عَنْ جَابِرٍ ، " أَنَّ فَتًى ، مِنَ الْأَنْصَارِ ، يُقَالُ لَهُ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَسْلَمَ ، وَكَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ ، فَمَرَّ بِبَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَرَأَى امْرَأَةَ الْأَنْصَارِيِّ تَغْتَسِلُ ، فَكَرَّرَ إِلَيْهَا النَّظَرَ ، وَخَافَ أَنْ يَنْزِلَ الْوَحْيُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَخَرَجَ هَارِبًا عَلَى وَجْهِهِ ، فَأَتَى جِبَالًا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، فَوَلَجَهَا ، فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، وَهِيَ الْأَيَّامُ الَّتِي قَالُوا وَدَّعَهُ رَبُّهُ وَقَلَاهُ ، ثُمَّ إِنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ لَكَ : إِنَّ الْهَارِبَ مِنْ أُمَّتِكَ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ ، يَتَعَوَّذُ بِي مِنْ نَارِي . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عُمَرُ ، وَيَا سَلْمَانُ ، انْطَلِقَا ، فَأْتِيَانِي بِثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ " . فَخَرَجَا فِي أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ ، فَلَقِيَهُمَا رَاعٍ مِنْ رِعَاءِ الْمَدِينَةِ ، يُقَالُ لَهُ ذُفَافَةُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا ذُفَافَةُ ، هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِشَابٍّ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ ؟ فَقَالَ لَهُ ذُفَافَةُ : لَعَلَّكَ تُرِيدُ الْهَارِبَ مِنْ جَهَنَّمَ ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : وَمَا عِلْمُكَ أَنَّهُ هَرَبَ مِنْ جَهَنَّمَ ؟ قَالَ : لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ، خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا رَبِّ ، لَيْتَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الْأَرْوَاحِ ، وَجَسَدِي فِي الْأَجْسَادِ ، وَلَا تُجَرِّدْنِي فِي فَصْلِ الْقَضَاءِ . قَالَ عُمَرُ : إِيَّاهُ نُرِيدُ . قَالَ : فَانْطَلَقَ بِهِمْ ذُفَافَةُ ، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ، خَرَجَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا لَيْتَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الْأَرْوَاحِ ، وَجَسَدِي فِي الْأَجْسَادِ ، وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ . قَالَ : فَعَدَا عَلَيْهِ عُمَرُ ، فَاحْتَضَنَهُ ، فَقَالَ : الْأَمَانَ الْأَمَانَ ، الْخَلَاصَ مِنَ النَّارِ . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : أَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ . فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، هَلْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَنْبِي ؟ قَالَ : لَا عِلْمَ لِي ، إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَكَ بِالْأَمْسِ ، فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرْسَلَنِي وَسَلْمَانَ فِي طَلَبِكَ . فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، لَا تُدْخِلْنِي عَلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ يُصَلِّي ، أَوْ بِلَالًا يَقُولُ : قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ . قَالَ : أَفْعَلُ . فَأَقْبَلُوا بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَوَافَقُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ ، فَبَدَرَ عُمَرُ وَسَلْمَانُ الصَّفَّ ، فَمَا سَمِعَ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " يَا عُمَرُ ، وَيَا سَلْمَانُ ، مَا فَعَلَ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ " ؟ قَالَا : هَا هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : " يَا ثَعْلَبَةُ " . قَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : " مَا غَيَّبَكَ عَنِّي " ؟ . قَالَ : ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : " أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى آيَةٍ تَمْحُو الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا " ؟ قَالَ : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : " قُلْ : اللَّهُمَّ {{ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }} " . قَالَ : ذَنْبِي أَعْظَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَلْ كَلَامُ اللَّهِ أَعْظَمُ " . ثُمَّ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالِانْصِرَافِ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَمَرِضَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ ، فَجَاءَ سَلْمَانُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ لَكَ فِي ثَعْلَبَةَ ؟ فَإِنَّهُ لِمَا بِهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ " . فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ ، أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ ، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ ، فَأَزَالَ رَأْسَهُ عَنْ حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لِمَ أَزَلْتَ رَأْسَكَ عَنْ حِجْرِي " ؟ قَالَ : إِنَّهُ مِنَ الذُّنُوبِ مَلْآنُ . قَالَ : " مَا تَجِدُ " ؟ قَالَ : أَجِدُ مِثْلَ دَبِيبِ النَّمْلِ بَيْنَ جِلْدِي وَعَظْمِي . قَالَ : " فَمَا تَشْتَهِي " ؟ قَالَ : مَغْفِرَةَ رَبِّي . قَالَ : فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ : لَوْ أَنَّ عَبْدِي هَذَا لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةٍ لَلَقِيتُهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَفَلَا أُعْلِمُهُ ذَلِكَ " ؟ قَالَ : بَلَى . قَالَ : فَأَعْلَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ ، فَصَاحَ صَيْحَةً ، فَمَاتَ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُسْلِهِ وَكَفَنِهِ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَأَيْنَاكَ تَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِكَ . قَالَ : " وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ ، مَا قَدَرْتُ أَنْ أَضَعَ رِجْلَيَّ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ كَثْرَةِ أَجْنِحَةِ مَنْ نَزَلَ لِتَشْيِيعِهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ "
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْجَرْجَرَائِيُّ ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ الْجَوْهَرِيُّ ، قَالَا : ثنا سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ ، ثنا أَبِي ، عَنِ الْمُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ فَتًى ، مِنَ الْأَنْصَارِ ، يُقَالُ لَهُ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَسْلَمَ ، وَكَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ ، فَمَرَّ بِبَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَرَأَى امْرَأَةَ الْأَنْصَارِيِّ تَغْتَسِلُ ، فَكَرَّرَ إِلَيْهَا النَّظَرَ ، وَخَافَ أَنْ يَنْزِلَ الْوَحْيُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَخَرَجَ هَارِبًا عَلَى وَجْهِهِ ، فَأَتَى جِبَالًا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، فَوَلَجَهَا ، فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، وَهِيَ الْأَيَّامُ الَّتِي قَالُوا وَدَّعَهُ رَبُّهُ وَقَلَاهُ ، ثُمَّ إِنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ لَكَ : إِنَّ الْهَارِبَ مِنْ أُمَّتِكَ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ ، يَتَعَوَّذُ بِي مِنْ نَارِي . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا عُمَرُ ، وَيَا سَلْمَانُ ، انْطَلِقَا ، فَأْتِيَانِي بِثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ . فَخَرَجَا فِي أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ ، فَلَقِيَهُمَا رَاعٍ مِنْ رِعَاءِ الْمَدِينَةِ ، يُقَالُ لَهُ ذُفَافَةُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا ذُفَافَةُ ، هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِشَابٍّ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ ؟ فَقَالَ لَهُ ذُفَافَةُ : لَعَلَّكَ تُرِيدُ الْهَارِبَ مِنْ جَهَنَّمَ ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : وَمَا عِلْمُكَ أَنَّهُ هَرَبَ مِنْ جَهَنَّمَ ؟ قَالَ : لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ، خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا رَبِّ ، لَيْتَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الْأَرْوَاحِ ، وَجَسَدِي فِي الْأَجْسَادِ ، وَلَا تُجَرِّدْنِي فِي فَصْلِ الْقَضَاءِ . قَالَ عُمَرُ : إِيَّاهُ نُرِيدُ . قَالَ : فَانْطَلَقَ بِهِمْ ذُفَافَةُ ، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ، خَرَجَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا لَيْتَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الْأَرْوَاحِ ، وَجَسَدِي فِي الْأَجْسَادِ ، وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ . قَالَ : فَعَدَا عَلَيْهِ عُمَرُ ، فَاحْتَضَنَهُ ، فَقَالَ : الْأَمَانَ الْأَمَانَ ، الْخَلَاصَ مِنَ النَّارِ . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : أَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ . فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، هَلْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِذَنْبِي ؟ قَالَ : لَا عِلْمَ لِي ، إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَكَ بِالْأَمْسِ ، فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَأَرْسَلَنِي وَسَلْمَانَ فِي طَلَبِكَ . فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، لَا تُدْخِلْنِي عَلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ يُصَلِّي ، أَوْ بِلَالًا يَقُولُ : قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ . قَالَ : أَفْعَلُ . فَأَقْبَلُوا بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَوَافَقُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ ، فَبَدَرَ عُمَرُ وَسَلْمَانُ الصَّفَّ ، فَمَا سَمِعَ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَتَّى خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : يَا عُمَرُ ، وَيَا سَلْمَانُ ، مَا فَعَلَ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَا : هَا هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : يَا ثَعْلَبَةُ . قَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا غَيَّبَكَ عَنِّي ؟ . قَالَ : ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى آيَةٍ تَمْحُو الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا ؟ قَالَ : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : قُلْ : اللَّهُمَّ {{ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }} . قَالَ : ذَنْبِي أَعْظَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : بَلْ كَلَامُ اللَّهِ أَعْظَمُ . ثُمَّ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالِانْصِرَافِ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَمَرِضَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ ، فَجَاءَ سَلْمَانُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ لَكَ فِي ثَعْلَبَةَ ؟ فَإِنَّهُ لِمَا بِهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ . فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ ، أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَأْسَهُ ، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ ، فَأَزَالَ رَأْسَهُ عَنْ حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لِمَ أَزَلْتَ رَأْسَكَ عَنْ حِجْرِي ؟ قَالَ : إِنَّهُ مِنَ الذُّنُوبِ مَلْآنُ . قَالَ : مَا تَجِدُ ؟ قَالَ : أَجِدُ مِثْلَ دَبِيبِ النَّمْلِ بَيْنَ جِلْدِي وَعَظْمِي . قَالَ : فَمَا تَشْتَهِي ؟ قَالَ : مَغْفِرَةَ رَبِّي . قَالَ : فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ : لَوْ أَنَّ عَبْدِي هَذَا لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةٍ لَلَقِيتُهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَفَلَا أُعْلِمُهُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : بَلَى . قَالَ : فَأَعْلَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَلِكَ ، فَصَاحَ صَيْحَةً ، فَمَاتَ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِغُسْلِهِ وَكَفَنِهِ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَأَيْنَاكَ تَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِكَ . قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ ، مَا قَدَرْتُ أَنْ أَضَعَ رِجْلَيَّ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ كَثْرَةِ أَجْنِحَةِ مَنْ نَزَلَ لِتَشْيِيعِهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَمِمَّنْ ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ