مَعْرِفَةُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ نُفِسَتْ بِهِ أُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ ، خَرَجَتْ حَاجَّةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ عَشَرٍ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، فَاسْتَفْتَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا ، فَأَمَرَهَا بِالِاغْتِسَالِ وَالْإِهْلَالِ ، تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ ، أُحْرِقَ بِمِصْرَ فِي خِلَافَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، أُحْرِقَ فَجَزِعَ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا ، وَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ لَأَعُدُّهُ وَلَدًا ، وَكَانَ أَخًا وَابْنَ أَخٍ ، فَعِنْدَ اللَّهِ نَحْتَسِبُهُ ، كَانَتْ أُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ تَحْتَ عَلِيٍّ ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ رَبِيبَ عَلِيٍّ ، وَتَرْبِيَتُهُ فِي حِجْرِهِ ، فَوَلَّاهُ مِصْرَ فَقُتِلَ بِهَا فِي خِلَافَتِهِ
مَعْرِفَةُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَاسْمِهِ ، وَنِسْبَتِهِ ، وَصِفَتِهِ ، وَسَنَةِ ، وَفَاتِهِ اسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ بْنِ هِلَالِ بْنِ وهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ ، لَمْ يُعْقِبْ ، وَأُمُّ أَبِي عُبَيْدَةَ أُمُّ غَنْمٍ بِنْتُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ بْن الْعَدَّاءِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ ، وَقِيلَ أُمَيْمَةُ بِنْتُ غَنْمِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ، هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ ثُمَّ قَدِمَ مَكَّةَ حَتَّى هَاجَرَ مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَةِ ، شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَصَدَ أَبَاهُ فَقَتَلَهُ مُشْرِكًا ، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَرِيَّةِ جَيْشِ ذَاتِ الْخَبَطِ قِبَلَ السَّاحِلِ ، وَبَعَثَهُ أَمِينًا وَوَالِيًّا إِلَى أَهْلِ نَجْرَانَ ، فَقَالَ : لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ وَقَالَ : هُوَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ، آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ ، حَضَرَ السَّقِيفَةَ مَعَ الصِّدِّيقِ وَالْفَارُوقِ ، فَبَايَعَ الصِّدِّيقَ بَعْدَ أَنْ نَدَبَهُ الصِّدِّيقُ لِلْمُبَايَعَةِ وَرَضِيَهُ لَهَا ، وَكَانَ أَحَدَ أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ بِالشَّامِ ، عَزَلَ بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، كَانَتْ لَهُ عَقِيصَتَانِ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ ، أَثْرَمَ نَحِيفًا ، خَفِيفَ اللِّحْيَةِ ، طُوَالًا أَجْنَأَ ، تُوُفِّيَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ بِالْأُرْدُنِّ ، وَقُبِرَ بِبِيسَانَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ، وَشَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، وَاسْتَخْلَفَ خَالَهُ عِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ الْفِهْرِيِّ ، فَأَقَرَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَكَانَ نَقْشُ خَاتَمِهِ : الْخُمُسُ لِلَّهِ
مَعْرِفَةُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَكُنْيَتِهِ ، وَنِسْبَتِهِ ، وَصِفَتِهِ ، وَسَنَةِ وَفَاتِهِ يُكْنَى : أَبَا الْأَعْوَرِ ، وَقِيلَ : أَبُو ثَوْرٍ ، مُهَاجِرِيٌّ ، أَوَّلِيٌّ ، بَدْرِيٌّ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ ، أَسْلَمَ قَبْلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَكَانَ الْخَطَّابِ أَبُو عُمَرَ ، وَعَمْرُو بْنُ نُفَيْلٍ أَخَوَيْنِ لِأَبٍ ، وَكَانَتْ أُخْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ تَحْتَهُ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ ، مِنْ نُبَلَاءِ الْمَدِينَةِ ، تُوُفِّيَ بِالْعَقِيقِ ، وَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ ، وَغَسَّلَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَابْنُ عُمَرَ وَحَنَّطَاهُ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَقِيلَ : أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ وَقُبِرَ بِهَا وَلَا يَصِحُّ ، وَعَقِبُهُ بِالْكُوفَةِ : مِنْهُمْ : عَبْدُ اللَّهِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَهِشَامٌ بَنُو سَعِيدٍ ، وَكَانَتْ إِحْدَى بَنَاتِهِ عِنْدَ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَوَاحِدَةٌ عِنْدَ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، وَأُخْرَى عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ
مَعْرِفَةُ نِسْبَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَسَبُهُ نَسَبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَحَسَبُهُ حَسَبُهُ ، وَدِينُهُ دِينُهُ ، قَرِيبُ الْقَرَابَةِ ، قَدِيمُ الْهِجْرَةِ ، عَظِيمُ الْحَقِّ ، اسْمُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ الْمَنَافِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَاسْمُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، شَيْبَةُ الْحَمْدِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ شَيْبَةَ ؛ لِأَنَّ أَبَاهُ هَاشِمًا كَانَ يَقْدُمُ الْمَدِينَةَ تَاجِرًا فَتَزَوَّجَ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بِسَلْمَى بِنْتِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدٍ ، وَكَانَ هَاشِمٌ إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ يَنْزِلُ عَلَى عَمْرِو بْنِ لَبِيدٍ ، فَزَوَّجَهَا مِنْهُ وَاشْتَرَطَ عَلَى هَاشِمٍ أَنْ لَا تَلِدَ وَلَدًا إِلَّا فِي أَهْلِهَا ، فَخَرَجَ هَاشِمٌ إِلَى الشَّامِ وَمَاتَ بِغَزَّةَ مِنْ وَجْهِهِ ، وَوَلَدَتْ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ فَسَمِّتْهُ شَيْبَةَ الْحَمْدَ ، وَكَانَتْ فِي ذُؤَابَتِهِ شَعْرَةٌ بَيْضَاءُ حِينَ وُلِدَ ، فَيُقَالُ : بِذَلِكَ سُمِّيَ شَيْبَةَ ، فَمَكَثَ بِالْمَدِينَةِ سَبْعَ سِنِينَ إِلَى أَنْ خَرَجَ عَمُّهُ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ الْمَنَافِ فَحَمَلَهُ فِي خُفْيَةٍ مِنْ أُمِّهِ ، فَدَخَلَ مَكَّةَ وَهُوَ مُرَفَّهٌ ضَحْوَةً ، وَالنَّاسُ فِي أَسْوَاقِهِمْ وَمَحَافِلِهِمْ ، فَقَامُوا يُرَحِّبُونَ الْمُطَّلِبَ ، وَقَالُوا : مَنْ هَذَا ؟ فَيَقُولُ : عَبْدٌ لِي ابْتَعْتُهُ بِيَثْرِبَ ، ثُمَّ أَخْبَرَ النَّاسَ بِأَمْرِهِ فَلَجَّ بِهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ، وَاسْمُ هَاشِمٍ ، عَمْرٌو وَإِنَّمَا سُمِّيَ هَاشِمًا لِهَشْمِهِ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ فِي سَنَةِ الْجَدْبِ ، وَهُوَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ ، وَاسْمُ قُصَيٍّ ، زَيْدٌ ، وَكَانَ قُصَيٌّ يُسَمَّى أَيْضًا مُجَمِّعًا وَإِنَّمَا سُمِّيَ قُصَيًّا ، وَمُجَمِّعًا ؛ لِأَنَّ أَبَاهُ كِلَابُ بْنُ مُرَّةَ تُوُفِّيَ فَتَزَوَّجَتْ أُمُّ قُصَيٍّ رَبِيعَةَ بْنَ حَرَامٍ الْعُذْرِيَّ فَأُخْرِجَ بِهَا إِلَى دَارِ قَوْمِهِ ، وَأُخْرِجَتْ مَعَهَا بِابْنِهَا قُصَيٍّ صَغِيرًا فَلَمَّا بَعُدَ مِنْ دَارِ قَوْمِهِ سَمَّتْهُ قُصَيًّا لِاقْتِصَايِهَا بِهِ ، فَلَمَّا شَبَّ قُصَيُّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ إِلَى قَوْمِهِ ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ نَزَلُوا أَبَاطِحِ مَكَّةَ فَتَبَدَّدُوا فِي شِعَابِهَا وَرُءُوسِ الْجِبَالِ ، وَكَانَتْ خُزَاعَةُ قَدِ اسْتَوْلَتْ عَلَى حِجَابَةِ الْبَيْتِ وَمَكَّةَ ، فَاسْتَعَانَ قُصَيٌّ بِإِخْوَتِهِ لِأُمِّهِ بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ حَرَامٍ وَبَنِي عُذْرَةَ وَمَنْ وَالِاهُمْ مِنْ أَحْيَاءِ قُضَاعَةَ ، فَنَفَوْا خُزَاعَةَ عَنِ الْبَيْتِ ، فَقَسَمَ الْمَنَازِلَ بَيْنَ قَوْمِهِ وَجَمَعَهُمْ فَسُمِّيَ مُجَمِّعًا ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ مَلَكَ مِنْ قُرَيْشٍ وَأَصَابَ الْمُلْكَ مِنْ وَلَدِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ : أَبُوكُمْ قُصَيُّ كَانَ يُدْعَا مُجَمِّعًا بِهِ جَمَعَ اللَّهُ الْقَبَائِلَ مِنْ فِهْرِ
مَعْرِفَةُ سِنِّهِ وَوِلَايَتِهِ وَقَتْلِهِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَدَفْنِهِ اخْتُلِفَ فِي سِنِّهِ ، فَقِيلَ : تِسْعُونَ ، وَقِيلَ : ثَمَانٍ وَثَمَانُونَ ، كَانَتْ وِلَايَتُهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَقِيلَ : إِلَّا اثْنَا عَشَرَ يَوْمًا ، قُتِلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي أَوَاسِطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، وَقِيلَ : لِثَمَانِ عَشَرَ مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ ، وَكَانَ صَائِمًا ، وَقِيلَ : أَوَّلُ سَنَةِ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ ، وَاخْتُلِفَ فِي اسْمِ قَاتِلِهِ ، فَقِيلَ : قَتَلَهُ الْأَسْوَدُ التُّجِيبِيُّ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ ، وَقِيلَ : قَتَلَهُ جَبَلَةُ بْنُ الْأَيْهَمِ مِنْ مِصْرَ ، وَقِيلَ : وَجَأَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِمِشْقَصٍ ، ثُمَّ دَفَّفَ عَلَيْهِ التُّجِيبِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ ، فَضَرَبَاهُ بِأَسْيَافِهِمَا حَتَّى أَثْبَتَاهُ وَهُوَ يَقْرَأُ الْمُصْحَفَ ، فَوَقَعَتْ نَضْحَةٌ مِنْ دَمِهِ عَلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَدُفِنَ لَيْلَةَ السَّبْتِ بِالْبَقِيعِ فِي حَشِّ كَوْكَبٍ ، وَأُخْفِيَ قَبْرُهُ ، وَكَانَ الْمُتَقَدِّمُ فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهِ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ مَعَ ثَلَاثَةِ أَنْفُسٍ هُوَ رَابِعُهُمْ وَغَشِيَهُمْ فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهِ ، وَدَفْنِهِ سَوَادٌ فَزِعُوا مِنْهُ ، فَنُودُوا : أَنْ لَا رَوْعَ عَلَيْكُمُ اثْبُتُوا ، فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، كَانَ يُسَمَّى اللَّيِّنَ الرَّحِيمَ الْمُتَعَفِّفَ الْعَفِيفَ أَمِيرَ الْبَرَرَةِ ، وَخَيْرَ الْخِيَرَةِ وَقَتِيلَ الْفَجَرَةِ وَالْأَمِينَ ، كَانَ كَفُّهُ أَوَّلَ كَفٍّ خَطَّتِ الْمُفَصَّلَ ، سُلَّ سَيْفُ الْفِتْنَةِ لِقَتْلِهِ وَلَمْ يُغْمَدْ بَعْدُ ، كَانَ مِمَّنْ يُحْيِي اللَّيْلَ بِرَكْعَةٍ يَخْتِمُ فِيهَا ، وَجَادَ بِدَمِهِ دُونَ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ كَانَتِ الْخَيْلُ الْبَلَقُ فِي الْمَغَازِي إِلَى أَيَّامِهِ مَشْهُودَةً ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ مَظْلُومًا صَارَتْ مَفْقُودَةً ، ضَرَبَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِ بَدْرٍ وَأَجْرِهِ ، وَبَايَعَ لَهُ بِكَفِّهِ عَلَى كَفِّهِ الْأُخْرَى فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ ، وَقَالَ : يَا رَبِّ إِنَّ عُثْمَانَ فِي حَاجَتِكَ وَحَاجَةِ رَسُولِكَ فَمَسَحَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى مُبَايِعًا لَهُ ، وَاخْتُلِفَ فِي نَقْشِ خَاتَمِهِ ، فَقِيلَ : آمَنْتُ بِاللَّهِ مُخْلِصًا ، وَقِيلَ : آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ، وَقِيلَ : لَتُبْصِرُنَّ أَوْ لَتَنْدَمُنَّ ، وَاسْمُ حَاجِبِهِ : حُمْرَانُ ، مَوْلَاهُ ، خَلَّفَ مِنَ الْأَوْلَادِ أَرْبَعَ عَشَرَةَ نَفْسًا ، سِتَّةً مِنَ الذُّكُورِ وَثَمَانٍ مِنَ الْإِنَاثِ ، فَمِنَ الذُّكُورِ عَمْرًا ، وَأَبَانَ ، وَخَالِدًا ، وَالْوَلِيدَ ، وَسَعِيدًا ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ ، وَمِنَ الْإِنَاثِ مَرْيَمَ وَأُمَّ عُثْمَانَ وَعَائِشَةَ وَأُمَّ أَبَانَ وَأُمَّ عَمْرٍو وَأُمَّ خَالِدٍ وَأَرْوَى وَأُمَّ أَبَانَ الصُّغْرَى ، فَأَمَّا عَمْرٌو ، وَأَبَانُ ، وَخَالِدٌ وَمَرْيَمُ ، فَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتِ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَمَضَةَ الدَّوْسِيِّ ، وَأَمَّا الْوَلِيدُ ، وَسَعِيدُ وَأُمُّ عُثْمَانَ أُمُّهُمْ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ أُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ ، وَعَائِشَةُ وَأُمُّ أَبَانَ الْكُبْرَى وَأُمُّ عَمْرٍو أُمُّهُمْ رَمْلَةُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَأُمُّ خَالِدٍ وَأَرْوَى وَأُمُّ أَبَانَ الصُّغْرَى أُمُّهُنَّ نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ بْنِ الْأَحْوَصِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ حَدَّثَنَا بِأَسْمَاءِ ، أَوْلَادِهِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارِ ، بِهِ
مُحَمَّدَ بْنَ جَابِرِ بْنِ غُرَابٍ فَقَالَ : شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ ، عِدَادُهُ فِي الصَّحَابَةِ ، وَلَمْ يُخَرِّجْ عَنْهُ شَيْئًا ، وَأَحَالَ بِهِ عَلَى أَبِي سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى ، وَكُلُّ هَؤُلَاءِ الْمُتَأَخِّرِينَ إِنَّمَا ذَكَرْنَاهُمْ لِكَيْ لَا يَظُنَّ ظَانٌّ أَنَّ إِخْرَاجَهُمُ يَعِزُّ وَيَتَعَذَّرُ ، وَإِنَّمَا هِيَ رِوَايَاتٌ وَاهِيَةٌ ذَاهِبَةٌ ، وَهُمْ فِيهَا الْوَاهِمُونَ مِنَ الرُّوَاةِ ، وَلَمْ يُتَابِعْهُمْ عَلَى أَوْهَامِهِمْ إِلَّا مَثَلُهُمْ مِمَّنْ غَرَضُهُ الْمُكَاثَرَةُ بِالْمُبَاهَاةِ ، وَمَنْ جَوَّزَ مِثْلَهُ فِي الرِّوَايَةِ ، فَهُوَ إِلَى السُّقُوطِ وَالضَّعْفِ أَقْرَبُ ، لِأَنَّ سَبِيلَ مَنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِالْمَعْرِفَةِ وَالْإِتْقَانِ أَنْ لَا يُتَابِعَ وَاهِمًا عَلَى وَهْمِهِ ، وَلَا مُخْطِئًا عَلَى خَطَئِهِ ، بَلْ يُبَيِّنُ وَهْمَهُ ، وَيَكْشِفُ خَطَأَهُ لِمَنْ دُونَهُ مِمَّنْ لَا يَعْرِفُهُ تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ ، وَصِيَانَةً لِصَنْعَتِهِ وَعِرْضِهِ ، لِأَنْ لَا يَتَّخِذَ الطَّاعِنُ إِلَى إِفْسَادِ الرِّوَايَاتِ وَدَفْعِهَا سَبِيلًا ، فَإِنَّمَا يَذْكُرُهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى مِنْ غَيْرِ أَنْ يَشْهَدَ لَهُ بِصِحَّةٍ مَا حَكَاهُ مُسْنَدُ إِمَامٍ ، أَوْ تَارِيخُ مُتْقِنٍ مُتَقَدِّمٍ ، أَوْ دِيوَانُ أَصْحَابِ الْمَغَازِي ، فَالْأَحْسَنُ تَرْكُهُ ، وَالسُّكُوتُ عَنْهُ ، فَلَوْ جَازَ أَنْ يَشْتَغِلَ الْإِنْسَانُ بِذِكْرِ مَا لَا يُعْرَفُ وَلَا يُوصَلُ إِلَى حَقِيقَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ ، وَلَا يُمْكِنُ الِاسْتِشْهَادُ عَلَيْهِ بِقَوْلِ مُتَقَدِّمٍ مِنَ التَّابِعِينَ ، أَوْ تَابِعِيهِمْ ، أَوْ إِمَامٍ مَقْبُولِ الْقَوْلِ ، نَافِذِ الْحُكْمِ فِي مِثْلِهِ ، لَجَازَ لِوَاحِدٍ آخَرَ أَنْ يُحْدِثَ أَسَامِيَ لَا تُعْرَفُ ، وَلَا يُوجَدُ لَهَا ذِكْرٌ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ ، فَيَدَّعِي أَنَّهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ ، لِيُكْثِرَ بِهَا كِتَابَهُ ، وَيُجَلِّيَهَا عَلَى مَنْ شَاءَ مِنَ النَّاسِ ، لَكِنَّ الْعَقْلَ وَالْمَعْرِفَةَ وَالدِّينَ يَمْنَعَنْ مِنْ ذَلِكَ ، وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيقِ وَالْعِصْمَةِ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ بِرَحْمَتِهِ
أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ عِلْمًا وَقُرْآنًا وَفِقْهًا ، يُكْنَى أَبَا الْمُنْذِرِ شَهِدَ بَدْرًا وَالْعَقَبَةَ ، وَقِيلَ : أَبُو الطُّفَيْلِ ، أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرْضِ الْقُرْآنِ عَلَيْهِ ، وَسَمَّى لَهُ بِاسْمِهِ ، وَبَشَّرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُ : لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ ، أَحَدُ السِّتَّةِ الَّذِينَ انْتَهَى إِلَيهِمُ الْقَضَاءُ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَكَانَ أَقْرَأَ الصَّحَابَةِ ، وَكَانَ رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ ، لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ ، أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، ذُكِرَ عَنْهُ شَرَاسَةٌ فِي خُلُقِهِ ، اخْتُلِفَ فِي وَفَاتِهِ ، فَقِيلَ : سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَقِيلَ : سَنَةَ ثَلَاثِينَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَهُوَ الصَّحِيحُ لِأَنَّ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ لَقِيَهُ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ
فَمِنْهُمُ الْحِبُّ بْنُ الْحِبِّ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ ابْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ زَيْدِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ زَيْدِ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ مُخْتَلَفٌ فِي كُنْيَتِهِ ، فَقِيلَ : أَبُو مُحَمَّدٍ ، وَقِيلَ : أَبُو زَيْدٍ ، وَقِيلَ : أَبُو يَزِيدَ ، وَقِيلَ : أَبُو خَارِجَةَ ، مِنْ مَوَالِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّرَفِينِ ، كَانَ أَبُوهُ زَيْدٌ مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ ، وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ الرَّسُولُ بِالْعِتْقِ ، وَأُمُّهُ أُمُّ أَيْمَنَ حَاضِنَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَتِيقَتُهُ اسْمُهَا بَرَكَةُ ، وَقِيلَ : أَعْتَقَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَيْشِ مُؤْتَةَ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً فِي عِلَّتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ مِنْهَا ، فَلَمْ يَزَلْ أَكْثَرَ النَّاسِ يُخَاطِبُونَهُ بِالْإِمَارَةِ لِتَوْلِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ ، وَوَفَاتُهُ قَبْلَ عَزْلِهِ ، وَكَانَ نَقْشُ خَاتَمِةِ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تُوُفِّيَ بِالْجُرُفِ ، وَقِيلَ بِوَادِي الْقُرَى بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ . وَذَكَرَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ أَنَّ أُسَامَةَ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَضَّلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا فَرَضَ لِأَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ عَلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ ، فَفَرَضَ لِأُسَامَةَ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ ، وَلِعَبْدِ اللَّهِ دُونَهُ ، وَقَالَ : كَانَ أَبُوهُ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَبِيكَ ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكَ ، فَمِمَّا أَسْنَدَ
وَأَنَسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ ، يُكْنَى أَبَا حَمْزَةَ ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ ، وَقِيلَ : بِالْوَرْسِ وَالصُّفْرَةِ ، كَانَ يُخَلِّقُ ذِرَاعَيْهِ بِخَلُوقٍ لِلُمْعَةٍ كَانَتْ بِهِ ، وَكَانَتْ لَهُ ذُؤَابَةٌ ، وَكَانَ يَشُدُّ أَسْنَانَهُ بِذَهَبٍ ، يَأْخُذُ مِنْ شَارِبِهِ ، وَيُعْفِي لِحْيَتَهُ ، وَكَانَ رَامِيًا ، يَلْبَسُ الْخَزَّ وَيَتَعَمَّمُ بِهِ ، وَكَانَ لَهُ مَقْدِمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ - عَشْرُ سِنِينَ ، وَقِيلَ : تِسْعٌ ، وَقِيلَ : ثَمَانٍ ، أُمُّهُ أُمُّ سُلَيْمٍ بِنْتُ مِلْحَانَ ، وَاسْمُهَا مُلَيْكَةُ ، وَلَقَبُهَا الرُّمَيْصَاءُ ، فَخَدَمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرًا ، وَقِيلَ : ثَمَانِيًا ، وَقِيلَ : سَبْعًا ، عَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ وَسَنَتَيْنِ ، وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِ غَزَوَاتٍ ، وَكَانَ يُسَمَّى خَادِمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَتَسَمَّى بِهِ وَيَفْتَخِرُ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ ، وَقِيلَ : إِحْدَى وَتِسْعِينَ ، وَقِيلَ : تِسْعِينَ ، آخِرُ مِنْ تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ مِنَ الْصَّحَابَةِ ، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ ، وَكَانَتْ نَخْلَاتُهُ تَحْمِلُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ ، وَوُلِدَ لَهُ مِنْ صُلْبِهِ ثَمَانُونَ وَلَدًا ، وَقِيلَ : بِضْعٌ وَعِشْرُونَ وَمِائَةٌ ، ثَمَانِيَةٌ وَسَبْعُونَ ذَكَرًا ، وَابْنَتَانِ ، تُسَمَّى إِحْدَاهُمَا حَفْصَةَ ، وَالْأُخْرَى أُمَّ عَمْرٍو ، وَكَانَ نَقْشُ خَاتَمِهِ : أَسَدٌ رَابِضٌ ، وَدَاعَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمَّاهُ ذَا الْأُذُنَيْنِ
الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيُّ ، شَهِدَ بَدْرًا يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً ، وَصَلَّى عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ ، وَهُوَ الَّذِي اسْتَخْفَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارِهِ بِمَكَّةَ ، وَيُعْرَفُ الْيَوْمَ بِدَارِ الْخُيْزُرَانِ فِي أَسْفَلِ الصَّفَا حِينَ أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَتَكَامَلُوا أَرْبَعِينَ رَجُلًا ، وَاسْمُ أَبِي الْأَرْقَمِ عَبْدُ مَنَافٍ ، وَيُكْنَى أَبَا خِنْدِفِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَأُمُّهُ تَمَاضِرُ بِنْتُ خُرَيْمٍ مِنْ بَنِي سَهْلٍ ، وَقِيلَ : صَفِيَّةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَبْشَانَ مِنْ خُزَاعَةَ ، وَقَالَ : إِنَّ أُمَّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيُّ ، اسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّدَقَاتِ ، وَكَانَ خَالُهُ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ عَامِلَ مَكَّةَ مِنْ قِبَلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَبَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الْأُمَوِيُّ قُرَشِيٌّ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ أَسْلَمَ قَبْلَ خَيْبَرَ ، يُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ ، كَانَ أَحَدَ عُمَّالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تُوُفِّيَ النَّبِيُّ وَأَبَانُ عَامِلُهُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ ، خَرَجَ هُوَ وَأَخُوهُ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا ، وَاسْتُشْهِدَ بِأَجْنَادِينَ فِي أَيَّامِ عُمَرَ ، وَلَمْ يُعْقِبْ ، أُمُّهُ صَفِيَّةُ ، وَقِيلَ : صَخْرَةُ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَأَبُوهُ سَعِيدٌ يُكْنَى أَبَا أُحَيْحَةَ ، وَذَكَرَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ أَنَّ أَبَانَ تَأَخَّرَ إِسْلَامُهُ ، وَأَنَّ أَخَاهُ عَمْرًا تَقَدَّمَ إِسْلَامُهُ ، ثُمَّ قَالَ : وَخَرَجَا جَمِيعًا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مُهَاجِرِينَ ، وَهَذَا وَهْمٌ فَاحِشٌ ، فَإِنَّ مُهَاجِرَةَ الْحَبَشَةِ هُمُ السَّابِقُونَ ، فَكَيْفَ يَكُونُ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ مُتَأَخِّرُ الْإِسْلَامِ ؟
أَبْزَى الْخُزَاعِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ذَكَرَهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ فِي الصَّحَابَةِ ، وَذَكَرَ أَنَّ الْبُخَارِيَّ ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ الْوُحْدَانِ وَأَخْرَجَ لَهُ حَدِيثَ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ أَبْزَى ، مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، وَهِشَامٍ ، رَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبْزَى ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ فِيهِ ، عَنْ أَبِيهِ وَذَكَرَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي وَهْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُزَاحِمٍ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَزَعَمَ أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ ، عَنْ بُكَيْرٍ مِثْلَهُ . وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ مُجَوَّدًا خِلَافَ مَا ذُكِرَ عَنْهُ ، فَإِنَّ إِسْحَاقَ رَوَاهُ فِيمَا
بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : أَبُو عَمْرٍو ، وَقِيلَ : أَبُو عَبْدِ الْكَرِيمِ وَاسْمُ أُمِّهِ حَمَامَةُ ، مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ فِي اللَّهِ فَاشْتَرَاهُ الصِّدِّيقُ فَأَعْتَقَهُ ، وَكَانَ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ مَوْلِدِي السَّرَاةِ ، كَانَ يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيَاتَهُ سَفَرًا وَحَضَرًا ، وَكَانَ خَازِنَهُ عَلَى بَيْتِ مَالِهِ ، وَهُوَ سَابِقٌ الْحَبَشَةَ ، رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، وَالْبَرَاءُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَابْنُ عُمَرَ وَكَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ وَجَابِرٌ وَطَارِقُ بْنُ شِهَابٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً وَدُفِنَ بِبَابِ الصَّغِيرِ سَنَةَ عِشْرِينَ ، وَقِيلَ : سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ ، وَقِيلَ : تُوُفِّيَ بِحَلَبٍ وَدُفِنَ بِبَابِ الْأَرْبَعِينَ ، وَقِيلَ : كَانَ بِلَالٌ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ ، وَكَانَ شَدِيدَ الْأُدْمَةِ نَحِيفًا أَجْنَى كَثِيرَ الشَّعْرِ خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ لَهُ شَمَطٌ كَثِيرٌ لَا يَخْضِبُ
بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْأَعْرَجِ بْنِ سَعْدِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَهْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى ، يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَقِيلَ أَبُو سَهْلٍ ، وَقِيلَ أَبُو سَاسَانَ ، وَيُقَالُ كَانَ اسْمُهُ عَامِر قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ ، فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْغَمِيمِ مُهَاجِرًا ، فَأَسْلَمَ ، وَأَقَامَ فِي قَوْمِهِ ، حَتَّى مَضَى بَدْرٌ وَأُحُدٌ ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ مُهَاجِرًا . سَكَنَ الْبَصْرَةَ ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى خُرَاسَانَ غَازِيًا ، وَاسْتَوْطَنَ مَرْوَ ، حَتَّى مَاتَ وَدُفِنَ بِالْجِصِّينِ مَقْبَرَةِ مَرْوَ فِي وِلَايَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَيِّفَ عَشْرَةَ غَزْوَةً ، قَائِدُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَسَابِقُهُمْ ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِخُرَاسَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَأَبُو سَلَمَةَ ، وَطَاوُسٌ ، وَالشَّعْبِيُّ
ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ خَلِيفَةَ الْأَنْصَارِيُّ ابْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ ، يُكْنَى أَبَا زَيْدٍ ، يُقَالُ إِنَّهُ أَخُو أَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ ، وَدَلِيلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَمْرَاءِ الْأَسَدِ ، شَهِدَ الشَّجَرَةَ بِالْحُدَيْبِيَةِ ، كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ ، وَدَلِيلَهُ إِلَى حَمْرَاءِ الْأَسَدِ بِالْحُدَيْبِيَةِ ، فَوَهِمَ بَعْضُ النَّاسِ ، فَقَالَ : قَالَ الْبُخَارِيُّ : شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَلَا يَثْبُتُ ، وَإِنَّمَا ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ فِي الْجَامِعِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ ، وَاسْتَشْهَدَ بِحَدِيثِ أَبِي قِلَابَةَ عَنْهُ . رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلٍ ، وَأَبُو قِلَابَةَ ، تُوُفِّيَ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، وَسَكَنَ الشَّامَ
ثَوْبَانُ بْنُ بُجْدُدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقِيلَ ابْنُ جَحْدَرٍ ، مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ حِمْيَرَ ، أَصَابَهُ سِبَاءٌ ، فَاشْتَرَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَعْتَقَهُ ، سَكَنَ حِمْصَ ، وَلَهُ بِهَا دَارُ الضِّيَافَةِ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ ، وَلَهُ أَيْضًا دَارٌ بِالرَّمْلَةِ وَبِمِصْرَ أُخْرَى ، رَوَى عَنْهُ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ ، وَأَبُو الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ ، وَأَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ ، وَمَعْدَانُ الْيَعْمُرِيُّ ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُبْلَانِيُّ ، وَأَبُو الْخَيْرِ الْيَزَنِيُّ ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ ، وَأَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ ، وَأَبُو حَيٍّ الْمُؤَذِّنُ ، وَأَبُو عَامِرٍ الْهَوْزَنِيُّ
جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ أَسْلَمَ مَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَالْفَتْحِ ، أُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ . وَقِيلَ : أُمُّ حَبِيبٍ بِنْتُ شُعْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ ، وَقِيلَ : أَبُو عَدِيٍّ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ . وَقِيلَ : ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ، فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ ، وَقِيلَ : تِسْعٌ وَأَرْبَعُونَ ، وَهُوَ وَهْمٌ وَكَانَ أَنْسَبَ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشٍ وَلِلْعَرَبِ ، وَقَالَ : أَخَذْتُهُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَنْسَبَ الْعَرَبِ ، رَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ ، وَعَامَّةُ حَدِيثِهِ عِنْدَ ابْنَيْهِ : مُحَمَّدٍ ، وَنَافِعٍ
بَابُ مَنِ اسْمُهُ جَابِرٌ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غُنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ ، شَهِدَ هُوَ وَأَبُوهُ الْعَقَبَةَ وَخَالَاهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ ، وَأَخُوهُ ، وَذُكِرَ أَنَّهُ كَانَ مَنِيحَ أَصْحَابِهِ فِي يَوْمِ بَدرٍ ، وَيَمْنَحُ لَهُمُ الْمَاءَ ، غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، كَانَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ ، وَكَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ ، وَيُحْفِي شَارِبَهُ ، رَحَلَ إِلَى مِصْرَ وَدَخَلَ الشَّامَ ، وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ أَشْهُرًا فِي أَخْوَالِهِ بَنِي سَهْمٍ ، تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ ، وَقِيلَ : ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ ، وَقِيلَ : تِسْعٍ وَسَبْعِينَ ، وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ وَهُوَ وَالِي الْمَدِينَةِ ، آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ
جُنْدُبٌ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ مُخْتَلَفٌ فِي اسْمِهِ وَنَسَبِهِ . فَقِيلَ : جُنْدُبٌ ، وَقِيلَ : بُرَيْرٌ ، وَقِيلَ : جُنَادَةُ ، وَالثَّابِتُ الْمَشْهُورُ جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ غِفَارِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسِ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ وَقِيلَ : جُنَادَةُ بْنُ السَّكَنِ ، وَقِيلَ : بُرَيْرُ بْنُ أَشْعَرَ بْنِ جُنَادَةَ بْنِ سَكَنِ بْنِ عُبَيْدٍ ، وَقِيلَ : بُرَيْرُ بْنُ عَشْرَقٍ . وَكَانَ يَتَعَبَّدُ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ سِنِينَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا ، حَتَّى إِذْ كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ سَقَطَ كَأَنَّهُ خِرْقَةٌ ، ثُمَّ أَسْلَمَ بِمَكَّةَ فِي أَوَّلِ الدَّعْوَةِ ، هُوَ رَابِعُ الْإِسْلَامِ ، وَأَوَّلُ مَنْ حَيَّا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ ، بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَلَا تَأْخُذَهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، كَانَ يُشَبَّهُ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِبَادَةً وَنُسُكًا ، لَمْ تُقِلَّ الْغَبْرَاءُ ، وَلَمْ تُظِلَّ الْخَضْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْهُ ، لَمْ يَتَلَوَّثْ بِشَيْءٍ مِنْ فُضُولِ الدُّنْيَا حَتَّى فَارَقَهَا ، وَثَبَتَ عَلَى الْعَهْدِ الَّذِي بَايَعَ عَلَيْهِ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ التَّخَلِّي مِنْ فُضُولِ الدُّنْيَا وَالتَّبَرُّؤِ مِنْهَا ، كَانَ يَرَى إِقْبَالَهَا مِحْنَةً وَهَوَانًا ، وَإِدْبَارَهَا نِعْمَةً وَامْتِنَانًا ، حَافَظَ عَلَى وَصِيَّةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ : مَحَبَّةٌ لِلْمَسَاكِينِ وَمُجَالَسَتِهِمْ ، وَمُبَايَنَةُ الْمُكْثِرِينَ وَمُفَارَقَتِهِمْ ، كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا أَوَى إِلَى مَسْجِدِهِ فَاسْتَوْطَنَهُ ، سَيِّدُ مِنْ آثَرَ الْعُزْلَةَ وَالْوَحْدَةَ ، وَأَوَّلُ مِنْ تَكَلَّمَ فِي عِلْمِ الْفِنَاءِ وَالْبَقَاءِ ، كَانَ وِعَاءً مُلِئَ عِلْمًا فَرَبَطَ عَلَيْهِ ، كَانَ رَجُلًا آدَمَ ، طَوِيلًا ، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، تُوُفِّيَ بِالرَّبَذَةِ ، فَوَلِيَ غُسْلَهُ وَتَكْفِينَهُ وَالصَّلَاةَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي نَفَرٍ ثَمَانٍ ، مِنْهُمْ حُجْرُ بْنُ الْأَدْبَرِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِالرَّبَذَةِ وَدُفِنَ بِهَا ، أُمُّهُ : رَمْلَةُ بِنْتُ الْوَقِيعَةِ بْنِ حَرَامِ بْنِ غِفَارٍ ، وَكَانَ يُؤَاخِي سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ ، رَوَى عَنْهُ : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشَّلِيلِ الْبَجَلِيُّ أَبُو عَمْرٍو وَقِيلَ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، مِنْ خَيْرِ ذِي يُمْنٍ ، فَاقَ النَّاسَ فِي الْجَمَالِ وَالْقَامَةِ ، طُولُهُ سِتَّةُ أَذْرُعٍ وَطُولُ نَعْلِهِ ذِرَاعٌ ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُسَمِّيهِ يُوسُفَ هَذِهِ الْأُمَّةِ ؛ لِجَمَالِهِ ، بَارَزَ مِهْرَانَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ فَقَتَلَهُ ، كَانَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ ، سَيِّدُ بَجِيلَةَ ، سَكَنَ الْكُوفَةَ إِلَى خِلَافَةِ عَلِيٍّ ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى قُرْقِيسْيَاءَ مُفَارِقًا لِمَنْ كَانَ يَسُبُّ الصَّحَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، أَسْلَمَ فِي السَّنَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاسْتَكْفَاهُ طَاغِيَةَ ذِي الْخَلَصَةِ بَيْتًا لِخَثْعَمٍ يُسَمَّى الْكَعْبَةَ الْيَمَانِيَّةَ ، فَنَفَرَ إِلَيْهَا ، فَأَحْرَقَهَا ، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالثَّبَاتِ وَالْهِدَايَةِ ، بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنْ يُنَاصِحَ الْمُسْلِمَ ، وَيُفَارِقَ الْمُشْرِكَ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ ، وَقِيلَ : أَرْبَعٍ . وَرَوَى عَنْهُ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، وَزَيْدُ بْنُ وَهْبٍ ، وَشَقِيقٌ أَبُو وَائِلٍ ، وَالشَّعْبِيُّ ، وَأَبُو نُخَيْلَةَ ، وَزَاذَانُ أَبُو عَمْرٍو ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ ، وَأْوَلَادُهُ : الْمُنْذِرُ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَإِسْمَاعِيلُ ، وَخَالِدٌ ، وَأَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هِلَالٍ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَزِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُبَيْلٍ ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَأَبُو الضُّحَى ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ ، وَأَبُو ظَبْيَانَ الْجَنْبِيُّ وَجَمَاعَةٌ مِنْهُمْ : نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، وَضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ كَانَ نَقْشُ خَاتَمِهِ : رَبُّنَا اللَّهُ ، وَصُورَةُ شَمْسٍ وَقَمَرٍ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ ، أَبُو مُحَمَّدٍ سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَرَيْحَانَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالسَّيِّدُ الْمُصْلِحُ بِهِ بَيْنَ الْأُمَّةِ ، وَسِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ سَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَنًا ، شَبِيهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَبِيبُهُ ، سَلِيلُ الْهُدْى وَحَلِيفُ أَهْلِ التُّقَى ، وَخَامِسُ أَهْلِ الْكِسَاءِ ، وَابْنُ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ ، كَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ ، يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ وَلَهُ جُمَّةٌ ، وُلِدَ بَعْدَ أُحُدٍ بِسَنَةٍ ، وَقِيلَ : بِسَنَتَيْنِ ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ بِالْمَدِينَةِ ، فَقَدِمَ الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ، وَهُوَ بِهَا أَمِيرٌ ، وَقِيلَ : سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَقِيلَ : أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَقِيلَ : تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ ، حَجَّ عِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِيًا ، وَقَاسَمَ مَالَهُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، وَخَرَجَ مِنْ مَالِهِ مَرَّتَيْنِ ، رَوَى عَنْهُ عَائِشَةُ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، وَالشَّعْبِيُّ ، وَسُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ ، وَشَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو وَائِلٍ ، وَهُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ ، وَالْحَسَنُ ابْنُهُ ، وَالْمُسَيِّبُ بْنُ نَجَبَةَ ، وَالْأُصْبَعُ بْنُ نُبَاتَةَ ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، وَعُمَيْرُ بْنُ مَأْمُونٍ ، وَأَبُو الْحَوْرَاءِ ، وَعُمَيْرُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَأَبُو جَمِيلَةَ فِي آخَرِينَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَيْحَانَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَبِيهُهُ ، أَذَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُذُنِهِ حِينَ وُلِدَ ، سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، خَامِسُ أَهْلِ الْكِسَاءِ ، وَابْنُ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ ، أَبُوهُ الذَّائِدُ عَنِ الْحَوْضِ ، وَعَمُّهُ ذُو الْجَنَاحَيْنِ ، غَذَتْهُ أَكُفُّ النُّبُوَّةِ ، وَنَشَأَ فِي حِجْرِ الْإِسْلَامِ ، أَرْضَعَتْهُ ثُدِيُّ الْإِيمَانِ ، وَكَانَ يُشْبِهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عُنُقِهِ إِلَى كَعْبِهِ خَلْقًا وَلَوْنًا ، وَسَمَّاهُ حُسَيْنًا ، يَخْضِبُ بِالْوَسْمَةِ ، وَقِيلَ : بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ ، وَيَدَعُ عَنْفَقَتَهُ ، يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ . وُلِدَ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ ، قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَقِيلَ : ابْنُ تِسْعٍ ، قُتِلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَقِيلَ : يَوْمَ السَّبْتِ ، الْعَاشِرَ مِنَ الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ ، قَتَلَهُ سِنَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ النَّخَعِيُّ ، وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ خَوْلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الْأَصْبَحِيُّ ، مِنْ حِمْيَرَ ، أَعْلَمَ الْأَمِينُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَهُ ، وَأَرَاهُ تُرْبَتَهُ ، احْمَرَّتِ السَّمَاءُ لِقَتْلِهِ ، وَكُسِفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَوْتِهِ ، وَصَارَ الْوَرْسُ فِي عَسْكَرِهِ رَمَادًا ، وَالْمَنْحُورُ مِنْ جَذْرِهِ دَمًا ، لَمْ يُرْفَعْ حَجَرٌ بِالشَّامِ إِلَّا رُئِيَ تَحْتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ ، وَنَاحَتِ الْجِنُّ لِرَزِيَّتِهِ وَفَقْدِهِ ، حَجَّ خَمْسًا وَعِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِيًا ، كَانَ تَقِيًّا نَقِيًّا فِي ذَاتِ اللَّهِ ، مُجِدًّا قَوِيًّا ، ذَا لِسَانٍ وَبَيَانٍ ، وَنَجْدَةٍ وَجَنَانٍ ، كَانَ كَمَا مَدَحَهُ الْفَرَزْدَقُ حِينَ قَالَ فِيهِ : يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ فَمَا يُكَلَّمُ إِلَّا حِينَ يَبْتَسِمُ مُشْتَقَّةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ نَبْعَتُهُ طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالْخِيمُ وَالشِّيَمُ هُوَ ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَّهِ كُلِّهِمُ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا إِلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الْكَرَمُ مُحِبُّهُ حَبِيبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمُبْغِضُهُ بِغَيْضُهُ
حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أَبُو عُمَارَةَ وَقِيلَ : أَبُو يَعْلَى ، كَانَ عَمَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ ، أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ ، تَزَوَّجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ هَالَةَ بِنْتَ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ ، فَوَلَدَتْ لَهُ حَمْزَةَ وَصَفِيَّةَ ، وَكَانَتْ ثُوَيْبَةُ مَوْلَاةُ أَبِي لَهَبٍ ، أَرْضَعَتْ حَمْزَةَ وَرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ حَمْزَةُ أَسَنَّ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ ، أَسْلَمَ بِمَكَّةَ حَمِيَّةً ، وَكَانَ إِسْلَامُهُ عِزًّا وَمَنَعَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِدَ بَدْرًا ، وَاسْتُشْهِدَ بِأُحُدٍ ، آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَوْلَاهُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ يُقَاتِلُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَيْفَيْنِ ، وَهُوَ الْمُعَلَّمُ بِرِيشَةِ نَعَامَةٍ يَوْمَ بَدْرٍ ، فِيهِ وَفِي أَصْحَابِهِ نَزَلَتْ : هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ، سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَتَلَهُ وَحْشِيٌّ الْحَبَشِيُّ ، مَوْلَى جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً ، يَوْمَ السَّبْتِ فِي النِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ ، مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ قَتَلَ اللَّهُ بِيَدِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ نَفْسًا ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ تَكْبِيرَةً ، وَكُفِّنَ فِي نَمِرَةٍ غُطِّيَ بِهَا رَأْسُهُ ، وَجُعِلَ عَلَى رِجْلَيْهِ الْإِذْخِرُ ، وَكَانَ أَحَدَ سَادَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَخَيْرَ أَعْمَامِهِ ، اشْتَدَّ عَلَيْهِ وَجَدُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُ قَتِيلًا ، حَتَّى شَهِقَ فَقَالَ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ ، فَإِنَّكَ مَا عُلِمْتَ فَعُولًا لِلْخَيْرَاتِ ، وَصُولًا لِلرَّحِمِ فَحَلَفَ لَيُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ مِنْهُمْ ، ثُمَّ صَبَّرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْتَلَمَ وَكَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ ، أَسْنَدَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ
حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَهُوَ ابْنُ حَسَلِ بْنِ جَابِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْيَمَانِ . وَقِيلَ : حُذْيفَةُ بْنُ الْيَمَانِ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ وَلَدِ الْيَمَانِ بْنِ جَرْوَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عَبْسٍ ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، مُهَاجِرِيٌّ ، هَاجَرَ هُوَ وَأَبُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَيَّرَهُ بَيْنَ الْهِجْرَةِ وَالنُّصْرَةِ ، فَاخْتَارَ النُّصْرَةَ ، وَحَالَفَ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ، وَعِدَادُهُ فِي الْأَنْصَارِ لِحِلْفِهِ ، شَهِدَ أُحُدًا ، وَاسْتُشْهِدَ أَبُوهُ بِأُحُدٍ ، أَخْطَأَ بِهِ الْمُسْلِمُونَ فَقَتَلُوهُ ، فَتَصَدَّقَ بِدَمِ أَبِيهِ وَدِيَتِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، سَكَنَ الْكُوفَةَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ بِالْمَدَائِنِ ، بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِقَلِيلٍ وَلَمْ يُدْرِكِ الْجَمَلَ ، وَتَبَرَّأَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ ، وَمِنْ قَتَلَتِهِ , كَانَ يَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشَّرِّ لَيَجْتَنِبَهُ ، لِعِلْمِهِ بِأَنَّ الْخَيْرَ لَا يَفُوتُهُ ، صَاحِبُ السِّرِّ أَعْلَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُنَافِقِينَ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَعْيَانِهِمْ ، بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ سَرِيَّةً وَحْدَهُ ، مَنَعَهُ مِنْ شُهُودِ بَدرٍ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عَهْدِ الْمُشْرِكِينَ وَعَقْدِهِمْ ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْوَفَاءِ لَهُمْ ، وَأَنْ يَسْتَعِينَ بِاللَّهِ عَلَيْهِمْ . رَوَى عَنْهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ ، وَجُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ وَهُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ ، يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ ، حَلِيفُ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ، شَهِدَ بَدْرًا . وَقِيلَ : حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ بْنِ أَدْرَبَ بْنِ حَرْمَلَةَ بْنِ لَخْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ آدَدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ ، بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَلِكِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ الْمُقَوْقَسِ ، مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثِينَ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، وَلَهُ خَمْسٌ وَسِتُّونَ سَنَةً حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا : حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى : حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ
حَكِيمُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ أَبُو خَالِدٍ ، أُمُّهُ صَفِيَّةُ ، وَقِيلَ : فَاخِتَةُ بِنْتُ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدٍ ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ ، مِنْ مَسْلِمَةِ الْفَتْحِ ، مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ ، أَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ مِائَةَ بَعِيرٍ ثُمَّ حَسُنَ إِسْلَامُهُ ، وُلِدَ فِي الْكَعْبَةَ ، عَاشَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً ، سِتِّينَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَسِتِّينَ فِي الْإِسْلَامِ ، تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ . وَقِيلَ : ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ، لَمْ يَقْبَلْ شَيْئًا بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحَدٍ ، أَعْتَقَ مِائَةَ رَقَبَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَعْتَقَ مِائَةَ رَقَبَةٍ فِي الْإِسْلَامِ ، انْفَلَتَ يَوْمَ بَدْرٍ مِنَ الْقَتْلِ ، فَكَانَ إِذَا اسْتَغَلْظَ فِي الْيَمِينِ قَالَ : لَا وَالَّذِي نَجَّانِي يَوْمَ بَدْرٍ ، أَحَدُ الْمَذْكُورِينَ مِنْ قُرَيْشٍ بِالْبَذْلِ وَالْعَطِيَّةِ وَالْبِرِّ وَالْهَدِيَّةِ ذَهَبَ بَصَرُهُ قَبْلِ مَوْتِهِ مَا صَنَعَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ إِلَّا صَنَعَ فِي الْإِسْلَامِ مِثْلَهُ ، أَسْنَدَ وَصِيَّتَهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَأُصِيبَ بِابْنِهِ هِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ ، مَاتَ قَبْلَهُ . رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ حِزَامٌ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَعُرْوَةُ ، وَمُسْلِمُ بْنُ جُنْدُبٍ ، وَمُوسَى بْنُ طَلْحَةَ ، وَصَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ ، وَعِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ ، وَيُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ فِي آخَرِينَ
حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ بَدْرِيٌّ كَانَ أَحَدَ الثَّمَانِينَ الَّذِينَ ثَبَتُوا وَصَبَرُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَلَمْ يَفِرُّوا ، فَأَخَبَرَ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ رِزْقَهُمْ وَرِزْقَ عِيَالِهِمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ ، وَكَانَ قَدْ مَرَّ بِالْمَقَاعِدِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ جِبْرِيلُ ، فَسَلَّمَ ، فَرَدَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، سَكَنَ الْمَدِينَةَ ، رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : قُرِئَ عَلَى يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْخَزْرَجِ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ : حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ رَافِعِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ : حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ، وَهُوَ الَّذِي مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَعَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ الْمَقَاعِدِ
حَارِثَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ الْأَشْجَعِيُّ بَدْرِيٌّ , حَلِيفُ بَنِي دَهْمَانَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْأَوْسِ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غُنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ : حَارِثَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَشْجَعَ مِنْ بَنِي دَهْمَانَ حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْأَوْسِ ، مِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ عَدِيٍّ : حَارِثَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَشْجَعَ
وَالْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ بَدْرِيٌّ : وَقِيلَ : حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ، وَهُوَ ابْنُ رَافِعِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي الْأَوْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ : الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ , ثُمَّ مِنْ بَنِي ثعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ : الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، ثنا ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ ، الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ
الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ أَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ مُخْتَلَفٌ فِي اسْمِهِ ، وَاسْمِ أَبِيهِ فَقِيلَ : الْحَارِثُ بْنُ مَالِكٍ ، وَقِيلَ : عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ ، لَهُ صُحْبَةٌ ، وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ عَوْفِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عُتْوَارَةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ شُجَعِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَقِيلَ : ثَمَانٍ وَسِتِّينَ ، إِسْلَامُهُ قُبَيْلَ الْفَتْحِ ، وَقِيلَ : مِنْ مُسْلِمَةِ الْفَتْحِ . وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ فِي تَارِيخِهِ : شَهِدَ بَدْرًا ، وَأُرَاهُ وَهْمًا ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ أَسْلَمَ عَامَ الْفَتْحِ ، لِأَنَّهُ شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُنَيْنٍ وَنَحْنُ حَدِيثُو عَهْدٍ بِكُفْرٍ ، وَلَيْسَ لِشُهُودِهِ بَدْرًا أَصْلٌ . رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، وَسِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ ، وَأَبُو مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ ، وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ
الْحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، لَا يُخْتَلَفُ فِي كُنْيَتِهِ وَوَهِمَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ ، فَقَالَ : هُوَ أَبُو الْمُغِيرَةِ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَصَحَّفَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ حُكِيَ عَنْ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ : الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ ، وَهُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، فَوَهِمَ ، وَقَالَ : وَهُوَ أَبُو الْمُغِيرَةِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَهَذَا مِمَّا لَا يَخْتَلِفُ فِيهِ أَحَدٌ أَنَّهُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، مِنْ مُسْلِمَةِ الْفَتْحِ ، كَانَ مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ثُمَّ حَسُنَ إِسْلَامُهُ ، يُقَالُ : إِنَّهُ اسْتَجَارَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ بِأُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ ، فَأَجَارَتْهُ وَأَرَادَ عَلِيٌّ قَتْلَهُ فَأَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَوَارَهَا عَلَيْهِ ، خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي أَيَّامِ عُمَرَ إِلَى الشَّامِ ، فَلَمْ يَزَلْ مُجَاهِدًا بِهَا حَتَّى أَصَابَتْهُ الشَّهَادَةُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ . وَقِيلَ : تُوُفِّيَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ . وَقِيلَ : سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ . أُمُّهُ : أَسْمَاءُ بِنْتُ مَخْرَمَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ أُبَيْرِ بْنِ دَارِمٍ . وَقِيلَ : ابْنُ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ
الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ شَهِدَ بَدْرًا ، كُسِرَ بِالرَّوْحَاءِ ، فَضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِهِ ، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ حَدَّثَنَا فَارُوقُُ الْخَطَّابِيِّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ ، مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ : الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرٍو ، كُسِرَ بِالرَّوْحَاءِ ، فَضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِهِ ، وَفِيهِ قَالَ الشَّاعِرُ يَوْمَئِذٍ : يَا رَبِّ إِنَّ الْحَارِثَ بْنَ الصِّمَّهْ أَهْلُ وَفَاءٍ وَبِنَا ذُو ذِمَّهْ أَقْبَلَ فِي مَهَامِهَ مُلِمَّهْ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ مُدْلَهِمَّهْ يَسُوقُ بِالنَّبِيِّ هَادِيَ الْأُمَّهْ يَلْتَمِسُ الْجَنَّةَ فِيمَا ثَمَّهْ قَالَ الْحِزَامِيُّ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ إِنَّمَا قَالَ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ أُحُدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : قُرِئَ عَلَى يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ : الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ ، كُسِرَ بِالرَّوْحَاءِ ، فَضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِهِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ : الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ حَدَّثَنَا فَارُوقٌ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ : الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ
الْحَارِثُ بْنُ الْحَارِثِ الْقُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ قُتِلَ بِأَجْنَادَيْنِ ، لَا يُعْرَفُ لَهُ رِوَايَةٌ . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ قَتِلَ يَوْمَ أَجْنَادَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ مِنْ قُرَيْشٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي سَهْمٍ : الْحَارِثُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ . حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَنِي سَهْمٍ : الْحَارِثُ بْنُ أَبِي قَارِبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، ثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِأَجْنَادَيْنِ مِنْ بَنِي سَهْمٍ : الْحَارِثُ بْنُ الْحَارِثِ
حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَانَ يُؤَمَّرُ عَلَى الْجُيُوشِ وَالسَّرَايَا ، سَكَنَ الشَّامَ ، مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ ، أَدْرَكَ مِنْ أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً ، تُوُفِّيَ بِأَرْضِ أَرْمِينِيَةَ مِمَّا يَلِي شُمَيْشَاطَ وَقِيلَ : بِدِمَشْقَ ، وَلَمْ يَبْلُغْ خَمْسِينَ سَنَةً ، تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ ، وَكَانَ حَبِيبٌ يُسَمَّى : حَبِيبَ الرُّومِ ، لِمُجَاهَدَتِهِ الرُّومَ ، وَهُوَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ وَهْبٍ ، وَقِيلَ : ابْنُ الْأَكْبَرِ بْنُ وَهْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَاثِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ الْفِهْرِيُّ مِنْ بَنِي فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، نَسَبَهُ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ حَدِيثُهُ عَنْ زِيَادِ بْنِ جَارِيَةَ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ ، وَقَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى ، وَمَالِكِ بْنِ شُرَحْبِيلَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، ثنا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ ، شَبَّابٌ ، ثنا حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَاثِلَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ ، يُكَنَّى : أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَاتَ بِأَرْمِينِيَّةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا أَبُو الزِّنْبَاعِ ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، قَالَ : تُوُفِّيَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ ، وَسِنِّهُ خَمْسُونَ سَنَةً وَحَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ الْمَدِينِيُّ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قَالَ : حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيُّ مَاتَ بِأَرْمِينِيَّةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ ، وَلَمْ يَبْلُغْ خَمْسِينَ سَنَةً حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ ، ثنا دُحَيْمٌ ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ الْفُقَهَاءَ هَلْ كَانَتْ لِحَبِيبٍ صُحْبَةٌ ؟ فَلَمْ يُثْبِتُوا ذَلِكَ ، وَسَأَلْتُ قَوْمَهُ ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُ قَدْ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ
حُصَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بَدْرِيٌّ ، أَخُو عُبَيْدَةَ وَالطُّفَيْلِ ابْنَيِ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا : حُصَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : قُرِئَ عَلَى يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قُرَيْشٍ : حُصَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، ثنا ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ ، مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : حُصَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ ، بَدْرِيٌّ شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَشَاهِدَهُ ، مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ
حَسَّانُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ شَاعِرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُنَافِحُ عَنْهُ ، وَالْمُنَاضِلُ الْمُؤَيَّدُ بِرُوحِ الْقُدُّوسِ ، يُكَنَّى : أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَقِيلَ : أَبَا الْوَلِيدِ ، وَكَانَ يُكَنَّى أَيْضًا بِأَبِي الْحُسَامِ لِمُنَاضَلَتِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِسَانِهِ الْغَازِي بِهِ أَعْرَاضَ الْمُشْرِكِينَ ، عَاشَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً ، سِتِّينَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَسِتِّينَ فِي الْإِسْلَامِ ، وَكَذَلِكَ عَاشَ أَبُوهُ وَأَبُو أَبِيهِ : جَدُّهُ وَأَبُو جَدِّهِ حَرَامٌ ، لَا يُعْرَفُ فِي الْعَرَبِ أَرْبَعَةٌ تَنَاسَلُوا مِنْ صُلْبٍ وَاحِدٍ اتَّفَقَتْ مُدَّةُ تَعْمِيرِهِمْ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً غَيْرُهُمْ ، شُجَاعُ اللِّسَانِ ، جَبَانُ الْجَنَانِ ، لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَشْهَدُ الْوَغَى ، وَلَا يَهْتَزُّ إِلَى اللِّقَاءِ لِيَتَحَصَّنَ بِالْآطَامِ وَيُنَاضِلَ بِالْكَلَامِ رَوَى عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَعَائِشَةُ ، وَابْنُهُ
خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ بَدْرِيٌّ مُهَاجِرِيٌّ أَوَّلِيٌّ ، سَادِسُ الْإِسْلَامِ ، مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينِ ، يُكْنَى : أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَكَانَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ فِي اللَّهِ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ وَقِيلَ : مَوْلَى عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ ، وَقِيلَ : مَوْلَى أُمِّ أَنْمَارٍ بِنْتِ سِبَاعٍ الْخُزَاعِيَّةِ ، وَهِيَ مِنْ خُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَقِيلَ : مَوْلَى بَنِي سَعْدٍ وَقِيلَ : إِنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ ، مِنْ وَلَدِ تَمِيمِ بْنِ مُرِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسِ بْنِ مُضَرَ وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ : نَسَبَهُ لِي بَعْضُ وَلَدِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ ، فَقَالَ : هُوَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ بْنِ جُنْدُلَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ مُرَّةَ ، تُوُفِّيَ مُنْصَرَفَ عَلِيٍّ مِنْ صِفِّينَ إِلَى الْكُوفَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ . أَوَّلُ مَنْ قُبِرَ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً وَكَانَ قَيْنًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ رَوَى عَنْهُ : ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، وَمَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ ، وَشَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَأَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ ، وَأَبُو مَيْسَرَةَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ ، وَأَبُو عَمْرٍو عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ ، وَحَارِثَةُ بْنُ مُضَرِّبٍ ، فِي آخَرِينَ
خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ وَهُوَ : خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ وَائِلِ بْنِ مُنَبِّهِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ سَلْمَى بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَسَّانَ بْنِ الْأَزْدِ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ بْنِ هُودٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقِيلَ : خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَاعِدَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، مِنْ بَنِي خَطْمَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ : كَبْشَةُ بِنْتُ أَوْسٍ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ أَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ وَكَانَ هُوَ وَعُمَيْرُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ خَرَشَةَ يَكْسِرَانِ أَصْنَامَ بَنِي خَطْمَةَ كَانَتْ رَايَةُ بَنِي خَطْمَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّهُ سَجَدَ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَقَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُؤْيَاهُ ، فَاضْطَجَعَ لَهُ فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ قُتِلَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ صِفِّينَ رَوَى عَنْهُ : زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ : عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَغَيْرُهُمْ
خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ أَبُو سُلَيْمَانَ وَقِيلَ : هُوَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقْظَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ أُمُّهُ : لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهَزْمِ بْنِ رُؤَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، أُخْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَسْلَمَ قَبْلَ الْفَتْحِ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ وَشَهِدَ مُؤْتَةَ وَالْفَتْحَ ، وحُنَيْنًا جَعَلَهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ كَانَ إِسْلَامُهُ مَعَ إِسْلَامِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَعُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، ثَلَاثَتُهُمْ أَسْلَمُوا وَهَاجَرُوا ، فَاسْتَبْشَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلَامِهِمْ وَهِجْرَتِهِمْ ، فَقَالَ : أَلْقَتْ إِلَيْكُمْ مَكَّةُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا فَسَمَّاهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَيْفَ اللَّهِ الْمَسْلُولَ عَلَى الْكُفَّارِ ، وَكَانَ الْعَذَابَ الْمَصْبُوبَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَالْفُجَّارِ ، وَذَكَرَهُ الرَّسُولُ فَقَالَ : نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ فَتْحَ اللَّهُ بِهِ الْفُتُوحَ ، وَفَضَّ بِهِ الْجُمُوعَ ، بَارَزَ هُرْمُزًا فَقَتَلَهُ ، وَتَنَاوَلَ السُّمَّ فَأَكَلَهُ ، حَبَسَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْأَعْبُدَ وَالْأَفْرَاسَ ، وَسَبَّ اللَّاتَ وعَبْدَتَهُ الْأَرْجَاسَ ، كَانَ يَتَبَرَّكُ بِشَعْرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْمُبَارَزَةِ ، وَيَسْتَنِصِرُ بِهِ ، وَيَتَتَرَّسُ بِالتَّوْحِيدِ عِنْدَ الْمُعَايَنَةِ ، وَيَخْتَتِمُ بِهِ , تُوُفِّيَ بِحِمْصَ فِي بَعْضِ قُرَاهَا سَلِيمًا مِمَّا يُظَنُّ بِهِ مِنَ الظُّنُونِ ، وَسَفَحَتْ عَلَيْهِ الْمُقَلُ وَالْعُيُونُ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ رَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ ، وَأَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ ، وَغَيْرُهُمْ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ وَهُوَ : خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ ، وَقِيلَ : ابْنُ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ جُشَمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ شَهِدَ بَدْرًا وَالْعَقَبَةَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا وَعَلَيْهِ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي مَنْزِلِهِ إِلَى أَنْ بَنَى مَسْجِدَهُ وَحُجْرَتَهُ لَمْ يَزَلْ غَازِيًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ ، وَدُفِنَ فِي أَصْلِ سُورِهَا ، وَوَالِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَقِيلَ : اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ ، دَخَلَ الْبَصْرَةَ ، وَأَنْزَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ مَنْزِلَهُ ، وَقَاسَمَهُ مَالَهُ وَقِيلَ : إِنَّ الرُّومَ إِذَا أَجْدَبُوا اسْتَسْقَوْا بِقَبْرِهِ فَيُسْقَوْنَ ، بَنَى الرُّومُ عَلَى قَبْرِهِ بَنَاءً ، وَعَلَّقُوا عَلَيْهَا أَرْبَعَةَ قَنَادِيلَ سَرْجٍ حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : أَبُو أُمَامَةَ ، وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ ، وَزَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ ، وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِيِ كَرِبَ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ ، وَجَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ ، وَابْنُ عُمَرَ ، وَابْنُ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَمَنَ التَّابِعِينَ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ ، وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَغَيْرُهُمْ . حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ ، مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ : أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ . حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْعَقَبَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ، وَهُوَ : تَيْمُ اللَّاتِ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي غَنْمٍ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ : أَبُو أَيُّوبَ ، وَاسْمُهُ : خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ رَجُلٌ . حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : قُرِئَ عَلَى يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، فِي تَسْمِيَةِ مُنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ : أَبُو أَيُّوبَ ، وَاسْمُهُ : خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ
خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ يُكْنَى : أَبَا سَعِيدٍ ، قَدِمَ فِي السَّفِينَةِ عَامَ خَيْبَرَ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ مِنَ الْحَبَشَةِ أُمُّهُ : أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَبَّابِ بْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ نَاشِبِ بْنِ عَنَزَةَ مِنْ ثَقِيفٍ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِلًا عَلَى الْيَمَنِ ، وَأَمَّرَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى جُنْدٍ مِنْ جُنُودِ الْمُسْلِمِينَ حِينَ بَعَثَهُمْ إِلَى الشَّامِ فَقُتِلَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَرْجِ الصُّفَّرِ كَانَ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا نَقْشُهُ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ يَزَلْ فِي يَدِهِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ ، ثُمَّ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ ، ثُمَّ عُمَرَ ، ثُمَّ سَقَطَ مِنْ عُثْمَانَ فِي بِئْرِ أَرِيسَ وَكَانَ خَالِدٌ جَالِسًا عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْتَظِرُ الْإِذْنَ فَسَمِعَ امْرَأَةَ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ تَشْكُو ، أَنَّ الَّذِي مَعَ زَوْجِهَا مِثْلَ هُدْبَةِ الثَّوْبِ ، فَقَالَ خَالِدٌ : يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا تَزْجُرُ هَذِهِ السَّفِيهَةَ عَمَّا تَجْهَرُ بِهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ قَدِمَ بِهِمْ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ فِي السَّفِينَتَيْنِ عَامَ خَيْبَرَ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ : خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، مَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ أَسْعَدٍ ، وَابْنَاهُ : سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ وَأَمَةُ بِنْتُ خَالِدٍ ، وَلَدَتْهُمَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ قُتِلَ خَالِدٌ بِمَرْجِ الصُّفَّرِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأَرْضِ الشَّامِ وَقِيلَ : إِنَّ امْرَأَتَهُ أُمَيْمَةَ بِنْتَ خَالِدِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ مِنْ بَنِي سُبَيْعِ بْنِ خَثْعَمَةَ مِنْ خُزَاعَةَ ثنا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَأَقَامُوا بِهَا حَتَّى قَدِمُوا بَعْدَ بَدْرٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ : خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، وَامْرَأَتُهُ : هُمَيْنَةُ بِنْتُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيَّةُ ، وَلَدَتْ لَهُ ثَمَّ : سَعِيدَ بْنَ خَالِدٍ ، وَأَمَةَ بِنْتَ خَالِدٍ قُتِلَ خَالِدٌ بِمَرْجِ الصُّفَّرِ
خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ الْخَزْرَجِيُّ شَهِدَ بَدْرًا ، تُوُفِّيَ فِي أَيَّامِ عُثْمَانَ ، وَهُوَ الَّذِي تُكُلِّمَ عَلَى لِسَانِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، مُخْتَلَفٌ فِيهِ ، فَقِيلَ : زَيْدُ بْنُ خَارِجَةَ ، وَقِيلَ : خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ وَأُرَاهُ الْمُتَقَدِّمَ صَاحِبَ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ : خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْخَزْرَجِ ثُمَّ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ : خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ
خَطَّابُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ أَخُو حَاطِبِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَالِدِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ ، وَبِهَا تُوُفِّيَ مُسْلِمًا ، وَلَهُ عَقِبٌ ، امْرَأَتَهُ : فُكَيْهَةُ بِنْتُ يَسَارٍ ، قَدِمَتْ فِي السَّفِينَةِ . حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ : الْخَطَّابُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَامْرَأَتُهُ : فُكَيْهَةُ بِنْتُ يَسَارٍ أَبِي تَجْزَأَةَ ، وَهَلَكَ الْخَطَّابُ بِالطَّرِيقِ مُسْلِمًا . حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ : خَطَّابُ بْنُ الْحَارِثِ أَخُو حَاطِبٍ ، مَعَهُ امْرَأَتُهُ : فُكَيْهَةُ بِنْتُ يَسَارٍ ، هَلَكَ هُنَالِكَ مُسْلِمًا ، لَهُ عَقِبٌ ، قَدِمْتِ امْرَأَتُهُ فُكَيْهَةُ فِي إِحْدَى السَّفِينَتَيْنِ
خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوْلِيٍّ حَلِيفُ بَنِي عَدِيٍّ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَحَضَرَ دَفْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَا عَقِبَ لَهُ . حَدَّثَنَا فَارُوقٌ ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْ بَنِي عَدِيٍّ : خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوْلِيٍّ ، حَلِيفٌ لَهُمْ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ : خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوْلِيٍّ ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ جُعْفِيٍّ ، أَخُو مَالِكٍ
ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ الْأَنْصَارِيُّ ، بَدْرِيٌّ عَقَبِيٌّ ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ وَكَانَ أَحَدَ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ يُكْنَى : أَبَا السَّبُعِ ، وَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَطَأُ بِقَدَمِهَ غَدًا خَضِرَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَيْهِ ، وَكَانَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَهُوَ ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، قَالَ : ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ ، مِنَ الْأَنْصَارِ ، مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ : ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ خَالِدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ ، ثنا أَبِي ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ ، مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ : ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ خَالِدٍ ، وَكَانَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ ، مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنَ الْأَنْصَارِ ، مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ : ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ مِنَ الْأَنْصَارِ ، مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ : ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ
ذُو الشِّمَالَيْنِ ابْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَضْلَةَ مِنْ خُزَاعَةَ ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ ، قَالَهُ الزُّهْرِيُّ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : ذُو الشِّمَالَيْنِ ابْنُ عَبْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نَضْلَةَ بْنِ غَيْشَانَ ، قُتِلَ بِبَدْرٍ ، وَذُو الشِّمَالَيْنِ غَيْرُ ذِي الْيَدَيْنِ ؛ لِأَنَّ ذَا الْيَدَيْنِ سُلَيْمِيٌّ سَكَنَ وَادِي الْقُرَى يُقَالُ لَهُ : الْخِرْبَاقُ حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، ثنا مُوسَى ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، مِنْ بَنِي زُهْرَةَ : ذُو الشِّمَالَيْنِ ابْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَضْلَةَ ، حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ ، مِنْ بَنِي غَيْشَانَ قَالَ الْوَاقِدِيُّ : كَانَ اسْمُهُ عُمَيْرًا حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ : ذُو الشِّمَالَيْنِ ابْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَضْلَةَ بْنِ غَيْشَانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ
رَافِعٌ أَبُو الْبَهِيِّ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَهُ ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قِيلَ : إِنَّهُ كَانَ مَمْلُوكًا لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَغَيْرِهِ مِنْ شُرَكَائِهِ فَأَعْتَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ نَصِيبَهُ إِلَّا رَجُلًا ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَشْفِعُ بِهِ عَلَى الرَّجُلِ فَوَهَبَ الرَّجُلُ نَصِيبَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْتَقَهُ ، وَكَانَ يَقُولُ : أَنَا مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ رَافِعٌ أَبُو الْبَهِيِّ ، ذَكَرَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ عَبْدًا لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، فَذَكَرَهُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا الْمِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ ، ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ
رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ حَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، كَانَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ وَيُحْفِي شَارِبَهُ ، وَكَانَ عَرِيفَ قَوْمِهِ ، اسْتُصْغِرَ عَنْ بَدْرٍ وَأُجِيزَ يَوْمَ أُحُدٍ وَكَانَ يُعَدُّ فِي الرُّمَاةِ ، أُصِيبَ بِسَهْمٍ يَوْمَ أُحُدٍ فِي ثَنْدُوَتِهِ فَبَقِيَتِ الْحَدِيدَةُ فِي ثَنْدُوَتِهِ تَتَحَرَّكُ فَتُرِكَ فِيهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ لَهُ سِتٌّ وَثَمَانُونَ ، وَشَهِدَهُ ابْنُ عُمَرَ وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبِبَغْدَادَ رَوَى عَنْهُ : ابْنُ عُمَرَ ، وَأُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرٍ ، وَالسَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ ، وَمَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ ، وَمِنَ التَّابِعِينَ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَسَالِمٌ ، وَأَبُو سَلَمَةَ ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ ، وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ قَيْسٍ ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَمِنْ أَوْلَادِهِ : رِفَاعَةُ ، وَعَبَايَةُ ، وَسَهْلٌ ، وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَسَعِيدٌ ، وَأُسَيْدٍ ، وَغَيْرُهُمْ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، قَالَ : تُوُفِّيَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ بِالْمَدِينَةِ
رَافِعُ بْنُ سَهْلِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ الْأَوْسِيُّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ، وَقِيلَ : رَافِعُ بْنُ زَيْدٍ ، وَقِيلَ : ابْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، قَالَ : ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ ، مِنَ الْأَوْسِ ، مِنْ بَنِي النَّبِيتِ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ : رَافِعُ بْنُ سَهْلٍ ، وَيُقَالُ : إِنَّهُ ابْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ ، مِنْ بَنِي زَعُورَاءَ ابْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ : رَافِعُ بْنُ يَزِيدَ
رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ دِينَارٍ الْأَنْصَارِيُّ ، عَقَبِيٌّ ، بَدْرِيٌّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ ، مِنَ الْأَنْصَارِ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي ظُفُرٍ وَاسْمُ ظُفَرٍ كَعْبُ بْنُ الْخَزْرَجِ : رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ دِينَارِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْأَوْسِ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ : رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ
رَبِيعَةُ بْنُ أَكْثَمَ بْنِ سَخْبَرَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ بُكَيْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ ذَوْدَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ الْأَسَدِيُّ ، أَسَدُ خُزَيْمَةَ حَلِيفُ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ اسْتُشْهِدَ بِخَيْبَرَ ، وَشَهِدَ بَدْرًا حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ : رَبِيعَةُ بْنُ أَكْثَمَ ، حَلِيفٌ لَهُمْ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ بِخَيْبَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قُرَيْشٍ ، مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ ، ثُمَّ مِنْ حُلَفَائِهِمْ : رَبِيعَةُ بْنُ أَكْثَمَ بْنِ سَخْبَرَةَ بْنِ عَمْرٍو
رِبْعِيُّ بْنُ أَبِي رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ ، بَدْرِيٌّ وَهُوَ : رِبْعِيُّ بْنُ رَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْجِدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ ، ثُمَّ مِنَ الْأَوْسِ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي الْعَجْلَانِ : رِبْعِيُّ بْنُ رَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْجِدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْأَوْسِ مِنْ بَنِي الْعَجْلَانِ : رِبْعِيُّ بْنُ رَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْجِدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ
رُقَيْمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَوْسِيُّ اسْتُشْهِدَ بِالطَّائِفِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ الطَّائِفِ ، مِنَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ : رُقَيْمُ بْنُ ثَابِتٍ ، أَوْ : ثَابِتُ بْنُ رَقِيمٍ حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِالطَّائِفِ مِنَ الْأَنْصَارِ ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ : رُقَيْمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : وَاسْتُشْهِدَ مِنَ الْأَنْصَارِ ، مِنَ الْأَوْسِ بِالطَّائِفِ : رُقَيْمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، ثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : وَاسْتُشْهِدَ بِالطَّائِفِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، مِنَ الْأَنْصَارِ ، مِنَ الْأَوْسِ : رُقَيْمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ
زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ شُرَاحِيلَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ زَيْدِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ عَوْفِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتِ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قُضَاعَةَ . وَيُقَالُ : إِنَّ أُمَّهُ سَعَادَةُ بِنْتُ زَيْدٍ ، مِنْ طَيِّئٍ ، يُكَنَّى : أَبَا أُسَامَةَ ، رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا بِالْبَطْحَاءِ يُنَادَى عَلَيْهِ لِلْبَيْعِ ، فَأَتَى خَدِيجَةَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا ، فَاشْتَرَاهُ مِنْ مَالِهَا ، فَوَهَبَتْهُ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَعْتَقَهُ . وَقِيلَ : بَلْ قَدِمَ بِهِ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ مِنَ الشَّامِ وَصِيفًا ، فَاسْتَوْهَبَتْهُ مِنْهُ عَمَّتُهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَهَبَهُ لَهَا ، فَوَهَبَتْهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرَ مِنْهُ بِعَشْرِ سِنِينَ ، فَأَعْتَقَهُ وَتَبَنَّاهُ ، وَنَزَلَ فِيهِ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ ، وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ، أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ ، وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعِتْقِ . وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ بَعْدَ عَلِيٍّ . خَيَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَنْ يَرْجِعَ مَعَ أَبِيهِ إِلَى أَهْلِهِ أَوْ يُقِيمَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاخْتَارَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ حَتَّى هَاجَرَ ، وَشَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا ، وَالْمَشَاهِدَ ، حَتَّى اسْتُشْهِدَ بِمُؤْتَةَ ، سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبَنَّاهُ فَسُمِّيَ : زَيْدَ ابْنَ مُحَمَّدٍ ، فَلَمَّا نَزَلَتْ : ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ ، كَانَ يُسَمَّى : زَيْدًا الْحِبَّ ، كَانَ حِبَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَآخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَيْشِهِ فِي سَرِيَّةِ مُؤْتَةَ ، وَشَيَّعَهُ . رَوَى عَنْهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا بِنَسَبِهِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ ، ثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ ، فَذَكَرَهَا
زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامٍ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ أَبُو طَلْحَةَ ، عَقَبِيٌّ ، بَدْرِيٌّ ، نَقِيبٌ ، آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَوَلَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِسْمَةَ شَعْرِهِ بَيْنَ أَصْحَابِهِ ، وَكَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ غَازِيًا فِي الْبَحْرِ ، وَدُفِنَ فِي بَعْضِ الْجَزَائِرِ ، وَقِيلَ : تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ ، وَقِيلَ : ثَلَاثٍ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، زُوِّجَ أُمَّ سُلَيْمٍ ، وَكَانَ إِسْلَامُهُ مَهْرَهَا قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ ، وَكَانَ يَرْمِي بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ : نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ ، وَوَجْهِي لِوَجْهِكَ الْوِقَاءُ ، وَنَفْسِي لِنَفْسِكَ الْفِدَاءُ ، وَهُوَ الَّذِي حَفَرَ قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَحَدَ لَهُ وَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَقْرِئْ قَوْمَكَ السَّلَامَ ، فَإِنَّهُمْ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَزَيْدُ بْنُ خَالِدٍ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، وَعبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ فِي آخَرِينَ
زَيْدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَقِيلَ : زَيْدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي الْخَزْرَجِ ، يُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ ، وَقِيلَ : أَبُو خَارِجَةَ ، وَقُتِلَ ثَابِتٌ أَبُوهُ يَوْمَ بُعَاثٍ قَبْلَ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ سِنِينَ ، وَكَانَ زَيْدٌ يَوْمَئِذٍ ابْنَ سِتٍّ ، كَانَ يَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ فَأَجَازَهُ عَامَ الْخَنْدَقِ ، وَكَانَ حَبْرَ الْأُمَّةِ عِلْمًا وَفِقْهًا وَفَرَائِضَ ، مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ . رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُمَرَ ، وَأَبُو سَعِيدٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ ، وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ ، وَمِنَ التَّابِعِينَ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ ، وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ ، وَأَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَخَارِجَةُ ، وَسُلَيْمَانُ ابْنَاهُ ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ ، وَعُبَيْدُ بْنُ السَّبَّاقِ ، وَحُجْرٌ الْمَدَرِيُّ ، فِي آخَرِينَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ . مُخْتَلَفٌ فِي وَفَاتِهِ ، فَقِيلَ : تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَقِيلَ : ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَقِيلَ : سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ ، وَقِيلَ : إِحْدَى وَخَمْسِينَ ، تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً
زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَقِيلَ : زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسٍ ، كَانَ فِي حِجْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ ، وَخَرَجَ مَعَهُ إِلَى مُؤْتَةَ ، شَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً ، رَمِدَتْ عَيْنَاهُ فَعَادَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا زَيْدُ أَرَأَيْتَ لَوَ كَانَ عَيْنَاكَ لِمَا بِهِمَا ، اخْتُلِفَ فِي كُنْيَتِهِ ، فَقِيلَ : أَبُو عَمْرٍو ، وَقِيلَ : أَبُو عَامِرٍ ، وَقِيلَ : أَبُو سَعْدٍ ، وَقِيلَ : أَبُو أُنَيْسَةَ ، اسْتُصْغِرَ عَنْ أُحُدٍ فَكَانَ بِالْمَدِينَةِ فِيمَنْ يَحْفَظُ الذَّرَارِيَّ ، سَكَنَ الْكُوفَةَ ، وَتُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ ، حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَمُعَاوِيَةُ ، وَأَبُو الطُّفَيْلِ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَمِنَ التَّابِعِينَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ ، وَيَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ ، وَحَبِيبُ بْنُ يَسَارٍ ، وَغَيْرُهُمْ
سَعْدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ ، يُكَنَّى أَبَا عَمْرٍو ، شَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا ، وَاسْتُشْهِدَ بِالْخَنْدَقِ ، وَاهْتَزَّ لِمَوْتِهِ عَرْشُ الرَّحْمَنِ اسْتِبْشَارًا لَرُوحِهِ ، رُمِيَ فِي أَكْحَلِهِ مِنْ عَضُدِهِ ، رَمَاهُ ابْنُ الْعَرِقَةِ فَانْقَطَعَ ، فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُبْقِيَهُ حَتَّى يُقِرَّ عَيْنَهُ مِنْ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ ، فَبَقِيَ حَتَّى حُكِّمَ فِيهِمْ ، ثُمَّ انْفَجَرَ كَلْمُهُ فَمَاتَ ، وَحَمَلَتِ الْمَلَائِكَةُ جِنَازَتَهُ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ ضَحِكَ اللَّهُ لَهُ ، وَجَدَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْدًا شَدِيدًا ، وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ عَامَ الْخَنْدَقِ ، رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَعَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ بْنِ كَعْبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ السَّلَمِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ ، يُكَنَّى أَبَا خَيْثَمَةَ ، وَقِيلَ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : إِنَّ أَبَا خَيْثَمَةَ الَّذِي لَحِقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبُوكَ هُوَ أَخُو بَنِي سَالِمٍ غَيْرُهُ ، عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ نَقِيبٌ ، قُتِلَ بِبَدْرٍ وَقِيلَ : بَلْ عَاشَ حَتَّى شَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا ، وَتَأَخَّرَ عَنْ تَبُوكَ ، ثُمَّ لَحِقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبُوكَ ، لَا عَقِبَ لَهُ ، نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبَاءَ عَلَيْهِ ، وَقِيلَ : عَلَى كُلْثُومِ بْنِ هَرَمٍ ، وَقِيلَ : بَلْ كَانَ يَجْلِسُ لِلنَّاسِ فِي بَيْتِ سَعْدٍ ، وَكَانَ يُسَمَّى بَيْتُهُ بَيْتُ الْعُزَّابِ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ اسْتُشْهِدَ بِبَدْرٍ ، قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعُرْوَةُ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَبَانَ ، وَقِيلَ : إِنَّ الشَّهِيدَيْنِ بِبَدْرٍ سَعْدُ بْنُ حَكِيمٍ ، وَسَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ
سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ وَقِيلَ : ابْنُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، كَانَ يَسْكُنُ الْمَدِينَةَ ، وَبِهَا تُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ ، وَلَهُ عَقِبٌ ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ، كَانَ يُحْفِي شَارِبَهُ وَيُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ . رَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَابْنُ عَبَّاسٍ ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ . وَمِنَ التَّابِعِينَ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ ، وَأَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ
سَهْلُ بْنُ حُنَيْفِ بْنِ وَاهِبِ بْنِ الْعُكَيْمِ وَقِيلَ : حَكِيمُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خِلَاسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْأَوْسِ ، شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ ، أَحْسَنَ الْقِتَالَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَكَانَ حَسَنَ الْجِسْمِ أَبْيَضَ ، فَاعْتَانَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ فَلُبِطَ بِهِ ، تُوُفِّيَ بِالْعِرَاقِ بَعْدَ صِفِّينَ سَنَةَ سَبْعٍ ، وَقِيلَ : ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ سِتَّ تَكْبِيرَاتٍ ، وَقَالَ : إِنَّهُ بَدْرِيٌّ ، يُكَنَّى أَبَا ثَابِتٍ ، وَقِيلَ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : أَبُو الْوَلِيدِ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ ، وَعُبَيْدٌ السَّبَّاقُ ، وَأَبُو وَائِلٍ ، وَيُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى ، وَغَيْرُهُمْ
سَهْلُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ السَّاعِدِيُّ ، يُكَنَّى أَبَا الْعَبَّاسِ ، وَقِيلَ : أَبُو يَحْيَى ، أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَهُ يَوْمَ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَةَ عَشَرَ سَنَةً ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ ، وَقِيلَ : إِحْدَى وَتِسْعِينَ بِالْمَدِينَةِ ، آخِرُ الصَّحَابَةِ مَوْتًا بِالْمَدِينَةِ ، أَحْصَنَ سَبْعِينَ امْرَأَةً ، شَهِدَ قَضَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ ، وَأَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا ، وَكَانَ اسْمُهُ حَزْنًا فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْلًا ، وَكَانَ ذَا وَفْرَةٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ ، حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَالزُّهْرِيُّ ، وَأَبُو حَازِمٍ ، وَعَبَّاسٌ ابْنُهُ ، وَيَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيُّ ، وَأَبُو زُرْعَةَ عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيُّ ، وَبَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ ، وَعِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ ، وَجَمِيلٌ الْأَسْلَمِيُّ
سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : انْتَسَبَ إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَالَ : سَلْمَانُ بْنُ الْإِسْلَامِ ، سَابِقُ أَهْلِ فَارِسَ وَأَصْبَهَانَ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَقِيلَ : كَانَ اسْمُهُ قَبْلَ الْإِسْلَامِ مَابَهُ بْنُ بُودَخْشَانَ بْنِ مُورْسَلَانَ بْنِ بَهْبُوذَانَ بْنِ فَيْرُوزَ بْنِ شَهْرَكَ ، مِنْ وَلَدِ آبَ الْمَلِكِ ، وَكَانَ مَجُوسِيًّا قَاطِنَ النَّارِ ، أَسْلَمَ مَقْدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَقِيلَ : أَسْلَمَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ ، وَهُوَ وَهْمٌ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ ، وَمَنَعَهُ الرِّقُّ عَنْ بَدْرٍ وَأُحُدٍ ، ثُمَّ أُعْتِقَ عَنْ كِتَابَةٍ ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ فَمَا بَعْدَهُ مِنَ الْمَشَاهِدِ ، كَانَ مِنْ أَصْبَهَانَ مِنْ قَرْيَةِ جَيٍّ ، وَقِيلَ : مِنْ رَامْهَرْمَزَا ، اخْتَلَفَ فِيهِ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فِي حَفْرِهِ ، وَهُوَ الَّذِي دَلَّهُمْ عَلَى هَذِهِ الْمَكِيدَةِ فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ : هُوَ مِنَّا ، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ هُوَ مِنَّا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا ، بَلْ سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ وَكَانَ أَحَدَ النُّجَبَاءِ وَالرُّفَقَاءِ ، وَهُوَ أَحَدُ مَنِ اشْتَاقَتِ الْجَنَّةُ إِلَيْهِ ، وَأَدْرَكَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَالْآخِرَ ، وَقَرَأَ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ وَالْآخِرَ ، آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَقَدِمَ الشَّامَ زَائِرًا لَهُ ، وَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْمَدَائِنَ ، وَكَانَ مِنَ الْمُعَمَّرِينَ ، أَدْرَكَ وَصِيَّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَعَاشَ ثَلَاثَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً ، وَقِيلَ : مِائَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً ، وَهُوَ الصَّحِيحُ ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ ، وَيَتَصَدَّقُ بِعَطَائِهِ ، تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ ، وَقِيلَ : سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ قَبْلَ وَقْعَةِ الْجَمَلِ ، حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، وَابْنُ عَبَّاسٍ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، عَامَّةُ حَدِيثِهِ عِنْدَ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، وَأَبِي وَائِلٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ
سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ الْخُزَاعِيُّ أَبُو الْمُطَرِّفِ شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ الْمَشَاهِدَ وَنَزَلَ رَأْسَ الْعَيْنِ ، وَقُتِلَ بِنَاحِيَتِهَا يَوْمَ عَيْنِ الْوَرْدِ خَرَجَ مَعَ الْمُسَيِّبِ بْنِ نَجَبَةَ يَطْلُبُ بِدَمِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، فَسَارَ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ ، وَذَلِكَ مُسْتَهَلَّ رَبِيعٍ الْآخَرِ ، مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ ، فَلَقُوا مُقَدِّمَتَهُ ، فَقُتِلَ سُلَيْمَانُ فِي آخِرِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ ، وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ بْنِ الْجَوْنِ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ ، حَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ ، وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ ، وَمُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ ، فِي آخَرِينَ
سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَهُوَ سَلَمَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْأَكْوَعِ ، وَاسْمُ الْأَكْوَعِ : سِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكٍ الْأَسْلَمِيُّ ، يُكَنَّى : أَبَا مُسْلِمٍ ، وَقِيلَ : أَبُو إِيَاسٍ ، وَقِيلَ : أَبُو عَامِرٍ ، اسْتَوْطَنَ الرَّبَذَةَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ ، وَلَهُ ثَمَانُونَ سَنَةً ، وَقِيلَ : تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ ، كَانَ يَرْتَجِزُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَسْفَارِهِ حَادِيًا ، وَبَايَعَهُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ، وَكَانَ رَامِيًا يَصِيدُ الْوَحْشَ ، وَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مُنْصَرَفِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ : خَيْرُ رَجَّالَتِنَا الْيَوْمَ سَلَمَةُ اسْتَنْقَذَ لِقَاحَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عُيَيْنَةَ وَأَصْحَابِهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ ، مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ ، كَانَ يُصَفِّرُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ
سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَقَالَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ : هُوَ سَالِمُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَوَهِمَ لِأَنَّهُ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَقِيلَ : ابْنُ مَعْقِلٍ ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، تَبَنَّاهُ أَبُو حُذَيْفَةَ وَأَرْضَعَتْهُ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو بَعْدَ الْبُلُوغِ ، وَكَانَتْ رُخْصَةً لَهُ ، شَهِدَ بَدْرًا ، وَاسْتُشْهِدَ بِالْيَمَامَةِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكَانَ يَؤُمُّ بِالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ ، مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا ، وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ هُوَ أَحَدُهُمْ ، رَوَى عَنْهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، وَابْنُ عُمَرَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ ، وَعَطَاءٌ
سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبِ بْنِ هِلَالِ بْنِ فَزَارَةَ الْفَزَارِيُّ وَهُوَ أَبُو عُبَيْدٍ ، هُوَ مِنْ بَنِي شَمْخِ بْنِ فَزَارَةَ ، قَدِمَتْ بِهِ أُمُّهُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ ، فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَكَانَ فِي حِجْرِهِ إِلَى أَنْ صَارَعَ غُلَامًا بِحَضْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَرَعَهُ ، فَأَجَازَهُ فِي الْبَعْثِ ، وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ غَزْوَةٍ ، نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ الْبَصْرَةَ ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْكُوفَةِ ، فَاشْتَرَى دَارًا فِي بَنِي أَسَدٍ ، وَبِهَا عَقِبُهُ ، يُكَنَّى : أَبَا سَعْدٍ ، وَقِيلَ : أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، كَانَ عَظِيمَ الْأَمَانَةِ يُحِبُّ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ ، لَمْ يَكُنْ يُتَّهَمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ ، وَبَقِيَ إِلَى أَيَّامِ زِيَادٍ ، وَقِيلَ : تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتَّةٍ وَسِتِّينَ قَبْلَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِسَنَةٍ ، رَوَى عَنْهُ الشَّعْبِيُّ ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيُّ ، وَمَيْمُونُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، وَزَيْدُ بْنُ عُقْبَةَ ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ ، وَابْنُ سِيرِينَ ، وَأَبُو الْعَلَاءِ بْنُ الشِّخِّيرِ ، وَأَبُو الْمُهَلَّبِ الْجَرْمِيُّ ، وَأَبُو رَجَاءٍ ، وَسَوَادَةُ بْنُ حَنْظَلَةَ
شَدَّادُ بْنُ أَوْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ ، يُكَنَّى أَبَا يَعْلَى ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ ، تُوُفِّيَ بِفِلَسْطِينَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ، وَلَهُ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ ، عَقِبُهُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ أَنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا ، وَنَسَبَهُ إِلَى مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، وَوَهِمَ فِي ذَلِكَ ، فَإِنَّ مُوسَى بْنَ عُقْبَةَ ذَكَرَ أَوْسَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فَوَهِمَ هَذَا الْمُتَأَخِّرِ أَوْ غَيْرُهُ ، فَقَدَّرَ أَنَّهُ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَوَى عَنْهُ : أُسَامَةُ الْهُذَلِيُّ ، وَمَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ ، وَأَبُو الْأَشْعَثِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ ، وَعَبَادَةُ بْنُ نَسِيٍّ ، وَأَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ ، وَيَعْلَى بْنُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، وَبَشِيرُ بْنُ كَعْبٍ ، وَضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ
شُرَحْبِيلُ ابْنُ حَسَنَةَ وَحَسَنَةُ اسْمُ أُمِّهِ ، وَهُوَ شُرَحْبِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَاعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْغِطْرِيفِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ جَثَّامَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ مُلَازِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رُهْمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ يَشْكُرَ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ مُرٍّ أَخِي تَمِيمِ بْنِ مُرٍّ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ مِنْ كِنْدَةَ ، يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ذُو الْهِجْرَتَيْنِ ، هِجْرَةِ الْحَبَشَةِ وَهِجْرَةِ الْمَدِينَةِ ، أَحَدُ أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ بِالشَّامِ تُوُفِّيَ بِهَا فِي الطَّاعُونِ وَالِيًا عَلَى بَعْضِ كُورِهَا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَكَانَ عَامِلًا لَهُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ ، أَوْ ثَمَانَ عَشْرَةَ ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ ، وَقِيلَ : ابْنُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ ، طُعِنَ هُوَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاجِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ ، كَانَتْ أُمُّهُ مِنْ حِمْيَرَ كَانَتْ مَوْلَاةً لِمَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ ، وَكَانَ شُرَحْبِيلُ حَلِيفًا لِبَنِي زُهْرَةَ حالَفَهُمْ بَعْدَ مَوْتِ أَخَوَيْهِ مِنْ أُمِّهِ : جُنَادَةُ وَجَابِرٌ ابْنَا سُفْيَانَ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبٍ
صُهَيْبُ بْنُ سِنَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَقِيلِ بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، وَقِيلَ : خُزَيْمَةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَوْسِ بْنِ مَنَاةَ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ جُزَيْلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ ، نَسَبَهُ بِهَذِهِ النِّسْبَةِ الْكَلْبِيُّ ، سَبَتْهُ الرُّومُ مِنَ الْمَوْصِلِ صَغِيرًا ، كَنَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَبَا يَحْيَى ، شَهِدَ بَدْرًا ، هُوَ مِنَ السَّابِقِينَ الْمُهَاجِرِينَ ، افْتَدَى نَفْسَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَالِهِ ، فَنَزَلَتْ فِيهِ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ اسْمُ أُمِّهِ : سَلْمَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ مُهَيْصِ بْنِ خُزَاعَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَالِكٍ ، كَانَ حَلِيفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيِّ اشْتَرَاهُ فَأَعْتَقَهُ ، كَانَ رَجُلًا أَحْمَرَ ، شَدِيدَ الْحُمْرَةِ ، كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ ، مِطْعَامًا ، سَابِقَ الرُّومِ ، تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ فَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ ، رَوَى عَنْهُ : ابْنُ عُمَرَ ، وَجَابِرٌ ، وَأَبُو لَيْلَى ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَأَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى ، وَأَوْلَادُهُ : حَمْزَةُ ، وَصَيْفِيٌّ ، وَعُثْمَانُ
صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو : هُوَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ بْنِ رَحَضَةَ بْنِ الْمُؤَمَّلِ بْنِ خُزَاعِيِّ بْنِ هِلَالِ بْنِ ذَكْوَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ ، يُكْنَى : أَبَا عَمْرٍو الذَّكْوَانِيَّ ، مَاتَ بِشَمْشَاطَ ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ ، قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا عَلِمْتُ مِنْهُ إِلَّا خَيْرًا وَقَالَ : إِنَّهُ طَيِّبُ الْقَلْبِ خَبِيثُ اللِّسَانِ ، لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزْوَةٍ مِنْ غَزَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ضَرَبَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ بِسَيْفِهِ لَمَّا هَجَاهُ فَلَمْ يَقُصَّهُ مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَى عَنْهُ : أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَالْمَقْبُرِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ ، اسْتَوْهَبَ مِنْ حَسَّانَ جِنَايَتَهُ ، فَوَهَبَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَوَّضَهُ مِنْهَا بَيْرَحَاءَ ، وَسِيرِينَ أَمَةً قِبْطِيَّةً ، فَوَلَدَتْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَسَّانَ
صَخْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أَبُو سُفْيَانَ سَيِّدُ الْبَطْحَاءِ ، وَأَبُو الْأُمَرَاءِ عَاشَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً ، وَقِيلَ : ثَلَاثًا وَتِسْعِينَ ، مَوْلِدُهُ قَبْلَ الْفِيلِ بِعَشْرِ سِنِينَ ، وَإِسْلَامِهِ عَامَ الْفَتْحِ لَيْلَةَ الْفَتْحِ ، شَهِدَ حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ َمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأُصِيبَتْ عَيْنَاهُ ، وَأُصِيبَتِ الْأُخْرَى يَوْمَ الْيَرْمُوكِ ، كَانَ رِبْعَةً عَظِيمَ الْهَامَةِ ، أَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ ، وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً تَأَلُّفًا ، وَأَعْطَى ابْنَيْهِ : زَيْد وَمُعَاوِيَةَ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ، وَاللَّهِ إِنَّكَ لَكَرِيمٌ ، وَلَقَدْ حَارَبْتُكَ فَنِعْمَ مُحَارِبِي كُنْتَ ، ثُمَّ سَالَمْتُكَ فَنِعْمَ الْمُسَالِمُ أَنْتَ ، فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ، تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو سُفْيَانَ عَامِلُهُ عَلَى نَجْرَانَ امْرَأَتُهُ : صَفِيَّةُ بِنْتُ حَزْنٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ، وَقِيلَ : اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَعْدَمَا عَمِيَ بَصَرُهُ ، وَكَانَ غُلَامُهُ يَقُودُهُ
ضِرَارُ بْنُ الْأَزْوَرِ أَسَدِيٌّ أَسَدُ بْنُ خُزَيْمَةَ ، وَاسْمُ الْأَزْوَرِ مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ ذَوْدَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ ، وَهُوَ قَاتِلُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ أَخِي مُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ ، وَقِيلَ : قُتِلَ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ ، وَقِيلَ : بَلْ قُتِلَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ حِينَ بَعَثَهُ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى أَجْنَادِينَ ، هُوَ الصَّحِيحُ ، وَشَهِدَ أَيْضًا مَعَ خَالِدٍ ، قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَبَايَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ رَاغِبًا فِيهِ مُهْتَدِيًا لَهُ ، بَعْدَ أَنْ كَانَ مُبْغِضًا لِلْإِسْلَامِ رَاغِبًا عَنْهُ ، وَخَلَّفَ أَلْفَ بَعِيرٍ وَرُعَاتَهَا ، وَأَسْلَمَ وَحَكَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ عَنْ أَبِي عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيِّ أَنَّ ضِرَارًا نَزَلَ حَرَّانَ ، وَهُوَ وَهْمٌ لِأَنَّ أَبَا عَرُوبَةَ جَمَعَ الطَّبَقَاتِ لِلْجَزَرِيِّينَ ، وَلَمْ يَذْكُرْ ضِرَارًا فِيمَنْ نَزَلَ الْجَزِيرَةَ
الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ كَانَ سَيِّدَ دَوْسٍ ، مُطَاعًا فِيهِمْ ، شَاعِرًا لَبِيبًا ، قَدِمَ مَكَّةَ أَوَّلَ الدَّعْوَةِ فَحَذَّرَتْهُ قُرَيْشٌ عَنِ الِاسْتِمَاعِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْإِصْغَاءِ إِلَى كَلَامِهِ ، فَسَدَّ أُذُنَهُ بِالْكُرْسُفِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَقَعَ كَلَامُهُ فِي مَسَامِعِهِ فَأَبَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَّا أَنْ يَهْدِيَهُ فَهَدَاهُ فَأَسْلَمَ بِمَكَّةَ ، وَبَايَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَأَسْلَمَ أَبُوهُ وَزَوْجَتُهُ ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَّةَ فَشَكَى دَوْسًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَعَا لَهُمْ بِالْهُدَى فَاهْتَدَوْا وَقَدِمُوا مَعَهُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ الْخَنْدَقِ عَامَ خَيْبَرَ فَبَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ ، صَنَمٍ لِعَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ ، بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ ، فَأَحْرَقَهُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَوْطَنَ الْمَدِينَةَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَارَ إِلَى الْيَمَامَةِ ، فَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ مَعَ الْقُرَّاءِ ، وَقِيلَ : اسْتُشْهِدَ بِالْيَرْمُوكِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ ، وَالصَّحِيحُ : أَنَّهُ قُتِلَ بِالْيَمَامَةِ وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ بِالْيَرْمُوكِ رَوَى عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَجَابِرٌ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسِ بْنِ حَرَامٍ الْجُهَنِيُّ حَلِيفُ الْأَنْصَارِ ، عِدَادُهُ فِي الْأَنْصَارِ حَلِيفُ بَنِي نَابِي بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادَةَ ، عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ يُكْنَى : أَبَا يَحْيَى ، بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً وَحْدَهُ إِلَى خَالِدِ بْنِ تَيْجٍ الْهُذَلِيِّ ، وَقِيلَ : سُفْيَانُ الْهُذَلِيُّ فَقَتَلَهُ وَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِخْصَرَهُ وَقَالَ : تَخَصَّرْ بِهَذِهِ حَتَّى تَلْقَانِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَدُفِنَتْ مَعَهُ يَوْمَ دُفِنَ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ أَحَدُ النَّفْرِ الَّذِينَ قَتَلُوا ابْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ ، وَهُوَ أَحَدُ الَّذِينَ كَسَّرُوا آلِهَةَ بَنِي سَلَمَةَ ، كَانَ يَنْزِلُ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى بُرَيْدٍ ، وَشَجَّهُ بَعْضُ الْيَهُودِ فِي وَجْهِهِ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتَفَلَ فِيهَا فَلَمْ يَتَأَذَّ بِهَا ، رَوَى عَنْهُ : جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَبُو أُمَامَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ الْجُهَنِيُّ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا فَقَالَ : الْأَنْصَارِيُّ هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ : جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْقِصَاصِ ، وَلَيْسَ الْجُهَنِيَّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَوْلَادُهُ فِي نُزُولِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَفَرَّقَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ بَيْنَهُمَا فَجَعَلَهُمَا تَرْجَمَتَيْنِ ، وَجَمَعْنَا بَيْنَهُمَا وَخَرَّجْنَا عَنْهُمَا مَا خَرَّجَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى الْأَسْلَمِيُّ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ ، غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّ غَزَوَاتٍ ، وَأَصَابَتْهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ ضَرْبَةٌ فِي ذِرَاعَهِ ، يُكْنَى : أَبَا مُعَاوِيَةَ ، كَانَ يَصْبُغُ لِحْيَتَهُ وَرَأْسَهُ بِالْحِنَّاءِ ، وَلَهُ ضَفِيرَتَانِ ، كُفَّ بَصَرُهُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ ، وَقِيلَ : سَبْعٌ وَثَمَانِينَ بِالْكُوفَةِ ، آخِرُ مَنْ مَاتَ بِهَا مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَاسْمُ أَبِي أَوْفَى : عَلْقَمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ ، حَدَّثَ عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، وَالشَّعْبِيُّ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ السَّكْسَكِيُّ ، وَالْأَعْمَشُ ، وَأَبُو يَعْفُورَ الْعَبْدِيُّ ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ الْجَوْنِيُّ ، وَعُبَيْدٌ أَبُو الْحَسَنِ فِي آخَرِينَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ أَبُو صَفْوَانَ السُّلَمِيُّ الْمَازِنِيُّ يُكْنَى : أَبَا بُسْرٍ ، وَقِيلَ : أَبُو صَفْوَانَ ، آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالشَّامِ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَصَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ ، وَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَبَرَّكَ عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ ، صَحِبَ هُوَ وَأَبُوهُ وَأُمُّهُ وَأَخُوهُ عَطِيَّةُ ، وَأُخْتُهُ الصَّمَّاءُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ فِي خِلَافَةِ سُلَيْمَانَ ، وَقِيلَ : سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَلَهُ مِائَةُ سَنَةٍ ، وَقِيلَ : أَرْبَعٌ وَتِسْعُونَ ، وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ ، حَدِيثُهُ عِنْدَ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ ، وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ ، وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، وَأَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ ، وَحَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ شَهِدَ بَدْرًا ، وَاسْتُشْهِدَ بِأُحُدٍ ، مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ ، وَهُوَ مِنْ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ حَلِيفُ بَنِي أُمَيَّةَ ، أَخُو أَبِي أَحْمَدَ ، سَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الشَّهَادَةَ فَاسْتُجِيبَتْ دَعْوَتُهُ ، وَهُوَ أَوَّلُ أَمِيرٍ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَغَنِمَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ غَنِيمَةً ، فَبَعَثَهُ إِلَى نَخْلَةٍ يَتَحَسَّسُ أَخْبَارَ قُرَيْشٍ ، فَكَانَتْ غَنِيمَتُهُ أَوَّلَ غَنِيمَةٍ غَنَمِهَا الْمُسْلِمُونَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَفِيهِ وَفِي أَصْحَابِهِ نَزَلَتْ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ نَزَلَ هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو أَحْمَدَ حِينَ قَدِمَا الْمَدِينَةَ مُهَاجِرِينَ عَلَى عَاصِمِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ ، كَانَ صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أُخْتُهُ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تَحْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَتْ أُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ ، رَوَى عَنْهُ : سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ ، لَمْ يَذْكُرْهُ عُرْوَةُ وَلَا ابْنُ شِهَابٍ وَلَا ابْنُ إِسْحَاقَ فِي الْبَدْرِيِّينَ ، وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : هُوَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ ، وَرُوِيَ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ، بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَيَّامَ مِنًى أَنَّهَا أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ ، وَأَثْبَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسَبَهُ فَقَالَ : أَبُوكَ حُذَافَةُ أَخُو خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ ، وَأَمَّرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَرِيَّةٍ بَعَثَهَا وَكَانَ امْرَأً فِيهِ دُعَابَةٌ وَبَعْثَهُ أَيْضًا رَسُولًا إِلَى كِسْرَى ، تُوُفِّيَ بِمِصْرَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ ، وَنَزَلَتْ فِيهِ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
عَبْدُ اللَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ الْمُزَنِيُّ لَهُ ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَبْرِهِ ، وَدَفَنَهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ : كَانَ أَوَّاهًا تَلَّاءً لِلْقُرْآنِ وَأَمَرَ بَنِي سَلَمَةَ أَنَّ يُزَوِّجُوهُ ، فَزَوَّجُوهُ ، وَسُمِّيَ ذَا الْبِجَادَيْنِ ، لِأَنَّ عَمَّهُ نَزَعَ مِنْهُ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ ، أَسْلَمَ فَأَعْطَتْهُ أُمُّهُ بِجَادًا مِنْ شَعْرٍ فَشَقَّهُ فَتَرَدَّى بِبَعْضِهِ ، وَاتَّزَرَ بَعْضَهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمَّاهُ ذَا الْبِجَادَيْنِ ، كَانَ عَمَّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ ، وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الْعُزَّى ، فَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ نَهْمِ بْنِ عَفِيفِ بْنِ أُسَيْفِعِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ ذُؤَيْبِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مُزَيْنَةَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ أَبُو بَكْرٍ ، وَقِيلَ : أَبُو خُبَيْبٍ أَبُوهُ حَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَخَالَتُهُ عَائِشَةُ زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجَدُّهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، وَعَمَّتُهُ خَدِيجَةُ زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجَدَّتُهُ صَفِيَّةُ عَمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، هُوَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ لِلْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ ، فَحَنَّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ ، فَكَبَّرَ بَرَرَةُ الصَّحَابَةِ وَالْمُسْلِمُونَ لِمَوْلِدِهِ اسْتِكْثَارًا ، وَقُتِلَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِي مَكَّةَ ، فَكَبَّرَ فَجَرَةُ أَهْلِ الشَّامِ لِمَقْتَلِهِ اسْتِكْبَارًا ، بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ ، كَانَ صَوَّامًا قَوَّامًا ، بِالْحَقِّ قَوَّالًا ، وَلِلرَّحِمِ وَصَّالًا ، شَدِيدًا عَلَى الْفَجَرَةِ ، ذَلِيلًا لِلْأَتْقِيَاءِ الْبَرَرَةِ ، قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ بِمَكَّةَ ، وَصَلَبَهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ ، وَكَانَ ذَا جُمَّةٍ طَوِيلَةٍ يَفْرَقُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَازِنَ ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ ، وَقَالَ : كَانَ عَلَى ثَقَلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَحَكَى بِهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَافِلًا إِلَى الْمَدِينَةِ حَمَلَ مَعَهُ الثَّقَلَ الَّذِي أَصَابَ ، وَجَعَلَ عَلَى الثَّقَلِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَازِنَ ، وَوَهِمَ فِيهِ وَصَحَّفَ ، فَأَمَّا الْوَهْمُ فَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَازِنَ بْنِ النَّجَّارِ ، وَأَمَّا التَّصْحِيفُ ، فَإِنَّمَا هُوَ النَّفَلُ مِنَ الْإِنْفَالِ وَالْعَطِيَّةِ وَلَيْسَ الثَّقَلَ مِنَ الظَّعْنِ لِلنِّسَاءِ ، جَعَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِيَامَ بِنَفَلِ الْغَنَائِمِ فِي مَقْفَلِهِ مِنْ بَدْرٍ إِلَى الْمَدِينَةِ ، نَذْكُرُهُ فِي بَابِ الْكَافِ ، وَهَذَا نَذْكُرُهُ أَيْضًا فِي بَابِ الْكَافِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَائِدَةَ وَهُوَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى مُخْتَلَفٌ فِي اسْمِهِ ، فَقِيلَ : عَمْرٌو ، وَقِيلَ : عَبْدُ اللَّهِ ، وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ شُرَيْحِ بْنِ قَيْسِ بْنِ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَقِيلَ : عَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ مَالِكٍ ، وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ : وَأُمُّ مَكْتُومٍ اسْمُهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْكَثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ ، تَزَوَّجَهَا قَيْسُ بْنُ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ بْنِ صُرَمَ ، وَقِيلَ : هَرِمُ بْنُ رَوَاحَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ ، فَوَلَدَتْ لَهُ الْأَعْمَى الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى فَقَالَ عَبْسَ وَتَوَلَّى ، أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَاسْمُهُ : عَمْرٌو ، وَقَالَ أَبُو هِلَالٍ وَغَيْرُهُ ، عَنْ قَتَادَةَ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَائِدَةَ ، وَهُوَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ ، وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةِ ، وَمَعَهُ اللِّوَاءُ ، كَانَ يَرْتَجِزُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ حِينَ طَافَ بِالْبَيْتِ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَذِيمَةَ ، وَقِيلَ : ابْنُ حُذَيْفَةَ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنُ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ الْقُرَشِيٌّ مِنْ بَنِي مَعِيصِ بْنِ عَامِرٍ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، يُكْنَى أَبَا يَحْيَى ، كَانَ يَكْتُبُ الْوَحْيَ فَارْتَدَّ ، وَكَانَ أَخَا عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مِنَ الرَّضَاعَةِ ، فَاسْتَأْمَنَهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لَمَّا أَهْدَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهُ لِارْتِدَادِهِ فَأَمَّنَهُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَاسْتَعْمَلَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَلَى مِصْرَ ، وَقُتِلَ عُثْمَانُ وَهُوَ عَلَى مِصْرَ ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى فِلَسْطِينَ ، وَمَاتَ بِعَسْقَلَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ ، وَقِيلَ : تُوُفِّيَ بِالرَّمْلَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ ، وَافْتَتَحَ إِفْرِيقِيَّةَ عَلَى يَدِهِ فِي أَيَّامِ عُثْمَانَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ابْنُ عَمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أُمُّهُ بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ ، أَخُو النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ ، يُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ ، ذُو الْهِجْرَتَيْنِ : هِجْرَةُ الْحَبَشَةِ وَالْمَدِينَةِ ، وَوُلِدَ لَهُ بِالْحَبَشَةِ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ هَاجَرَ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى الْمَدِينَةِ قَبْلَ بَيْعَةِ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ مَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ ، تُوُفِّيَ بَعْدَ أَنْ شَهِدَ بَدْرًا بِالْمَدِينَةِ ، وَحَضَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَغْمَضَهُ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ ، وَاخْلُفْ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَوْمَ الدِّينِ شَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَخَلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَتِهِ أُمِّ سَلَمَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ ، قِيلَ فِيهِ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَوَهِمَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فَقَالَ : شَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا وَحُنَيْنًا وَالْمَشَاهِدَ ، ثُمَّ ذَكَرَ بِعَقَبِ كَلَامِهِ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ زَمَنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَجَعَ مِنْ بَدْرٍ فَمَنْ مَاتَ مَرْجِعَهُ مِنْ بَدْرٍ كَيْفَ يَشْهَدُ حُنَيْنًا وَهُوَ سَنَةَ ثَمَانٍ ؟
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ أَبُو الْعَبَّاسِ ، أُمُّهُ لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بَجِيَّةَ بْنِ الْهَزْمِ بْنِ رُوبِيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْهِلَالِيُّ ، كَانَ يُسَمَّى الْحَبْرَ وَالْبَحْرَ لِكَثْرَةِ عِلْمِهِ ، وَحِدَّةِ فَهْمِهِ ، وَحَبْرُ الْأُمَّةِ وَفَقِيهُهَا ، وَلِسَانُ الْعَشِيرَةِ وَمِنْطِيقُهَا ، مُحَنَّكٌ بِرِيقِ النُّبُوَّةِ ، وَمَدْعُوٌّ لَهُ بِلِسَانِ الرِّسَالَةِ ، فَقِهَ فِي الدِّينِ ، وَعَلِمَ التَّأْوِيلَ ، تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ، سَمِعَ نَجْوَى جِبْرِيلَ لِلرَّسُولِ وَعَايَنَهُ ، كَانَ مَوْلِدُهُ عَامَ الشِّعْبِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ ، وَقُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ خَتِينٌ ، وَكَانُوا يَخْتِنُونَ لِلْبِلُوغِ ، وَتُوُفِّيَ بِالطَّائِفِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ ، وَقِيلَ : سَنَةَ سَبْعِينَ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ ، وَسَمَّاهُ رَبَّانِيَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، فَجَاءَ طَيْرٌ أَبْيَضُ فَدَخَلَ فِي أَكْفَانِهِ ، وَسَمِعَ هَاتِفًا يَهْتِفُ مِنْ قَبْرِهِ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً . . . الْآيَةَ ، كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُدْنِيهِ وَيَسْأَلُهُ ، وَيُدْخِلُهُ مَعَ مَشْيَخَةِ أَهْلِ بَدْرٍ ، وَكَانَ لَهُ الْجَوَّابُ الْحَاضِرُ ، وَالْوَجْهُ النَّاضِرُ ، صَبِيحُ الْوَجْهِ ، لَهُ وَفْرَةٌ مَخْضُوبَةٌ بِالْحِنَّاءِ ، أَبْيَضُ طَوِيلٌ مُشْرَبٌ صُفْرَةً ، جَسِيمٌ وَسِيمٌ ، عِلْمُهُ غَزِيرٌ ، وَخَبَرُهُ كَثِيرٌ ، يَصْدُرُ الْجَاهِلُ عَنْ عِلْمِهِ وَحِكْمَتِهِ يَفِيضَانِ ، وَالْجَائِعِ عَنْ خُبْزِهِ وَمَائِدَتِهِ شَبْعَانُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَدَوِيُّ خَالُ الْمُؤْمِنِينَ ، مِنْ أَمْلَكِ شَبَابِ قُرَيْشٍ عَنِ الدُّنْيَا ، أُمُّهُ وَأُمُّ أُخْتِهِ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ ، هَاجَرَ مَعَ أَبِيهِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، كَانَ آدَمَ طُوَالًا لَهُ جُمَّةٌ مَفْرُوقَةٌ تَضْرِبُ قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيْهِ ، يَقُصُّ شَارِبَهُ ، وَيُشَمِّرُ إِزَارَهُ ، يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ ، أُعْطِيَ الْقُوَّةَ فِي الْعِبَادَةِ ، وَفِي الْبِضَاعِ ، كَانَ مِنَ التَّمَسُّكِ بِآثَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّبِيلِ الْمُبِينِ ، وَأُعْطِيَ الْمَعْرِفَةَ بِالْآخِرَةِ ، وَالْإِيثَارَ لَهَا حَقَّ الْيَقِينِ ، لَمْ تَغَيِّرْهِ الدُّنْيَا ، وَلَمْ تَفْتِنْهُ ، كَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ الْخَاشِعِينَ ، وَعَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّالِحِينَ ، اسْتَصْغَرَهُ عَنْ بَدْرٍ فَغَلَبَهُ الْحُزْنُ وَالْبُكَاءُ ، وَأَجَازَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ ، فَأَذْهَلَهُ عَنِ الْأَمْنِ وَالتُّكَى ، نَقْشُ خَاتَمِهِ عَبْدُ اللَّهِ لِلَّهِ ، أَصَابَ رِجْلَهُ زُجُّ رُمْحٍ فَوَرِمَتْ رِجْلَاهُ ، فَتُوُفِّيَ مِنْهَا بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ ، وَقِيلَ : ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ ، وَدُفِنَ بِالْمُحَصَّبِ ، وَقِيلَ : بِذِي طُوًى ، وَقِيلَ : بِسَرِفَ ، مَاتَ وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَثَمَانِينَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ ، يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَقِيلَ : أَبُو نُصَيْرٍ ، وَقِيلَ : أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكِتَابَةِ عَنْهُ فِي حَالِ الْغَضَبِ وَالرِّضَا ، فَأَذِنَ لَهُ حَفِظَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفَ مَثَلٍ وَكَانَ قَرَأَ الْكُتُبَ ، كَانَ يَصُومُ النَّهَارَ ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ ، وَيَرْغَبُ عَنْ غَشَيَانِ النِّسَاءِ ، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الِائْتِسَاءِ بِهِ فِي الْإِفْطَارِ وَالنَّوْمِ وَإِتْيَانِ النِّسَاءِ وَأَنْ يَخْتِمَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ ، أُمُّهُ رَيْطَةُ بِنْتُ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ ، تُوُفِّيَ لَيَالِيَ الْحَرَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ ، وَقِيلَ : خَمْسٌ وَسِتِّينَ ، وَقِيلَ : ثَمَانٍ وَسِتِّينَ ، فَقِيلَ : تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ ، وَقِيلَ : بِالطَّائِفِ ، وَقِيلَ : بِمِصْرَ ، كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ فِي السِّنِّ عِشْرُونَ سَنَةً ، وَقِيلَ : اثْنَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ، حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ ، وَسُفْيَانُ بْنُ عَوْفٍ الْقَارِئُ ، وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ ، وَأَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَالسَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ ، وَأَبُو الطُّفَيْلِ ، وَمِنَ التَّابِعِينَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَعُرْوَةُ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَعِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، وَعِكْرِمَةُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ حَلِيفُ آلِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ أَسْلَمَ بِمَكَّةَ ، وَهَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ ، ذُو الْهِجْرَتَيْنِ ، هِجْرَةِ الْحَبَشَةِ وَالْمَدِينَةِ ، فَبَقِيَ بِالْحَبَشَةِ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَتَّى قَدِمَ مَعَهُ زَمَنَ خَيْبَرَ ، مُخْتَلَفٌ فِي وَفَاتِهِ وَقَبْرِهِ ، فَقِيلَ : تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ ، وَدُفِنَ بِمَكَّةَ ، وَقِيلَ : أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَدُفِنَ بِالتَّوْبَةِ مِنَ الْكُوفَةِ عَلَى مِيلَيْنِ ، أَحَدُ عُمَّالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعُلَمَاءِ الصَّحَابَةِ وَفُقَهَائِهِمْ ، بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَلَى الْيَمَنِ ، كَانَ قَدْ أُعْطِيَ مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ مِنْ حُسْنِ صَوْتِهِ ، دَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أَوْطَاسٍ ، فَقَالَ : اغْفِرْ لَهُ ذَنْبَهُ وَأَدْخِلْهُ مُدْخَلًا كَرِيمًا فَتَحَ الْبُلْدَانَ ، وَوَلِيَ الْوِلَايَاتِ ، وَبَعَثَهُ عَلِيٌّ عَلَى تَحْكِيمِ الْحَكَمَيْنِ ، تَزَوَّجَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَأَوْلَدَهَا مُوسَى بْنَ أَبِي مُوسَى ، وَكَانَتْ أُمُّ أَبِي مُوسَى ظَبْيَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَكٍّ ، كَانَتْ أَسْلَمَتْ ، وَمَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ ، قَالَهُ الْمَنِيعِيُّ رَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : أَبُو سَعِيدٍ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ ، وَأَبُو أُمَامَةَ ، وَأُسَامَةُ بْنُ شَرِيكٍ ، وَطَارِقُ بْنُ شِهَابٍ ، وَمِنَ التَّابِعِينَ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَطَاوُسٌ ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، ثنا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ شَبَّابٌ ، قَالَ : أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ حَضَّارِ بْنِ حَرْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُزَّى بْنِ وَائِلِ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ الْجَمَاهِرِ بْنِ الْأَشْقَرِ بْنِ أُدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَرِيبِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَيَّارِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ ، وَلِيَ الْبَصْرَةَ لِعُمَرَ وَلِعُثْمَانَ ، وَلَهُ بِهَا فُتُوحٌ كَثِيرَةٌ ، وَوَلِيَ الْكُوفَةَ ، وَلَهُ بِهَا دَارٌ ، وَوُلِدَ بِحَضْرَةِ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ ، وَيُقَالُ : سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ بِالْكُوفَةِ حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ ، يَقُولُ : مَاتَ أَبُو مُوسَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : سَنَةَ خَمْسِينَ ، وَيُقَالُ : اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فُسْتُقَةَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، قَالَ : ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : مَاتَ أَبُو مُوسَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، قَالَ : مَاتَ أَبُو مُوسَى بْنُ قَيْسٍ سَنَةَ خَمْسِينَ ، تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ ، شَهِدَ بَدْرًا حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْخَزْرَجِ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْخَزْرَجِ ، مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنٍ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْأَنْصَارِيُّ يُكَنَّى أَبَا الْحَارِثِ ، بَدْرِيٌّ ، وَلَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِفْظَ الْأَنْفَالِ يَوْمَ بَدْرٍ ، مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَقِيلَ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ ، وَأَرَادَ الْمُتَقَدِّمَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَافِلًا إِلَى الْمَدِينَةِ ، يَعْنِي مِنْ بَدْرٍ ، وَاحْتَمَلَ مَعَهُ النَّفْلَ الَّذِي أُصِيبَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَجَعَلَ عَلَى النَّفْلِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ ، فَقَالَ رَاجِزٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : إِنَّ مَطَايَا الْقَوْمِ لَا تُحْبَسُ . فَحَمَلَهَا عَلَى الطَّرِيقِ قَدِمًا تُحْصَرُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ فُسْتُقَةُ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، قَالَ : وَفِيهَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَكَانَ عَلَى خُمُسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ ، صَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ . حَدَّثَنَا . . . . . . . ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُرَيْشِ ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَتْنِي كَرَامَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ الْمَازِنِيِّ ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ ، عَلَى نَفَلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ابْنِ عَاقِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ فَارِ بْنِ شَمْخِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ ، قَالَهُ شَبَّابٌ فِيمَا حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْهُ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شَمْخِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ ، مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ حَدَّثَنَا بِهِ حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَقَالَ مُوسَى بْنُ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَسْعُودِيُّ فِيمَا حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ ، قَالَ : أَمْلَى عَلَيَّ مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ نَسَبَهُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ كَاهِلِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ زايدِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ وَقَالَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي نَسَبِهِ : ابْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ فَاحِشٌ ، فَإِنَّهُ : تَمِيمٌ ، بَدَلَ غَنْمٍ شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا ، مُهَاجِرِيُّ ، ذُو الْهِجْرَتَيْنِ ، هَاجَرَ قَبْلَ جَعْفَرٍ إِلَى الْحَبَشَةِ ، مِنَ النُّجَبَاءِ ، وَالنُّقَبَاءِ ، وَالرُّفَقَاءِ ، كَنَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لَهُ ، سَادِسُ الْإِسْلَامِ سَبْقًا وَإِيمَانًا أُمُّهُ أُمُّ عَبْدَةَ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ ، وَقِيلَ : أُمُّ عَبْدٍ بِنْتُ عَبْدِ وُدِّ بْنِ سُوَى بْنِ قَرْمِ بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كَاهِلٍ ، وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ وَعِدَادُهُ فِيهِمْ ، أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ ، تَلَقَّنَ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً ، وَقَالَ فِيهِ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ ، فَلْيَقْرَأْهُ بِقِرَاءَتِهِ ، وَأَخْبَرَ أَنَّ سَاقَيْهِ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ أُحُدٍ وَأَمَرَ أُمَّتَهُ أَنْ يَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ، وَقَالَ : رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ ، وَقَالَ لَهُ حِينَ سَمِعَ دُعَاءَهُ وَثَنَاءَهُ : سَلْ تُعْطَهْ ، وَقَالَ لَهُ : إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَرْفَعَ الْحِجَابَ ، وَأَنْ تَسْمَعَ سِوَادِي حَتَّى أَنْهَاكَ ، كَانَ أَشْبَهَ هَدْيًا وَدَلًّا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللَّهِ وَسِيلَةً ، نَفَّلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفَ أَبِي جَهْلٍ حِينَ أَتَاهُ بِرَأْسِهِ ، بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الْكُوفَةِ ، وَوُلَّاهُ بَيْتَ الْمَالِ ، وَكَتَبَ فِيهِ إِلَى أَهْلِهِ : هُوَ مِنَ النُّجَبَاءِ ، وَآثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي ، فَاقْتَدُوا بِهِ ، وَقَالَ : هُوَ كُنَيِّفٌ مُلِئَ عِلْمًا وَفِقْهًا ، وَقَالَ فِيهِ عَلِيٌّ : قَرَأَ الْقُرْآنَ وَقَامَ عِنْدَهُ وَكُفِيَ بِهِ ، وَقَالَ أَبُو مُوسَى : كَانَ يَشْهَدَ إِذَا غِبْنَا ، وَيُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا ، وَقَالَ : لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ، وَقَالَ فِيهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، وَأَوْصَى أَصْحَابَهُ : الْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ : عِنْدَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ، كَانَ أَحَدَ الثَّمَانِيَةِ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدَ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ، وَكَانَ يُعَدُّ مِمَّنْ جَهَرَ بِالْقُرْآنِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَفْشَى الْقُرْآنَ بِمَكَّةَ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ يُوقِظُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ ، وَيَسْتُرُهُ إِذَا اغْتَسَلَ ، وَيَرْحَلُ لَهُ إِذَا سَافَرَ ، وَيُمَاشِيهِ فِي الْأَرْضِ الْوَحْشَاءِ ، أَحَدُ النَّفَرِ الَّذِينَ دَارَ عَلَيْهِمْ عِلْمُ الْقَضَاءِ وَالْأَحْكَامِ مِنَ الصَّحَابَةِ ، تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ ، وَأَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَادَهُ عُثْمَانُ فِي مَرَضِهِ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : مَرْدُودٌ إِلَى مَوْلَى الْحَقِّ تَرَكَ تِسْعِينَ أَلْفًا ، وَعَقِبُهُ بِالْكُوفَةِ ، وَلَهُ بِالْكُوفَةِ دَارٌ مَشْهُورَةٌ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ، لِلْمُؤَاخَاةِ بَيْنَهُمَا ، كَانَ أَحْمَشَ السَّاقَيْنِ ، عَظِيمَ الْبَطْنِ ، قَضِيفًا لَطِيفًا فَطِنًا ، لَهُ ضَفِيرَتَانِ يُرْسِلُهُمَا مِنْ وَرَاءِ أُذُنَيْهِ ، أَسْنَدَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَيِّفًا وَثَلَاثَمِائَةِ حَدِيثٍ ، حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، وَعُثْمَانُ ، وَعَلِيٌّ ، وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَأَبُو سَعِيدٍ ، وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ ، وَوَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ ، وَعَمْرُو بْنُ الْحُرَيْثِ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، وَأَبُو رَافِعٍ ، وَأَبُو شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيُّ ، وَطَارِقُ بْنُ شِهَابٍ ، أَصْحَابُهُ سُرُجُ الْقَرْيَةِ وَأَعْلَامُهَا حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ مِنْ حُلَفَائِهِمْ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي أَوَّلِ مَنْ خَرَجَ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ مِنْ حُلَفَائِهِمْ مِنْ هُذَيْلٍ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شَمْخٍ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيُّ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلِ بْنِ عَبْدِ نَهْمِ بْنِ عَفِيفِ بْنِ أَسُحَيْمِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ ذُؤَيْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عِدَادِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ ، يُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ ، وَقِيلَ : أَبُو زِيَادٍ ، أُمُّهُ الْعَيْلَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، مِنْ مُزَيْنَةَ ، سَكَنَ الْبَصْرَةَ ، دَارُهُ بِهَا بِحَضْرَةِ الْجَامِعِ ، كَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ ، بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بِالْحُدَيْبِيَةِ ، فِيهِ نَزَلَتْ : وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ الْآيَةَ ، تُوُفِّي بِالْبَصْرَةِ فِي آخِرِ وِلَايَةِ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ سِتِّينَ ، وَقِيلَ : إِحْدَى وَسِتِّينَ ، صَلَّى عَلَيْهِ عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ ، قِيلَ : صَلَّى عَلَيْهِ أَبُو بَرْزَةَ ، حَدِيثُهُ عِنْدَ الْحَسَنِ ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ ، وَمُطَرِّفٍ ، وَيَزِيدَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ ، وَعُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ ، وَأَبِي الْوَازِعِ ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، وَيَزِيدَ ، وَمُحَمَّدٍ أَبْنَائِهِ ، وَخُزَاعِيِّ بْنِ زِيَادٍ قَالَ الْحَسَنُ : وَكَانَ فِينَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ ، وَكَانَ مِنْ بَقَايَا أَصْحَابِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ الْأَنْصَارِيُّ سَكَنَ الْكُوفَةَ ، وَلَهُ بِهَا دَارٌ ، تُوُفِّيَ زَمَنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، نَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، فَقَالَ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ خَطْمَةَ ، يُكَنَّى أَبَا مُوسَى ، شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً ، اسْتَعْمَلَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ ، هُوَ جَدُّ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، أَبُو أُمِّهِ ، رَوَى عَنْهُ عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ ، وَالشَّعْبِيُّ ، وَأَبُو بُرْدَةَ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعَيُّ ، وَزِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ ، وَابْنُهُ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى ، يَقُولُ : سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى ، يَقُولُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ ، جَدِّي صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ ، وَالْمَشَاهِدَ بَعْدَهُ ، أَدْرَكَ ابْنَ الزُّبَيْرِ ، وَكَانَ عَامِلَهُ عَلَى الْكُوفَةِ ، وَكَانَ الشَّعْبِيُّ كَاتِبَهُ ، وَأَدْرَكَ أَبُوهُ يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَصَحِبَهُ ، وَشَهِدَ أُحُدًا ، وَالْمَشَاهِدَ بَعْدَهُ ، وَهَلَكَ يَزِيدُ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ خَطْمَةَ ، وَاسْمُ خَطْمَةَ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُشَمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ خَطْمَةَ ؛ لِأَنَّهُ خَطَمَ رَجُلًا بِسَيْفِهِ عَلَى خَطْمِهِ فَسُمِّيَ الْخَطْمَةَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي الْعَشْرَةِ ، وَهُوَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ ، ذُو الْهِجْرَتَيْنِ ، شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا ، أَحَدُ أَصْحَابِ الشُّورَى ، بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ وَعَمَّمَهُ ، وَعَقَدَ لَهُ اللِّوَاءَ بِيَدِهِ ، وَكَانَ أَصَابَهُ يَوْمَ أُحُدٍ جِرَاحَاتٌ كَثِيرَةٌ ، فَسَقَطَتْ ثَنِيَّتَاهُ فَكَانَ أَهْتَمَ ، وَعَرِجَ فِي رِجْلِهِ فَكَانَ أَعْرَجَ ، كَانَ رَجُلًا طُوَالًا حَسَنًا ، دَقِيقَ الْبَشْرَةِ ، أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً ، أَعْيَنَ ، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ ، لَا يُغَيِّرُ رَأْسَهُ وَلَا لِحْيَتَهُ ، كَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدَ الْكَعْبَةِ ، وَقِيلَ : عَبْدُ عَمْرٍو ، وَمَوْلِدُهُ بَعْدَ الْفِيلِ بِعَشْرِ سِنِينَ ، وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، وَلَهُ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً ، وَقِيلَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً ، أُمُّهُ الشِّفَاءُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ ، قَدْ ذَكَرْنَا صِفَاتِهِ ، وَأَحْوَالَهُ ، وَأَسَامِيَ أَوْلَادِهِ فِي الْعَشَرَةِ ، رَوَى عَنْهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَسَمَّاهُ الْعَدْلَ الرَّضِيَ ، وَانْصَرَفَ مَنْ سَرُعَ بِحَدِيثِهِ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبْرٍ الْأَنْصَارِيُّ يُكَنَّى أَبَا عَبْسٍ ، شَهِدَ بَدْرًا ، كَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدُ الْعُزَّى ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ ، وَقِيلَ : ابْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ مُجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ ، سَكَنَ الْمَدِينَةَ ، وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، وَسَلَامَةَ بْنُ وَقْشٍ ، صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ لَيْلًا ، فَنَوَّرَ لَهُ عَصَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ مَطِرَةٍ ، وَهُوَ أَحَدُ قَتَلَةِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يُكَنَّى أَبَا عُثْمَانَ ، وَقِيلَ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، كَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدَ الْعُزَّى ، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، أُمُّهُ أُمُّ رُومَانَ بِنْتُ عَبْدِ دَهْمَانَ ، أَحَدُ بَنِي فِرَاسِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ ، وَهُوَ أَخُو عَائِشَةَ لِأَبِيهَا وَأُمِّهَا ، كَانَ أَسَنَّ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ ، سَكَنَ الْمَدِينَةَ ، تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ فِي نَوْمَةٍ نَامَهَا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلًا مِنْ مَكَّةَ ، بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْحَبَشُ ، فَنَقَلَتْهُ عَائِشَةُ إِلَى مَكَّةَ فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ ، وَقِيلَ : خَمْسٍ وَخَمْسِينَ ، وَقِيلَ : سِتٍّ وَخَمْسِينَ رَوَى عَنْهُ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ أَوْسٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ ، وَشُرَيْحٌ الْقَاضِي وَقَالَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ : رَوَى عَنْهُ عَائِشَةُ ، وَحَفْصَةُ ، وَوَهِمَ فَإِنَّمَا هِيَ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، لَا حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يَتَّجِرُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلَى الشَّامِ بِمَالِهِ ، وَمَالِ قُرَيْشٍ ، فَهَوِيَ لَيْلَى بِنْتَ الْجُودِيِّ ، فَلَمَّا افْتَتَحَ خَالِدٌ الشَّامَ زَمَنَ عُمَرَ صَارَتْ إِلَيْهِ ، فَازْدَادَ بِهَا شَغَفًا ، فَكَانَ يُشَبِّبُ بِهَا ، وَيَقُولُ : تَذَكَّرْتُ لَيْلَى وَالسَّمَاوَةُ دُونَهَا فَمَا لَابْنَةِ الْجُودِيِّ لَيْلَى وَمَا لَنَا ؟
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَحَفْصَةَ لِأَبِيهِمَا وَأُمِّهِمَا ، أُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ ، كَنَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا عِيسَى فِيمَا وَهِمَ فِيهِ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ ، وَعَدَّهُ فِي الصَّحَابَةِ ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّى الْمُغِيرَةِ بِهَا لَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، وَقَدْ رَوَى حَدِيثَهُ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : دَعَا عُمَرُ ابْنَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ لِيُغَيِّرَ كُنْيَتَهُ ، وَكَانَ كُنْيَتَهُ أَبُو عِيسَى ، فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّاهُ بِهَا الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ ، ثنا أَبِي ، عَنْ حَبِيبٍ ، وَهَذَا ، وَهْمٌ مِنْهُ فَلَوْ كَنَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا عِيسَى مَا أَرَادَ عُمَرُ تَغْيِيرَهُ
عَبْدُ غَنْمٍ الدَّوْسِيُّ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَالَ شُعْبَةُ : اسْمُهُ عَبْدُ شَمْسٍ ، وَقِيلَ : عَبْدُ نَهْمٍ ، وَقَالَ بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ : اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ غَنْمِ وَقِيلَ : عَامِرُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ ، وَقِيلَ : عَبْدُ يَالِيلَ وَقِيلَ عَبْدُ الْعُزَّى ، وَقِيلَ : عَامِرُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : اسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ : اسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ عَامِرٍ ، وَقِيلَ : سَعْدُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَقِيلَ : سُكَيْنُ بْنُ دَزْمَةَ ، وَقِيلَ سُكَيْنُ بْنُ مُلٍّ ، وَقِيلَ سَكَنُ بْنُ صَخْرٍ وَقِيلَ : سُكَيْنُ بْنُ هَانِئٍ وَقِيلَ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِذٍ ، قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ النَّسَّابَةُ ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ : اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، وَقَالَ الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ : اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَخْرٍ . وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الْمِحْرِزِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ : كَانَ اسْمُ أَبِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ غَنْمٍ ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ الْمَخْزُومِيُّ : كَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدَ شَمْسٍ ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْأَسْوَدِ ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ ، وَكَنَّاهُ بِأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ : قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ : لِمَ كَنَّوْكَ بِأَبِي هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : أَمَا تَفْرُقُ مِنِّي ؟ قُلْتُ : بَلَى ، إِنِّي لَأَهَابُكَ فَقَالَ : كُنْتُ أَرْعَى غَنَمَ أَهْلِي ، فَكَانَتْ لِي هُرَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ أَلْعَبُ بِهَا ، فَكَنَّوْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْنِيهِ أَبَا هِرٍّ ، كَانَ أَخُوهُ أَبُو كَرِيمٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ فِهْرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسٍ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيِّ ، اسْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ عُمَيْرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ أَبِي صَعْبِ بْنِ هَيِّنَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ فِهْرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دَوْسٍ وَأُمُّ أَبِي هُرَيْرَةَ بِنْتُ صفيحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي صَعْبِ بْنِ هُنَيَّةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ أَسْلَمَتْ وَمَاتَتْ مُسْلِمَةً رَحِمَهَا اللَّهُ كَانَ أَحْفَظَ الصَّحَابَةِ لِأَخْبَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآثَارِهِ ، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يُحَبِّبَهُ اللَّهُ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عِبَادِهِ كَانَ إِسْلَامُهُ بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَخَيْبَرَ ، قَدِمَ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ ، فَشَهِدَ فَتْحَ خَيْبَرَ وَلَمْ يُسْهِمْ لَهُ سَكَنَ الصُّفَّةَ ، وَلَمْ يَشْتَغِلْ بِالصُّفَقِ فِي الْأَسْوَاقِ ، وَلَا بِغِرْسِ الْوَلَدِ ، وَقَطْعِ الْأَعْذَاقِ ، لَزِمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ سِنِينَ مُخَتَارًا لِلْعَدَمِ وَالْإِمْلَاقِ ، فَكَانَ يَشْهَدُ إِذَا غَابُوا ، وَيَحْفَظُ إِذَا نَسُوا بَسَطَ نَمِرَتَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى فَرَغَ فِيهَا مِنْ حَدِيثِهِ ، فَجَمَعَهَا إِلَى صَدْرِهِ ، فِصَارَ لِلْعُلُومِ وَاعِيًا ، وَمِنَ الْهُمُومِ خَالِيًا ، كَانَ مِنْ أَرْوَى الصَّحَابَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْفَظِهِمْ . تُوُفِّيَ بِالْعَقِيقِ ، وَقِيلَ : بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَقِيلَ : ثَمَانٍ ، وَقِيلَ : تِسْعٍ وَخَمْسِينَ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَدَّثَ بِالشَّامِ ، وَبِالْعِرَاقِ وَبِالْبَحْرَيْنِ ، كَانَ مِنَ الذَّاكِرِينَ لِلَّهِ كَثِيرًا ، وَمِنَ الشَّاكِرِينَ نَعِمَ اللَّهِ بَعْدَ أَنْ كَانَ فَقِيرًا أَجِيرًا ، صَاحِبَ الْمِزْوَدِ الْمُبَارَكِ ، وَالْمُوَلَّى حَفْظَ الصَّدَقَاتِ مِنَ التَّمْرِ الْمُعَدِّ الْمَخْزُونِ
عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمِ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ يُكْنَى : أَبَا الْوَلِيدِ ، عَقَبِيٌّ ، بَدْرِيٌّ ، أُحُدِيٌّ ، شَجَرِيٌّ ، نَقِيبٌ ، شَهِدَ الْمَشَاهِدَ ، وَسَعِدَ بِعَقْدِ الْمَعَاقِدِ حِينَ بَايَعُوا الرَّسُولَ عَلَى النُّصْرَةِ و التَّعَاضُدَ ، شَهِدَ الْبَيْعَتَيْنِ بِالْعَقَبَةِ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ ، فَالْبَيْعَةُ الْأُولَى بِالْعَقَبَةِ ، بَايَعَهُمْ بَيْعَةَ النِّسَاءِ إِلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ ، وَأَنْ يَقُولُوا بِالْحَقِّ لَا تَأْخُذُهُمْ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، وَأَنْ لَا يُنَازِعُوا الْأَمْرَ أَهْلَهُ ، وَالْبَيْعَةُ الثَّانِيَةُ بِالْعَقَبَةِ عَلَى حَرْبِ الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ ، وَضَمِنَ لَهُمْ بِالْوَفَاءِ بِذَلِكَ الْجَنَّةَ سَكَنَ الشَّامَ وَاسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعْضِ الصَّدَقَاتِ ، وَكَانَ يُعَلِّمُ أَهْلَ الصُّفَّةِ الْقُرْآنَ ، بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ الْقُرْآنَ ، وَتُوُفِّيَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَقِيلَ : بِالرَّمْلَةِ ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ ، وَهُوَ ابْنُ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً رَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : جَابِرٌ ، وَفَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ ، وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، وَمَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ وَمَنْ أَوْلَادِهِ : الْوَلِيدُ ، وَمُحَمَّدٌ ، وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَأَبُو إِدْرِيسَ ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانْيَانُ ، وَجُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ ، وَالصُّنَابِحِيُّ ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ ، وَأَبُو الْأَشْعَثِ ، وَحَطَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ رَحِمَهُمُ اللَّهُ
عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ رَبِيبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ أُمُّهُ : أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاسْمُهَا هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ ، وَاسْمُ أَبِي أُمَيَّةَ : حُذَيْفَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ ، كَانَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ هُوَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي أُطُمِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ وَلَّاهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْبَحْرَيْنِ ، تُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ ، أَسْنَدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَ الْعَشَرَةِ ، تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنِ تِسْعِ سِنِينَ
عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : أَبُو عَمْرٍو ، ذُو النُّورَيْنِ مُهَاجِرِيٌّ ، ذُو الْهِجْرَتَيْنِ ، بَدْرِيٌّ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ أُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ كُرَيْزِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَأُمُّ أَرْوَى أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ ، اسْمُهَا الْبَيْضَاءُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ بِأَهْلِهِ بَعْدَ لُوطٍ ، كَانَ أَشْبَهَ الصَّحَابَةِ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْقًا ، لَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ بِنْتِي نَبِيٍّ غَيْرُهُ ، كَانَتْ خِلَافَتُهُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ، سِنُّهُ تِسْعُونَ ، وَقِيلَ : ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ ، قُتِلَ مَظْلُومًا سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ لَيْلًا ، ذَكَرْنَا حِلْيَتَهُ ، وَنِسْبَتَهُ ، وَأَوْلَادَهُ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ ، فَمِنْ غَرَائِبِ حَدِيثِهِ
عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبٍ بْنِ حُذَافَةَ بْنُ جُمَحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ ، يُكْنَى أَبَا السَّائِبِ ، مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الْأُولَى ، وَأَمِيرُهُمْ ، فَقَدِمَ مَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ ، فَهَاجَرَ فِيهَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَشَهِدَ بَدْرًا ، كَانَ مِنْ رُهْبَانِ الْمُهَاجِرِينَ وَنُسَّاكِهِمْ ، يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ ، وَيَجْتَنِبُ الشَّهَوَاتِ ، وَيَعْتَزِلُ النِّسَاءَ ، خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَتَلَبَّسْ مِنْهَا بِشَيْءٍ ، اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّبَتُّلِ ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ ، وَنَهَاهُ عَنِ الرَّهْبَانِيَّةِ ، أَجَارَهُ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ حِينَ رَجَعَ مِنَ الْحَبَشَةِ فَرَدَّ عَلَيْهِ جِوَارَهُ ، وَاكْتَفَى بِجِوَارِ اللَّهِ ، وَامْتُحِنَ فِي اللَّهِ فَفُقِئَتْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ ، أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ ، تُوُفِّيَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَةِ اثْنَتَيْنِ مِنَ الْهِجْرَةِ ، فَقَبَّلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدَّهُ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمَّاهُ : السَّلَفُ الصَّالِحُ رَوَى عَنْهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَأَخُوهُ قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ
عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ الْحَجَبِيُّ أُمُّهُ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ شُهَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، أَسْلَمَ قَبْلَ الْفَتْحِ ، كَانَ بِالْحَبَشَةِ هُوَ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ ، فَأَسْلَمُوا فِي صَفَرَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةَ فَاسْتَبْشَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلَامِهِمْ فَقَالَ : أَلْقَتْ لَكُمْ مَكَّةُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ حَيَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَسَكَنَهَا ، مَاتَ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ ، وَقِيلَ : بِأَجْنَادِينَ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ بَلَغَ بِأُمِّ سَلَمَةَ الْمَدِينَةَ حِينَ هَاجَرَتْ فَقَالَتْ : مَا رَأَيْتُ صَاحِبًا أَكْرَمَ مِنْ عُثْمَانَ ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِفْتَاحِ الْكَعْبَةِ فَأَعْطَاهُ ، فَلَمَّا خَرَجَ دَعَا عُثْمَانَ فَأَعْطَاهُ الْمِفْتَاحَ فَقَالَ : خُذُوهَا خَالِدَةً تَالِدَةً يَا بَنِي طَلْحَةَ ، غَيِّبُوهُ - يَعْنِي الْمِفْتَاحَ
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيُّ وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ دَهْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَمَّامِ بْنِ أَبَانَ بْنِ يَسَارِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَطِيطِ بْنِ جُشَمِ بْنِ قَسِّيِّ بْنِ مُنَبِّهِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنَ قَيْسِ بْنِ غَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ ، وَفْدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فِي أُنَاسٍ مِنْ ثَقِيفٍ ، فَسَأَلَهُ مُصْحَفًا فَأَعْطَاهُ ، وَأَمَّرَهُ عَلَى الطَّائِفِ ، وَأَمَرَهُ بِالتَّجُوزِ فِي الصَّلَاةِ ، شَكَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسْوَاسًا يَعْرِضُ لَهُ فِي صَلَاتِهِ ، فَضَرَبَ صَدْرَهُ ، وَتَفَلَ فِي فِيهِ فَلَمْ يُحِسَّ بِهِ بَعْدَهُ ، كَانَ ذَا مَالٍ كَثِيرَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ ، يَخْتَارُ الْعُزْلَةَ وَالْخُلْوَةَ ، سَكَنَ الْبَصْرَةَ ، وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ سُوقُ عُثْمَانَ ، دَارُهُ دَارُ الْبَيْضَاءِ ، وَلَهُ بِالْبَصْرَةِ غَيْرُ دَارٍ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ بِالْبَصْرَةِ ، أَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَ مَسْجِدَهُمْ بِالطَّائِفِ حَيْثُ كَانَتْ طَاغِيَتُهُمْ حَدَّثَ عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَمُوسَى بْنُ طَلْحَةَ ، وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَمُطَرِّفٌ وَيَزِيدُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ ، وَالْحَسَنُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، وَغَيْرُهُمْ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ سَيِّدُ الْأَصْفِيَاءِ ، وَعَلَمُ الْأَتْقِيَاءِ ، وَزَيْنُ الْخُلَفَاءِ ، تَقَدَّمُ ذِكْرُهُ فِي الْعَشْرَةِ ، قُتِلَ بِالْكُوفَةِ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ ، وَقُتِلَ وَهُوَ ابْنِ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ ، شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً ، ذَكَرْنَا سِنَّهُ ، وَوَفَاتَهُ ، وَنِسْبَتَهُ ، وَأَوْلَادَهُ فِي الْعَشَرَةِ ، قَتَلَهُ عَدُوُّ اللَّهِ ابْنِ مُلْجَمٍ الْمُرَادِيُّ غِيلَةً سَحَرًا فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ مَسْجِدِهَا الْأَعْظَمِ ضَرَبَهُ فِي قَرْنِهِ ضَرْبَةً ، فَكَانَتْ فِيهَا وَفَاتُهُ ، ضَرَبَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لِتِسْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعِينَ ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ خَمْسَ سِنِينَ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْأَحَدِ فَكُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ الْحَسَنُ ، وَدَفَنَهُ لَيْلًا وَأَخْفَى قَبْرَهُ وَذَكَرَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ أَنَّهُ قُتِلَ بِالْكُوفَةِ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ ، وَهُوَ وَهْمٌ شَنِيعٌ لَا يُشْتَبَهُ عَلَى الْعَوَامِّ وَالْجُهَّالِ أَنَّهُ قُتِلَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ ، وَأَنَّهُ اسْتَكْمَلَ بِخِلَافَتِهِ حُكْمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْخِلَافَةَ بَعْدَهُ ثَلَاثُونَ سَنَةً ، وَوَهِمَ الْمُتَأَخِّرُ ، فَجَعَلَ سَنَةَ وِلَايَتِهِ لِلْخِلَافَةِ سَنَةَ وَفَاتِهِ ؛ لِأَنَّ خِلَافَتَهُ كَانَتْ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ
عَمْرُو بْنُ عَبْسَةَ السُّلَمِيُّ أَبُو نَجِيحٍ ، قَدِمَ مَكَّةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَقِيَهُ بِعُكَاظٍ وَرَآهُ مُسْتَخْفِيًا مِنْ قُرَيْشٍ فِي أَوَّلِ الدَّعْوَةِ ، وَهُوَ يَقُولُ : أَنَا رَابِعُ الْإِسْلَامِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَرْضِهِ وَقَوْمِهِ بَنِي سُلَيْمٍ مُقِيمًا حَتَّى مَضَى بَدْرٌ وَأُحُدٌ وَالْخَنْدَقُ ، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَنَزَلَهَا ، وَكَانَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ يَعْتَزِلُ عِبَادَةَ الْأَصْنَامِ وَيَرَاهَا بَاطِلَةً وَضَلَالَةً حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ . وَمِنَ التَّابِعِينَ : أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَامِرٍ ، وَأَبُو ظَبْيَةَ ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ ، وَعَدِيُّ بْنُ أَرْطَأَةَ ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ ، وَمَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ
عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أُمُّهُ النَّابِغَةُ مِنْ بَنِي عَنَزَةَ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ ، كَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ ، وَخَرَجَ إِلَى الْحَبَشَةِ إِلَى النَّجَاشِيِّ بَعْدَ الْأَحْزَابِ ، فَأَسْلَمَ عِنْدَهُ بِالْحَبَشَةِ ، فَأَخَذَهُ أَصْحَابُهُ بِالْحَبَشَةِ فَغَمُّوهُ وَأَفْلَتَ مِنْهُمْ مُجَرَّدًا لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرَةٌ ، فَأَظْهَرَ لِلنَّجَاشِيِّ إِسْلَامَهُ ، فَاسْتَرْجَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ جَمِيعَ مَالِهِ وَرَدَّهُ عَلَيْهِ ، فَقَدِمَ هُوَ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ مُهَاجِرِينَ الْمَدِينَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتَقَدَّمَ خَالِدٌ فَبَايَعَ ، ثُمَّ تَقَدَّمَ هُوَ فَبَايَعَهُ عَلَى أَنْ يُغْفَرَ لَهُ مَا كَانَ قَبْلَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْهِجْرَةُ وَالْإِسْلَامُ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ ثُمَّ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ وَالِيًا ، لِعِلْمِهِ بِالْحَرْبِ وَالْمَكِيدَةِ ، وَكَانَ عَلَى مِصْرَ مِنْ قِبَلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَكَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ ، بَاشَرَ الْحُرُوبَ ، وَشَهِدَ الْفِتْنَةَ ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ ، تُوُفِّيَ بِمِصْرَ وَالِيًا عَلَيْهَا لَيْلَةَ الْفِطْرِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْفِطْرِ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفِطْرِ ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَكَانَ أَحَدَ دُهَاةِ الْعَرَبِ قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرٌو وَقَالَ : نِعْمَ أَهْلُ الْبَيْتِ عَبْدُ اللَّهِ ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَقَالَ : ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ عَمْرٌو ، وَهِشَامٌ حَدِيثُهُ عِنْدَ ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَمَوَالِيهِ : أَبِي قَيْسٍ ، وَزِيَادٍ ، وَهُبَرَ رَوَى عَنْهُ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ
عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ بْنِ نَاشِرَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ جُدَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ ، يُكَنَّى أَبَا أُمَيَّةَ ، بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحْدَهُ عَيْنًا إِلَى قُرَيْشٍ فَحَلَّ حَبِيبَ بْنَ عَدِيٍّ مِنْ حَشْبَتِهِ ، وَبَعْثَهُ وَكِيلًا وَرَسُولًا إِلَى النَّجَاشِيِّ ، فَعَقَدَ لَهُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ ، مُهَاجِرِيٌّ ، قَدِيمُ الْإِسْلَامِ ، مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، حَلِيفُ قُرَيْشٍ ، حَدِيثُهُ عِنْدَ أَوْلَادِهِ جَعْفَرٍ ، وَالْفَضْلِ ، وَعَبْدِ اللَّهِ ، وَابْنِ أَخِيهِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، تُوُفِّيَ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ قَبْلَ السِّتِّينَ ، وَأَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ بِئْرُ مُعَاوِيَةَ
عَمْرُو بْنُ مَازِنٍ مِنْ بَنِي خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولٍ ، شَهِدَ بَدْرًا ، قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ ، وَقَالَ : لَا يُعْرَفُ لَهُ رِوَايَةٌ ، وَوَهِمَ فِيهِ ؛ لِأَنَّ عَمْرَو بْنَ غَنْمِ بْنِ مَازِنٍ جَدُّ خَنْسَاءَ الَّذِي يَنْتَسِبُ إِلَيْهِ بَنُو خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنٍ ، هَكَذَا قَالَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ ، فَسَقَطَ مِنْ كِتَابِهِ حَرْفٌ فَقَدَّرَ أَنَّ عَمْرًا هُوَ الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا ، وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ إِسْحَاقَ أَنَّهُ شَهِدَ مِنْ بَنِي خَنْسَاءَ بَدْرًا إِلَّا رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا : أَبُو دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ ، وَاسْمُهُ عُمَرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ ، وَالْآخَرُ : سُرَاقَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ ، وَإِذَا نَظَرَ فِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ تَبَيَّنَ لَهُ وَهْمُهُ
عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومٍ ، وَقِيلَ : هُوَ مَوْلَاهُمْ ، وَهُوَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ آدَدٍ ، وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ : هُوَ مِنْ عَبْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَذْحِجٍ ، لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا ابْنُ مُؤْمِنَيْنِ غَيْرُ عَمَّارٍ ، مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ ، وَالْمُعَذَّبِينَ فِي اللَّهِ ، ذُو الْهِجْرَتَيْنِ ، مُخْتَلَفٌ فِي هِجْرَتِهِ إِلَى الْحَبَشَةِ ، بَدْرِيٌّ ، ابْنُ مُؤْمِنَيْنِ ، أَسْلَمَ أَبُوهُ يَاسِرٌ ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ ، وَكَانَتْ أَوَّلَ شَهِيدَةٍ فِي الْإِسْلَامِ ، اسْمُ أُمِّهِ سُمَيَّةُ بِنْتُ سُلَيْمِ بْنِ لَخْمٍ ، يُكَنَّى أَبَا الْيَقْظَانِ ، كَانَ آدَمَ طُوَالًا أَصْلَعَ ، فِي مُقَدَّمِ رَأْسِهِ شَعَرَاتٌ ، وَفِي قَفَاهُ شَعَرَاتٌ ، مُجَدَّعُ الْأَنْفِ ، قُتِلَ مَعَ عَلِيٍّ بِصِفِّينَ ، بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ أَمِيرًا ، سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطِّيِّبُ الْمُطَيَّبُ ، وَرَحَّبَ بِهِ ، وَقَالَ : مُلِئَ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ ، وَضَرَبَ خَاصِرَتَهُ ، وَقَالَ : هَذِهِ خَاصِرَةٌ مُؤْمِنَةٌ ، وَقَالَ : مَنْ حَقِرَ عَمَّارًا أَحْقَرَهُ اللَّهُ ، شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا ، قُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ ، وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ . رَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ، وَأَبُو أُمَامَةَ ، وَجَابِرٌ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَأَبُو الطُّفَيْلِ ، وَأَبُو لَاسٍ الْخُزَاعِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى . وَمِنَ التَّابِعِينَ : ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَأَبُو وَائِلٍ ، وَزِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَنْظَلَةَ ، وَمَيْمُونُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ فِي آخَرِينَ
عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ يُقَالُ لَهُ : نَسِيجٌ وَحْدِهِ ، اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى حِمْصَ ، قَالَ الْوَاقِدِيُّ : هُوَ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَكَانَ أَبُوهُ سَعْدٌ شَهِدَ بَدْرًا ، وَهُوَ سَعْدٌ الْقَارِئُ ، الَّذِي جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ أَهْلُ الْكُوفَةِ : سَعْدٌ هُوَ أَبُو زَيْدٍ ، وَقِيلَ : عُمَيْرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ شَهِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، نَزَلَ فِلَسْطِينَ وَمَاتَ بِهَا ، كَانَ مِنْ زُهَّادِ الْعُمَّالِ ، وَلِيَ لِعُمَرَ عَلَى حِمْصَ سَنَةً ، ثُمَّ أَشْخَصَهُ ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ فَجَدَّدَ عَهْدَهُ ، فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ وَأَبَى أَنْ يَلِيَ لَهُ أَوْ لِأَحَدٍ بَعْدَهُ ، فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ : وَدِدْتُ أَنَّ لِيَ رَجُلًا مِثْلَ عُمَيْرٍ أَسْتَعِينُ بِهِ فِي أَعْمَالِ الْمُسْلِمِينَ
عُوَيْمِرُ بْنُ عَامِرٍ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَقِيلَ : عُوَيْمِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَأُمُّهُ : مَحَبَّةُ بِنْتُ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَطْنَابَةِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبٍ ، وَاخْتُلِفَ فِي اسْمِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَقِيلَ : عُوَيْمِرٌ ، وَعُمَيْرٌ ، وَعَمْرٌو ، وَعَامِرٌ ، وَقِيلَ : عُوَيْمِرٌ لَقَبُهُ ، وَهُوَ تَصْغِيرُ عَامِرٍ ، لَقَّبَ بِهِ نَفْسَهُ . كَانَ أَقْنَى ، أَشْهَلَ ، يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ ، كَانَ تَاجِرًا قَبْلَ أَنْ بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ زَاوَلَ الْعِبَادَةَ وَالتِّجَارَةَ ، فَآثَرَ الْعِبَادَةَ وَتَرَكَ التِّجَارَةَ ، وَكَانَ فَقِيهًا عَابِدًا عَالِمًا قَارِئًا ، أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ أَوْصَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أَصْحَابَهُ أَنْ يَأْخُذُوا الْعِلْمَ عَنْهُمْ ، فَاتَهُ بَدْرٌ ، ثُمَّ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ ، وَقَالَ : إِنَّ أَصْحَابِي سَبَقُونِي ، آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، تُوُفِّيَ قَبْلَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ ، وَقِيلَ : اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِدِمَشْقَ ، وَلَهُ عَقِبٌ ، كَانَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ أُمُّ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَاسْمُهَا خَيْرَةُ بِنْتُ أَبِي حَدْرَدٍ تَحْتَهُ ، فَتُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ : وَلَدَ أَبُو الدَّرْدَاءِ بِلَالًا ، وَأُمُّهُ أُمُّ مُحَمَّدٍ بِنْتُ أَبِي حَدْرَدٍ مِنْ أَسْلَمَ ، حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَيُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ، وَمُعَاذُ بْنُ أَنَسٍ الْجُهَنِيُّ ، وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، وَمِنَ التَّابِعِينَ : بِلَالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ ، وَكَثِيرُ بْنُ قَيْسٍ ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيُّ ، وَمَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي غَنْمٍ ، وَأَبُو بَحْرِيَّةَ ، وَأَبُو مِشْمَعَةَ ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ ، وَضَمْرُ بْنُ حَبِيبٍ وَمِنَ الْكُوفِيِّينَ : عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ ، وَسُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ ، وَزَيْدُ بْنُ وَهْبٍ ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَمِنَ الْبَصْرِيِّينَ : خُلَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَصَرِيُّ ، وَحِطَّانُ الرَّقَاشِيُّ ، وَمُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ وَمِنَ الْمَدَنِيِّينَ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَسَلْمَانُ الْأَغَرُّ ، وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَمِنْ أَهْلِ مَكَّةَ : عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ
عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَبُو نُجَيْدٍ الْخُزَاعِيُّ سَكَنَ الْبَصْرَةَ ، وَهُوَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ نَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ جَهْمَةَ بْنِ غَاضِرَةَ بْنِ خُشَيْنَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خُزَاعَةَ ، أَسْلَمَ وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَوَاتٍ ، وَعَقِبُهُ بِالْبَصْرَةِ ، وَكَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، كَفَّ نَفْسَهُ عَنِ الْفِتْنَةِ ، مُجَابَ الدَّعْوَةِ ، بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُفَقِّهُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ ، كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ مِنْ جَوَانِبِ بَيْتِهِ فِي عِلَّتِهِ ، فَلَمَّا اكْتَوَى فَقْدَهُ ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ ، كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ ، وَقِيلَ : اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ ، حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ خُلَيْقٍ ، وَعَامَّةُ حَدِيثُهُ عِنْدَ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ ، وَالْحَسَنِ ، وَابْنِ سِيرِينَ ، وَأَبِي الْمُهَلَّبِ ، وَصَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ
عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ يُعْرَفُ بِالسُّلَمِيِّ ، وَقِيلَ : الْمَازِنِيُّ مَازِنُ سُلَيْمٍ ، بَدْرِيٌّ ، مُهَاجِرِيٌّ ، حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : أَبُو غَزْوَانَ ، كَانَ طَوِيلًا جَمِيلًا ، وَهُوَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ حَفْصَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ ، مُهَاجِرِيٌّ أَوَّلِيٌّ ، قِيلَ : إِنَّهُ هَاجَرَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، مَاتَ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى الْبَصْرَةِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ ، وَقِيلَ : سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ فِي مَرَّتِهِ الثَّانِيَةِ ، وَدُفِنَ فِي بَعْضِ الْمِيَاهِ ، وَقِيلَ : بِالرَّبَذَةِ ، اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى الْبَصْرَةِ فَكَانَتْ وِلَايَتِهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ، وَهُوَ الَّذِي بَصَّرَ الْبَصْرَةَ ، وَبَنَى مَسْجِدَهَا ، وَفَتَحَ الْأُبُلَّةَ بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَيْهَا ، وَخَطَبَ عَلَى مِنْبَرِهَا ، تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً ، وَقِيلَ : خَمْسٍ وَخَمْسِينَ حَدَّثَ عَنْهُ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ مُوَدِّعَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ رَبْعَةَ بْنِ رَشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ ، وَيُكَنَّى أَبَا حَمَّادٍ ، سَكَنَ مِصْرَ ، وَقِيلَ : أَبُو أَسَدٍ ، وَقِيلَ : أَبُو عَمْرٍو ، وَقِيلَ : أَبُو عَبْسٍ ، وَلِيَ الْجَيْشَ لِمُعَاوِيَةَ بَعْدَ مَوْتِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، تُوُفِّيَ بِمِصْرَ آخِرَ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ، كَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ ، كَانَ شَاعِرًا رَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَأَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ ، وَنُعَيْمُ بْنُ هَمَّارٍ الْغَطَفَانِيُّ ، وَحَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو الْخَيْرِ ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ ، وَأَبُو قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيُّ ، وَمِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ ، وَأَبُو عُشَّانَةَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ ، وَأَسْلَمُ التُّجِيبِيُّ ، وَدُخَيْنٌ الْحَجْرِيُّ ، وَإِيَاسُ بْنُ عَامِرٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ
عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الطَّائِيُّ وَهُوَ حَاتِمُ طَيِّئٍ حَاتِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْحَشْرَجِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَخْزَمَ ، يُكَنَّى أَبَا طَرِيفٍ ، نَسَبَهُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ ، فِيمَا حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْهُ ، كَانَ يَسْكُنُ الْكُوفَةَ ، وَمَاتَ بِهَا زَمَنَ الْمُخْتَارِ فِيمَا ذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : بَلْ تُوُفِّيَ بِقُرَيْقِسْيَاءَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ زَمَنَ الْمُخْتَارِ ، ذَكَرَهُ مُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ ، حَدَّثَ عَنْهُ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، وَالشَّعْبِيُّ ، وَخَيْثَمَةُ ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَمُجْلُ بْنُ خَلِيفَةَ ، وَتَمِيمُ بْنُ طَرَفَةَ ، وَعَبَّادُ بْنُ حُبَيْشٍ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُبَيْلٍ ، وَمُرِّيُّ بْنُ قَطَرِيٍّ ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ حُذَيْفَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ ، وَمُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ كَانَ سَخِيًّا جَوَادًا ، رَفِيقًا رَحِيمًا ، أَسْلَمَ حِينَ كَفَرَ النَّاسُ ، وَوَفَّى إِذْ غَدَرُوا ، وَأَقْبَلَ إِذْ أَدْبَرُوا
عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ سَكَنَ الْبَصْرَةَ ، وَهُوَ عَائِذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ هِلَالِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ زَبِيبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ هُرْمُزَ بْنِ لَاطِمِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرٍو ، وَعَمْرٌو هُوَ مُزَيْنَةُ ، سُمِّيَ بِاسْمِهِ ابْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ ، يُكَنَّى أَبَا هُبَيْرَةَ ، لَهُ دَارٌ بِالْبَصْرَةِ ، أَخُو رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو ، تُوُفِّيَ بِالْبَصْرَةِ فِي إِمْرَةِ ابْنِ زِيَادٍ ، وَأَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَقِيلَ لَهُ : أَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ ، فَانْصَرَفَ ابْنُ زِيَادٍ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو بَرْزَةَ رَوَى عَنْهُ خَلِيفَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ ، وَالْحَسَنُ ، وَعَامِرٌ الْأَحْوَلُ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْمُزَنِيُّ فِي آخَرِينَ
عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ ، ذُو الْهِجْرَتَيْنِ ، وُلِدَ لَهُ بِالْحَبَشَةِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ ، ثُمَّ هَاجَرَ هُوَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الْمَدِينَةِ ، كَانَ أَخًا لِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ لِأُمِّهِ ، خَرَجَ أَبُو جَهْلٍ ، وَالْحَارِثُ ابْنَا هِشَامٍ إِلَى الْمَدِينَةِ فَتَلَطَّفَا لَهُ ، حَتَّى رَجَعَا بِهِ إِلَى مَكَّةَ ، فَكَانَ مِمَّنْ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ مَعَ الْمُسْتَضْعَفِينَ الَّذِينَ قَنَتَ فِيهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ رَوَى عَنْهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ ، وَابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ ، وَالْحَارِثُ ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ
الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوَّلُ وَلَدِ الْعَبَّاسِ وَبِكْرُهُ ، كَانَ يُكَنَّى الْعَبَّاسُ أَبَا الْفَضْلِ ، أُمُّهُ لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ ، وَكَانَتْ تَكَنَّى : بِأُمِّ الْفَضْلِ ، وَهِيَ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهَذْمِ بْنِ رُؤَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ وَأُمُّ أُمِّ الْفَضْلِ : بِنْتُ عَمْرِو بْنِ كَعْبٍ شَهِدَ الْفَضْلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَتْحَ وَحُنَيْنًا ، وَثَبَتَ مَعَهُ حِينَ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ ، وَشَهِدَ مَعَهُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ ، وَكَانَ رَدِيفَهُ يَوْمَ النَّحْرِ وَرَاءَهُ ، فَسُمِّيَ الرِّدْفَ ، وَوَلِيَ غُسْلَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَدَفَنَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَقُتِلَ بِهَا مُجَاهِدًا فِي نَاحِيَةِ الْأُرْدُنِّ سَنَةَ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ ، فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَقِيلَ : اسْتُشْهِدَ بِأَجْنَادِينَ وَقِيلَ : يَوْمَ مَرْجِ الصُّفْرِ كَانَ الْيَوْمَانِ جَمِيعًا سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ ، وَقِيلَ : بَلِ اسْتُشْهِدَ بِالْيَرْمُوكِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً ، قَبْلَ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ ، وَقِيلَ : تُوُفِّيَ قَبْلَ أَبِيهِ بِسِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا ، وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ : تُوُفِّيَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ قَبْلَ أَبِيهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ ، حَدَّثَ عَنْهُ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ
الْفَضْلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيُّومٍ الْأَزْدِيُّ ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ ، وَقَالَ : اخْتُلِفَ فِي صُحْبَتِهِ ، عِدَادُهُ فِي أَهْلِ فِلَسْطِينَ وَوَهِمَ ؛ فَإِنَّ الْفَضْلَ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَيُّومٍ الَّذِي سَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الْقَيُّومِ ، ذَكَرَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بِشْرٍ الدُّولَابِيِّ ، ثنا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ ، قَالَ : وَالْفَضْلُ الْأَزْدِيُّ أَبُو يَحْيَى هُوَ ابْنُ قَيُّومٍ ، رَوَى عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، وَقَيَّومٌ هُوَ الَّذِي قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي رَاشِدٍ ، وَمَا اسْتَشْهَدَ بِهِ يَشْهَدُ عَلَى وَهْمِهِ ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ فِي مَوْضِعِهِ فِي بَابِ الْعَيْنِ فِيمَا اسْمُهُ عَبْدُ الْقَيُّومِ ، عَلَى الصِّحَّةِ ، وَإِعَادَتُهُ هَاهُنَا سَهْوٌ وَوَهْمٌ ، فَإِنَّ ، الْفَضْلَ لَا صُحْبَةَ لَهُ إِنَّمَا الصُّحْبَةُ لِجَدِّهِ قَيُّومٍ الَّذِي سَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الْقَيُّومِ
فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ هُوَ ابْنُ نَافِذِ بْنِ قَيْسِ بْنِ صُهَيْبَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ جَحْجَبِيِّ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ عَوْفٍ ، قِيلَ : إِنَّهُ كَانَ فِيمَنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ شَهِدَ أُحُدًا وَالْخَنْدَقَ ، وَشَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ ، تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ ، وَلِيَ الْقَضَاءَ بِهَا لِمُعَاوِيَةَ ، وَعَقِبُهُ بِالشَّامِ ، وَأُمُّهُ : غُفْرَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جَحْجَبِيٍّ رَوَى عَنْهُ حَنَشُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ مَالِكٍ أَبُو عَلِيٍّ الْجَنْبِيُّ ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يُورَا ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ ، وَثُمَامَةُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ ، وَمَيْسَرَةُ مَوْلَاهُ
فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ وَهُوَ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ حَبِيبِ بْنِ حَيَّةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عِجْلٍ ، حَلِيفُ بَنِي سَهْمٍ ، كَانَ دَلِيلًا هَادِيًا لِلطُّرِقِ ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فِي مِائَةِ رَاكِبٍ لِيَعْتَرِضُوا لِعِيرِ قُرَيْشٍ ، وَكَانَ دَلِيلَهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ ، فَأَصَابُوا الْعِيرَ ، وَأَسَرُوا فُرَاتًا ، فَأُتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسِيرًا ، فَقَالَ : أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَأَطْلَقَهُ وَلَمْ يَقْتُلْهُ ، فَلَمْ يَزَلْ يَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْ قُبِضَ فَتَحَوَّلَ ، فَنَزَلَ الْكُوفَةَ وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي بَنِي عِجْلٍ ، وَعَقِبُهُ بِهَا
قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيُّ وَهُوَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ سِنَانِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مِنْقَرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مُقَاعِسٍ ، وَاسْمُهُ الْحَارِثُ ، وَسُمِّيَ مُقَاعِسًا ؛ لِتَقَاعُسِهِ عَنْ حِلْفِ بَنِي سَعْدٍ ، وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمِ بْنِ مُرِّ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ أُمُّهُ أُمُّ أَصْفَرَ بِنْتُ خَلِيفَةَ بْنِ جَرْوَلِ بْنِ مُنْقِذٍ ، يُكُنَّى أَبَا عَلِيٍّ ، وَيُقَالُ : أَبَا قَبِيصَةَ ، سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ وَأَكْثَرُهُمْ مَالًا وَوَلَدًا ، مَاتَ عَنِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ مِنْ ذُكُورِ أَوْلَادِهِ ، جَمَعَهُمْ حِينَ وَفَاتِهِ فَأَوْصَاهُمْ بِوَصَايَاهُ ، عَقِبُهُ وَدَارُهُ بِالْبَصْرَةِ حَدِيثُهُ عَنْدَ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ ، وَشُعْبَةَ بْنِ التَّوْأَمِ ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَأَوْلَادُهُ حَكِيمٌ وَغَيْرُهُ
قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ كَعْبٍ ، وَاسْمُ كَعْبٍ : ظُفَرُ بْنُ الْخَزْرَجِ الظَّفَرِيُّ الْأَنْصَارِيُّ أَخُو أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لِأُمِّهِ ، يُكُنَّى أَبَا عُثْمَانَ ، وَقِيلَ : أَبُو عُمَرَ ، شَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْمَشَاهِدَ ، وَأُصِيبَتْ عَيْنَاهُ ، فَسَقَطَتْ حَدَقَتَاهُ ، فَرَدَّهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَصَقَ فِيهِمَا فَعَادَتَا تَبْرُقَانِ ، وَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ فَأَضَاءَتْ لَهُ عَصَاهُ ، فَمَشَى فِي ضَوْئِهَا حَتَّى بَلَغَ مَنْزِلَهُ رَوَى عَنْهُ أَخُوهُ أَبُو سَعِيدٍ ، وَابْنُهُ عُمَرُ بْنُ قَتَادَةَ ، وَمَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ ، وَعُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ ، وَعِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
الْقَاسِمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ ، وَأَخْرَجَ حَدِيثَ الْحَكَمِ ، عَنْ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : وَلَدَتْ خَدِيجَةُ غُلَامَيْنِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْقَاسِمُ ، وَعَبْدُ اللَّهِ وَيَقُولُ مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ : لَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ خَدِيجَةَ حَتَّى وَلَدَتْ لَهُ الْقَاسِمَ وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ مُتَقَدِّمِينَا ذَكَرَ الْقَاسِمَ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّحَابَةِ وَذَلِكَ أَنَّ الْقَاسِمَ بِكْرُ وَلَدِهِ وَبِهِ كَانَ يُكُنَّى أَبَا الْقَاسِمِ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَيِّتٍ مِنْ وَلَدِهِ بِمَكَّةَ قَالَ مُجَاهِدٌ : مَاتَ وَلَهُ سَبْعَةُ أَيَّامٍ ، وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : مَاتَ وَهُوَ ابْنُ سَنَتَيْنِ ، وَقَالَ قَتَادَةُ : عَاشَ حَتَّى مَشَى وَالْقَاسِمُ إِنَّمَا يُذْكَرُ فِي أَوْلَادِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا فِي أَصْحَابِهِ ، وَلَا خِلَافَ أَنَّ الذُّكُورَ مِنْ أَوْلَادِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقَدَّمُوا عَلَيْهِ وَاخْتُلِفَ فِي الْقَاسِمِ هَلْ كَانَ مَوْتُهُ قَبْلَ الدَّعْوَةِ أَوْ بَعْدَهَا ؟ وَأَكْثَرُ النَّاسِ عَلَى أَنَّ مَوْتَهُ كَانَ قَبْلَ الدَّعْوَةِ
كَعْبُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ السُّلَمِيُّ الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ الشَّاعِرُ ، شَهِدَ بَيْعَةَ الْعَقَبَةِ مَعَ السَّبْعِينَ ، يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، كَانَتْ كُنْيَتُهُ أَبَا بَشِيرٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، أَحَدِ الْمُخَلَّفِينَ مِنَ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا فَتِيبَ عَلَيْهِمْ ، شَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا إِلَّا بَدْرًا ، وَتَبُوكَ ، آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَوَى عَنْهُ : ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَجَابِرٌ ، وَأَبُو أُمَامَةَ ، وَمِنْ أَوْلَادِهِ : عَبْدُ اللَّهِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَرَوَى عَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَعُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ ، وَعُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ
كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ السُّلَمِيُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْوَاقِدِيُّ : لَمْ يُوجَدْ نَسَبُهُ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ الْكَلْبِيُّ : هُوَ كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُرِيِّ بْنِ أَرَاشَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُبَيْلَةَ بْنِ قَشْمِيلَ بْنِ قِرَانِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ إِلْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ ، وَكَذَلِكَ قَالَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، وَاخْتُلِفَ فِيهِ ، فَقِيلَ : هُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي قَوْقَلٍ مِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ : هُوَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ , لَيْسَ بِحَلِيفٍ ، تَأَخَّرَ إِسْلَامُهُ ثُمَّ أَسْلَمَ ، وَشَهِدَ الْمَشَاهِدَ ، وَهُوَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ بِالْحُدَيْبِيَةِ الرُّخْصَةُ فِي فِدْيَةِ الْمُحْرِمِ إِذَا مَسَّهُ الْأَذَى , قَوْلُهُ : فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ , تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ ، وَلَهُ سَبْعٌ ، وَقِيلَ : خَمْسٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً , رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُمَرَ ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَطَارِقُ بْنُ شِهَابٍ ، وَأَبُو وَائِلٍ ، وَزَيْدُ بْنُ وَهْبٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى ، وَعَاصِمٌ الْعَدَوِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلٍ ، وَالشَّعْبِيُّ ، وَمِنْ أَوْلَادِهِ إِسْحَاقُ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ ، وَمُحَمَّدٌ ، وَالرَّبِيعُ
مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الْخَزْرَجِيُّ ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ ، إِمَامُ الْفُقَهَاءِ ، وَكَبِيرُ الْعُلَمَاءِ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِلًا عَلَى الْيَمَنِ وَقَالَ : نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذٌ بَعَثَهُ لِيَجْبُرَهُ مِنْ دَيْنِهِ , يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَسْلَمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ ، وَقِيلَ : ثَلَاثٍ , وَقِيلَ : أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ , كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يُسَمِّيهِ : الْأُمَّةَ الْقَانِتَ ، مَاتَ فِي الطَّاعُونِ طَاعُونِ عَمَوَاسَ بِالشَّامِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ ، كَانَ مِنْ أَفْضَلِ شَبَابِ الْأَنْصَارِ حِلْمًا وَحَيَاءً ، وَبَذْلًا وَسَخَاءً ، وَضِيءَ الْوَجْهِ ، أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ ، بَرَّاقَ الثَّنَايَا ، جَمِيلًا وَسِيمًا ، أَرْدَفَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَاءَهُ , فَكَانَ رَدِيفَهُ ، وَشَيَّعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاشِيًا فِي مَخْرَجِهِ إِلَى الْيَمَنِ وَهُوَ رَاكِبٌ ، وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْيَمَنِ ، وَلَمْ يُعَقِّبْ ، حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : عُمَرُ ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ ، وَأَبُو قَتَادَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَأَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ ، وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ ، وَأَبُو لَيْلَى الْأَنْصَارِيُّ ، وَأَبُو الطُّفَيْلِ ، وَاللَّجْلَاجُ ، وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ التَّابِعِينَ : جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ , وَأَبُو بَحْرِيَّةَ ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ ، وَمَالِكُ بْنُ يَخَامِرٍ ، وَيَزِيدُ بْنُ عَمِيرَةَ ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَمِيرَةَ ، وَمِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ : عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ ، وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ ، وَأَبُو وَائِلٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى ، وَمَيْمُونُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ ، وَأَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ , وَالْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ الْعَدَوِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ
مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ الذُّهْلِيُّ يُلَقَّبُ خَمْخَامًا , مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَقِبُهُ بِهَرَاةَ ، ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بَالَوَيْهِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي خُرَاسَانَ ، ح ، وَأُنْبِئْنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السُّلَمِيِّ الْمَرْوَزِيِّ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْمَرْوَزِيِّ ، قَالَا : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الذُّهْلِيُّ ، قَالَ : ذَكَرَ ابْنُ عَمِّي أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ حَمَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُجَالِدِ بْنِ الْخَمْخَامِ ، وَكَانَ الْخَمْخَامُ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيمَنْ وَفَدَ عَلَيْهِ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ , مِنْهُمْ : فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ ، وَبَشِيُرُ بْنُ الْخَصَاصِيَةِ , وَالْخَمْخَامُ ، وَالْخَمْخَامُ لَقَبٌ ، وَاسْمُهُ : مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ ، لَفْظُ ابْنِ بَالَوَيْهِ مِثْلَهُ سَوَاءً
مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَاسْمُ أَبِي سُفْيَانَ : صَخْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، يُكْنَى : أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَأُمُّهُ : هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، وَأُمُّهَا : صَعْبَةُ بِنْتُ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ ، وَأُمُّهَا : بِنْتُ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، كَانَ مِنَ الْكَتَبَةِ الْحَسَبَةِ الْفَصَحَةِ ، أَسْلَمَ قُبَيْلَ الْفَتْحِ ، وَقِيلَ : عَامَ الْقَضِيَّةِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ ، وَعَدَّهُ ابْنُ عَبَّاسٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ قَالَ : كَانَ فَقِيهًا ، تُوُفِّيَ لِلنِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ سِتِّينَ ، وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِينَ سَنَةً ، وَقِيلَ : ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ ، كَانَ أَبْيَضَ طَوِيلًا أَجْلَحَ ، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، أَصَابَتْهُ لِقْوَةٌ فِي آخِرِ عُمُرِهِ ، وَكَانَ يَقُولُ : رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا دَعَا لِي بِالْعَافِيَةِ ، فَقَدْ رُمِيتُ فِي أَحْسَنِ مَا يَبْدُو مِنِّي ، وَلَوْلَا هَوًى مَنَّى فِي يَزِيدَ لَأَبْصَرْتُ بِرُشْدِي ، وَلَمَّا اعْتَلَّ قَالَ : وَدِدْتُ أَنْ لَا أُعَمِّرَ فَوْقَ ثَلَاثٍ ، فَقِيلَ : إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَغْفِرَتِهِ ، فَقَالَ : إِلَى مَا شَاءَ وَقَضَى ، قَدْ عَلِمَ أَنِّي لَمْ آلُ ، وَمَا كَرِهَ اللَّهُ غَيَّرَ كَانَ حَلِيمًا وَقُورًا فَصِيحًا ، وَلِي الْعِمَالَةَ مِنْ قِبَلِ الْخُلَفَاءِ عِشْرِينَ سَنَةً ، وَاسْتَوْلَى عَلَى الْإِمَارَةِ بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عِشْرِينَ سَنَةً ، فَكَانَتِ الْجَمَاعَةُ عَلَيْهِ عِشْرِينَ سَنَةً : مِنْ سَنَةِ أَرْبَعِينَ , إِلَى سَنَةِ سِتِّينَ ، فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ قَالَ : لَيْتَنِي كُنْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ بِذِي طُوًى ، وَأَنِّي لَمْ أَلِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَيْئًا , وَكَانَ يَقُولُ : لَا حِلْمَ إِلَّا بِالتَّجْرِبَةِ ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخْلَقَ لِلْمُلْكِ مِنْ مُعَاوِيَةَ ، لَمْ يَكُنْ بِالضَّيِّقِ الْحَصِرِ ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَسْوَدَ مِنْ مُعَاوِيَةَ وَكَانَ يَقُولُ : مَا زِلْتُ أَطْمَعُ فِي الْوَلَايَةِ مُذْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مُعَاوِيَةُ , إِذَا مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ . مَلَكَ النَّاسَ كُلَّهُمْ عِشْرِينَ سَنَةً مُنْفَرِدًا بِالْمُلْكِ ، يَفْتَحُ اللَّهُ بِهِ الْفُتُوحَ ، وَيَغْزُو الرُّومَ ، وَيَقْسِمُ الْفَيْءَ وَالْغَنِيمَةَ ، وَيُقِيمُ الْحُدُودَ ، وَاللَّهُ تَعَالَى لَا يُضَيِّعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا . وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ صِفِّينَ : لَا تَكْرَهُوا إِمَارَةَ مُعَاوِيَةَ ، وَاللَّهِ لَئِنْ فَقَدْتُمُوهُ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الرُّءُوسِ تَنْدُرُ عَنْ كَوَاهِلِهَا كَالْحَنْظَلِ وَكَانَ عِنْدَهُ قَمِيصُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَرِدَاؤُهُ وَإِزَارُهُ وَشَعَرُهُ ، فَأَوْصَاهُمْ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ : كَفِّنُونِي فِي قَمِيصِهِ ، وَأَدْرِجُونِي فِي رِدَائِهِ ، وَأَزِّرُونِي بِإِزَارِهِ ، وَاحْشُوا مَنْخَرَيَّ وَشِدْقَيَّ بِشَعَرِهِ ، وَخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ رَحْمَةِ أَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ . حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ ، وَجَرِيرٌ ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَوَائِلُ بْنُ حُجْرٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَمِنَ التَّابِعِينَ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ ، وَعِيسَى بْنُ طَلْحَةَ ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، فِي آخَرِينَ
مِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ يُكْنَى : أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أُمُّهُ أُخْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، يُقَالُ لَهَا : الشِّفَاءُ وَقِيلَ : رَمْلَةُ ، وَقِيلَ : عَاتِكَةُ ، وُلِدَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِسَنَتَيْنِ ، وَشَهِدَ الْفَتْحَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّ سِنِينَ ، وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِي سِنِينَ ، تُوُفِّيَ يَوْمَ جَاءَ نَعْيُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِالْحَجُونِ ، حَدِيثُهُ عِنْدَ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَعَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، وَأُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ
الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ ، مُهَاجِرِيٌّ أَوَّلِيٌّ بَدْرِيٌّ ، يُكْنَى أَبَا مَعْبَدٍ ، وَقِيلَ : أَبَا عَمْرٍو ، وَهُوَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ كَانَ آدَمَ , أَبْطَنَ , أَصْفَرَ اللِّحْيَةِ , أَقْنَى , طَوِيلًا ، مَاتَ بِالْجَرُوفِ ، وَدُفِنَ بِالْمَدِينَةِ ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ ، وَسُمِّيَ مِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ لِأَنَّ الْأَسْوَدَ بْنَ عَبْدِ يَغُوثَ حَالَفَهُ وَتَبَنَّاهُ ، كَانَ مِنْ بَهْرَاءَ فَأَصَابَ فِيهِمْ دَمًا ، فَهَرَبَ إِلَى كِنْدَةَ , فَحَالَفَهُمْ ، ثُمَّ أَصَابَ فِيهِمْ دَمًا ، فَهَرَبَ إِلَى مَكَّةَ ، فَحَالَفَ الْأَسْوَدَ بْنَ عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيَّ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ ، رَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : عَلِيٌّ ، وَابْنُ عَبَّاسٍ ، وَالْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ ، وَطَارِقُ بْنُ شِهَابٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ ، وَالسَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، وَمِنَ التَّابِعِينَ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لِيَلِيَ ، وَمَيْمُونُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَأَبُو مَعْمَرٍ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ ابْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : أَبُو عِيسَى ، أُمُّهُ : أُمَامَةُ بِنْتُ الْأَفْقَمِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ تَيْمِ بْنِ جُعَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ دَهْمَانَ بْنِ نَصْرٍ ، كَانَ طُوَالًا , أَصْهَبَ الشَّعْرِ , جَعْدًا , ضَخْمَ الْهَامَةِ , عَبْلَ الذِّرَاعَيْنِ , قَلِصَ الشَّفَتَيْنِ , يَخْضِبُ بِالْحُمْرَةِ ، شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَوَلِي مِنْ قِبَلِ عُمَرَ الْوِلَايَاتِ كَانَ يُعَدُّ مِنَ الدُّهَاةِ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا بُنَيَّ ، وَكَانَ يَلْزَمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَقَامِهِ وَأَسْفَارِهِ , يَحْمِلُ وُضُوءَهُ مَعَهُ ، دَفَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَانَ آخِرَهُمْ عَهْدًا بِهِ لِدَهَاءٍ كَانَ مِنْهُ ، وَشَهِدَ الْيَمَامَةَ , وَفُتُوحَ الشَّامِ ، أُصِيبَتْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ بِالْيَرْمُوكِ ، وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ ، وَوَلِي فُتُوحًا لِعُمَرَ ، وَجَّهَهُ عُمَرُ إِلَى الْبَصْرَةِ ، وَشَهِدَ فَتْحَ نَهَاوَنْدَ وَهَمَذَانَ عَلَى مَيْسَرَةِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ وَضَعَ دِيوَانَ الْبَصْرَةِ , وَفَتَحَ مَيْسَانَ ، وَسُوقَ الْأَهْوَازِ ، وَوَلِي الْكُوفَةَ لِعُمَرَ بَعْدَ الْبَصْرَةِ ، وَمَاتَ عُمَرُ , وَكَانَ عَلَى الْكُوفَةِ ، ثُمَّ وَلِيَ الْكُوفَةَ لِمُعَاوِيَةَ ، وَمَاتَ بِهَا وَهُوَ أَمِيرُهَا ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ رَشَا فِي الْإِسْلَامِ ، رَشَا يَرْفَأَ حَاجِبَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ : أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ ، وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ ، وَقُرَّةُ الْمُزَنِيُّ ، وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ أَوْلَادِهِ : عُرْوَةُ ، وَحَمْزَةُ ، وَعَقَّارٌ ، وَمِنْ مَوَالِيهِ : وَرَّادٌ ، وَمِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ : مَسْرُوقٌ ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، وَأَبُو وَائِلٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيُّ ، وَالشَّعْبِيُّ فِي آخَرِينَ
نَافِعُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ ، سَكَنَ الْبَصْرَةَ ، رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْوَاقِدِيُّ : هُوَ نَافِعُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِلَاجٍ ، وَاسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ ، وَأُمُّ نَافِعٍ سُمَيَّةُ أُمُّ أَبِي بَكْرَةَ ، وَزِيَادٍ ، وَكَانَ نَافِعٌ ادَّعَاهُ الْحَارِثُ بْنُ كَلَدَةَ ، وَأَقَرَّ بِهِ , فَثَبَتَ نَسَبُهُ مِنْهُ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنِ اقْتَنَى الْخَيْلَ بِالْبَصْرَةِ ، وَسَأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنْ يُقْطِعَهُ بِالْبَصْرَةِ ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ أَنْ يُقْطِعَهُ عَشْرَةَ أَجْرِبَةٍ , لَيْسَ فِيهَا حَقُّ مُسْلِمٍ ، وَلَا مُعَاهَدٍ ، فَفَعَلَ ، فَنَزَلَ الْبَصْرَةَ ، ذَكَرَهُ الْمَنِيعِيُّ
نُفَيْعٌ أَبُو بَكْرَةَ وَقِيلَ : مَسْرُوحٌ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : اسْمُهُ نُفَيْعُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ : نُفَيْعُ بْنُ مَسْرُوحٍ ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : أَبُو بَكْرَةَ اسْمُهُ نُفَيْعُ بْنُ مَسْرُوحٍ , وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ ، وَهُوَ أَخُو زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ لِأُمِّهِ ، كَانَ عَبْدًا لِبَعْضِ أَهْلِ الطَّائِفِ , فَتَدَلَّى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَكَرَةَ , فَكَنَّاهُ أَبَا بَكْرَةَ , فَكَانَ يَقُولُ : أَنَا مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ رَجُلًا وَرِعًا صَالِحًا ، آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ ، وَبَيْنَ أَبِي بَرْزَةَ ، سَكَنَ الْبَصْرَةَ ، وَتُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ إِحْدَى ، وَقِيلَ : اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ , أَوْصَاهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ ، حَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ ، وَالْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ ، وَأَخُوهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، وَأَوْلَادُهُ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ ، وَمُسْلِمُ بَنُو أَبِي بَكْرَةَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَوْشَنٍ ، وَأَشْعَثُ بْنُ ثُرْمُلَةَ ، وَعُتْبَةُ بْنُ صُهْبَانَ ، وَزِيَادُ بْنُ كُسَيْبٍ
نَضْلَةُ بْنُ عُبَيْدٍ وَقِيلَ : ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : ابْنِ عَائِذٍ أَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ مِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ : هُوَ نَضْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِبَالِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ دِعْبِلِ بْنِ أَنَسِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى ، أَسْلَمَ قَدِيمًا ، وَشَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ عَبْدَ الْعُزَّى بْنَ خَطَلٍ تَحْتَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ يَوْمَ الْفَتْحِ لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِ ، وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَوَاتٍ مِنْهَا خَيْبَرُ ، سَكَنَ الْبَصْرَةَ ، وَلَهُ بِهَا دَارٌ وَعَقِبٌ ، تُوُفِّيَ بَعْدَ أَبِي بَكْرَةَ ، رَوَى عَنْهُ أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ ، وَالْحَسَنُ ، وَكِنَانَةُ بْنُ نُعَيْمٍ ، وَأَبُو الْوَازِعِ جَابِرُ بْنُ حَفْصٍ ، وَالرَّاسِبِيُّ ، وَأَبُو الْمِنْهَالِ سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطَرِّفٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ ، وَالْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، وَالْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيُّ ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ فِي آخَرِينَ
وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ الْكِنْدِيُّ الْحَضْرَمِيُّ مِنْ أَبْنَاءِ أَقْيَالِ الْيَمَنِ ، وَهُوَ وَائِلُ بْنُ حُجْرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَسْرُوقِ بْنِ وَائِلِ بْنِ ضَمْعَجِ بْنِ وَائِلِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ وَائِلِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ ، وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَهُ ، وَأَصْعَدَ بِهِ مَعَهُ عَلَى مِنْبَرِهِ ، وَأَقْطَعَهُ الْقَطَائِعَ , وَكَتَبَ لَهُ بِهِ عَهْدًا ، وَقَالَ : هَذَا وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ سَيِّدُ الْأَقْيَالِ , جَاءَكُمْ حُبًّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، سَكَنَ الْكُوفَةَ , وَعَقِبُهُ بِهَا ، حَدَّثَ عَنْهُ ابْنَاهُ عَلْقَمَةُ بْنُ وَائِلٍ ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ ، وَكُلَيْبُ بْنُ شِهَابٍ الْجَرْمِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْيَحْصَبِيُّ ، وَأَبُو الْعَنْبَسِ : حُجْرُ بْنُ عَنْبَسٍ الْحَضْرَمِيُّ ، وَأَبُو جِرْيَةَ ، وَأُمُّ يَحْيَى زَوْجَتُهُ
الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ابْنُ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، يُكْنَى أَبَا وَهْبٍ وَكَانَ أَخًا لِعُثْمَانَ لِأُمِّهِ ، أُمُّهُمَا أَرْوَى بِنْتُ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، عَمَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ سَاعِيًا ، كَانَ يَلِي عَلَى الْكُوفَةِ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ثُمَّ عُثِرَ مِنْهُ عَلَى شُرْبِهِ لِلْمُسْكِرِ فَأَخْرَجُوهُ ، فَحَدَّهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، ثُمَّ أَتَى الرَّقَةَ فَسَكَنَهَا ، وَتُوُفِّيَ بِهَا ، وَدُفِنَ بِالْبَلْخِ عَيْنِ أَبِي سِنَانٍ ، وَأَخُوهُ : عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ سَكَنَ الْكُوفَةَ ، وَأَبُوهُ : عُقْبَةُ قَتَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبْرًا بِالرَّوْحَاءِ ، فِي مُنْصَرَفِهِ مِنْ بَدْرٍ
هِنْدُ بْنُ أَسْمَاءِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ هِنْدٍ الْأَسْلَمِيُّ وَقِيلَ : هِنْدُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَمَا كُنْتُ أَرَى أَسْمَاءً ، وَهِنْدًا ابْنَا حَارِثَةَ إِلَّا خَادِمَيْنِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْ طُولِ لُزُومِهِمَا بَابَهُ ، وَخِدْمَتِهِمَا إِيَّاهُ ، وَكَانَا مُحْتَاجَيْنِ ، وَلَهُمَا عَقِبٌ وَذَكَرَ الْمُنَيْعِيُّ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُمْ كَانُوا ثَمَانِيَةَ أُخْوَةً ، أَسْلَمُوا فَصَحِبُوا الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَهِدُوا مَعَهُ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ ، وَهُمْ : أَسْمَاءٌ ، وَهِنْدٌ ، وَخِرَاشٌ ، وَذُؤَيْبٌ ، وَحُمْرَانُ ، وَفَضَالَةُ ، وَسَلَمَةُ ، وَمَالِكٌ بَنُو حَارِثَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، تُوُفِّيَ هِنْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ الثَّقَفِيُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : هُوَ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ ثَقِيفٍ ، أَسْلَمَ وَشَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ ، وَالْحُدَيْبِيَةَ ، وَخَيْبَرَ وَالْفَتْحَ ، وَهَوَازِنَ ، وَالطَّائِفَ ، كَانَ مِنْ أَفَاضِلِ الصَّحَابَةِ ، أَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الطَّائِفِ بِقَطْعِ أَعْنَابِ ثَقِيفٍ وَقَالَ مَنْ قَطَعَ حَبَلَةً ، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْأَجْرِ اسْمُ أُمِّهِ : سَبَّابَةُ ، وَيُكْنَى : أَبَا الْمَرَازِمِ ، سَكَنَ الْكُوفَةَ ، رَوَى عَنْهُ : ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَفْصِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ ، وَأَيْمَنُ بْنُ ثَابِتٍ أَبُو ثَابِتٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ
يَاسِرٌ أَبُو عَمَّارٍ وَهُوَ يَاسِرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ ذُؤَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ تَامِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَدَدِ بْنَ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ ، نَسَبُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْوَاقِدِيُّ قَالَ : وَبَنُو مَالِكِ بْنِ أَدَدِ مِنْ مِذْحَجٍ ، وَكَانَ يَاسِرُ بْنُ عَامِرٍ وَأَخَوَاهُ الْحَارِثُ وَمَالِكٌ قَدِمُوا مَكَّةَ يَطْلُبُونَ أَخًا لَهُمْ , فَرَجَعَ الْحَارِثُ وَمَالِكٌ إِلَى الْيَمَنِ ، وَأَقَامَ يَاسِرٌ بِمَكَّةَ ، وَحَالَفَ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَزَوَّجَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ أَمَةً لَهُ يُقَالُ لَهَا : سُمَيَّةُ بِنْتُ خَيَّاطٍ ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَمَّارًا , فَأَعْتَقَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ ، وَلَمْ يَزَلْ يَاسِرٌ وَعَمَّارٌ مَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ إِلَى أَنْ مَاتَ , وَبَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِالْإِسْلَامِ ، فَأَسْلَمَ يَاسِرٌ وَسُمَيَّةُ وَعَمَّارٌ وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَاسِرٍ ، وَكَانَ لِيَاسِرٍ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ : حُرَيْثٌ أَكْبَرُ مِنْ عَمَّارٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ ، قَتَلْتُهُ بَنُو الدِّيلِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ يَاسِرٌ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ فِي اللَّهِ هُوَ وَابْنُهُ وَزَوْجَتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ، رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَمَّارٌ ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، وَكَانَ عَمَّارٌ أَخَا أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ