• 1817
  • عَن مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدُبٍ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ مَكِيثٍ ، قَالَ : " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيَّ ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي كَعْبِ بْنِ لَيْثِ بْنِ عَوْفٍ فِي سَرِيَّةٍ ، فَكُنْتُ فِيهِمْ ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشُنُّوا الْغَارَةَ عَلَى بَنِي الْمُلَوَّحِ بِالْكَدِيدِ ، وَهُمْ مِنْ بَنِي لَيْثٍ ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ لَقِينَا الْحَارِثَ بْنَ الْبَرْصَاءِ ، وَهُوَ مِنْ بَنِي لَيْثٍ ، فَأَخَذْنَاهُ ، فَقَالَ لَنَا : جِئْتُ أُرِيدُ الْإِسْلَامَ وَإِنَّمَا خَرَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْنَا : إِنْ تَكُنْ مُسْلِمًا فَلَنْ يَضُرَّكَ رِبَاطُنَا يَدَكَ يَوْمًا وَلَيْلَةً ، وَإِنْ تَكُنْ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ نَسْتَوْثِقُ مِنْكَ ، فَشَدَدْنَاهُ وِثَاقًا وَخَلَّفْنَا عَلَيْهِ رُوَيْجِلًا مِنَّا أَسْوَدَ ، فَقُلْنَا : إِنْ عَاذَكَ بِشَيْءٍ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ ، فَسِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الْكَدِيدَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ، فَمَكَثْنَا فِي نَاحِيَةِ الْوَادِي ، فَبَعَثَنِي أَصْحَابِي رَبِيئَةً لَهُمْ ، فَخَرَجْتُ حَتَّى آتِيَ تَلًّا مُشْرِفًا عَلَى الْحَاضِرِ مَطْلَعِي عَلَيْهِمْ ، فَلَمَّا أَسْنَدْتُ فِيهِ عَلَوْتُ عَلَى رَأْسِهِ ، ثُمَّ اضْطَجَعْتُ عَلَيْهِ ، فَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مِنْ خِبَائِهِ ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : إِنِّي أَرَى عَلَى هَذَا الْجَبَلِ سَوَادًا مَا رَأَيْتُهُ أَوَّلَ مِنْ يَوْمِي هَذَا ، فَانْظُرِي إِلَى أَوْعِيَتِكِ أَلَّا تَكُونَ الْكِلَابُ جَرَّتْ مِنْهَا شَيْئًا ، فَنَظَرَتْ ، فَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا أَفْقِدُ مِنْ أَوْعِيَتِي شَيْئًا ، قَالَ : فَنَاوِلِينِي قَوْسِي وَنَبْلِي ، فَنَاوَلَتْهُ قَوْسَهُ وَسَهْمَيْنِ مَعَهَا ، فَأَرْسَلَ سَهْمًا ، وَاللَّهِ مَا أَخْطَأَ بَيْنَ عَيْنَيَّ ، فَانْتَزَعْتُهُ وَثَبَتُّ ، قَالَ : ثُمَّ أَرْسَلَ سَهْمًا آخَرَ فَوَضَعَهُ فِي مَنْكِبِي ، فَانْتَزَعْتُهُ وَثَبَتُّ . فَقَالَ لِأَمَتِهِ : وَاللَّهِ لَوْ كَانَتْ زَائِلَةً ، لَقَدْ تَحَرَّكَتْ بَعْدُ ، لَقَدْ خَالَطَهَا سَهْمَايَ ، فَانْظُرِيهِمَا لَا أَبَا لَكِ إِذَا أَصْبَحْتِ لَا يَمْضُغُهَا الْكِلَابُ ، قَالَ : وَدَخَلَ قَالَ : وَرَاحَتِ الْمَاشِيَةُ مِنْ إِبِلِهِمْ وَأَغْنَامِهِمْ ، قَالَ : فَلَمَّا احْتَلَبُوا وَعَطَنُوا وَاطْمَأَنُّوا ، فَنَامُوا شَنَنَّا ، وَاسْتَقْنَا النَّعَمَ ، وَخَرَجَ صَرِيخُ الْقَوْمِ فِي قَوْمِهِمْ ، فَجَاءَ مَا لَا قِبَلَ لَنَا بِهِ ، خَرَجْنَا بِهَذَا نَحْذَرُهَا ، حَتَّى مَرَرْنَا بِابْنِ الْبَرْصَاءِ ، فَاحْتَمَلْنَاهُ وَاحْتَمَلْنَا صَاحِبَنَا ، فَأَدْرَكَنَا الْقَوْمُ حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْنَا ، مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ إِلَّا الْوَادِي ، وَنَحْنُ مَوَجَّهُونَ فِي نَاحِيَةِ الْوَادِي ، إِذْ جَاءَ اللَّهُ بِالْوَادِي مِنْ حَيْثُ شَاءَ يَمْلَأ جَنْبَتَيْهِ مَاءً ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا يَوْمَئِذٍ سَحَابًا وَلَا مَطَرًا ، فَجَاءَ مَا لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُجِيزَهُ . قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ وُقُوفًا يَنْظُرُونَ إِلَيْنَا ، وَقَدِ اسْتَدَنَّاهَا فِي الْمَسِيلِ نَحْدَرُهُمْ ، وَفُتْنَاهُمْ فَوْتًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى طَلَبِنَا ، قَالَ : فَمَا أَنْسَى قَوْلَ رَاجِزٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ يَقُولُ : {
    }
    أَبَى أَبُو الْقَاسِمِ أَنْ تَعَزَّ بِي {
    }
    {
    }
    فِي خَضِلٍ نَبَاتُهُ مُغْلَوْلِبِ {
    }
    {
    }
    صُفْرٌ أَعَالِيهِ كَلَوْنِ الْمُذْهَبِ {
    }
    قَالَ : وَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَرْفِ رَجُلٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ شِعَارُهُمْ يَوْمَئِذٍ أَمِتْ ، أَمِتْ "

    حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السِّيرَافِيُّ ، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ح ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : ثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ح وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ السَّبَّاكُ ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى السَّامِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ ، عَن مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدُبٍ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ مَكِيثٍ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيَّ ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي كَعْبِ بْنِ لَيْثِ بْنِ عَوْفٍ فِي سَرِيَّةٍ ، فَكُنْتُ فِيهِمْ ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشُنُّوا الْغَارَةَ عَلَى بَنِي الْمُلَوَّحِ بِالْكَدِيدِ ، وَهُمْ مِنْ بَنِي لَيْثٍ ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ لَقِينَا الْحَارِثَ بْنَ الْبَرْصَاءِ ، وَهُوَ مِنْ بَنِي لَيْثٍ ، فَأَخَذْنَاهُ ، فَقَالَ لَنَا : جِئْتُ أُرِيدُ الْإِسْلَامَ وَإِنَّمَا خَرَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قُلْنَا : إِنْ تَكُنْ مُسْلِمًا فَلَنْ يَضُرَّكَ رِبَاطُنَا يَدَكَ يَوْمًا وَلَيْلَةً ، وَإِنْ تَكُنْ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ نَسْتَوْثِقُ مِنْكَ ، فَشَدَدْنَاهُ وِثَاقًا وَخَلَّفْنَا عَلَيْهِ رُوَيْجِلًا مِنَّا أَسْوَدَ ، فَقُلْنَا : إِنْ عَاذَكَ بِشَيْءٍ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ ، فَسِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الْكَدِيدَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ ، فَمَكَثْنَا فِي نَاحِيَةِ الْوَادِي ، فَبَعَثَنِي أَصْحَابِي رَبِيئَةً لَهُمْ ، فَخَرَجْتُ حَتَّى آتِيَ تَلًّا مُشْرِفًا عَلَى الْحَاضِرِ مَطْلَعِي عَلَيْهِمْ ، فَلَمَّا أَسْنَدْتُ فِيهِ عَلَوْتُ عَلَى رَأْسِهِ ، ثُمَّ اضْطَجَعْتُ عَلَيْهِ ، فَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مِنْ خِبَائِهِ ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : إِنِّي أَرَى عَلَى هَذَا الْجَبَلِ سَوَادًا مَا رَأَيْتُهُ أَوَّلَ مِنْ يَوْمِي هَذَا ، فَانْظُرِي إِلَى أَوْعِيَتِكِ أَلَّا تَكُونَ الْكِلَابُ جَرَّتْ مِنْهَا شَيْئًا ، فَنَظَرَتْ ، فَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا أَفْقِدُ مِنْ أَوْعِيَتِي شَيْئًا ، قَالَ : فَنَاوِلِينِي قَوْسِي وَنَبْلِي ، فَنَاوَلَتْهُ قَوْسَهُ وَسَهْمَيْنِ مَعَهَا ، فَأَرْسَلَ سَهْمًا ، وَاللَّهِ مَا أَخْطَأَ بَيْنَ عَيْنَيَّ ، فَانْتَزَعْتُهُ وَثَبَتُّ ، قَالَ : ثُمَّ أَرْسَلَ سَهْمًا آخَرَ فَوَضَعَهُ فِي مَنْكِبِي ، فَانْتَزَعْتُهُ وَثَبَتُّ . فَقَالَ لِأَمَتِهِ : وَاللَّهِ لَوْ كَانَتْ زَائِلَةً ، لَقَدْ تَحَرَّكَتْ بَعْدُ ، لَقَدْ خَالَطَهَا سَهْمَايَ ، فَانْظُرِيهِمَا لَا أَبَا لَكِ إِذَا أَصْبَحْتِ لَا يَمْضُغُهَا الْكِلَابُ ، قَالَ : وَدَخَلَ قَالَ : وَرَاحَتِ الْمَاشِيَةُ مِنْ إِبِلِهِمْ وَأَغْنَامِهِمْ ، قَالَ : فَلَمَّا احْتَلَبُوا وَعَطَنُوا وَاطْمَأَنُّوا ، فَنَامُوا شَنَنَّا ، وَاسْتَقْنَا النَّعَمَ ، وَخَرَجَ صَرِيخُ الْقَوْمِ فِي قَوْمِهِمْ ، فَجَاءَ مَا لَا قِبَلَ لَنَا بِهِ ، خَرَجْنَا بِهَذَا نَحْذَرُهَا ، حَتَّى مَرَرْنَا بِابْنِ الْبَرْصَاءِ ، فَاحْتَمَلْنَاهُ وَاحْتَمَلْنَا صَاحِبَنَا ، فَأَدْرَكَنَا الْقَوْمُ حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْنَا ، مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ إِلَّا الْوَادِي ، وَنَحْنُ مَوَجَّهُونَ فِي نَاحِيَةِ الْوَادِي ، إِذْ جَاءَ اللَّهُ بِالْوَادِي مِنْ حَيْثُ شَاءَ يَمْلَأ جَنْبَتَيْهِ مَاءً ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا يَوْمَئِذٍ سَحَابًا وَلَا مَطَرًا ، فَجَاءَ مَا لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُجِيزَهُ . قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ وُقُوفًا يَنْظُرُونَ إِلَيْنَا ، وَقَدِ اسْتَدَنَّاهَا فِي الْمَسِيلِ نَحْدَرُهُمْ ، وَفُتْنَاهُمْ فَوْتًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى طَلَبِنَا ، قَالَ : فَمَا أَنْسَى قَوْلَ رَاجِزٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ يَقُولُ : أَبَى أَبُو الْقَاسِمِ أَنْ تَعَزَّ بِي فِي خَضِلٍ نَبَاتُهُ مُغْلَوْلِبِ صُفْرٌ أَعَالِيهِ كَلَوْنِ الْمُذْهَبِ قَالَ : وَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَرْفِ رَجُلٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ شِعَارُهُمْ يَوْمَئِذٍ أَمِتْ ، أَمِتْ