• 298
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا تَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ ؟ قَالَ : " إِنَّمَا بُعِثْتُ نِعْمَةً ، وَلَمْ أُبْعَثْ عَذَابًا

    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ثنا مَرْوَانُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا تَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ ؟ قَالَ : إِنَّمَا بُعِثْتُ نِعْمَةً ، وَلَمْ أُبْعَثْ عَذَابًا وَمِنْ فَضَائِلِهِ : إِخْبَارُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ إِجْلَالِ قَدْرِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَبْجِيلِهِ ، وَتَعْظِيمِهِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ مَا خَاطَبَهُ فِي كِتَابِهِ ، وَلَا أَخْبَرَ عَنْهُ إِلَّا بِالْكِنَايَةِ الَّتِي هِيَ النُّبُوَّةُ وَالرِّسَالَةُ الَّتِي لَا أَجَلَّ مِنْهَا فَخْرًا ، وَلَا أَعْظَمَ خَطَرًا ، وَخَاطَبَ غَيْرَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَقَوْمِهِمْ ، وَأَخْبَرَ عَنْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ، وَلَمْ يَذْكُرْهُمْ بِالْكِنَايَةِ الَّتِي هِيَ غَايَةُ الْمَرْتَبَةِ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جُمْلَتِهِمْ بِمُشَارَكَتِهِ مَعَهُمْ فِي الْخِطَابِ وَالْخَبَرِ ، فَأَمَّا فِي حَالِ الِانْفِرَادِ ، فَمَا ذَكَرَهُمْ إِلَّا بِأَسْمَائِهِمْ ، وَالْكِنَايَةُ عَنِ الِاسْمِ غَايَةُ التَّعْظِيمِ لِلْمُخَاطَبِ الْمُجَلَّلِ ، وَالْمَدْعُوِّ الْعَظِيمِ ؛ لِأَنَّ مَنْ بَلَغَ بِهِ غَايَةَ التَّعْظِيمِ كُنِّيَ عَنِ اسْمِهِ ، إِنْ كَانَ مَلِكًا قِيلَ لَهُ : يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ ، وَإِنْ كَانَ أَمِيرًا قِيلَ لَهُ : يَا أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، وَإِنْ كَانَ خَلِيفَةً قِيلَ : يَا أَيُّهَا الْخَلِيفَةُ ، وَإِنْ كَانَ دَيَّانًا قِيلَ : يَا أَيُّهَا الْحَبْرُ ، أَيُّهَا الْقِسُّ ، أَيُّهَا الْعَالِمُ ، أَيُّهَا الْفَقِيهُ ، فَفَضَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبَلَغَ بِهِ غَايَةَ الرُّتْبَةِ ، وَأَعَالِيَ الرِّفْعَةِ ، فَقَالَ لِنَبِيِّهِ : {{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا }} ، {{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ }} ، {{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ }} ، {{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ }} فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ ، وَخَاطَبَ آدَمَ وَمَنْ دُونَهُ مِنَ النَّبِيِّينَ بِأَسْمَائِهِمْ ، وَكَذَلِكَ الْإِخْبَارُ عَنْهُمْ ، فَقَالَ : {{ يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ }} ، {{ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى }} فِي الْإِخْبَارِ عَنْهُ ، وَ {{ يَا نُوحُ اهْبِطْ }} ، {{ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ }} ، وَ {{ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا }} ، وَ {{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ }} ، وَ {{ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ }} ، وَقَالَ : {{ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ }} ، وَ {{ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ }} ، وَ {{ إِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ }} ، وَكَذَلِكَ غَيْرُهُمْ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ {{ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ }} ، وَ {{ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا }} ، وَ {{ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ }} ، {{ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ }} ، وَ {{ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ }} ، وَ {{ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ }} ، كُلُّ أُولَئِكَ خُوطِبُوا بِأَسْمَائِهِمْ ؛ فَكُلُّ مَوْضِعٍ ذَكَرَ مُحَمَّدًا عَلَيْهِ السَّلَامُ بِاسْمِهِ أَضَافَ إِلَيْهِ ذِكْرَ الرِّسَالَةِ ، فَقَالَ : {{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ }} ، وَقَالَ : {{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ }} ، وَقَالَ : {{ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ، وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ }} ، وَقَالَ : {{ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ }} ، فَسَمَّاهُ لِيَعْلَمَ مَنْ جَحْدَهُ أَنَّ أَمْرَهُ وَكِتَابَهُ هُوَ الْحَقُّ ؛ وَلِأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوهُ إِلَّا بِمُحَمَّدٍ ، وَلَوْ لَمْ يُسَمِّهِ لَمْ يُعْلَمِ اسْمُهُ مِنَ الْكِتَابِ ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَنْبِيَاءِ لَوْ لَمْ يُسَمُّوا فِي الْكِتَابِ مَا عُرِفَتْ أَسَامِيهُمْ كَتَسْمِيَةِ اللَّهِ لَهُ مُحَمَّدًا ، وَذَلِكَ كُلُّهُ زِيَادَةٌ فِي جَلَالَتِهِ ، وَنَبَالَتِهِ ، وَنَبَاهَتِهِ ، وَشَرَفِهِ ؛ لِأَنَّ اسْمَهُ مُشْتَقٌّ مِنِ اسْمٍ لِلَّهِ كَمَا مَدَحَهُ عَمُّهُ فَقَالَ : وَشَقَّ لَهُ مِنِ اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ ثُمَّ جَمَعَ فِي الذِّكْرِ بَيْنَ اسْمِ خَلِيلِهِ وَنَبِيِّهِ ، فَسَمَّى خَلِيلَهُ بِاسْمِهِ وَكَنَّى حَبِيبَهُ بِالنُّبُوَّةِ ، فَقَالَ : {{ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ }} ، فَكَنَّاهُ إِجْلَالًا ، وَرَفَعَهُ لِفَضْلِ مَرْتَبَتِهِ ، وَنَبَاهَتِهِ عِنْدَهُ ، ثُمَّ قَدَّمَهُ فِي الذِّكْرِ عَلَى مَنْ تَقَدَّمَهُ فِي الْبَعْثِ ، فَقَالَ : {{ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ }} إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا }} ، وَقَالَ : {{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ }}

    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات