• 2020
  • أَنَّ وَفْدَ هَوَازِنَ لَمَّا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْجِعْرَانَةِ وَقَدْ أَسْلَمُوا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ ، وَقَدْ أَصَابَنَا مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يَخْفَى عَلَيْكَ ، فَامْنُنْ عَلَيْنَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ ، قَالَ : وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي سَعْدَةَ بْنِ بَكْرٍ يُقَالُ لَهُ زُهَيْرٌ يُكَنَّى بِأَبِي صُرَدَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا فِي الْحَظَائِرِ عَمَّاتُكَ وَخَالَاتُكَ وَحَوَاضِنُكَ اللَّاتِي قَدْ تَكَلَّفْنَكَ ، وَلَوْ أَنَّا مَلَحْنَا لِلْحَارِثِ بْنِ أَبِي شَمِرٍ ، وَلِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، ثُمَّ نَزَلَا مِنَّا بِمِثْلِ مَا نَزَلْتَ بِهِ ، رَجَوْنَا عَطْفَهُ وَعَائِدَتَهُ ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْمَكْفُولِينَ ، ثُمَّ أَنْشَدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعْرًا قَالَهُ ، فَذَكَرَ فِيهِ قَرَابَتَهُ ، وَمَا تَحَمَّلُوهُ فِيهِ ، فَقَالَ : {
    }
    امْنُنْ عَلَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَرَمٍ {
    }
    فَإِنَّكَ الْمَرْءُ نَرْجُوهُ وَنَدَّخِرُ {
    }
    {
    }
    امْنُنْ عَلَى بَيْضَةٍ إِعْتَاقُهَا قَدَرٌ {
    }
    مُفَرِّقٌ شَمْلَهَا فِي دَهْرِهَا غِيَرُ {
    }
    {
    }
    أَبْقَتْ لَنَا الْحَرْبُ هُتَّافًا عَلَى حُزْنٍ {
    }
    عَلَى قُلُوبِهِمُ الْغَمَّاءُ وَالْغُمُرُ {
    }
    {
    }
    إِنْ لَمْ تُدَارِكْهُمُ نَعْمَاءُ نَنْشُرُهَا {
    }
    يَا أَعْظَمَ النَّاسِ حِلْمًا حِينَ يُخْتَبَرُ {
    }
    {
    }
    امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تُرْضَعُهَا {
    }
    وَإِنْ يُرِينَكَ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ {
    }
    {
    }
    لَا تَجْعَلَنَّا كَمَنْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ {
    }
    وَاسْتَبْقِ مِنَّا فَإِنَّا مَعْشَرٌ صُبُرُ {
    }
    فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَبْنَاؤُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَوْ أَمْوَالُكُمْ ؟ " قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خَيَّرْتَنَا أَمْوَالَنَا وَنِسَاءَنَا ، تَرُدُّ عَلَيْنَا نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا ، فَقَالَ : " أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ ، فَإِذَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ بِالنَّاسِ فَقُومُوا وَقُولُوا : إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فِي أَبْنَائِنَا وَنِسَائِنَا ، فَسَأُعْطِيكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَأَسْأَلُ لَكُمْ " ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ قَامُوا فَتَكَلَّمُوا بِمَا أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ " ، وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ : وَمَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ مِثْلَ ذَلِكَ "

    حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، ثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ ، ح وَحَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَا : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ وَفْدَ هَوَازِنَ لَمَّا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ بِالْجِعْرَانَةِ وَقَدْ أَسْلَمُوا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ ، وَقَدْ أَصَابَنَا مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يَخْفَى عَلَيْكَ ، فَامْنُنْ عَلَيْنَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ ، قَالَ : وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي سَعْدَةَ بْنِ بَكْرٍ يُقَالُ لَهُ زُهَيْرٌ يُكَنَّى بِأَبِي صُرَدَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا فِي الْحَظَائِرِ عَمَّاتُكَ وَخَالَاتُكَ وَحَوَاضِنُكَ اللَّاتِي قَدْ تَكَلَّفْنَكَ ، وَلَوْ أَنَّا مَلَحْنَا لِلْحَارِثِ بْنِ أَبِي شَمِرٍ ، وَلِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، ثُمَّ نَزَلَا مِنَّا بِمِثْلِ مَا نَزَلْتَ بِهِ ، رَجَوْنَا عَطْفَهُ وَعَائِدَتَهُ ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْمَكْفُولِينَ ، ثُمَّ أَنْشَدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ شِعْرًا قَالَهُ ، فَذَكَرَ فِيهِ قَرَابَتَهُ ، وَمَا تَحَمَّلُوهُ فِيهِ ، فَقَالَ : امْنُنْ عَلَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَرَمٍ فَإِنَّكَ الْمَرْءُ نَرْجُوهُ وَنَدَّخِرُ امْنُنْ عَلَى بَيْضَةٍ إِعْتَاقُهَا قَدَرٌ مُفَرِّقٌ شَمْلَهَا فِي دَهْرِهَا غِيَرُ أَبْقَتْ لَنَا الْحَرْبُ هُتَّافًا عَلَى حُزْنٍ عَلَى قُلُوبِهِمُ الْغَمَّاءُ وَالْغُمُرُ إِنْ لَمْ تُدَارِكْهُمُ نَعْمَاءُ نَنْشُرُهَا يَا أَعْظَمَ النَّاسِ حِلْمًا حِينَ يُخْتَبَرُ امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تُرْضَعُهَا وَإِنْ يُرِينَكَ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ لَا تَجْعَلَنَّا كَمَنْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ وَاسْتَبْقِ مِنَّا فَإِنَّا مَعْشَرٌ صُبُرُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَبْنَاؤُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَوْ أَمْوَالُكُمْ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، خَيَّرْتَنَا أَمْوَالَنَا وَنِسَاءَنَا ، تَرُدُّ عَلَيْنَا نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا ، فَقَالَ : أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ ، فَإِذَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ بِالنَّاسِ فَقُومُوا وَقُولُوا : إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فِي أَبْنَائِنَا وَنِسَائِنَا ، فَسَأُعْطِيكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَأَسْأَلُ لَكُمْ ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ قَامُوا فَتَكَلَّمُوا بِمَا أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ ، وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ : وَمَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ مِثْلَ ذَلِكَ