Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215
أرشيف الإسلام - موسوعة الحديث - حديث () - دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني حديث رقم: 13
  • 1887
  • أَنَّ هِشَامَ بْنَ الْعَاصِ ، وَنُعَيْمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، وَرَجُلًا ، آخَرَ قَدْ سَمَّاهُ بُعِثُوا إِلَى مَلِكِ الرُّومِ زَمَنَ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : " فَدَخَلْنَا عَلَى جَبَلَةَ بْنِ الْأَيْهَمِ ، وَهُوَ بِالْغُوطَةِ ، فَإِذَا عَلَيْهِ ثِيَابٌ سُودٌ ، وَإِذَا كُلُّ شَيْءٍ حَوْلَهُ أَسْوَدُ ، فَقَالَ : يَا هِشَامُ ، كَلِّمْهُ ، فَكَلَّمَهُ وَدَعَاهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، فَقَالَ : مَا هَذِهِ الثِّيَابُ السُّودُ ؟ قَالَ : لَبِسْتُهَا نَذْرًا ، وَلَا أَنْزِعُهَا ، حَتَّى أُخْرِجَكُمْ مِنَ الشَّامِ كُلِّهَا ، قَالَ : فَقُلْنَا : فَوَاللَّهِ ، لَنَأْخُذَنَّهُ مِنْكَ ، وَمُلْكَ الْمَلِكِ الْأَعْظَمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَأَنْتُمْ إِذًا السَّمْرَاءُ ؟ قُلْنَا : السَّمْرَاءُ قَالَ : لَسْتُمْ بِهِمْ ، قُلْنَا : وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ بِالنَّهَارِ ، وَيَقُومُونَ اللَّيْلَ ، قُلْنَا : نَحْنُ هُمْ وَاللَّهِ ، قَالَ : فَكَيْفَ صَوْمُكُمْ ؟ فَوَصَفْنَا لَهُ صَوْمَنَا ، قَالَ : فَكَيْفَ صَلَاتُكُمْ ؟ فَوَصَفْنَا لَهُ صَلَاتَنَا ، قَالَ : فَاللَّهُ يَعْلَمُ لَقَدْ غَشِيَهُ سَوَادٌ ، حَتَّى صَارَ وَجْهُهُ كَأَنَّهُ قِطْعَةُ مِنْ طَابِقٍ ، قَالَ : قُومُوا ، فَأَمَرَ بِنَا إِلَى الْمَلِكِ ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا ، فَلَقِيَنَا الرَّسُولُ بِبَابِ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : إِنْ شِئْتُمْ أَتَيْتُكُمْ بِبِغَالٍ ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَتَيْتُكُمْ بِبَرَاذِينَ ؟ فَقُلْنَا : لَا وَاللَّهِ ، لَا نَدْخُلُ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا نَحْنُ ، قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنَّهُمْ يَأْبَوْنَ قَالَ : فَأَرْسَلَ أَنْ خَلِّ سَبِيلَهُمْ ، قَالَ : فَدَخَلْنَا مُتَعَمِّمِينَ ، مُتَقَلِّدِينَ السُّيُوفَ عَلَى الرَّوَاحِلِ ، فَلَمَّا كُنَّا بِبَابِ الْمَلِكِ ، إِذَا هُوَ فِي غُرْفَةٍ عَالِيَةٍ ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا ، قَالَ : فَرَفَعْنَا رُءوسَنَا ، فَقُلْنَا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، قَالَ : فَاللَّهُ يَعْلَمُ لَنَفَضَتِ الْغُرْفَةُ كُلُّهَا ، حَتَّى كَأَنَّهَا عِذْقٌ نَفَضَتْهُ الرِّيحُ ، قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا إنَّ هَذَا لَيْسَ لَكُمْ ، أَنْ تَجْهَرُوا بِدِينِكُمْ عَلَيَّ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا أَنِ ادْخُلُوا ، فَدَخَلْنَا ، فَإِذَا هُوَ عَلَى فِرَاشٍ إِلَى السَّقْفِ ، وَإِذَا عَلَيْهِ ثِيَابٌ حُمْرٌ ، وَإِذَا كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ أَحْمَرُ ، وَإِذَا عِنْدَهُ بَطَارِقَةُ الرُّومِ ، قَالَ : وَإِذَا هُوَ يُرِيدُ أَنْ يُكَلِّمَنَا بِرَسُولٍ ، فَقُلْنَا : لَا وَاللَّهِ ، لَا نُكَلِّمُهُ بِرَسُولٍ ، وَإِنَّمَا بُعِثْنَا إِلَى الْمَلِكِ ، فَإِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ نُكَلِّمَكَ ، فَائْذَنْ لَنَا نُكَلِّمْكَ ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ ضَحِكَ ، فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ فَصِيحٌ يُحْسِنُ الْعَرَبِيَّةَ ، فَقُلْنَا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، قَالَ : فَاللَّهُ يَعْلَمُ لَقَدْ نَفَضَ السَّقْفُ حَتَّى رَفَعَ رَأْسَهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ، فَقَالَ : مَا أَعْظَمُ كَلَامِكُمْ عِنْدَكُمْ ؟ فَقُلْنَا : هَذِهِ الْكَلِمَةُ قَالَ : الَّتِي قُلْتُمَاهَا قَبْلُ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : وَإِذَا قُلْتُمُوهَا فِي بِلَادِ عَدُوِّكُمْ نَفَضَتْ سُقُوفُهُمْ ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : فَإِذَا قُلْتُمُوهَا فِي بِلَادِكُمْ نَفَضَتْ سُقُوفُكُمْ ؟ قُلْنَا : لَا ، وَمَا رَأَيْنَاهَا فَعَلَتْ هَذَا ، وَمَا هُوَ إِلَّا شَيْءٌ مُيِّزْتَ بِهِ ، فَقَالَ : مَا أَحْسَنَ الصِّدْقَ فَمَا تَقُولُونَ إِذَا فَتَحْتُمُ الْمَدَائِنَ ؟ قَالُوا : نَقُولُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، قَالَ : تَقُولُونَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُحَيُّونِي بِتَحِيَّتِكُمْ بَيْنَكُمْ ؟ قُلْنَا : إِنَّ تَحِيَّةً بَيْنَنَا لَا تَحِلُّ لَكَ ، وَتَحِيَّتُكَ لَا تَحِلُّ لَنَا فَنُحَيِّيكَ بِهَا ، قَالَ : وَمَا تَحِيَّتُكُمْ ؟ قُلْنَا : تَحِيَّةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، قَالَ : وَبِهَا كُنْتُمْ تُحَيُّونَ نَبِيَّكُمْ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ قَالَ : وَبِهَا يُحَيِّيكُمْ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَنْ كَانَ يُورَثُ مِنْكُمْ ؟ قُلْنَا : مَنْ كَانَ أَقْرَبَ قَرَابَةٍ ، قَالَ : وَكَذَلِكُمْ مُلُوكُكُمْ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَمَرَ لَنَا بِمَنْزِلٍ كَبِيرٍ ، وَمَنْزِلٍ حَسَنٍ ، قَالَ : فَمَكَثْنَا ثَلَاثًا ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْنَا لَيْلًا ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ ، فَاسْتَعَادَنَا كَلَامَنَا ، فَأَعَدْنَاهُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا عِنْدَهُ شِبْهُ الرَّبْعَةِ الْعَظِيمَةِ مُذَهَّبَةٌ ، وَإِذَا فِيهَا أَبْوَابٌ صِغَارٌ ، فَفَتَحَ مِنْهَا بَابًا ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ خِرْقَةَ حَرِيرٍ سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، فَإِذَا رَجُلٌ طَوِيلٌ أَكْثَرُ النَّاسِ شَعْرًا ، فَقَالَ : تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : هَذَا آدَمُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، فَإِذَا رَجُلٌ ضَخْمُ الرَّأْسِ ، عَظِيمٌ ، لَهُ شَعَرٌ كَشَعْرِ الْقِبْطِ ، أَعْظَمُ النَّاسِ إِلْيَتَيْنِ ، أَحْمَرُ الْعَيْنَيْنِ ، فَقَالَ : أَتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : هَذَا نُوحٌ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، فَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، كَأَنَّهُ حَيُّ يَتَبَسَّمُ ، فَقَالَ : أَتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا ، فَقَالَ : هَذَا إِبْرَاهِيمُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، قَالَ : قُلْنَا : النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : هَذَا وَاللَّهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : فَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ قَامَ ، ثُمَّ قَعَدَ ، ثُمَّ قَالَ : آللَّهِ بِدِينِكُمْ ، إِنَّهُ نَبِيُّكُمْ ؟ قُلْنَا : آللَّهِ بِدِينِنَا إِنَّهُ نَبِيُّنَا ، كَأَنَّمَا نَنْظُرُ إِلَيْهِ حَيًّا ، قَالَ : إِنَّمَا كَانَ آخِرَ الْأَبْوَابِ ، وَلَكِنِّي عَجَّلْتُهُ ؛ لِأَنْظُرَ مَاذَا عِنْدَكُمْ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ خِرْقَةً سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، فَإِذَا رَجُلٌ مُقَلَّصُ الشَّفَتَيْنِ ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ ، مُتَرَاكِبُ الْأَسْنَانِ ، كَثُّ اللِّحْيَةِ عَابِسٌ ، فَقَالَ : تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : هَذَا مُوسَى ، وَإِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ يُشْبِهُهَ غَيْرَ أَنَّ فِي عَيْنَيْهِ قُبْلًا ، وَفِي رَأْسِهِ اسْتِدَارَةٌ ، فَقَالَ : هَذَا هَارُونُ ، ثُمَّ رَفَعَهَا ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ خِرْقَةً سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ حَمْرَاءُ ، أَوْ بَيْضَاءُ ، وَإِذَا رَجُلٌ مَرْبُوعٌ ، فَقَالَ : تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : هَذَا دَاوُدُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً ، أَوْ خِرْقَةً سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، وَإِذَا رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى فَرَسٍ طَوِيلِ الرِّجْلَيْنِ ، قِصِيرِ الظَّهْرِ ، كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ جَنَاحٌ تَحُفُّهُ الرِّيحُ ، قَالَ : أَتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : سُلَيْمَانُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، وَإِذَا صُورَةُ شَابٍّ تَعْلُوهُ صُفْرَةٌ ، صَلْتُ الْجَبِينِ ، حَسَنُ اللِّحْيَةِ ، يُشْبِهُهُ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ قَالَ : أَتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : هَذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَأَمَرَ بِالرَّبْعَةِ ، فَرُفِعَتْ ، فَقُلْنَا : هَذِهِ صُورَةُ نَبِيِّنَا ، قَدْ عَرَفْنَاهَا ، فَإِنَّا قَدْ رَأَيْنَاهُ فَهَذِهِ الصُّوَرُ الَّتِي لَمْ نَرَهَا كَيْفَ نَعْرِفُهَا أَنَّهَا هِيَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ صُورَةَ نَبِيٍّ نَبِيٍّ ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صُوَرَهُمْ فِي خِرَقِ الْحَرِيرِ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَأَصَابَهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ فِي خِزَانَةِ آدَمَ فِي مَغْرِبِ الشَّمْسِ ، فَلَمَّا كَانَ دَانْيَالُ صَوَّرَهَا هَذِهِ الصُّوَرَ ، فَهِيَ بِأَعْيَانِهَا ، فَوَاللَّهِ لَوْ تَطِيبُ نَفْسِي فِي الْخُرُوجِ عَنْ مُلْكِي مَا بَالَيْتُ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا لِأَشَدِّكُمْ مَلَكَةً ، وَلَكِنْ عَسَى أَنْ تَطِيبَ نَفْسِي قَالَ : فَأَحْسَنَ جَائِزَتَنَا ، وَأَخْرَجَنَا . وَفِي رِوَايَةِ شُرَحْبِيلَ : فَفَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ ، إِذَا فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ ، كَأَنَّهُ صُورَةُ آدَمَ سَبْطٍ رَبْعَةٍ ، كَأَنَّهُ غَضْبَانُ حَسَنُ الْوَجْهِ قَالَ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا قَالَ : هَذَا لُوطٌ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ أَبْيَضَ ، مُشْرَبِ حُمْرَةٍ ، أَحْنَى خَفِيفِ الْعَارِضَيْنِ ، حَسَنِ الْوَجْهِ قَالَ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا قَالَ : هَذَا إِسْحَاقُ ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ تُشْبِهُ صُورَةَ إِسْحَاقَ ، إِلَّا أَنَّ عَلَى شَفَتِهِ السُّفْلَى خَالًا قَالَ : تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا قَالَ : هَذَا يَعْقُوبُ ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ أَبْيَضَ ، حَسَنِ الْوَجْهِ ، أَقْنَى الْأَنْفِ ، حَسَنِ الْقَامَةِ ، يَعْلُو وَجْهَهُ النُّورُ ، يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْخُشُوعُ ، يَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرَةِ ، فَقَالَ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا قَالَ : هَذَا إِسْمَاعِيلُ جَدُّ نَبِيِّكُمْ ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ كَأَنَّهُ صُورَةُ آدَمَ ، كَأَنَّ وَجْهَهُ الشَّمْسُ قَالَ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا قَالَ : يُوسُفُ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْقِصَّةَ إِلَى آخِرِهَا ، وَزَادَ : فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ حَدَّثْنَاهُ بِمَا رَأَيْنَا ، وَمَا قَالَ لَنَا ، وَمَا أَدْنَانَا ، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ ، وَقَالَ : مِسْكِينٌ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا لَفَعَلَ ، ثُمَّ قَالَ : أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمُ الْيَهُودُ يَجِدُونَ بَعْثَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ }}

    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا مَسْعُودُ بْنُ يَزِيدَ الْقَطَّانُ ، قَالَ : ثنا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : ثنا عَبَّادُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ الْقُرَشِيِّ ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ الْعَاصِ ، وَنُعَيْمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، وَرَجُلًا ، آخَرَ قَدْ سَمَّاهُ بُعِثُوا إِلَى مَلِكِ الرُّومِ زَمَنَ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : فَدَخَلْنَا عَلَى جَبَلَةَ بْنِ الْأَيْهَمِ ، وَهُوَ بِالْغُوطَةِ ، فَإِذَا عَلَيْهِ ثِيَابٌ سُودٌ ، وَإِذَا كُلُّ شَيْءٍ حَوْلَهُ أَسْوَدُ ، فَقَالَ : يَا هِشَامُ ، كَلِّمْهُ ، فَكَلَّمَهُ وَدَعَاهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، فَقَالَ : مَا هَذِهِ الثِّيَابُ السُّودُ ؟ قَالَ : لَبِسْتُهَا نَذْرًا ، وَلَا أَنْزِعُهَا ، حَتَّى أُخْرِجَكُمْ مِنَ الشَّامِ كُلِّهَا ، قَالَ : فَقُلْنَا : فَوَاللَّهِ ، لَنَأْخُذَنَّهُ مِنْكَ ، وَمُلْكَ الْمَلِكِ الْأَعْظَمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ نَبِيُّنَا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : فَأَنْتُمْ إِذًا السَّمْرَاءُ ؟ قُلْنَا : السَّمْرَاءُ قَالَ : لَسْتُمْ بِهِمْ ، قُلْنَا : وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ بِالنَّهَارِ ، وَيَقُومُونَ اللَّيْلَ ، قُلْنَا : نَحْنُ هُمْ وَاللَّهِ ، قَالَ : فَكَيْفَ صَوْمُكُمْ ؟ فَوَصَفْنَا لَهُ صَوْمَنَا ، قَالَ : فَكَيْفَ صَلَاتُكُمْ ؟ فَوَصَفْنَا لَهُ صَلَاتَنَا ، قَالَ : فَاللَّهُ يَعْلَمُ لَقَدْ غَشِيَهُ سَوَادٌ ، حَتَّى صَارَ وَجْهُهُ كَأَنَّهُ قِطْعَةُ مِنْ طَابِقٍ ، قَالَ : قُومُوا ، فَأَمَرَ بِنَا إِلَى الْمَلِكِ ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا ، فَلَقِيَنَا الرَّسُولُ بِبَابِ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : إِنْ شِئْتُمْ أَتَيْتُكُمْ بِبِغَالٍ ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَتَيْتُكُمْ بِبَرَاذِينَ ؟ فَقُلْنَا : لَا وَاللَّهِ ، لَا نَدْخُلُ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا نَحْنُ ، قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنَّهُمْ يَأْبَوْنَ قَالَ : فَأَرْسَلَ أَنْ خَلِّ سَبِيلَهُمْ ، قَالَ : فَدَخَلْنَا مُتَعَمِّمِينَ ، مُتَقَلِّدِينَ السُّيُوفَ عَلَى الرَّوَاحِلِ ، فَلَمَّا كُنَّا بِبَابِ الْمَلِكِ ، إِذَا هُوَ فِي غُرْفَةٍ عَالِيَةٍ ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا ، قَالَ : فَرَفَعْنَا رُءوسَنَا ، فَقُلْنَا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، قَالَ : فَاللَّهُ يَعْلَمُ لَنَفَضَتِ الْغُرْفَةُ كُلُّهَا ، حَتَّى كَأَنَّهَا عِذْقٌ نَفَضَتْهُ الرِّيحُ ، قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا إنَّ هَذَا لَيْسَ لَكُمْ ، أَنْ تَجْهَرُوا بِدِينِكُمْ عَلَيَّ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا أَنِ ادْخُلُوا ، فَدَخَلْنَا ، فَإِذَا هُوَ عَلَى فِرَاشٍ إِلَى السَّقْفِ ، وَإِذَا عَلَيْهِ ثِيَابٌ حُمْرٌ ، وَإِذَا كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ أَحْمَرُ ، وَإِذَا عِنْدَهُ بَطَارِقَةُ الرُّومِ ، قَالَ : وَإِذَا هُوَ يُرِيدُ أَنْ يُكَلِّمَنَا بِرَسُولٍ ، فَقُلْنَا : لَا وَاللَّهِ ، لَا نُكَلِّمُهُ بِرَسُولٍ ، وَإِنَّمَا بُعِثْنَا إِلَى الْمَلِكِ ، فَإِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ نُكَلِّمَكَ ، فَائْذَنْ لَنَا نُكَلِّمْكَ ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ ضَحِكَ ، فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ فَصِيحٌ يُحْسِنُ الْعَرَبِيَّةَ ، فَقُلْنَا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، قَالَ : فَاللَّهُ يَعْلَمُ لَقَدْ نَفَضَ السَّقْفُ حَتَّى رَفَعَ رَأْسَهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ، فَقَالَ : مَا أَعْظَمُ كَلَامِكُمْ عِنْدَكُمْ ؟ فَقُلْنَا : هَذِهِ الْكَلِمَةُ قَالَ : الَّتِي قُلْتُمَاهَا قَبْلُ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : وَإِذَا قُلْتُمُوهَا فِي بِلَادِ عَدُوِّكُمْ نَفَضَتْ سُقُوفُهُمْ ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : فَإِذَا قُلْتُمُوهَا فِي بِلَادِكُمْ نَفَضَتْ سُقُوفُكُمْ ؟ قُلْنَا : لَا ، وَمَا رَأَيْنَاهَا فَعَلَتْ هَذَا ، وَمَا هُوَ إِلَّا شَيْءٌ مُيِّزْتَ بِهِ ، فَقَالَ : مَا أَحْسَنَ الصِّدْقَ فَمَا تَقُولُونَ إِذَا فَتَحْتُمُ الْمَدَائِنَ ؟ قَالُوا : نَقُولُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، قَالَ : تَقُولُونَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُحَيُّونِي بِتَحِيَّتِكُمْ بَيْنَكُمْ ؟ قُلْنَا : إِنَّ تَحِيَّةً بَيْنَنَا لَا تَحِلُّ لَكَ ، وَتَحِيَّتُكَ لَا تَحِلُّ لَنَا فَنُحَيِّيكَ بِهَا ، قَالَ : وَمَا تَحِيَّتُكُمْ ؟ قُلْنَا : تَحِيَّةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، قَالَ : وَبِهَا كُنْتُمْ تُحَيُّونَ نَبِيَّكُمْ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ قَالَ : وَبِهَا يُحَيِّيكُمْ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَنْ كَانَ يُورَثُ مِنْكُمْ ؟ قُلْنَا : مَنْ كَانَ أَقْرَبَ قَرَابَةٍ ، قَالَ : وَكَذَلِكُمْ مُلُوكُكُمْ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَمَرَ لَنَا بِمَنْزِلٍ كَبِيرٍ ، وَمَنْزِلٍ حَسَنٍ ، قَالَ : فَمَكَثْنَا ثَلَاثًا ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْنَا لَيْلًا ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ ، فَاسْتَعَادَنَا كَلَامَنَا ، فَأَعَدْنَاهُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا عِنْدَهُ شِبْهُ الرَّبْعَةِ الْعَظِيمَةِ مُذَهَّبَةٌ ، وَإِذَا فِيهَا أَبْوَابٌ صِغَارٌ ، فَفَتَحَ مِنْهَا بَابًا ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ خِرْقَةَ حَرِيرٍ سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، فَإِذَا رَجُلٌ طَوِيلٌ أَكْثَرُ النَّاسِ شَعْرًا ، فَقَالَ : تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : هَذَا آدَمُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، فَإِذَا رَجُلٌ ضَخْمُ الرَّأْسِ ، عَظِيمٌ ، لَهُ شَعَرٌ كَشَعْرِ الْقِبْطِ ، أَعْظَمُ النَّاسِ إِلْيَتَيْنِ ، أَحْمَرُ الْعَيْنَيْنِ ، فَقَالَ : أَتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : هَذَا نُوحٌ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، فَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، كَأَنَّهُ حَيُّ يَتَبَسَّمُ ، فَقَالَ : أَتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا ، فَقَالَ : هَذَا إِبْرَاهِيمُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، قَالَ : قُلْنَا : النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : هَذَا وَاللَّهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : فَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ قَامَ ، ثُمَّ قَعَدَ ، ثُمَّ قَالَ : آللَّهِ بِدِينِكُمْ ، إِنَّهُ نَبِيُّكُمْ ؟ قُلْنَا : آللَّهِ بِدِينِنَا إِنَّهُ نَبِيُّنَا ، كَأَنَّمَا نَنْظُرُ إِلَيْهِ حَيًّا ، قَالَ : إِنَّمَا كَانَ آخِرَ الْأَبْوَابِ ، وَلَكِنِّي عَجَّلْتُهُ ؛ لِأَنْظُرَ مَاذَا عِنْدَكُمْ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ خِرْقَةً سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، فَإِذَا رَجُلٌ مُقَلَّصُ الشَّفَتَيْنِ ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ ، مُتَرَاكِبُ الْأَسْنَانِ ، كَثُّ اللِّحْيَةِ عَابِسٌ ، فَقَالَ : تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : هَذَا مُوسَى ، وَإِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ يُشْبِهُهَ غَيْرَ أَنَّ فِي عَيْنَيْهِ قُبْلًا ، وَفِي رَأْسِهِ اسْتِدَارَةٌ ، فَقَالَ : هَذَا هَارُونُ ، ثُمَّ رَفَعَهَا ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ خِرْقَةً سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ حَمْرَاءُ ، أَوْ بَيْضَاءُ ، وَإِذَا رَجُلٌ مَرْبُوعٌ ، فَقَالَ : تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : هَذَا دَاوُدُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً ، أَوْ خِرْقَةً سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، وَإِذَا رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى فَرَسٍ طَوِيلِ الرِّجْلَيْنِ ، قِصِيرِ الظَّهْرِ ، كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ جَنَاحٌ تَحُفُّهُ الرِّيحُ ، قَالَ : أَتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : سُلَيْمَانُ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ ، وَإِذَا صُورَةُ شَابٍّ تَعْلُوهُ صُفْرَةٌ ، صَلْتُ الْجَبِينِ ، حَسَنُ اللِّحْيَةِ ، يُشْبِهُهُ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ قَالَ : أَتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا ، قَالَ : هَذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَأَمَرَ بِالرَّبْعَةِ ، فَرُفِعَتْ ، فَقُلْنَا : هَذِهِ صُورَةُ نَبِيِّنَا ، قَدْ عَرَفْنَاهَا ، فَإِنَّا قَدْ رَأَيْنَاهُ فَهَذِهِ الصُّوَرُ الَّتِي لَمْ نَرَهَا كَيْفَ نَعْرِفُهَا أَنَّهَا هِيَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ صُورَةَ نَبِيٍّ نَبِيٍّ ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صُوَرَهُمْ فِي خِرَقِ الْحَرِيرِ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَأَصَابَهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ فِي خِزَانَةِ آدَمَ فِي مَغْرِبِ الشَّمْسِ ، فَلَمَّا كَانَ دَانْيَالُ صَوَّرَهَا هَذِهِ الصُّوَرَ ، فَهِيَ بِأَعْيَانِهَا ، فَوَاللَّهِ لَوْ تَطِيبُ نَفْسِي فِي الْخُرُوجِ عَنْ مُلْكِي مَا بَالَيْتُ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا لِأَشَدِّكُمْ مَلَكَةً ، وَلَكِنْ عَسَى أَنْ تَطِيبَ نَفْسِي قَالَ : فَأَحْسَنَ جَائِزَتَنَا ، وَأَخْرَجَنَا . وَفِي رِوَايَةِ شُرَحْبِيلَ : فَفَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ ، إِذَا فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ ، كَأَنَّهُ صُورَةُ آدَمَ سَبْطٍ رَبْعَةٍ ، كَأَنَّهُ غَضْبَانُ حَسَنُ الْوَجْهِ قَالَ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا قَالَ : هَذَا لُوطٌ ، ثُمَّ أَعَادَهُ ، وَفَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ أَبْيَضَ ، مُشْرَبِ حُمْرَةٍ ، أَحْنَى خَفِيفِ الْعَارِضَيْنِ ، حَسَنِ الْوَجْهِ قَالَ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا قَالَ : هَذَا إِسْحَاقُ ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ ، فِيهَا صُورَةٌ تُشْبِهُ صُورَةَ إِسْحَاقَ ، إِلَّا أَنَّ عَلَى شَفَتِهِ السُّفْلَى خَالًا قَالَ : تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا قَالَ : هَذَا يَعْقُوبُ ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ أَبْيَضَ ، حَسَنِ الْوَجْهِ ، أَقْنَى الْأَنْفِ ، حَسَنِ الْقَامَةِ ، يَعْلُو وَجْهَهُ النُّورُ ، يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْخُشُوعُ ، يَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرَةِ ، فَقَالَ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا قَالَ : هَذَا إِسْمَاعِيلُ جَدُّ نَبِيِّكُمْ ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ كَأَنَّهُ صُورَةُ آدَمَ ، كَأَنَّ وَجْهَهُ الشَّمْسُ قَالَ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قُلْنَا : لَا قَالَ : يُوسُفُ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْقِصَّةَ إِلَى آخِرِهَا ، وَزَادَ : فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ حَدَّثْنَاهُ بِمَا رَأَيْنَا ، وَمَا قَالَ لَنَا ، وَمَا أَدْنَانَا ، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ ، وَقَالَ : مِسْكِينٌ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا لَفَعَلَ ، ثُمَّ قَالَ : أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُمُ الْيَهُودُ يَجِدُونَ بَعْثَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ }} قَالَ الشَّيْخُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَفِي هَذِهِ الْقِصَّةِ عِلْمُ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ بِصِفَةِ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ السَّلَامُ وَبِاسْمِهِ ، وبَبَعْثِهِ ، وَانْتِفَاضِ الْغُرْفَةِ حِينَ أَهَلُّوا بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَمَا يُوجَدُ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ بَعْدَ مَوْتِ الْأَنْبِيَاءِ ، كَمَا يُوجَدُ أَمْثَالُهَا قَبْلَ بَعْثَتِهِمْ إِعْلَامًا ، وَإِيذَانًا بِقُرْبِ مَبْعَثِهِمْ وَمَجِيئِهِمْ ، وَلِهَذَا قَرَائِنُ وَنَظَائِرُ تُذْكَرُ فِي تَضَاعِيفِ الْأَبْوَابِ عَلَى مَا شَرَطْنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

    الرواحل: الرواحل : جمع راحلة وهي ما صلح للأسفار والأحمال من الإبل
    عذق: العَذْق بالفتح : النَّخْلة ، وبالكسر : العُرجُون بما فيه من الشَّمارِيخ ، ويُجْمع على عِذَاقٍ
    بطارقة: البطارقة : جمع بِطْرِيق ، وهو الحاذِق بالحرْب وأمُورها بلُغة الرُّوم ، وهو ذُو مَنْصِب وتَقَدُّم عندهم
    غائر: غائر العينين : عيناه داخلتان في رأسه لاصقتان بقعر الحدقة ، ضد الجاحظ
    كث: الكث : الغزير والكثيف
    مربوع: المربوع : المتوسط القامة بين الطول والقصر
    سبط: الشعر السبط : المنبسط المسترسل
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات