِيَّ ، وَأَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيَّ ، وَهِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ ، وَبِمَكَّةَ مُحَمَّدَ بْنَ زُنْبُورٍ ، وَالْحُسَيْنَ بْنَ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيَّ ، وَأَقْرَانَهُمْ مِنْ كُلِّ بَلَدٍ ، رَوَى عَنْهُ حُفَّاظُ بُخَارَى وَنَيْسَابُورَ ، أَكْثَرَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ الْقَفَّالُ الشَّاشِيُّ الْإِمَامُ سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْقَفَّالَ الشَّاشِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ بُجَيْرٍ السَّمَرْقَنْدِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيَّ بِمَكَّةَ يَقُولُ : سَأَلْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ ، قُلْتُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَكْثَرُ دُعَائِي وَدُعَاءِ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي بِعَرَفَةَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَإِنَّمَا هَذَا ذِكْرٌ وَلَيْسَ بِدُعَاءٍ ، فَقَالَ عَرَفْتُ حَدِيثَ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِذَا شَغَلَ عَبْدِي ثَنَائِي عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ قُلْتُ : أَنْتَ حَدَّثَتْنِي عَنْ مَنْصُورٍ عَنْهُ ، وَحَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ عَنْهُ قَالَ : فَهَذَا تَفْسِيرُ ذَلِكَ ، أَوَمَا عَلِمْتَ مَا قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ الصَّلْتِ حِينَ خَرَجَ إِلَى ابْنِ جُدْعَانَ يَطْلُبُ نَائِلَهُ ، وَفَضْلَهُ ؟ قُلْتُ : لَا قَالَ : قَالَ لَهُ : أَأَذْكُرُ حَاجَتِي أَمْ قَدْ كَفَانِي حَيَاؤُكَ إِنَّ شِيمَتَكَ الْحَيَاءُ إِذَا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْمًا كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِكَ الثَّنَاءُ فَهَذَا مَخْلُوقٌ نُسِبَ إِلَى الْجُودِ ، قِيلَ لَهُ : يَكْفِينَا مِنْ مَسْأَلَتِكَ أَنْ نُثْنِيَ عَلَيْكَ ، وَنَسْكُتَ فَكَيْفَ الْخَالِقُ جَلَّ وَعَزَّ ؟
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ الَّذِي وَرَدَ بِلَادَنَا ، مِنْ أَهْلِ صُغْدَ ، يُنْسَبُ إِلَى سَمَرْقَنْدَ لِقُرْبِهَا مِنْهُ ، رَوَى عَنْ شُيُوخٍ ثِقَاتٍ ، مَنَاكِيرَ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا ، رَوَى عَنْ عِصَامٍ الْبَلْخِيِّ ، وَقُتَيْبَةَ ، وَقَالَ الْحُفَّاظُ : لَمْ يُدْرِكْ عِصَامًا ، وَرَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْعَثِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ ، أَحَادِيثَ مُسَنَّدَةً ، وَزَهِدَ الْفُضَيْلَ ، وَرَوَى الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ ، سَكَتُوا عَنْهُ ، وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْكِبَارِ ، لَا أَدْرِي كَيْفَ ذَلِكَ ؟ ، وَرَوَى عَنْهُ بِقَزْوِينَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ ، وَأَبُو مَنْصُورٍ الْفَقِيهُ ، وَعَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الصَّيْدَنَانِيُّ ، وَأَدْرَكْنَا مِنْ أَصْحَابِهِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمُقْرِئَ ، وَرَوَى عَنْهُ مَنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا الشَّأْنُ مِنْ صِنَاعَتِهِ بِهَمَذَانَ ، وَبَغْدَادَ جَمَاعَةٌ ، وَأَطْبَقَ الْحُفَّاظُ عَلَى أَنَّ حَدِيثَهُ مَتْرُوكٌ ، وَرَدَ قَزْوِينَ سَنَةَ ثَلَاثِمِائَةٍ ، وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي زُرْعَةَ الْحَافِظُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيِّ عَنْهُ أَحَادِيثَ ، عَفَا اللَّهُ عَنَّا وَعَنْهُ
أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَيُعْرَفُ بِنَاقِلَةَ ، مِنَ الشَّاشِ ، مَذْكُورٌ عَالِمٌ ، كَتَبَ عَنْ شُيُوخِ خُرَاسَانَ ، وَالْعِرَاقِ ، وَالْحِجَازِ إِسْحَاقَ الْفَرْوِيِّ ، وَابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ ، وَالْحُمَيْدِيِّ ، وَسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ ، وَأَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ ، وَأَقْرَانِهِمْ رَوَى عَنْهُ الْكِبَارُ . حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ حَمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدِّلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّاقِلَةُ بِالشَّاشِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْمَدَنِيُّ أَبُو يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا فَبَرَّأَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْحَدِيثُ بِطُولِهِ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مَالِكٍ إِلَّا إِسْحَاقُ الْفَرْوِيُّ ، وَرَوَاهُ عَنْ إِسْحَاقَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ دِيزِيلَ ، وَأَبُو الْفَضْلِ هَذَا بِالشَّاشِ . فَأَمَّا حَدِيثُ السُّلَمِيِّ فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ ، قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بِهِ ، وَحَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ ، فَحَدَّثَنِي بِهِ جَدِّي مُحَمَّدٌ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْهَمَذَانِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمَذَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بِهِ