• 687
  • دَخَلَتْ بَنُو بَكْرٍ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ ، وَدَخَلَتْ خُزَاعَةُ فِي عَقْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا كَانَتِ الْهُدْنَةُ ، خَرَجَ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدُّؤَلِيُّ فِي بَنِي الدِّيلِ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَائِدُهُمْ ، حَتَّى بُيِّتَتْ خُزَاعَةُ وَهُمْ عَلَى الْوَتِيرِ ، وَأَصَابُوا مِنْهُمْ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ : مُنَبِّهٌ ، فَقَتَلُوهُ ، فَلَجَأَتْ خُزَاعَةُ إِلَى مَكَّةَ ، وَتَظَاهَرَتْ بَنُو بَكْرٍ وَقُرَيْشٌ عَلَى خُزَاعَةَ ، وَنَقَضُوا مَا كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ ، مِمَّا اسْتَحَلُّوا مِنْ خُزَاعَةَ ، وَكَانُوا فِي عَقْدِهِ وَعَهْدِهِ ، خَرَجَ عَمْرُو بْنُ سَالِمٍ الْخُزَاعِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي كَعْبٍ ، حَتَّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا هَاجَ فَتْحَ مَكَّةَ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ ، فَقَالَ : {
    }
    اللَّهُمَّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدَا {
    }
    حِلْفَ أَبَيْنَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا {
    }
    {
    }
    كُنْتَ أَبَا بَرًّا وَكُنْتَ وَلَدَا {
    }
    ثَمَّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا {
    }
    {
    }
    فَانْصُرْ هَدَاكَ اللَّهُ نَفَرًا أَبَدَا {
    }
    وَادْعُ عِبَادَ اللَّهِ يَأْتُوا مَدَدَا {
    }
    {
    }
    فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ تَجَرَّدَا {
    }
    إِنْ سِيمَ خَسْفًا وَجْهُهُ تَرَبَّدَا {
    }
    {
    }
    فِي فَيْلَقٍ كَالْبَحْرِ يَجْرِي مُزْبِدَا {
    }
    إِنَّ قُرَيْشًا أَخْلَفُوكَ الْمَوْعِدَا {
    }
    {
    }
    وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ الْمُوَكَّدَا {
    }
    وَجَعَلُوا لِي فِي كُدَاءَ رَصَدَا {
    }
    {
    }
    وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتَ تَدْعُو أَحَدَا {
    }
    وَهُمْ أَذَلُّ وَأَقَلُّ عَدَدَا {
    }
    {
    }
    هُمْ بَيَّتُونَا بِالْوَتِيرِ هُجَّدًا {
    }
    فَقَتَلُونَا رُكَّعًا وَسُجَّدَا {
    }
    فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَدْ نُصِرْتَ يَا عَمْرُو بْنَ سَالِمٍ " ، ثُمَّ عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنَانٌ مِنَ السَّمَاءِ ، فَقَالَ : " إِنَّ هَذِهِ السَّحَابُ لَتَسْتَهِلُّ بِنَصْرِ بَنِي كَعْبٍ "

    حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، وَغَيْرِهِمْ ، مِنْ عُلَمَائِنَا ، قَالَ : دَخَلَتْ بَنُو بَكْرٍ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ ، وَدَخَلَتْ خُزَاعَةُ فِي عَقْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَلَمَّا كَانَتِ الْهُدْنَةُ ، خَرَجَ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدُّؤَلِيُّ فِي بَنِي الدِّيلِ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَائِدُهُمْ ، حَتَّى بُيِّتَتْ خُزَاعَةُ وَهُمْ عَلَى الْوَتِيرِ ، وَأَصَابُوا مِنْهُمْ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ : مُنَبِّهٌ ، فَقَتَلُوهُ ، فَلَجَأَتْ خُزَاعَةُ إِلَى مَكَّةَ ، وَتَظَاهَرَتْ بَنُو بَكْرٍ وَقُرَيْشٌ عَلَى خُزَاعَةَ ، وَنَقَضُوا مَا كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ ، مِمَّا اسْتَحَلُّوا مِنْ خُزَاعَةَ ، وَكَانُوا فِي عَقْدِهِ وَعَهْدِهِ ، خَرَجَ عَمْرُو بْنُ سَالِمٍ الْخُزَاعِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي كَعْبٍ ، حَتَّى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا هَاجَ فَتْحَ مَكَّةَ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدَا حِلْفَ أَبَيْنَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا كُنْتَ أَبَا بَرًّا وَكُنْتَ وَلَدَا ثَمَّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا فَانْصُرْ هَدَاكَ اللَّهُ نَفَرًا أَبَدَا وَادْعُ عِبَادَ اللَّهِ يَأْتُوا مَدَدَا فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ تَجَرَّدَا إِنْ سِيمَ خَسْفًا وَجْهُهُ تَرَبَّدَا فِي فَيْلَقٍ كَالْبَحْرِ يَجْرِي مُزْبِدَا إِنَّ قُرَيْشًا أَخْلَفُوكَ الْمَوْعِدَا وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ الْمُوَكَّدَا وَجَعَلُوا لِي فِي كُدَاءَ رَصَدَا وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتَ تَدْعُو أَحَدَا وَهُمْ أَذَلُّ وَأَقَلُّ عَدَدَا هُمْ بَيَّتُونَا بِالْوَتِيرِ هُجَّدًا فَقَتَلُونَا رُكَّعًا وَسُجَّدَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : قَدْ نُصِرْتَ يَا عَمْرُو بْنَ سَالِمٍ ، ثُمَّ عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنَانٌ مِنَ السَّمَاءِ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ السَّحَابُ لَتَسْتَهِلُّ بِنَصْرِ بَنِي كَعْبٍ

    الهدنة: الهُدْنَة : الصُّلْح والمُوادَعَة بيْن المُسْلمين والكُفَّار، وبَيْن كُلِّ مُتَحارِبَيْن
    والميثاق: الميثاق : العهد والذمة والضمان
    ظهراني: الظهر : الإبل تعد للركوب وحمل الأثقال
    مددا: المدد : العَوْن والزيادة المتصلة
    تربدا: تربد : تغير لونه إلى حمرة فيها سواد لغضب أو كرب
    لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرْمَةَ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات