قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ : " إِنِّي لَلَيْلَةً مُوَاجِهٌ هَذَا الْمِنْبَرَ أَدْعُو فِي جَوْفِ اللَّيْلِ إِذَا إِنْسَانٌ عِنْدَ أُسْطُوَانَةٍ مُقَنِّعٌ رَأْسَهُ فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ : أَيْ رَبِّ , إِنَّ الْقَحْطَ قَدِ اشْتَدَّ عَلَى عِبَادِكَ وَإِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ , إِلَّا سَقَيْتَهُمْ , قَالَ : فَمَا كَانَ إِلَّا سَاعَةٌ إِذَا سَحَابَةٌ قَدْ أَقْبَلَتْ ثُمَّ أَرْسَلَهَا اللَّهُ , وَكَانَ عَزِيزًا عَلَى ابْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنْ يخْفَى عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْخَيْرِ فَقَالَ : هَذَا بِالْمَدِينَةِ وَأَنَا لَا أَعْرِفُهُ , فَلَمَّا سَلَّمَ الْإِمَامُ تَقَنَّعَ وَانْصَرَفَ وَاتَّبَعَهُ وَلَمْ يَجْلِسْ لِلْقَاصِّ حَتَّى أَتَى دَارَ أَنَسٍ فَأَخْرَجَ مِفْتَاحًا فَفَتَحَ ثُمَّ دَخَلَ , قَالَ : وَرَجَعْتُ فَلَمَّا سَبَّحْتُ أَتَيْتُهُ فَإِذَا أَنا أَسْمَعُ نَجْرًا فِي بَيْتِهِ , فَسَلَّمْتُ ثُمَّ قُلْتُ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : ادْخُلْ فَإِذَا هُوَ يَنْجُرُ أَقْدَاحًا يَعْمَلُهَا , قَالَ : فَقُلْتُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : فَاسْتَشْهَرَهَا وَاسْتَعْظَمَهَا مِنِّي , فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ : إِنِّي سَمِعْتُ إِقْسَامَكَ الْبَارِحَةَ عَلَى اللَّهِ , يَا أَخِي , هَلْ لَكَ فِي نَفَقَةٍ تُغْنِيكَ عَنْ هَذَا وَتُفَرِّغُكَ لَمَّا تُرِيدُ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ ؟ قَالَ : لَا وَلَكِنْ غَيْرَ ذَلِكَ لَا تَذْكُرْنِي لِأَحَدٍ وَلَا تَذْكُرْ هَذَا لِأَحَدٍ حَتَّى أَمُوتَ وَلَا تَأْتِنِي يَا ابْنَ الْمُنْكَدِرِ , فَإِنَّكَ إِنْ تَأْتِنِي شَهَرْتَنِي لِلنَّاسِ , قُلْتُ : إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاكَ , قَالَ : الْقَنِي فِي الْمَسْجِدِ وَكَانَ فَارِسِيًّا قَالَ : فَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ حَتَّى مَاتَ الرَّجُلُ , قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : بَلَغَنِي أَنَّهُ انْتَقَلَ مِنْ تِلْكَ الدَّارِ فَلَمْ يُرَ وَلَمْ يُدْرَ أَيْنَ ذَهَبَ , فَقَالَ أَهْلُ تِلْكَ الدَّارِ : اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ , أَخْرَجَ عَنَّا الرَّجُلَ الصَّالِحَ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَرَوِيُّ , ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى , ثنا ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ : إِنِّي لَلَيْلَةً مُوَاجِهٌ هَذَا الْمِنْبَرَ أَدْعُو فِي جَوْفِ اللَّيْلِ إِذَا إِنْسَانٌ عِنْدَ أُسْطُوَانَةٍ مُقَنِّعٌ رَأْسَهُ فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ : أَيْ رَبِّ , إِنَّ الْقَحْطَ قَدِ اشْتَدَّ عَلَى عِبَادِكَ وَإِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ , إِلَّا سَقَيْتَهُمْ , قَالَ : فَمَا كَانَ إِلَّا سَاعَةٌ إِذَا سَحَابَةٌ قَدْ أَقْبَلَتْ ثُمَّ أَرْسَلَهَا اللَّهُ , وَكَانَ عَزِيزًا عَلَى ابْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنْ يخْفَى عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْخَيْرِ فَقَالَ : هَذَا بِالْمَدِينَةِ وَأَنَا لَا أَعْرِفُهُ , فَلَمَّا سَلَّمَ الْإِمَامُ تَقَنَّعَ وَانْصَرَفَ وَاتَّبَعَهُ وَلَمْ يَجْلِسْ لِلْقَاصِّ حَتَّى أَتَى دَارَ أَنَسٍ فَأَخْرَجَ مِفْتَاحًا فَفَتَحَ ثُمَّ دَخَلَ , قَالَ : وَرَجَعْتُ فَلَمَّا سَبَّحْتُ أَتَيْتُهُ فَإِذَا أَنا أَسْمَعُ نَجْرًا فِي بَيْتِهِ , فَسَلَّمْتُ ثُمَّ قُلْتُ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : ادْخُلْ فَإِذَا هُوَ يَنْجُرُ أَقْدَاحًا يَعْمَلُهَا , قَالَ : فَقُلْتُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : فَاسْتَشْهَرَهَا وَاسْتَعْظَمَهَا مِنِّي , فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ : إِنِّي سَمِعْتُ إِقْسَامَكَ الْبَارِحَةَ عَلَى اللَّهِ , يَا أَخِي , هَلْ لَكَ فِي نَفَقَةٍ تُغْنِيكَ عَنْ هَذَا وَتُفَرِّغُكَ لَمَّا تُرِيدُ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ ؟ قَالَ : لَا وَلَكِنْ غَيْرَ ذَلِكَ لَا تَذْكُرْنِي لِأَحَدٍ وَلَا تَذْكُرْ هَذَا لِأَحَدٍ حَتَّى أَمُوتَ وَلَا تَأْتِنِي يَا ابْنَ الْمُنْكَدِرِ , فَإِنَّكَ إِنْ تَأْتِنِي شَهَرْتَنِي لِلنَّاسِ , قُلْتُ : إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاكَ , قَالَ : الْقَنِي فِي الْمَسْجِدِ وَكَانَ فَارِسِيًّا قَالَ : فَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ حَتَّى مَاتَ الرَّجُلُ , قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : بَلَغَنِي أَنَّهُ انْتَقَلَ مِنْ تِلْكَ الدَّارِ فَلَمْ يُرَ وَلَمْ يُدْرَ أَيْنَ ذَهَبَ , فَقَالَ أَهْلُ تِلْكَ الدَّارِ : اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ , أَخْرَجَ عَنَّا الرَّجُلَ الصَّالِحَ