عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَدِمَ وَفْدُ بَنِي نَهْدِ بْنِ زَيْدٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ طَهْيَةُ بْنُ أَبِي زُهَيْرٍ النَّهْدِيُّ بَيْنَ يَدَيِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَتَيْنَاكَ مِنْ غَوْرِيِّ تِهَامَةَ عَلَى أَكْوَارِ الْمَيْسِ ، تَرْتَمِي بِنَا الْعَيْسُ ، نَسْتَحْلِبُ الصَّبِيرَ ، وَنَسْتَجْلِبُ الْحَبِيرَ ، وَنْسَتَعْضِدُ الْبَرِيدَ ، وَنَسْتَحِيلُ الرِّهَامَ ، وَنَسْتَحِيلُ الْجَهَامَ مِنْ أَرْضٍ غَائِلَةٍ فِي الْمَنْطَا ، غَلِيظَةِ الْمَوْطَا ، قَدْ نَشَفَ الْمُدْهُنُ ، وَيَبِسَ الْجِعْثِنُ ، وَسَقَطَ الْأُمْلُوجُ مِنَ الْبِكَارَةِ ، وَمَاتَ الْعُسُلُوجُ ، وَهَلَكَ الْهَدِيُّ ، وَمَاتَ الْوَدِيُّ ، بَرِئْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ الْوَثَنِ وَالْفِتَنِ ، وَمَا يُحْدِثُ الزَّمَنُ ، لَنَا دَعْوَةُ الْمُسْلِمِينَ وَشَرِيعَةُ الْإِسْلَامِ ، وَمَا طَمَا الْبَحْرُ وَقَامَ تِعَارُ ، وَلَنَا نُعَمٌ هَمَلٌ أَغْفَالٌ ، لَا تَبِضُّ بِبِلَالٍ ، وَوَقِيرٌ كَثِيرُ الرَّسْلِ قَلِيلُ الرِّسْلِ ، أَصَابَتْنَا سَنَةٌ حَمْرَاءُ مُؤْزِلَةٌ ، لَيْسَ لَهَا عِلَلٌ وَلَا نَهْلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي مَحْضِهَا وَمَخْضِهَا ، وَمِذْقِهَا وَفِرْقِهَا ، وَاحْبِسْ رَاعِيَهَا عَلَى الدَّثَنِ ، وَيَانِعِ الثَّمَرِ ، وَافْجُرْ لَهُمُ الثَّمْدَ ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي الْوَلَدِ ، مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ كَانَ مُؤْمِنًا ، وَمَنْ أَدَّى الزَّكَاةَ لَمْ يَكُنْ غَافِلًا وَمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَانَ مُسْلِمًا ، لَكُمْ يَا بَنِي نَهْدٍ وَدَائِعُ الشِّرْكِ وَوَضَائِعُ الْمِلْكِ لَمْ يَكُنْ عَهْدٌ وَلَا مَوْعِدٌ ، وَلَا تَثَاقَلْ عَنِ الصَّلَاةِ ، وَلَا تُلْطِطْ فِي الزَّكَاةِ ، وَلَا تُلْحِدْ فِي الْحَيَاةِ ، مَنْ أَقَرَّ بِالْإِسْلَامِ فَلَهُ مَا فِي الْكِتَابِ ، وَمَنْ أَقَرَّ بِالْجِزْيَةِ فَعَلَيْهِ الرِّبْوَةُ ، وَلَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ الْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ وَالذِّمَّةِ " وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ طَهْيَةَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى بَنِي نَهْدِ بْنِ زَيْدٍ ، السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى وَآمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، عَلَيْكُمُ الْوَضِيعَةَ الْفَرِيضَةَ ، وَلَكُمُ الْقَارِضُ الْفَرِيضُ ذُو الْعِنَانِ الرَّكُوبِ الضَّبِيسِ ، وَلَا يُؤْكَلُ كَلُّكُمْ وَلَا يُمْنَعُ سَرْحُكُمْ ، وَلَا يَنْحَبِسُ دَرُّكُمْ وَلَا يُعْضَدُ طَلْحُكُمْ مَا لَمْ تَطْهُرُوا وَتَأْكُلُوا الرِّبَاقَ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِيُّ أَبُو سَعِيدٍ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْعُذْرِيُّ ، ثنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَدِمَ وَفْدُ بَنِي نَهْدِ بْنِ زَيْدٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَامَ طَهْيَةُ بْنُ أَبِي زُهَيْرٍ النَّهْدِيُّ بَيْنَ يَدَيِّ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَتَيْنَاكَ مِنْ غَوْرِيِّ تِهَامَةَ عَلَى أَكْوَارِ الْمَيْسِ ، تَرْتَمِي بِنَا الْعَيْسُ ، نَسْتَحْلِبُ الصَّبِيرَ ، وَنَسْتَجْلِبُ الْحَبِيرَ ، وَنْسَتَعْضِدُ الْبَرِيدَ ، وَنَسْتَحِيلُ الرِّهَامَ ، وَنَسْتَحِيلُ الْجَهَامَ مِنْ أَرْضٍ غَائِلَةٍ فِي الْمَنْطَا ، غَلِيظَةِ الْمَوْطَا ، قَدْ نَشَفَ الْمُدْهُنُ ، وَيَبِسَ الْجِعْثِنُ ، وَسَقَطَ الْأُمْلُوجُ مِنَ الْبِكَارَةِ ، وَمَاتَ الْعُسُلُوجُ ، وَهَلَكَ الْهَدِيُّ ، وَمَاتَ الْوَدِيُّ ، بَرِئْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ الْوَثَنِ وَالْفِتَنِ ، وَمَا يُحْدِثُ الزَّمَنُ ، لَنَا دَعْوَةُ الْمُسْلِمِينَ وَشَرِيعَةُ الْإِسْلَامِ ، وَمَا طَمَا الْبَحْرُ وَقَامَ تِعَارُ ، وَلَنَا نُعَمٌ هَمَلٌ أَغْفَالٌ ، لَا تَبِضُّ بِبِلَالٍ ، وَوَقِيرٌ كَثِيرُ الرَّسْلِ قَلِيلُ الرِّسْلِ ، أَصَابَتْنَا سَنَةٌ حَمْرَاءُ مُؤْزِلَةٌ ، لَيْسَ لَهَا عِلَلٌ وَلَا نَهْلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي مَحْضِهَا وَمَخْضِهَا ، وَمِذْقِهَا وَفِرْقِهَا ، وَاحْبِسْ رَاعِيَهَا عَلَى الدَّثَنِ ، وَيَانِعِ الثَّمَرِ ، وَافْجُرْ لَهُمُ الثَّمْدَ ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي الْوَلَدِ ، مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ كَانَ مُؤْمِنًا ، وَمَنْ أَدَّى الزَّكَاةَ لَمْ يَكُنْ غَافِلًا وَمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَانَ مُسْلِمًا ، لَكُمْ يَا بَنِي نَهْدٍ وَدَائِعُ الشِّرْكِ وَوَضَائِعُ الْمِلْكِ لَمْ يَكُنْ عَهْدٌ وَلَا مَوْعِدٌ ، وَلَا تَثَاقَلْ عَنِ الصَّلَاةِ ، وَلَا تُلْطِطْ فِي الزَّكَاةِ ، وَلَا تُلْحِدْ فِي الْحَيَاةِ ، مَنْ أَقَرَّ بِالْإِسْلَامِ فَلَهُ مَا فِي الْكِتَابِ ، وَمَنْ أَقَرَّ بِالْجِزْيَةِ فَعَلَيْهِ الرِّبْوَةُ ، وَلَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ الْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ وَالذِّمَّةِ وَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَعَ طَهْيَةَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى بَنِي نَهْدِ بْنِ زَيْدٍ ، السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى وَآمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، عَلَيْكُمُ الْوَضِيعَةَ الْفَرِيضَةَ ، وَلَكُمُ الْقَارِضُ الْفَرِيضُ ذُو الْعِنَانِ الرَّكُوبِ الضَّبِيسِ ، وَلَا يُؤْكَلُ كَلُّكُمْ وَلَا يُمْنَعُ سَرْحُكُمْ ، وَلَا يَنْحَبِسُ دَرُّكُمْ وَلَا يُعْضَدُ طَلْحُكُمْ مَا لَمْ تَطْهُرُوا وَتَأْكُلُوا الرِّبَاقَ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْحَارِثُ : فَسَّرَ هَذَا الْحَدِيثَ بَعْضَهُ الْعُذْرِيُّ . . . . . يَرِدُ عَلَى أَكْوَارِ الْمَيْسِ : يَعْنِي الرَّجَّالَةَ ، تَرْتَمِي بِنَا الْعَيْسُ : الْإِبِلُ ، نَسْتَحْلِبُ الصَّبِيرُ : السَّحَابُ الْمُتَفَرِّقُ ، وَنَسْتَجِيلُ الرِّهَامَ يَعْنِي الْقِدَاحَ وَنَسْتَحِيلُ الْجِهَامَ : يَعْنِي السَّحَابَ الَّذِي قَدِ اضْطُرِبَ لِمَاءٍ خَرَّ فَهُوَ سَائِرٌ مِنَ السَّمَاءِ ، فِي أَرْضٍ غَائِلَةِ الْمَنْطَا : مَسَافَةُ الْأَرْضِ وَبُعْدُهَا ، قَدْ نَشَفَ الْمُدْهُنُ يَعْنِي : يَبِسَ الْغَدِيرُ ، وَيَبِسَ الْجِعْثَنُ : يَعْنِي عُرُوقُ الشَّجَرِ ، سَقَطَ الْأُمْلُوجُ مِنَ الْبَكَارَةِ : يَعْنِي الْبِكْرُ السَّمِينُ أَدْرَكَهُ الْهُزَالُ ، وَمَاتَ الْعُسُلُوجُ : يَعْنِي عُودَ الشَّجَرِ الَّذِي تَتَشَعَّبُ بِهِ الْوَرَقُ ، وَمَاتَ الْوَدِيُّ : يَعْنِي النَّفْسِيلَ ، بَرِئْنَا مِنَ الْوَثَنِ وَالْفِتَنِ : يَعْنِي الْخِلَافَ ، مَا تَبِضُّ بِبِلَالٍ : يَعْنِي : لَيْسَ لَهَا لَبَنٌ ، وَوَقِيرٌ قَلِيلُ الرَّسْلِ : يَعْنِي الصِّرْمَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَيْسَ لَهَا أَوْلَادٌ ، كَثِيرُ الرِّسْلِ : يَقُولُ : شَدِيدٌ فِي طَلَبِ الْمَرْعَانِيِّ ، مَحْضُهَا وَمَخْضُهَا وَفِرْقُهَا وَمِذْقُهَا : هَذَا كُلُّهُ فِي اللَّبَنِ ، احْبِسْ رَاعِيَهَا عَلَى الدَّثَنِ : قَالَ الْخِصْبُ ، وَيَانِعِ الثَّمَرِ : يَعْنِي النُّضْجَ وَالثَّمَرَ ، مَا يَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ قَلِيلَةِ الْمَاءِ ، وَلَا تُلْطِطْ فِي الزَّكَاةِ : يَقُولُ : لَا تَرَدَّدْ ، وَلَا تُلْحِدْ فِي الْحَيَاةِ ، وَالضَّبِيسُ : الصَّعْبُ مَا لَمْ تُضْمِرُوا الْأَضَاقَ ، وَالْأَضَاقُ : النِّفَاقُ ، وَتَأْكُلُوا الرِّبَاقَ : يَعْنِي الرِّبَا . وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : ذُو الْعِنَانِ : الْفَرَسُ الرَّكُوبُ وَالذَّلُولُ بِالْعِنَانِ لَا يُرْكَبُ فَيُلْجَمُ ، وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ : الرِّبَاقُ جَمْعُ رِبْقَةٍ ، وَهُوَ الْحَبْلُ الَّذِي يُرْبَقُ بِهِ الْغَنَمُ كَذَا رَوَاهُ الْعُذْرِيُّ طَهْيَةُ وَرَوَاهُ لَيْثٌ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ مِثْلَهُ ، وَقَالَ : طَهْفَةُ بْنُ أَبِي زُهَيْرٍ